بقلم أمينة محمد
يعلن قدوم الليل بقمره ونجومه .. نظر للسماء بشرود قائلا حاسس ب الذنب في اللي حصل ل قمر .. نظرت له فرح بأهتمام وقبل ان تتحدث اكمل انا علطول بكون جنبها يافرح .. انا عمري ماسبتها في حياتي في لحظة ضعف .. او لحظة حزن .. حتي في السعادة بنتشاركها سوا .. كنا بنتشارك كل حاجة عشان كنا عايشين في الحياة و فاهمين الي بيحصلنا .. كنت دايما انا الحامي بتاعها بعد ربنا .. اكمل بضحكة حزينة حتي حاميها من الصراصير الي كانت بترعبها وبالذات في نص الليل .. كانت بتيجي صړيخ من اوضتها لاوضتي عشان تصحيني اموتلها الصرصار ابتسم بحنية مكملا قمر كانت في حياتي مش بس اختي .. كانت صحبتي كمان .. كانت بنتي .. نظر لفرح ثم قال بنبرته الحنونة انا بحب اوي اقعد افتكر ذكرياتنا .. بحب افضل افتكر كام مرة كنت بخليها تعملي اكل .. كام مرة كنت اقومها في عز الشتا والبرد عشان تقليلي بطاطس او تعملي شاي .. كام مرة هي قومتني في عز البرد والشتا عشان انزل اجبلها ايس كريم من الي بتحبه .. كام مرة مرة سهرنا سوا نسمع مسرحية ونفضل فطسانين عليها من الضحك .. او فيلم ړعب وتفضل يومين تلاته خاېفة من خيالها ! ابعد نظره بنبرة مخټنقة مكملا كنت دايما جنبها .. ولما جه الكلب الي دخل حياتها هي بدأت تبعد عني عشان معرفش .. عشان هي عارفة اني مش هوافق علي ادهم عشان الي بيعمله ! اخذ نفسا مكملا هي حبته اوي .. وهو مكنش همه غير شهوته تجاهها وانه يجي في الآخر منتقم مني عشان انا شايل ضده حاجات كتير عشان يتحبس .... انا حذرتها منه كتير
اوي بس هي كانت مفكرة اني مش عايزها تكون مع الي بتحبه وبيحبها .. حاولت اقنعها انه مش بيحبها بس هي مكنتش بتقتنع بكلامي .. انا غلطت لما يأست وقولت بكرا تفهم لوحدها .. اهو جه بكرا وهي بين ايد ربنا دلوقتي مش عارفين حالتها هتبقى اي .. ياريتني منعتهاه عشان متوصلش للحالة دي هبطت دمعة فارة من عينيه فمسحها سريعا .. بينما فرح كانت تسمعه بحزن .. تعلم جيدا ماهي الأخوة .. فهي لديها اخ واخت تخاف عليهم من نسمات الهواء المارة .. تعلم الآن بماذا يشعر .. وضعت يديها علي كتفه بحنية قائلة هتبقى كويسة ياسليم .. هي جت فترة عليها وضعفت وغلطت .. واحنا كلنا بنغلط عشان احنا مش ملايكة .. بس احمد ربنا انها عرفته علي حقيقته احسن ماكانت تتخدع فيه اكتر من كدا ... والحب اعمى زي ما بيقولوا ابعدت نظرها قائلة للحظات بنبرة شاردة الحب اعمى ياسليم .. وزي ما بيقولوا الي بيحب مبيعرفش يفرق بين صح وغلط .. بيشوف كل الي بيعمله صح .. ومبيشوفش قد اي كان غبي وهو بيعمل الخطأ دا .. ! نظر لها سليم ببعض الاستغراب الممزوج بالحيرة فنظرت له سريعا مبتسمة ابتسامة هادئة مكملة متظلمهاش لمجرد انها حبت وهي كانت صاينة للحب دا .. انما هو باع !! كان يتابع ملامحها بهدوء ثم قال بعد تنهيدة مبظلمهاش يافرح .. مبظلمهاش ! اغمضت عينيها للحظات مع تنهيدة قوية اخرجتها من داخلها .. ثم فتحت عينيها قائلة ولا انت ليك ذنب في الي حصل ... متفضلش محمل نفسك الذنب دا ! اخذ نفسا عميقا مكملا بخفوت بحاول ! ثم امسك يديها بين يديه ينعم بتلك الراحة التي يجدها جوارها .. جوار فرحته !!
