رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)
المحتويات
.. سألته بصوت حانى
انت كويس يا عمر
تنهد عمر وأغلق عينيه للحظة .. ثم نظر اليها قائلا
ماما بجد أنا مش قادر أتكلم
قالت كريمة فى لهفة
عايزه أطمن عليك بس
قال بشئ من الحده
اطمنى .. بس لو سمحتى أنا فعلا مش قادر أتكلم مع حد ..
لو سمحتى سبيني مع نفسي شوية
ربتت أمه على رجله ثم نهضت وألقت عليه نظرة أسى قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها
توجه عمر الى مخزن العلف .. وجده مازال مغلقا .. وقف أمامه واضعا يديه فى جيب بنطاله كان يبدو عليه التوتر والتململ من الانتظار .. بعد قرابه الربع ساعه .. رأى عبد الحميد مقبلا من بعيد .. فتوجه اليه ..نظر اليه عبد الحميد بدهشه .. وانتظر أن يتحدث .. نظر اليه عمر قائلا
تنهد عبد الحميد فى حسره ..ثم ربت على كتف عمر قائلا
أنا عارف ان أفضالك علينا كتير يا بشمهندس .. وان لولاك كان زمانا الله أعلم بحالنا دلوقتى .. وخيرك مغرقنا و ....
قاطعه عمر قائلا
مش ده سؤالى يا عم عبد الحميد ... سؤالى بنتك رفضتنى ليه
جذبه عبد الحميد من كتفه وسارا معا قليلا قال له عبد الحميد
ثم قال بحزم
صمت عمر وهو يستمع الى عبد الحميد .. شعر بالأسى على ياسمين التى اضطرت الى العيش شهر كامل مع رجل لا تريده .. شعر بالحنق والضيق والڠضب لأجلها .. وشعر بالغيره ټطعنه فى قلبه طعنات قاتله .. الټفت الى عبد الحميد قائلا بحنق
ياريتك ما غصبتها عليه
اللى حصل بأه يا بشمهندس .. والحمد لله ان ربنا خلصها منه .. مع انها خلاص اتحسبت عليها جوازه
توقف عمر عن السير ونظر اليه قائلا
برده ماقولتليش هى ليه رفضانى
ما قالتليش سبب الرفض .. قالتلى بس انها مش عايزاك .. وأنا محاولتش أضغط عليها
شعر عمر بالألم عندما سمع مش عايزاك .. أطرق برأسه فى صمت .. ربت عبد الحميد على ذراعه قائله
بص يا بشمهندس .. هى لسه يا دوب مطلقه .. ومصدقت انها خلصت من اللى ميتسماش .. أكيد البنت لسه مش على بعضها .. ولسه خاېفه من طليقها ليأذيها .. وأكيد هى مش عارفه هى عايزه ايه ..اصبر عليها .. أنا عارف انها مش هتلاقى أحسن منك .. بس الموضوع محتاج صبر شوية
أومأ عمر برأسه .. ثم تركه وانصرف .. وعينا عبد الحميد تتابعه بحسره .
استيقظت ياسمين متكاسله .. أخذت تنظر الى ساعتها لتعلم انها تأخرت على عملها .. لكنه لا تشعر بأى رغبة للذهاب الى العمل .. أو حتى لمغادرة فراشها .. كانت تخشى أن تراه فتضعف مقاومتها .. ظلت تفكر ترى ماذا كان رد فعله عندم علم برفضها
اياه .. طبعا صدم ابتسمت لنفسها بسخريه .. هو بالتأكيد غاضب ثائر الآن .. ليس لأنه خسرها .. بل لكرامته التى أهدرت .. للصڤعة التى أعطتها اياه .. وبالتأكيد عائلته سعيده الآن .. أنه ابتعد عن الفتاة التى يرونها غير لائقه لتصبح واحده منهم .. شعرت بالڠضب يجتاح كيانها .. ويملأ نفسها .. ظلت تستغفر ربها .. لتحاول تهدئه نفسها .. ثم نهضت وتوضأت وصلت الضحى .. وارتدت ملابسها وخرجت للذهاب الى عملها
وقفت نهلة فى مطبخ بيتها الجديد .. بيت
متابعة القراءة