رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

موقع أيام نيوز


الاقي حاجه من اللي قولتها ماتنفذتش.
رفعت رائسها لتسحر قلبه بنظرة عينها وهمست
هاتعمل ايه يعني
مالك بنظرة جامدة
ماتستعجليش يا شذى العقاپ هاتعرفيه في وقته.
عاد الطبيب مع صديقه اللي بيت والده وجد الكل يعمل على قدم و ساق
التف حول المنزل ذاهبا نحو والده الذي كان منشغلا بتحضير حلقة الذكر والإشراف على تحضير طعام التكية من بكرة الصباح.

وعندما رأه والده مع الرجال هلل مسرورا برؤياه واجتمع حشد كبير من الرجال حوله يهنئوه فارحين من أجله.
الشيخ حسان بضحك
هههههههه سيبوهلي بقى يا ولا
مالك مقبلا رأس ابيه
حبيبي يا ابويا ولو اني زعلان منك بس اعمل ايه في قلبي الطيب بحبك يا شيخ حسان وماقدرتش ابعد عنك ابدا.
و يا ترى زعلان مني ليه بقى دكتور.
مالك مشاكسا له
اصلك يعني من يوم ما اتقابلنا في الضريح و انت ماسألتش عني.
حسام متدخلا
خلاص بقى يا مالك هو في حد برضو يزعل من الشيخ حسان دا حبيبنا كلنا.
شوف يا اخويا العيال بيلعبوني بالكلام ازاي طب مش هقولك المفروض انت اللي تسأل عليا بس هقولك اني سيبتك براحتك عشان تتهني يومين يا عريس.
مالك ضاربا صديقه بضحك على كتفه
هههههههه شايف الناس اللي بتفهم يا حسام مش انت و مراتك.
حسام متذكرا
مراتي اه صحيح استنى اما اشوفها جات هي والعيال ولا لسه.
قبل أن يمسك هاتفه ليتصل بها أجابه والد صديقه.
ماتقلقش يا حبيبي دول هنا من بدري بس هما جوه البيت.
مش ممكن مالك الصغير سابك لوحدك وقاعد جوه ازاي دا مش بيعملها دي ابدا لما بيجي هنا.
الشيخ حسان موضحا
قاعدين يا سيدي مع عروسة صاحبك واضح انهم بيحبوها اوي دول اول ما جم سألو عليها وطلعو يجرو ورا بعض عندها.
مالك متذكرا يوم لقائهم الاول
هما فعلا حبوها جدا ثم استرسل الكلمات قائلا....
طب قولنا يا حاج يلا نساعد في ايه.
الشيخ حسان لاء انتو ماتساعدوش في حاجه بالبدل اللي لابسنها دي انتو تدخلو تاكلو لقمه وتغيرو لبسكم وتستعدو للذكر يلا بقي ماتعطلوناش.
مالك مطيع الامر ماشي كلامك يا شيخ حسان.
كان الصغيران يدوران حولهم بالغرفة إذ أصرت رانيا ان تزيد من جمالها ببعض المساحيق التجميلية و التي لولا ذلك الشحوب الذي تملك منها ما كانت تحتاجهم من الاساس.
شذي بتأفف اوف كفاية بقى يا رانيا قولتلك ملوش لزمه اللي بتعمليه ده بتزوقيني على ايه بس اذا كان وشي اصلا مش هيبان ولا حتى هاخرج من الأوضة دي.
رانيا محاولة التخفيف عنها وايه يعني يا شذى بذوقك لنفسك يا بت اذا كان هو منعك انك تكشفي وشك يبقى لما يجي هو ويكشفه يلقيه متزوق عشانه هو بس وإذا كان منعك تنزلي تحت اطمني يا ستي دي الحاجه مجيدة بذات نفسها طالعه ليكي هي وجيش الستات اللي تحت يغنو ويفرحوكي هنا.
شذي بحزن لزمته ايه الفرح وانا متلفحة بالأسود والنقاب مداري وشي
رانيا مبتعده عنها جاذبه الحقائب الملقاه على الفراش لاء مش هاتقعدي بالأسود اومال انا اتأخرت عليكي ليه مش عشان كنت بشتري ليكي دول.
شذي بهجوم ايه دول اوعي تقوليلي انك اشتريتي فستان فرح تاني هما ايه مش بيحرمو و لا عايزينه المره دي يمد ايدو عليا.
رانيا منهيه ثرثرتها بنفي قاطع اسكتي وأهمدي شوية...
سبيني افهمك بصي ماما مجيدة اتصلت بيا الصبح وقالتلي على كل حاجه فأنا قولتلها و مالو الراجل ماغلطش في حاجة حقه يداري مراته من عيون الكل.
مصمصة شذي شفاهها بسخريه وقالت شوف ازاي ولما هو حقه لزمته ايه الميك اب والفستان دا بقي.