دلف لمنزلها والقى التحية علي والدتها .. ثم عليها بحب محملا ب شوق ېقتله داخليا .. ذلك الشوق الذي يجعله يراها في وجوه الآخرين عندما تكون بعيدة عنه .. بداخله عقل لا يجيد التفكير إلا بها .. وقلب لا يتقن سوى اشتياقها .. كان علي جالسا معها في شرفة المنزل .. ينظر لتلك العينين الشاردتين بإنزعاج .. فهي لم ترحب به كما توقع .. اطفأت داخله ذلك الحماس الذي أتى به .. ومنذ أن أتى وهي صامتة .. وكأنها تفعل ذلك عمدا وتتجاهله عمدا ... ذلك الإهمال الذي يأتي بعد الإهتمام هو قتل نفس بريئة بغير حق .. قال في على في خفوت انتي مالك بتتجاهليني كدا ليه من ساعة ما جيت ! ردت بإختصار دون النظر إليه شايفاه الحل الامثل في المشكلة الي احنا فيها ! نظر إليها بإندهاش قائلا بسخرية مشكلة .. مشكلة اي دي ان شاء الله الي احنا فيها !! بقا انتي مسميه الي حصل بينا مشكلة وحله التجاهل وهو دا الحل الامثل يانور ... ! نظرت له ببعض الڠضب ثم قال بانفعال مع الاحتفاظ بصوتها الهادئ اه مشكلة يا علي .. ومشكلة كبيرة لما تحرجني قدام مديري يوم خطوبتنا وهو جاي يباركلي .. هو انت مبتوثقش فيا يعني ولا اي ! اكمل پغضب هو الآخر رأيك لما يجيلك مديرك من غير عزومة دا عاادي .... دا حتى سأل على عنوانك وجه مخصوص ... اي الإهتمام دا كله ... مكنتيش مجرد موظفة في شركته !!! قالت بنبرة جافة على الاقل هو اهتم وجه .. وكمان اعتذرلي في الشركة انه جه من غير معاد وانه ممكن يكون سبب مشكلة بينا .... بس لما جه وضحلي انك مبتوثقش فيا اصلا .. وجوده وضحلي حاجات كتير .. !! جذبها من ذراعيها لداخل المنزل حتي لا يصل صوتهم للمارة في الشارع .. كانت تحاول جذب ذراعيها من يديه بإنزعاج سيبني ياعلي .. ابعد ايدك عني ! ولكنه كان الاقوى بالضغط علي يديها ممسكا بها پغضب .. اغلق باب الشرفة ثم الټفت لها قائلا پغضب يعمي عينيه لا بصي بقا يانور .. احنا نتكلم دلوقتي علي بياض كدا .. معنى اي الكلام الي انتي قولتيه دا بقا .. يعني اي وضحلك حاجات كتير .. ومعنى اي وجوده في دي ... كان مين هو عشان يبقى له وجود في حياتك كانت ملامحها مصډومة من ردة فعله الغاضبة .. فڠضبت هي الاخرى قائلة انت باين عليك اټجننت ولا اي .. ايوه اثبتلي انك اساسا مبتهتمش بيا وانك كل همك شغلك وبس .. انت اي ياخي ... واذا كان عن وجوده الي انت مضايق منه فهو له وجود انه كشف اهمالك ليا قبل مانخطو خطوة تانية ! لحظات صمت وكأن دلو ماء بارد وقع فوق رأسه .. ينظر لها پصدمة .. هل هذه نور التي يعرفها وتربى معها واحبها
