رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
المحتويات
ابوها مش عارفه اقوله ولا إداري طب اقول لمحمود واهو برضو خطيب البت وبيخاف عليها بس عيبه انه غشيم ومتهور و ممكن اذود الخناق ما بينهم.
و لو قولت لمحمد هيقولي دا عيل... شرب الح... لحس دماغه و لا يقدر يعمل حاجه.
كتمت خۏفي جويا وبقت عيني على البت في الطلعه و في النزله كل ما اقولها اقعدي ماتخرجيش ابوها يقولي سبيها ماضيقيش عليها كفايه رفض خطيبها على كل حاجه لحد ما حصل اللي حصل.
ماجدة قولت للسيد سلفي ساعة اللي حصل لشذي بس هو ماصدقنيش قالي طب ما بنتك سليمه اها هو اشرف لوكان عايز يأذيها كان هايسبها.
و قولته للظابط لما اخدنا القسم بس برضو قالي مافيش دليل على كلامك ده.
و كان مرورك سلاما لقلبي وكان بالنسبة لي الأروع لكنك حرمتني حتى من رؤياك ولماذا
البعد يا مالك قلبي.
لمدة سبعة ايام بعد تلك الجلسة الطويلة لم تراه فعلمت انه قد حكم عليها وظلمها مثله مثل ابيها والجميع
على كل حال هو رجل شرقي صحيح انه متفتح العقل وطبيب ماهر
انه صباح يوم الجمعة غرة شهر رجب اهل هذا البيت يستعدون لشئ ما وانضمت إليهم والدتها لتشارك فيه اما هي فافضلت ان تظل بغرفتها حتى لا تصدم بأحد منهم مادام هو غير موجود لن تبرحها على أيتها حال.
يلا يا مالك.
صاحت السيدة مجيدة تناديه من الأسفل ليصل صوتها الي غرفتها فا همت سريعا بفتح باب الغرفه و هي تستمع لرده عليها..
و عندما اتاها صوته جرت سريعا نحو باب غرفتها على وجهها ابتسامه عريضة وعينها تلمع بفرحة اللقاء.
وفتحته بقوه لتراه يغلق باب غرفته معطيها ظهره ويرتدي جلباب اسود وعلى كتفه يطوي عبائته البنيه
ابيه مالك.
نطقتها بفرحه عارمه تبدلت الي غصه في قلبها حين رأت تشنج جسده و لاحظت يده القابضه بقوه على مقبض بابه.
نعم عايزة حاجه.
احنت رأسها بحزن علمت انه قد حكم عليها بالفعل و يراها مذنبه.
لاء ابدا مش عايزه حاجه ااانا بس كنت عايزة اسلم عليك اصلك بألك اسبوع مش في البيت و يعني..
قبل أن تتم حديثها قاطعها پحده.
ماكنتش فاضي كان عندي عمليات كتير وكنت ببات في المستشفى ويا ريت تبقى تدي مامتك تليفونك و تاخدي منها التليفون اللي جيبته ليكي ثم تركها تقف مندهشة مما تلفظ به وذهب.
واذا بها تدلف غرفتها مره ثانية وتدفع بابها بقوة ليثبت قدمه على الدرج متنهدا بصبر.
مالك استغفر الله العظيم مافيش فايدة في عنادك ده و اكمل الهبوط للأسفل.
كانت والدته تنتظره هي وخالته.
مجيدة كل ده يا دكتور اشحال لو ماكنتش قيلالك عايزه اروح السوق بدري..
اديني جيت اهو يا ام الدكتور يلا يا ستي شوفي عايزة تروحي فين و انا كلي تحت امرك النهاردة.
ماجدة ربنا يهديك يا بني ويصلح
حالك يا رب.
مالك بمشاكسه ابن مين يا جوجو عيب عليكي دانا أطول منك يا صغنن انت.
مجيدة ههههههه طب يلا عشان نلحق وقتنا وانتي يا ماجدة حاولي تنزلي شذي بقى وتفطريها و قوليلها كفاية عليها حابسه بقى.
مالك بأندهاش هي حابسه نفسها.
ماجدة من يوم ما قعدت معاك وحكتلك كل حاجه و هي حابسه نفسها
مجيدة معلش بكره لما تعرف اللي بيعمله عشانها هتفرح ووشها هيرجع ينور تاني.
مالك خدي بس انتي تليفونها القديم وخليه معاكي لحد ما اطلبه منك وابقي اديها اللي جايبه ليها و بلغيها ماتتصلش بحد ولا تدي رقمها الجديد لحد.
