رواية كاملة للكاتبة روز آمين
المحتويات
ليرتبك وهو يتحدث
البركة في معاليك يا باشا إنت اللي هتجيب القاټل من قفاه إن شاءالله
حضر عزيز بصحبة وجدي ومنيرة ليهرول عزيز على الچثة متخطيا رجال الشرطة وكاد أن يكشف وجهها فهدر به الشرطي بحدة
إبعد يا راجل من هنا
أنا جوزها قالها پجنون لينطق الضابط وهو يشير للعسكري
سيبه يشوفها ويتأكد إن كانت هي ولا لاء
هي دي مراتك !
أغمض عينيه يعتصرهما بقوة ليهز رأسه بإيجاب لينطق الضابط مرة أخرى بلهجة أمرة
تعالى هنا
تحرك إلى الضابط الذي بدأ باستجوابه ليخبره أنه تفاجأ بشقيقه يخبره بذاك الخبر المشؤم وأن أخر مرة رأى بها زوجته حين صنعت له كوبا من الشاي الساخن ثم ولجت لغرفة النوم الخاصة بهما وغفت ليلحقها هو سريعا بعد أن شرب المشروب وشعر بثقل شديد برأسه ليغفو بسرعة عجيبة بمجرد وضعه لرأسه على الوسادة ولم يشعر بشئ سوى صباحا على خبطات شقيقه
مين اللي قتل البت يا عزيز إنطق
وكتاب الله ما أعرف حاجة أنا قومت على الخبر زيي زيكم يا ناس قالها بهلع من مظهر الأم لتصرخ قائلة
يعني البت هتمشي من جنبك وإنت نايم ومش هتحس بيها !
صاح مدافعا عن حاله من نظرة الشك التي بعينيها
صاح الضابط لينطق بحدة أمرا رجاله بعدما حضرت سيارة الإسعاف
خد لي جوز القتيلة واهلها على القسم علشان نستجوبهم في محضر رسمي يا ابني
في مزرعة أخرى ولكن مختلفة كليا مزرعة الخيول الخاصة بعائلة الزين والتي تحتوى على أندر وأغلى أنواع الخيول العربية الأصيلة توجد بالمزرعة إستراحة كبيرة مجهزة على أعلى مستوى من الأثاث والمفروشات والاجهزة التي تليق بعائلة الزين حيث يأتون إليها من الحين للأخر لقضاء العطلات الرسمية وسط الحديقة بمساحتها الشاسعة والمليئة بأشجار ثمار الفواكة المتنوعة والنخيل والزهور أيضا مما أعطاها مظهرا خلابا ومكانا مناسبا لقضاء عطلة مريحة
وصلت الثلاث سيارات بالتوالي إلى المزرعة علام وبصحبته زوجته الراقيه ثم ماجد وزوجته ونجلاهما بسيارة ماجد الخاصة وبالأخير توقف ذاك العاشق بالسيارة الخاصة به وبصحبته زوجته وأيهم يجاوره صغير شقيقته ترجل سريعا ليتوجه للجهة الأخرى ليفتح الباب لأميرة قلبه
إنزلي براحتك يا بابا
تطلعت لعينيه وباتت تشكر الله على تلك العطية الثمينة الذي وهبها لها كهدية على صبرها على الإبتلاءات التي تعرضت لها طيلة سنواتها أسرعت عليها عصمت لتسألها بلهفة أم
إنت كويسة يا حبيبتي الطريق كان مريح بالنسبة لك !
