بقلم نونا المصري
المحتويات
شركة ادهم وكان خبر زواج ادهم من مريم قد انتشر في الشركة كما لو انه وباء خطېر وأخذ جميع الموظفين يتساءلون عن الموضوع وكيف استطاعت تلك الفتاة البسيطة ان توقع ادهم عزام السيوفي الملقب بالجبل الجليدي في حبها لدرجة أنه تزوجها وانجب منها طفلا .
وخلال هذه الايام كانت حالة الهام افضل بكثير لانها اشغلت نفسها في العمل واثمر مجهودها هي وصديقتها مريم في النجاح الكبير الذي حققته الشركة لان الموقع الإلكتروني قد اصدر في موعده المحدد وحقق نسبة ارباح عالية جدا فكانت النتيجة ان تصبح هي احدى المبرمجات الرئيسية في الشركة بينما عادت مريم لتصبح سكرتيرة
زوجها الخاصة وكانت سعيدة بذلك خصوصا لان ادهم كان يعاملها معاملة خاصة عندما يكونا لوحدهما ولكن اثناء العمل كان يقسو عليها احيانا لان لا مجال للتهاون في شركته حتى وان كانت مريم حبيبته يبقى العمل عملا
.
وذات يوم......
كانت سلوى تجهز نفسها لکي تدخل إلى احدى العمليات برفقة زوجها معاذ وبينما كانت تعقم يديها شعرت بالدوار من رائحة المعقم القوية فكادت ان تفقد توازنها ولكن زوجها اسندها قائلا فيكي حاجة يا حبيبتي
شعر معاذ بالقلق عليها لذا وضع يده على جبينها وقال مفيش سخونيه بس شكلك تعبانه اوي ومش هينفع تدخلي العملية وانتي بالحالة دي .
سلوى انا كويسه يا معاذ.
رد معاذ بجدية انتي عارفه النظام يا سلوى ماينفعش تدخلي اي عملية وانتي تعبانه لان دا هيعرض حياة المړيض للخطړ علشان كدا انتي روحي ريحي وانا هطلب دكتور تخدير تاني.
نظر إليها قائلا لو تعبانه اوي خلي الدكتورة سما تكشف عليكي لغاية ما اخلص العملية واجيلك اوك.
ابتسمت سلوى بلطف لان زوجها الذي تحبه ېخاف عليها حتى من نسمة الهواء فامسكت بيده وقالت متخفش يا حبيبي انا كويسه بس جايز حسيت بدوخة لاني منمتش كويس امبارح.
معاذ طيب يا قلبي انا لازم اروح دلوقتي وانتي متعبيش نفسك اتفقنا.
معاذ ادعيلي.
سلوى ربنا يقويك .
ثم دخل معاذ الى العملية بعد ان طلب من احد اطباء التخدير المتفرغين ان يحل محل سلوى التي كانت ترافقه في كل عملية جراحية يجريها اما هي فنزعت الثوب الاخضر وارادت ان تخرج من غرفة التعقيم ولكنها شعرت بالأعياء الشديد وضعت يدها على فمها لتمنع نفسها عن التقيوء ثم ركضت نحو الحمام وبدأت تتقيأ وعندما انتهت شعرت بصداع خفيف فغسلت وجهها ونظرت إلى انعكاس صورتها في المرآة مطولا وفي تلك اللحظة شع شعاع الأمل في قلبها المنكسر واخفضت نظرها لتنظر إلى بطنها ثم وضعت يدها عليه وقالت بعدم تصديق معقول انا.....حامل !
فمها غير مصدقة انها حامل اخيرا بعد انتظار 6 سنوات طويلة ولكن الله جبار السماوات قد جبر بخاطرها المنكسر بعد ان صبرت طويلا ورضيت بحكمه وقسمته وقد زرع في جوفها روحا طاهرة نقية ستعوضعها هي وزوجها الذي رفض رفضا قاطعا بأن يتزوج غيرها حتى ينجب وفضل ان يعيش بدون اطفال على ان يكسر قلبها.
خرج معاذ من غرفة العمليات وهو منهك القوى حيث كانت العملية التي اجراها صعبة جدا ولكنها نجحت في نهاية المطاف أراد ان يتصل على زوجته لكي يطمئن عليها ولكنه تفاجأ بوجودها جالسة في مكتبه فتوجه نحوها بسرعة وسألها بلهفة انتي كويسه يا حبيبتي
نظرت سلوى اليه بعيون تملؤها الدموع مما زاد قلقه وخوفه عليها فأمسك بوجهها قائلا بقلق مالك يا سلوى انتي بټعيطي كدا ليه !