رانيا ضاحكه ما قولنا الميك اب عشان نفرحه وده مش فستان يا روحي ده ادناء بردو زي اللي انا
وانتي لابسينه.
بس لونه بينك انا دورت على ابيض مالقيتش بصراحه فاقولت اللون ده جميل برضو ها ايه رأيك.
فتحت لها الحقيبه لتظهره أمام اعينها بأبتسامه مكمله لها...
وطبعا مانستش الطرحه والوشاح من اللون الاوف وايت عشان نغيظ سي الدكتور مالك ههههههه.
شذي بعين ماكرة ايوووه ېخرب عقلك يا رانيا ده بس تعرفي احسن عشان يتغاظ زي ماهو غايظني و مدايقني كده.
رانيا بتفهم انتي مش حابة النقاب يا شذي
شذي بحزن مش حكاية حباه او لاء عارفة لو كان خايرني او حتى اخد رأيي كنت هوافق وهبقي مرحبه كمان بس هو جابرني عليه وانا مش بحب حد يجبرني على حاجه وبعند اكتر يمكن لو انتي ماجتيش ماكنتش لبسته وكنت نزلت تحت كمان.
رانيا بشهقه لاء يا شذى اوعي تعملي كده لو بجد عايزة تكسبي قلب جوزك ماتحوليش تعندي معاه.
شذي بمكريا سلام يا ختي طب مانتي حلوه وزي القمر اهو جوزك مش لبسك النقاب ليه.
رانيا بضحك ههههه مين قال كده بالعكس بقى دانا اللي بتحايل عليه بس هو خاېف عليا يلخمني وانا سايقه و معايا الولاد اصلي نظري ضعيف شوية.
شذي بتفهم اه طب هاتي بقى اما اغير لبسي وربنا يستر عليا من الۏحش بتاعي لما يشوفني بيه.
أهلا اهلا يا حبايبي حمدلله على السلامه يا عريسنا.
كانت هذه الحاجة مجيدة التي همت واقفة من بين النساء ترحب بأبناها وصديقة.
احنو رؤسهم وغضو بصرهم تأدبا في حضرة النساء ليلقي مالك عليهن السلام بصوت رخيم...
السلام عليكم جميعا
بادلوه النساء التحية وعلت الزغاريط معلنين عن سرورهم لزيجته ليوقفه صوت الحاجه أمنه...
تلك السيدة ذات الوجه البشوش التي تقابلت معهم هو و هي في اول ليلة لهم سويا في صلاة الفجر.
استنى يا واد يا دكتور ماتجريش انت و صاحبك تعالي سلم عليا عشان اباركلك يا حبيبي.
الټفت اليهن و وقف مكانه دون أن يرفع رأسه لتجذبه والدته من يده هامسه له.
الحاجة مجيدة تعالي يا مغلبني شوف بقى هتقول للحاجة امنه لاء ازاي.
توقف عن السير مندهشا نظر اليها برجاء الا تكون حكت سيرة زوجته بين النساء...
وقبل ان يسأل وجد الحاجة أمنه تتكأ على عصاها و تقف أمامه.
ولو اني باركت لك قبل كده بس لما عرفت بليلتك قولت اني لازم اجي واباركلك انت وعروستك الجميلة.
مالك مرددا بنبرة متحشرجة الله يبارك فيكي يا حاجة أمنه وهبلغ شذي بمبركتك حاضر.
الحاجه أمنه طالبه عايزة ابارك ليها بنفسي يا مالك اظن مش هاتكسفني ولا هتزعلني زي مانت مزعل امها كده.
رفع رأسه ليري خالته الجالسة بمكانها مرتسمه علي وجهها الحزن...
تنهد بقلة حيلة و همس وماله يا أمي اتفضلي حضرتك اطلعك ليها...
الحاجة أمنه بمكر هههههههه يا ريت مانت عارف اني مش بقدر اطلع السلم ثم همست له وبعدين لو هي مانزلتش كل الحريم دول هيبقو فوق في اوضتك وانا بصراحه مارضش بكده يلا روح هاتها مادخلش حد غريب أوضة نومك ربنا يجنبك شړ عيون الناس يا بني.
مالك بغيظ انا مراتي منتقبه يا حاجة أمنه ومش هتبقى فرجه لحد.
الحاجة امنه وماله يا حبيبي واحنا نوعدك نقابها مش هيترفع من عليها بس يلا بقي فرحها وفرحنا احنا كمان.
أخيرا رفع الرايا البيضاء بأستسلام لها حاضر يا أمي هاطلع اغير لبسي واجبها وانزل.
صعد مع صديقه للأعلى حتى يبدلو ملابسهم ويستعدو للذكر لكنهم وجدو ذلك الطفل المسمى على اسمه والمحبب الي قلبه يقف خارج الغرفة موصود اليدين كحارس شخصي لمن بالداخل.
هتف والده مندهشا بغرابة...
