رواية للكاتبة دهب عطيه كاملة

موقع أيام نيوز


عيناها ونظرت له وجدته يبادلها النظرة ببرود قاسې ...يتغير كل دقيقه عن الأخره إنفصام في شخصيته تقسم انه إنفصام ليس إلا ولكن هذا الإنفصام معها هي دوما ...
نهض سالم قال بهدوء....
انا هطلع برأ المطعم شويه ...
رايح فين ..سالته حياة بتردد
هشرب سجاير عندك مانع ...رد ببرود ساخر
صمتت بإقتضاب من معاملته لها واكملت طعامها معه وابنتها على مضض...

وقف امام محل صغير يبيع الألعاب مختلفة الاشكال للأطفال ...
مسك دمية صغيرة على شكل عروسة
انيق للحق الغريب انها تشبه حياة بهذا الشعر الأسود ولوجه الأبيض النحيف وعيونها السوداء وشفتيها الكريز بها بعض الأشياء من حياة ..
ابتسم بسخرية ....
على نفسه يمكن ان تكون الدمية لأ تشبه حياة الا
بهذا الشعر الأسود ولكن عينيه تراها تشبهها ..
اللعنه هل بدات تفقد صواب مشاعرك اتجاه هذه الفتاة !..تساءل عقله باستنكار
لم يجاوبه فهو ليس عنده اجأبه على سوأل صعب التفكير به ..
ابتسمت له البائعه التي كانت تنظر له بعملية
وقالت بجدية...
تحب تشوف حاجه غيرها لو مش عجبه حضرتك ...
لاء هخدها و ياريت تجبيلي عروسه زيها او قريبه منها ...
اومأت له بإبتسامة رقيقه ...
دلف لهم بعد ربع ساعة وجدهم يجلسون بانتظاره جلس على المقعد امامهم قال بحرج ....
اتفضلي ياورد الجوري ..
اخذت منه الصغيرة العلبة لتجدها دمية جميلة للغاية
الله حلوه العروسه اوي يابابا
.....شكرا ..
هتفت ورد بسعادة طفوليه
وضع امام حياة علبه متوسط الحجم ولم يتحدث
نظرت له بعدم فهم وبدات تحدق به بإستفهام ..
تنحنح بصوته بحرج خفي حاول ان يكون باردا
انا هحاسب الندل خلينا نمشي ..
ذهب سريعا من امامها ..نظرت في العلبه المغلفة
لتجد دمية ملفتة للنظر بهذا الشعر الأسود الداكن
وهذه العيون السوداء ولوجه النحيف وفستانها
الوردي الفاتح كانت جميلة بطريقة اسعدت قلبها وكانها طفلة في الخامس من عمرها
ابتسمت بحزن فهي لم تحظا ابدا بتلك الحظة البسيطة من صغرها لم ياتي لها احد بدميه او ألعاب مثل الذي كانت تاتي للاطفال في سنها ...
ماما أنت بټعيطي ...سألتها ورد بتردد قلق..
مسكت العلبة بين يدها وردت بابتسامة حزينة
لاء ياحبيبتي دى التراب دخل في عيني ..
مسحت عينيها بطرف اصابعها قبل ان يأتي
سالم عليهم ....وقف امامهم قال بهدوء
مش يلا بينا قبل ماليل يدخل علينا وحنا
لس هنا 
ااه يلا

بينا كفايه كده ...
أنت كويسه ياحياة ...سالها وهو يحدق بها بإهتمام
ااه كويسه مش يلا بينا ..مسكت ورد بين يدها
وبدات بسير للخارج هربا من نظراته المتفحصة
لها ...
......................
التفتت حياة الى ورد في مقعد السيارة خلفها وجدتهت نائمة في سبات عميق ..
ابتسمت بإرتياح وسعادة فقط من اجل سعادة ورد ووجد سالم بهذا الحنان بجانب ابنتها دوما ...
رمقته بنظرة عاديه وجدته ينظر امامه بتركيز ..
تنهدت بإرهاق وهي تنظر الى نافذة السيارة بشرود واتكات على اللعبة الذي بين يديها بإمتلاك ..
بعد صمت طال اكثر من ربع ساعة همست حياة
وهي مزالت تحدق من ناقذة السيارة بحزن
شكرا يادكتور سالم ...
لم ينظر لها ولكن إكتفى بهمهمات بسيطة لها ..
مزالت على وضعها راسها على نافذة السيارة السوداء وعينيها تسافر مع الطريق الفارغ مثل قلبها ...
تعرف دي اول مره حد يجبلي هديه تلمسني
بشكل ...
رمقها بنظرة عادية لم يرد ولم يجرأ على ان يرد بماذا يرد ....
تابعة وكانها تتحدث مع نفسها بحزن ..
زمان لم كنت في الملجأ مع البنات الى في سني كانت دايما بتجلنا هدايه من المتبرعين الاغني او
اللي حياتهم المادية مرتاحه كنت دايما لم اعرف اليوم الى هيجي فيه المتبراعين يوزعه عليه انا وأخواتي الى في الملجأ الهداية استخبا في اي حته عشان محدش يشوفني لحد مالهدايه
تخلص ويمشو وارجع اظهر تاني العب مع اخواتي وتفرج على الالعاب الجديدة وألعب معهم واخر اليوم افضل اعيط لحد ماانام عارف كنت برفضهم ليه وكنت اخر اليوم بعيط ليه ...
نظر لها بإهتمام لتكمل حديثها قائله بلهجة مزالت حزينه يكسوها الحرمان ..
اكتر حاجه بكرهه من صغري إن الناس تتعامل معايا من باب الشفقه الأني يتيمه !...ولم كنت
بعيط كنت بتمنى الاقي حد يديني للعبه من
الى كانت بتكون مع اخواتي بس عشان بيحبني
مش من باب الشفقه .....
سالها باستنكار
لدرجة دي الهدية فرقت معاك وإثرت فيك ..
ابتسمت وهي تنظر له بدموع متحجرة في عيناها
السوداء ..تعرف النهارده بنسبه ليه يوم مميز اوي
لاني حسيت بطفولتي الى ادفنت من ساعة مدخلت الملجأ....
صمت ونظر امامه بإنزعاج ليس منها لا بل منه لانه هو من ذكرها بالماضي وحرمانه ...
اول مره اروح ملاهي واركب مرجيحة ضحكت بحزن قائله .. كان باين عليه واحنا راكبين
المرجيحة العجيبة ديه ان عمري ماشفته غير فيتلفزيون وكان نفسي اجربها ويارتني ماتمنية كانت
تجربه سيئه اوي ...ابتسمت بسخرية واكملت الحديث بسعادة ..
بس كان اليوم جميل اوي عشان ورد كانت
فرحانه اوي النهارده اول مره اشوفها فرحانه كده .
شكرا على كل حاجه يادكتور سالم بجد شكرا.. 
اغمض عيناه بقوة وفتحهم مره اخرة بستياء
حديثها أثر به نظرته عنها بدات بالوضوح
كان يكره كونها فتاة ملجأ ولكن ماذنبها في
هذا الابتلاء ان تحيا
 

تم نسخ الرابط