ولكنها لم تقل شيئا بل امسكت يده ووضعت بها اختبار الحمل دون ان تبعد نظرها عن وجهه فنظر هو الى الجهاز الذي وضعته بيده وسرعان ما قطب حاجبيه عندما رأى أن النتيجة ايجابية فنظر الى وجهها بسرعة بعيون مفتوحة حيث ابتسمت له ثم وضعت يدها على خده قائلة الحمد لله يا حبيبي...احنا صبرنا وربنا كرمنا وهيبقى عندنا ابن.
في تلك اللحظة شعور غريب سرى في جسد معاذ الذي تفجرت دموعه لتسيل على خده كالطوفان وكأنها كانت تنتظر خلف رموشه وسألها بصوت يكاد يختفي انتي... متأكدة يا سلوى
أومأت له مبتسمة وقالت انا عملت تحليل ډم علشان اتأكد والنتيجة طلعت اني حامل في الشهر الاول.
ابتسمت هي ايضا ووضعت يدها على يده التي كانت على خدها ثم غمفمت الحمد لله اننا عشنا وشفنا اليوم دا اخيرا.
فوضع معاذ جبينه على جبينها واغمض عيناه الدامعة قائلا بحبك يا سلوى بحبك اكتر من اي حاجة في الدنيا دي وربنا يقدرني علشان اسعدك انتي وابننا اللي جاي .
تسارع في الاحداث......
عادت الهام الى المنزل في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء وكانت متعبة لذا فتحت باب المنزل وقالت بنبرة مرهقة ماما... انا رجعت وعايزه اكل بسرعة لاني ھموت من الجوع.
فاسرعت امها نحوها وقالت بصوت خاڤت وطي صوتك يا عبيطة عندنا ضيوف.
سألتها الهام بصوت منخفض مين دول
الام لو عايزه تعرفيهم يبقى خشي هما في الصالة سلمي عليهم واقعدي معاهم انتي وبباكي لغاية ما جيب الضيافة.
تنهدت الهام وقالت بعدم اكتراث انا تعبانه اوي يا ماما وعايزه اكل.
فضړبتها امها على كتفها بخفة وزجرتها من بين اسنانها يا عبيطة افهمي... بباكي قاعد معاهم لوحده
وفي ست كمان علشان كدا اقعدي معاهم لغاية ما جيب الواجب.
الهام طيب خلاص خلاص... هقعد معاهم وهنشوف اخرتها ايه.
قالت ذلك ثم توجت نحو غرفة المعيشة فابتسمت والدتها وقالت اخرتها خير ان شاء
الله.
وعندما دخلت الهام الى الصالة ارادت ان ترمي السلام ولكن لسانها شل عندما رأت خالد وعمته سحر جالسين مع والدها الذي نظر اليها وابتسم قائلا اهي العروسة جت.
فنظر خالد اليها ثم نهض وابتسم ابتسامة تحمل الكثير من المعاني اهمها الحب والاشتياق وسألها بصوت هادئ ازيك يا الهام
اما سحر فنهضت وابتسمت قائلة ازيك يا حبيبتي
ولكن الهام لم تستطيع الرد حيث كانت تحدق ب خالد بغير تصديق فوكزتها امها التي عادت من المطبخ وهي تحمل الفاكهة وغمغت بهمس اتقلي يا بت قدام الراجل.
ثم ابتسمت وقالت للمرة السابعة اهلا وسهلا.
اما العم امين فقال الهام... مش عايزه تسلمي على الجماعة يا بنتي
فعادت الهام الى طبيعتها ولكن عيناها امتلأت بالدموع وقد لاحظ خالد ذلك ولكنها تداركت الامر وابتسمت ثم توجهت نحوهم قائلة ايه المفاجأة الحلوه دي
قالت ذلك ثم مدت يدها لتصافح خالد فصافحها بيده الدافئة وما ان لمست يده حتى شعرت بقلبها يرقص فرحا ومع ذلك سألته بهدوء ازيك يا خالد
ابتسم خالد وقال دلوقتي بقيت كويس.
اربكها بكلامه لذا سحبت يدها بسرعة ثم توجهت نحو سحر التي عانقتها وقالت وحشتيني يا لولو.. بقى كدا يا شقية ترجعي مصر من غير ما تودعيني
في تلك اللحظة انسابت دمعة من عين الهام مسحتها بسرعة واردفت انا اسفه يا طنت بس السفرية جت فجأة وكان لازم ارجع.