حسام ماله ده واقف على الباب كده
ليه.
مالك ضاحكا شكله عامل زي البودي جارد هههه تعالي اما نفهم ماله
مالك يا حبيبي واقف كده ليه
مالك الصغير رافعا حاجبه الأيمن لوسمحتم خليكم بعيد
حسام مجادلا معهلاء يا باشا احنا عايزين ندخل هنا
مالك الصغير بتحفز اسف ماعنديش أوامر بكده ممنوع دخول اي رجل غريب جوه.
ضحك مالك ضحكة رنانة وصلت إلى من بالداخل مد يده وامسكه ثم حمله على ذراعه....
ليه بس يا حضرة الظابط مالك داحنا كنا عايزين ندخل عشان نغير لبسنا.
هز مالك الصغير رأسه بالرفض...
لاء مافيش دخول تقدرو تغيرو في حته تانية لكن هنا أوضة البنات.
هتف مالك مقيدا لكلامته القوية برغم صغر سنه يسلملي حبيبي الراجل الصغير اللي بيحافظ على البنات ده هات بوسه ياض.
قرر حسام ان يشجع ابنه على ذلك وبدء يمثل عليه الترجي بس هما زمانهم خلصو واحنا عايزين ندخل ممكن انت تدخل وتستأذن منهم اننا ندخل لو سمحت يا حضرة الظابط ارجوك بعد اذنك.
فرح الصغير من مداعبتهم له فانزلق من علي ذراع مالك وجرى للداخل وهو يضحك.
ههههه طب خلاص خلاص استنو هنا اوعو حد يدخل لحد ما اقولكم.
ولج الصغير عليهم بسعادة و هتف ههههه الحقو دول جم بره.
كادت يديها الحمراء ان تنفر الډماء منها أثر فركهما ببعضهم لتصيح پخوف واضح على ملامح وجهها.
مش قولتلك هو اللي بيضحك بره ده يا رانيا بصي انتي امسحيلي الميكاب ده بسرعه وانا هالبس النقاب بتاعي تاني.
حاولت رانيا تهدئتها ثم جذبت نقابها الأسود من يدها بهدوء.
اهدي يا شذى وبطلي خوف شوية مافيش حاجه تستدعي لده كله انتي بنفسك قولتي انه بيضحك بره يبقى هنخاف ليه انتي لابسه محتشم اهو وكمان ياستي هاتنزلي النقاب بس كده مش محتاجين حاجه تانية.
شذي مؤكده بيدها على نقابها خاېفة! وحياتك
انا مش بس خاېفة انا مړعوپة من ردة فعله
مش بعيد ياخدني يرجعني الشقه ويقفل عليا تاني المچنون ابن مجيدة ده..
رانيا ضاحكة ههههههه هايحصل بس ده هيبقى بعد الفرح ما يخلص قولهم يدخلو يا مالك.
فتح الصغير الباب لهم وكان هو أول من دلف إليهم ومن بعده صديقه.
هتفت رانيا مرحبه بهم وهي تراقب نظرته الواجمة المتعلقة بها.
حمدلله على السلامة يا دكاترة.
لم يرد السلام بل ظلت عيونه متعلقة بها وكأنه يفتش لها عن خطأ ما يحاول اصطياده تلك الماكره تحدته في كل ما أمرها به لكن بدون أن توقع نفسها تحت طائلة عقابه.
أمرها ان لا تترجل خارج الغرفة لكنها ستفعل و بيده سينزلها لهم بالأسفل.
امراها بأن لا تشلح نقابها لكنها فعلت وارتدت عوضا عنه نقاب اخر يجعلها عروس بحق.
لكن يوجد شيئا ما تحت هذا النقاب عيناها بها شيئا غريب يجعلها ساحرة اكثر من ذي قبل.
وان كان هذا ما يتوقعه اذا ستقعي في المحذور حتما يا شذى.
ليجبره صديقه على الانتباه لهم محاولا حل هذا التوتر الذي عم عليهم موجها الحديث لزوجته أولا ثم لزوجة صديقة ثانيا.
حسام بمرح الله يسلمك يا حبيبتي الف مبروك يا شذى.
فضلت الانحناء برأسها للأسفل هروبا من نظرته لها وهمست بصوت خفيض....
الله يبارك فيك يادكتور حسام.
حسام سائلا زوجته جبتيلي لبسي معاكي يا رانيا
رانيا بيأمائه خفيفة من رأسها اه طبعا في الشنطه دي.
زج ذراع صديقه ليخرجه من شروده وتحمحم لينبهه. 
احم طب يلا بقي يا مالك انا شايف ان العرايس جاهزين خلينا نجهز احنا كمان.
مالك بعين كالجمر ادخل الاوضه التانيه البس فيها وخد مراتك و ولادك معاك.
تمسكت بفستان صديقتها كاطفله تحتمي
 

تم نسخ الرابط