ماجدة حاضر هقولها يلا انتو عشان تلحقو وقتكم على ما ترجعو هاتلقوني جهزت الفطار.
مجيدة تمام بس اوعي تبهدلي المطبخ و تسيبهولي متبهدل يلا يا مالك يلا بقي كفاية تأخير ورغي.
وبعد أن أخذته وتركو المنزل سويا اعدت ماجدة وجبة الإفطار لأبنتها وصعدت بها إلى الأعلى حيث غرفتها.
وجدتها تأخذ المسافه بين جدران الغرفة ذهابا وايابا دون توقف بكل عصبيه.
ماجدة بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا بنتي فيكي ايه.
شذي قعدتي تقوليلي احكي وخرجي اللي جواكي يا شذى اتكلمي معاه يا
شذى لحد ما بقى يحتقرني ده حتى مارديش يبص في وشي مبسوطة دلوقتي يا ست ماما.
ماجدة پخوف من هجومها بسم الله الحفيظ هو مين بس يا حبيبتي.
شذي قد جلست على فراشها منحنية الرأس مالك حضرة الدكتور المحترم ابن اختك دا حتى ماكلفش خاطره يلتفت ويبصلي وكأني حشره بالنسبه ليه وباء لو قرب منه هيتعدي.
ثم صړخت بعزم....
انا عايزة امشي من هنا يا ماما مش عايزة اقعد معاه في بيت واحد مشيني من هنا بقى.
ماجدة وقد جلست بجانبها تملس على شعرها البني الطويل.
استهدي بالله واقعدي مين اللي قالك على مالك كده بس.
شذي بقولك شوفته وهو نازل ليكم دلوقتي
ومارديش حتى يبصلي يا ماما.
ماجدة طب مش يمكن مارديش يبصلك احسن تكوني ببجامتك او مش لابسه حجابك عليكي ليه فرضتي سوء النيه بس.
شذي بهدوء طب وطريقة كلامه دا حتي ماقليش صباح الخير مسألنيش عامله ايه
زي ما يكون بيقولي انا مش طياقك.
ماجدة بأبتسامه وهو في واحد مش طايق قريبته يجيب لها تليفون غالي بالشكل ده.
أمسكت شذي من يدها الحقيبة وفتحتها واذا بها تجد صندوق هاتف جوال من ماركة الايفون أحدث موديل.
شذي پصدمه جايبلي انا موبايل بحوالي ٣٠ الف جنيه.
بالشبشب.
شذي طب ليه هو مجاش وعطاه ليا ليه مش عايز يتكلم معايا.
ماجدة معذورة مانتي متعرفيش هو عمل ايه عشانك وهو غايب عن البيت الاسبوع ده.
شذي عمل ايه يعني هو انا في دماغه اصلا.
لاء من الناحية دي اطمني هو مش ناسيكي دا كلم الظابط اللي ماسك قضية ابوكي وحكاله على موضوع التليفون بتاعك ومكالمة اشرف ليكي والظابط قاله لازم يحرز التليفون ويفرغو المكالمه من شركة الاتصالات وهو هايخدو معاه وهو مسافر اسكندريه.
شذي بتفكير سريع هو هايسافر اسكندرية امتي انا كمان عايزة اروح عشان امتحاناتي.
لاء طبعا تروحي فين مافيش امتحانات ولا ن.... ال تروحي ال بقي أنا ببعدك وانتي عايزة تروحي يا شذى.
شذي بحزن يا ماما يا حبيبتي افهميني اكيد ابية مالك مش هايقعد في كرموز وانا هاروح الكلية وارجع اقعد معاه ولا انتي عايزانى أسقط واعيد السنه كمان.
ماجدة ماتعيديها ياختي اقله يكون ابن خالتك نقلك ورقك هنا وتروحي وتيجي براحتك على حسه لكن سفر اسكندرية تاني لاء مش هيحصل يا شذى.
أسرعت بالذهاب من الغرفة وترجلت على الدرج وهي تهمهم بكلمات غير مفهومه وابنتها من خلفها.
استنى بس يا ماجدة مانا هقنعك يعني هقنعك.
ماتحاوليش قولت لاء يعني لاء يا شذى.
ظلو هكذا الي ان وصلو الي غرفة
الطهي وبدأت ماجدة في إعداد الطعام وهي معها ومازلو في حالة كر وفر بالحديث دون أن يلاحظو ذلك الكهل الذي كان يراقبهم بعينه وهو راحل من المنزل.