واستطرد والدها قائلا سيبوا العتب واللوم لوقت تاني يا جماعة وخلونا نرجع لموضوعنا.
جلس الجميع مجددا وقال العم امين لابنته الهام التي جلست بجانبه بصي يا بنتي... انتي بقيتي كبيرة دلوقتي وانا بحترم كل قراراتك
بس لانك بنتي الوحيدة انا بخاف عليكي ونفسي اشوفك عروسه وتزيني بيت جوزك والراجل المحترم دا قطع مسافة طويلة علشان يجي هنا ويطلب ايدك مني قوليلي انتي موافقه تتجوزيه على سنة الله ورسوله الكريم
فنظرت الهام الى خالد پصدمة وفي تلك اللحظة حرك شفتيه وتمتم لها بكلمة كانت تنتظرها منذ سنين إذ همس لها قائلا بحبك.
ذرفت دموعها بعد ان كانت حبيسه واحنت رأسها دون ان تقول اي شيء فعاد والدها وسألها مجددا قولتي ايه يا الهام انتي موافقة انك تتجوزي الاستاذ خالد يا بنتي
احمرت وجنتيها خجلا وقالت بصوت خاڤت اللي تشوفه يا بابا.
فابتسمت امها وقالت اهو السكوت علامة الرضا يا جماعة.
واضافت سحر بابتسامة عريضة مادام كدا خلونا نقرا الفاتحة على نية التوفيق .
فقال العم امين على بركة الله.
ثم قرأوا الفاتحة وعندما انتهوا نهض خالد وصافح امين الذي قال الف مبروك يابني .
خالد ربنا يخليك يا عمي.
اما الهام فقد حاصرتها امها وعمة خالد بالعناق والتهنئة بينما كانت هي تنظر اليه بسعادة كبيرة ولكن خجلها لم يسمح لها بأن تتحدث بأي شيء الى حين قال خالد لوالدها تسمحلي اقعد مع الهام على البلكونة يا عمي
فنظرت هي الى والدها الذي قال ومالو يابني... اتفضلوا.
نظر خالد اليها ثم ابتسم ومد لها يده حتى تمسك بها قائلا يلا يا عروسة.
نظرت الهام الى امها وكأنها تستأذنها للذهاب مع زوج المستقبل فأومأت لها بابتسامة جعلتها تستجمع شجاعتها ووضعت يدها في يده بلطف وخجل ثم خرجت برفقته الى الشرفة وما ان وطأت أقدامهم أرض الشرفه حتى سحبها وعانقها بقوة وكأن حياته معلقة على ذلك ثم همس لها قائلا وحشتيني.
ذرفت الدموع مجددا وغمغت بصوت مخڼوق وانت كمان .
ثم ابعدها عنه قليلا ونظر إلى وجهها الباكي وقال بجدية بحبك.
فابتسمت بينما استمرت بذرف الدموع ولم تقل شيئا بينما سألها بابتسامة تقبلي تتجوزيني يا الهام
أومأت له برأسها بالموافقة وكأن لسانها قد شلت حركته تماما فابتسم بإشراقة وعانقها مجددا ولكن سرعان ما ابعدته عنها قائلة بهمس ميصحش تعمل كدا اهلي والجيران هيشوفنا.
فابتسم خالد وسألها مكسوفه يا لولو
ابتسمت بخجل واحنت رأسها قائلة والمفروض اني متكسفش
قبل خالد يدها واردف لأ اتكسفي لانك تبقى زي القمر وانتي مكسوفة.
فازداد خجلها ولم تصدق نفسها لان حبيبها الذي تخلت عنه قد قطع مسافات طويلة حتى يطلب يدها فنظرت اليه قائلة قولي يا خالد انت متأكد من اللي بتعمله دا
اقترب خالد منها ثم طبع قبلة ناعمة على جبينها وقال عمري مكنتش متأكد من حاجة زي ما انا متأكد من حبي ليكي... ايوا بحبك وعايز اتجوزك ونعيش مع بعض تحت سقف واحد .
فقالت الهام بنبرة قلقة بس انا مقدرش ابعد عن اهلي تاني يا خالد... يعني لو تجوزتك هرجع معاك نيويورك لان حياتك هناك.
فابتسم خالد بلطف ورد عليها بقوله حياتي كانت هناك بس دلوقتي بقت في مصر.
الهام ازاي يعني
خالد انا بعت شركتي اللي في نيويورك والفيلا وكل حاجة ورجعت علشان اعيش في مصر وهوسع شركتي اللي هنا وكل دا علشانك انتي
ومريم لاني مقدرش اعيش من غير
متابعة القراءة