رواية للكاتبة دهب عطيه كاملة

موقع أيام نيوز


في المخزن وتهديدك ليه... تريث برهة قبل ان يكمل..
مهم كانت اسببك ياحياة..مش سهل انسى إللي عملتيه إمبارح.... 
دلف للمرحاض واغلق الباب بقوة .... انتفض جسدها من اثار صوت اغلاق ألباب لتنزل دموعها بحسرة على علاقة حب كلما تحسنت قليلا تاتي العواصف لتضربها في عرض حائط القسۏة والجفاء ...
وقفت امام المرآة وهي تنظر لنفسها بسخرية

سخرية ليست لوجهها الشاحب الحزين بل السخرية
الحقيقة هي تمزق روحها وقلبها كلما شعرت بالأمان والعشق في حياتها البأسه ياتي حظها التعيس ويدمر اي شيء كانت تنوي بناءه معه !...
عادي ياحياة مانت طول عمرك نحس مستغربه
ليه طرقته معاك..... 
شعرت بدوار مرة أخرى جلست سريعا على الفراش بتعب ونظرت الى صورتها المعاكسة في المرآة باعياء وضعت يداها على معدتها بيد ترتجف
قالت بهمس ويقين ضائعة.....
طول الوقت بكدب وجودك.... بس انا حسى اني اتاخرت من اني اتاكد من خبر وجودك فعلا
يابن سالم...... ابتسمت بحزن سياتي هذا الصغير
بين هواجس حياتهم وعواصف مستمرة بينهم
سياتي ليصلح ام سياتي ليدمر! لا تعلم ولكن
وجود طفل بينهم سيكون له تأثير إيجابي على علاقتهم ببعضهم !....
وضعت وجهها على كف يداها وهي تغمض عيناها بقوة من اثار الدوار الحاد......
ارتدى ملابسه ونظر الى وجهه عبر المرآة وهو يمشط شعره تذكر المشهد للمرة الثانيه لا بل الألف فهو لم يتذوق طعم النوم وراحه منذ لليلة امس بسبب ما اقترفته حياةمعه تلك التي تمتلك اكبر عقل يورث الغباء وتهور.....
زفر بستياء منه ومن تعلقه وحبه لها ....
قد عشق پجنون مهلكه خرقاء تتصرف مثل الأطفال دوما ولا تاخذ شيء ضمن محمل الجدية ولكن
أليس كل ما يمر به بسبب مشاعره وقلبه ذاك...
.... 
خرج من المرحاض وهو يهندم ملابسه ليجدها تجلس على الفراش مغمضت العين بقوة ووجهها
شاحب وكانها تحارب شيء وهمي.....
تقدم منها بخطوات سريعة...وحثى على ركبته
امامها وهو يرفع راسها قال بقلق ولهفه..
مالك ياحياه انت تعبانه.....
هزت راسها بتعب وهي تقول....
ااه شويه .....يعني دوخه بسيطه اكيد من قلة
الأكل.....
وجه راسه لناحية الآخره زافرا بضيق وهو يسالها
بحنق.....
تاني إهمال في لاكل انت بتحبي تشوفي نفسك
تعبانه كده دايما ....
سالم هو أنت ممكن تبعد عني في يوم.... 
رفع عيناه عليها اكثر بتراقب وهو يسألها بغرابه..
مش فاهم اي دخل ده في الموضوع اللي بنتكلم
فيه دلوقتي... 
رد عليه ياسالم...... هو اللي انا عملته في المخزن ده .... ممكن يخليك تبعد عني.... 
تنهد بتعب من الهروب من سؤالها الذي تقذفه في
وجهه بدون تردد......
انا أكتر كمان.. 
قاطعها وهو يجز على اسنانه مهدد إياها بتوضيح
أكثر....
ما أفسدته البارحة معه ولكن كعادتها فعلت خطأ جديد....
سالم انا مش قصدي حاجه انا فهمت مقصد
كلامك غلط..... انا اسفه..... 