حتى عادت السيدة مجيدة تحمل بيدها بعض الأكياس المعبئة بالخضروات.
وسريعا ما أخذت شذي من يدها ما تحمله واستندت على كتفها بوهن الي ان جلست على المقعد بجوار اختها.
حمدلله على السلامه يا خالتو ايه الحاجات الحلوه دي كلها.
مجيدة ده خير ربنا يا حبيبتي والنبي يا شذى روحي افتحي الباب على اخره لمالك عشان يقدر يدخل الحاجه.
شذي سريعا حاضر طبعا و هاشيل معاه كمان.
مجيدة لاء ماتشليش حاجه انتي بس افتحي الباب على وسعه وتعالي.
شذي حاضر ثم استدارت هامسه لاء هاروح اساعده يمكن لما يلاقيني بساعده يكلمني بطريقه كويسه.
همت بالخروج ذاهبة اليه ولكنها رأته يحمل جوال كبير من الأرز على ظهره ومن خلفه بعض الشباب فأوسعت له الطريق
مزيحة الباب للخلف.
واذا به يلقى الجوال من علي ظهره ويقبض على معصمها مدخلها إليهم بقوة وهو يلتقط أنفاسه.
مالك الهانم دي رايحه فين كده ان شاء الله.
مجيدة منزعجة منه كانت رايحه تفتحلك الباب ولما عرفت انك هاتشيل حاجات تانيه كانت عايزه تساعدك انت بتزعق بقى كده ليه وماسكها كده ليه سيب ايدها لتكسرها.
نفض يده من عليها منفعلا.
مالك يا ستي مش عايز حد يساعدني من فضلكم بقى ماحدش منكم يخرج بره.
ماجدة وليه دا كله بس.
مالك بتبرير واضح في رجاله بره واظن ماينفعش واحدة منكم توطي وتشيل و لا تقف تمسك الباب والشباب طالعين خارجين.
بعد أن كانت الدموع تترقرق في عيناها مهدده بالانزلاق على وجنتيها التي أصبحت كجمرة حمراء متوهجة ابتسمت حين لمست غيرته الواضحة عليها وعلى حرمة بيته.
شذي بأبتسامه مندمجه بالدموع حاضر يا ابية مش هاخرج بره تاني و وقفت تدلك معصمها الاحمر أثر ضغط يده عليه.
انجذب لوجهها الجميل دون ارادته لتفيقه والدته بحديثها...
مجيدة ولو الباب اتقفل وانتو شايلين الحاجة هاتعمل ايه يا تاعب قلبي.
انتبه مالك لها وابتسم وهم بالخروج وهو يعلق بمشاكسة.
هابقي اسنده بشوال رز يا ام مالك ارتحتي.
جلست شذي بجانبهم صامته مازلت تدلك معصمها وتستمتع لحديثهم
ماجدة والنبي ابنك ده معقد يا مجيدة.
مجيدة بس يا بت ده زينة الشباب كلهم ربنا يرزقه ببنت الحلال اللي تريح باله يا رب.
نظرات والدتها لها كانت نظرة تمنى وكأنها تخبرها بأنها تتمناه هو لها وليس لغيرها.
حاولت أن تغير مجري الحديث وتستفهم عن ما يدور في هذا البيت.
شذي طب هو انا كنت عايزة اعرف انتو جايبين كمية الخزين دي ليه يا خالتو داحنا خمسه في البيت بس.
مجيدة الخزين ده مش لينا يا حبيبتي ده للتكية.
شذي تكية يعني ايه يا خالتو.
مجيدة هافهمك التكية دي قاعه كبيرة في ضهر البيت عاملها الشيخ حسان هو ومالك. وطول التلات شهور الكريمة بيأكلو فيها أولياء الله اللي بيقعدو في الحسين وبيكرموهم وفي المواسم بيعزمو المشايخ هنا علي السفره الكبيرة دي.
شذي يانهار ابيض يا خالتو وانتي بتطبخي لكل دول لوحدك.
مجيدة لاء طبعا مالك كل سنه بيجيب طباخين ليهم انا بطبخ اكلنا احنا وبس ومالك بيجبلي واحده تساعدني في رمضان كمان
شذي بهيام ابيه مالك ده طيب اوي ياخالتو.
خلاص خلصتو تقطيع فيا وصنفتوني في حزب الطيبين.
صرخه صغيرة خرجت من ثغرها كتمتها بكفها سريعا حين وجدته يقف خلفها مبتسما بكل شموخ.
الساعة الان الثانية بعد منتصف الليل.
فضل المكوث في غرفته
متابعة القراءة