بادلتها بابتسامة ممتنة وهي تخبرها
أنا بخير يا ماما الحمدلله
كان أحمد واقفا في استقبالهم هو وعائلته وسميحة حيث إكفهرت ملامحها وهي ترى إهتمام الرجل التي لم تعشق سواه بأخرى تبادل الجميع التحية ووصل فؤاد إلى سميحة التي تحدثت بابتسامة سعيدة وصوت هائم وهي ترى حبيبها
إزيك يا فؤاد
كادت أن تحتضنه فصدها بهدوء حيث ارجع جسده للخلف ومد يده باستقامه قائلا بابتسامة هادئة
إزيك إنت يا سميحة أخبارك إيه
سحب يده سريعا تحت ذهولها ثم عاود ليحاوط كتف حبيبته التي شعرت بكم هائل من الراحة والحبور لتتطلع عليه بعينين ممتنتين هائمة في عشق رجلها الفريد بادلها الإبتسامة باخرى مغرمة ليتحدث أحمد وهو يشير للجميع
إتفضلوا يا جماعة واقفين ليه
ثم استرسل مازحا وهو يحاوط كتف شقيقه ويتحركان باتجاه الطاولات المعدة للجلوس في الهواء الطلق
اللي يسمعني وأنا بعزم عليكم بقلب جامد بالشكل ده يقول إن المزرعة ملكي وإنتوا ضيوف عندي
ربت علام على ظهر شقيقه ليبتسم قائلا بنبرة حنون
كل حاجة تحت رجليك يا حبيبي كفاية بشاشة وشك ومقابلتك اللي تشرح القلب
ربت كلا منهما على ظهر الاخر بحنو لتزفر نجوى بضيق فهي لا تطيق عائلة زوجها ولا تحبذ الوجود معهم بمكان واحد جلس الجميع لتتحدث بنبرة متعالية وهي تطالع إيثار بتقليل
سمعت إنك روحتي المالديف مع سيادة المستشار
إممم هكذا ردت عليها إيثار بابتسامة صفراء ردا على نظراتها المقللة لتتابع الاخرى بتعالي
أكيد دي أول مرة تزوريها
كادت أن تجيبها ليقاطعها أحمد الذي سأم إسلوب زوجته المستفز والمتعالي مع أفراد عائلته لينطق بما أفحم نجوى وجعل الڼار تشتعل بداخل قلبها
على أساس إنك روحتيها قبل جوازنا مثلا المالديف معروف معظم الزائرين بيكونوا أزواج
إبتسمت له ليسألها بملاطفة كي يزيل أثار كلمات تلك المستفزة المسمۏمة
مقولتليش يا إيثار الباشا بتاعنا خرجك هناك وشرفنا ولا حبسك في الشالية وعمل فيها الفرعون المصري
ابتسمت بسعادة لتنطق وهي تنظر لحبيبها الجالس بجوارها
الباشا على طول مشرفكم يا عمو
واسترسلت وهي تحتضن كفه برعاية
أنا أكتر ست محظوظة في الدنيا كلها
حبيبي همس بها وهو يتعمق بعينيها تحت اشتعال سميحة وضيق نجوى التي تتحسس من رؤية أي شخص سعيد تحدث أحمد بنبرة ودودة إلى أيهم
منور يا أيهم
ده نورك يا أحمد باشا نطقها الشاب على استحياء ليوجه له علام حديثه كي يجعله يندمج بالاجواء
إيه رأيك في المزرعة يا أيهم
نطق بلباقة
حلوة قوي يا سيادة المستشار وأحلا ما فيها إنتم
تسلم يا حبيبي ده من ذوقك قالها علام ليتايع
عندنا خيول حلوة قوي هنا هتعجبك لما تشوفها
هتف يوسف الجالس بجوار الصغيرة بيسان بأخر الطاولة تصاحبهما المربية
مش هتوريني الحصان ونركبه زي المرة اللي فاتت يا جدو
نطق علام بصوت حماسي
إنت بالذات محضر لك هدية حلوة قوي يا چو
سأله بفضول
هدية إيه !
لما ناكل هوريها لك بنفسي قالها علام ليتابع بملاطفة لشقيقه
فين يا سيدي الفطار من إمبارح وإنت واكل دماغي في الكلام عن الفطير المشلتت اللي هتخلي البنات يعملوه من النجمة والعسل اللي جاي من الخلية مباشر والجبنة ومعرفش إيه
واسترسل تحت ضحكات الجميع
وأدينا قاعدين لينا ساعة لا
شوفنا فطير ولا حمام
أجاب شقيقه بنبرة مرحة
الفطير هناكله حالا لكن الحمام والذي منه على الغدا يا سيادة المستشار
نطقت عصمت بملاطفة
إهدى شوية على الباشمهندس يا سيادة المستشار وبعدين هو أحنا لحقنا ناخد نفسنا
رد على زوجته مشاكسا شقيقه بطريقة لطيفة
مش هو اللي أصر يشيل الليلة كلها وقال أنا عازمكم يتحمل بقى
قهقه فؤاد ليقول لوالدته
إطلعي من بين بابا وعمي يا ماما ده الداخل بينهم خارج
تحدث بسام نجل أحمد إلى إيثار
بتعرفي تركبي خيل يا إيثار
نطقت بابتسامة بشوش
بصراحة مجربتش
رد عليها بنبرة راقية وزوجته تجاوره الجلوس
جربي بعد الفطار متأكد إن الموضوع هيعجبك جدا