طيب...... اكتفى بهذا الرد المستفز لاي امرأه
احتدت عينيها وهي تقول بضيق...
يعني إيه طيب انا بقولك اني اسفه المفروض ترد
عليه بذوق .... 
ارتفع حاجباه وهو يسألها بشك..
يعني انا قليل الذوق ياحياة..... 
يوووه يادي النيله ... هتفت داخلها بستياء من ان يتغير ردها المشين او كما يقالكلامك دبش
وقفت امامه وهي تكاد تبكي لتستهدف قلبه
بتعاطف ومهارة..... هتفت بحنو..
بص انا
اسفه على اللي عملته.. بس كمان انا كنت خاېفه عليك وعملت كل ده عشانك....صدقني ياسالم
انا عمري ما كنت هسامح نفسي لو حصلك حآجه..
زفر وهو يقترب منها بهدوء...
عارف ياحياة ومقدر...بس بلاش تعملي كده في تاني....لو بتحبيني بجد بلاش الحركات دي..لأنك
عارفه حياتك غاليه عندي قد إيه...
تلاقت أعينهما وأخذت حوار معاتب لا يخلو من الحنان الطاغي والحب المتقد بينهم...
انا آسفه...مش هتكرر تاني ياسالم...أوعدك بكده...
..
هعمل إيه....قلبي المهزء سمحك كالعادة..
..
بعد مرور ساعة...
بعد ان ارتدى ملابس كاجول بنطال بني مع تيشرت صيفي يدخل به الون الابيض ولبني.....
كان تطلع عليه بهيام عاشقة وهي تراقب هندمته
لنفسه امام المرآة.......
بتبصي كده ليه..... سألها سالم وهو يتطلع عليها
عبر المرآة بغرابه......
ابتسمت وهي تقول بمشاكسة
عادي يعني....... 
عجبك انا صح.... سألها بمكر وهو يقترب منها
فصل اللحظة طرق على باب غرفتهم ابتعد عنها ببطء وهو ينظر الى بنيتان مسبلتان عليه بضعف يتمذجان بالعاطفية الجامحة !.....
بخشونة....
مين...... 
ردت مريم بتهذيب من الناحية الآخرة...
انا ياسالم بيه.... الفطار جاهز تحت...... 
رد عليها بهدوء....
لا انا نازل يامريم.... هاتي الفطار هنا على الاوضه لحياة...... 
حاضر..... قالتها مريم وهي تبتعد عن باب الغرفة...
ارتفعت عينا حياة ناظرة إليه بتسأل....
وانت هتنزل من غير فطار.... 
مرر يده على شعرها وهو يرد عليها بخفوت...
لاء ياحبيبتي مليش نفس كلي أنت عشان الدوخه
اللي

بتجيلك ديه...... 
لا مينفعش... انت مش هتمشي غير لم تفطر ماهو انا مش هفطر لوحدي....... 
رد عليها بتمهل......
مش هتفطري لوحدك ورد هتطلع تفطر معاك...
زمت شفتيها بعدم رضا...لكنها صمتت فهي لن تجادله أكثر..تعلم انه يحارب لأجل اخفاء المه عنها وعن قرار آخذه عنوة عنه !..
شده وتزول ياوليد...... قالتها ريهام وهي تجلس
بجانب والدتها خيرية وكانو يجلسون في داخل
مكتب وكيل النيابة......
رد وليد پحقد....
سلمني للبوليس ابن ال.....لا وقريب كمان هيعدمني...
هتفت خيرية پخوف ....
بعد الشړ عليك ياضنيا ان شاءالله هو وعيلته كلها
متقلقش ابوك هيقوملك اكبر محامي في البلد..
ابتسم ساخرا وهو يرد عليها بحسرة....
محامي إيه يامااا اللي بتكلمي عنه...
التسجيل بقه في ايد الحكومه يعني القضيه
لبساني لبساني وحبل المشنقه
 

تم نسخ الرابط