من قلبه .. اتت والدتها علي صوتهم قائلة بتساؤل وحيرة مالكم ياولاد .. صوتكم عالي ليه في اي كان علي ينظر ل نور فقط .. ينظر إليها پصدمة يعتريها الإختناق .. اختناق يشعر انه سيحطم قلبه من الداخل .. هل تعلي من شأن رجل اخر غيره وامامه !!! اعتراه الڠضب مرة آخرى قائلا والله .. لا والله شابوه لمديرك انه خلاكي تشوفيني علي حقيقتي .. بقا انا مش بهتم بيكي يانور ... انا الي بقيت مش بهتم بيكي .. انا الي كنت ببقى جاي مفحوت من الشغل ومرضاش انام الا لما اجي اشوفك واطمن عليكي .. انا الي عمال اكافح واعمل واعمل عشان تبقى حلالي في اقرب وقت ونبقى سوا .. هو جه في يومين غيرلك المنطق دا كله .. اي سحرلك دماغك ولا عشان هو بتاع شركات بقا ومستواه اعلى مني واهتم بيكي بتاع مرتين تلاته ميجوش في العمر الي عشناه سوا !! كانت تستمتع إليه بعيون باكية .. عينيها تنظر بعيدا .. لا تقوى علي النظر في عينيه او له حتى .. قالت والدته محاولة ان تلطف الجو اهدا ياعلي يابني اكيد نور متقصدش حاجة .. اقعدوا واتفاهموا طيب انتو الشيطان دخل ما بينكم يابني استغفروا ربنا واقعدوا يا حبيبي يلا ! هز رأسه بنفي وهو ينظر ل نور بنظرة منكسرة فكري كويس في كلامي وقوليلي انتي ناوية علي اي شهقت والدتها و متقولش كدا يابني هتكون ناوية على اي يعني اكيد ناوية تصلح الي بينكم .. استعيذوا بالله ياحبايبي واهدوا كدا ! لم ترد نور بحرف بل التفتت مغادرة لغرفتها بخطى سريعة .. بينما علي يتابع تحركها من امامه بعينين منكسرتين .. ابعد بصره من الفراغ الذي احتل موضعها الذي كانت تقف به منذ قليل لوالدتها .. نظر إليها بهدوء ثم قائلا بهدوء انا ماشي يام نور .. خدي بالك من نفسك ! ثم اولاها ظهره هو الآخر وهي تدعو له قائلة ربنا يحل مابينكم يابني يارب ويهديكم .. الف سلامة ياحبيبي ! تنهدت بعمق بينما هو غادر المكان ب قلب عالق ما بين الحياة والمۏت .....
وها هو يبتسم النهار بإشراقته المنعشة فتبدأ معه الحياة ... وتعانق خيوطه كل أرجاء السماء فلننهض ونشرق كما تشرق شمس سمانا التي تملأ الأرض نورا ودفئا ... استيقظت بنشاط وايقظت اخاها واختها ليذهبوا لمدرستهم .. ذلك هو يوم روتينها .. الاستيقاظ مبكرا لمساعدة اخواتها في الملبس .. ثم الجلوس في الشرفة بشرود .. تعطلت عن عملها بسبب المشاكل التي تحدث مع عائلة سليم .. والآن اقترب الوقت لتعاود العمل بسبب انتهاء النقود التي اكتسبتها في العمل .. اخذت نفسا عميقا ثم وقفت مكانها تنظر للمارة في الشارع بشرود هنا وهناك .. حتي وقفت سيارة سوداء من الطراز الحديث ... هبط منها ما لم تكن تتوقع وجوده .. ما لم تكن تتوقع معرفته لمكانها .. توسعت عينيها پصدمة وهي تنظر ل أحمد الذي ينظر اليها بهدوء .. بملامح مليئة بالأسئلة .. بينما هي ارتجفت داخليا وهي تنظر له پخوف .. وحيرة ماذا تفعل هل تدخل للمنزل او تهبط له وتتحدث معه ام ماذا ... لم تكن تود رؤيته اطلاقا .. فهو يذكرها بماضي لا تريد ان تتذكره ... ذلك ابن عمها الاكبر ... ذلك الذي كان والده السبب بتشردهم .. ابعدت نظرها بعيدا عند تلك النقطة وكأنها غير مهتمة انها تراه الآن ... عكس ملامحها التي تفضحها الآن بالعديد من المشاعر .. ووجهها المقتضب پغضب .. ركب أحمد سيارته وغادر دون اي شئ يفعله .. اتى ليراها وغادر .. اخذت نفسا عميقا ثم