ابتسم فؤاد ورفع كف يدها يقبله قبل أن ينطق وهو يتعمق بساحرتيها
إن شاءالله نجرب بس بعد تمن شهور
ضيق الشاب عينيه بعدم استيعاب لتهتف نجوى بنبرة حادة بعد أن فهمت مغزى جملته
هي مراتك حامل
تطلعت عصمت إلى نجوى لترى حقدا دفين داخل عينيها لتردد المعوذتين بسريرتها وتدعوا الله أن يحفظ حفيدها الغالي من عيني تلك الحاقدة أما فؤاد فهز رأسه لينطق بنبرة أظهرت كم السعادة التي غمرت روحه منذ
استماعه لخبر حياته
الحمدلله إيثار حامل في الشهر الأول
مبروك يا فؤاد قالها الشاب بسعادة لإبن عمه الخلوق وتحدثت زوجته إلى إيثار
مبروك
شكرتها باحترام أما سميحة فنزل الخبر عليها كصاعقة كهربائية هزت كيانها بالكامل لتحول بصرها سريعا إلى فريال ترمقها بنظرات لائمة قابلتها بأخرى أسفة لتسحب عنها بصرها سريعا لينطق العم بسعادة بالغة
الله اكبر بسم الله ماشاء الله مبروك يا حبايبي
واستطرد مفخما من نجل شقيقه الذي تزوج من شهرين على حد علمه
يعني الباشا يا دوب عدى شهر العسل وأثبت جدارتها
قهقه رغما عنه ليلتفت إليه الجميع ليرفع كفيه للأعلى قائلا
أسف للأزعاج
نطق أحمد بمداعبة
براحتك يا باشا إنت تعمل اللي إنت عاوزه هو بعد اللي حصل ده حد هيقدر يقول لك تلت التلاتة كام
ضحك الجميع بسعادة ما عدا سميحة ونجوى حضر العامل لينطق بنبرة وقورة
الفطار جاهز يا بشوات
تجمعوا حول طاولة الطعام وبدأوا يتناولون بشهية عالية لجودة الطعام وأنواعه المختلفة التي تناسب جميع الاذواق أمسك لقمة من الفطير وغرسها بصحن العسل ليقربها من فم مالكة الفؤاد وهو يقول
إفتحي بقك يا بابا
همست باعتراض وقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل
بلاش الحركات دي قدامهم يا فؤاد انا بتكسف
حبيبي اللي بيتكسف يا ناس قالها بدلال ليتابع وهو يضع اللقمة بفمها
طب إيه رأيك إني بعمل كده مخصوص علشان أشوف خدود حبيبي اللي بتحمر وهو مكسوف
برغم خجلها وعدم راحتها إلا أنها لم تتحكم بشعور السعادة الهائلة وهي تتملك من روحها لتسحبها إلى سماء العشق لتتراقص على أنغام كلماته المغرمة همست وكأنها مغيبة أمام سحر عينيه
بحبك يا فؤاد
وأنا بمۏت فيك يا حياة فؤاد قالها بصوت رجلا عاشق حتى النخاع وتابع تناول طعامه لتنطق عصمت وهي تناولها صحنا
خدي يا حبيبتي كلي من الجبنة القريش مفيدة ليك وللبيبي
تسلم إيدك يا ماما أخذت من يدها الصحن وبدأت بتناول بعض القطع منه لتباغتها فريال هي الأخرى التي وقفت لتمدد جسدها وهي تناولها كأسا من الحليب الطازج
ودي كباية لبن من عمتو
ابتسمت وتناولتها من يدها لتنطق بصوت مرح
تسلم إيدك يا عمتو
تطلع لشقيقته ليغمرها بابتسامة ونظرات ممتنة لتبادله بأخرى شديدة الحنان بعد قليل كانت تتحرك بجانب شقيقها الذي تحدث بنبرة حنون
مش هتبلغي ماما بخبر حملك
تفتكر هيفرق معاها سألته بعينين لائمة لتشق صدره تنهيدة حارة لأجلها لتتابع بغصة مرة وقفت بحلقها
إوعى تفتكر
إني مبسوطة ببعدي عنها ومقاطعتها
رفعت كتفيها للأعلى لتتابع پألم ظهر بمقلتيها
بس للأسف مسابتليش خيار تاني البعد عنها فيه راحتي يا أيهم
تخيل قالتها بأعين مغيمة ليتألم شقيقها لألمها جذبها ليشدد من احتضانها لتنظر عليها من بعيد نجوى التي تحدثت بتعالي إلى ابنتها التي تتحرك بجوارها للتنزه وسط الأشجار
شايفة الأشكال اللي عمك ومراته دخلوهم في وسطنا لا وجبرونا نقعد معاهم على سفرة واحدة
زفرت سميحة لتتابع الاخرى وهي ترمق عصمت المندمجة بالحديث مع أحمد وعلام
طول عمرها عاملة لنفسها برستيج والدكتورة راحت والدكتورة جت كل ده علشان تظهر بشكل الست المثقفة وتثبت إنها أعلى من الكل
واستطردت ساخرة
وفي الأخر جايبة لنا واحدة من الشارع تقعد على سفرة أسيادها اللي كان اقصى حلم ليها تخدم عليهم وهما بياكلوا
هتفت سميحة وهي ترمق غريمتها بنظرات يملؤها الغل
دي حملت من أول يوم يا مامي
متابعة القراءة