بقلم أمينة محمد

موقع أيام نيوز


ذهبت معه للسيارة وغادر بها لمنزل والدتها .. ساندها مرة اخرى وصعدوا للمنزل فرأوا باب المنزل مفتوح فقوص سليم حاجبيه قائلا مش اخواتك فالمدرسة .. الباب دا مفتوح ليه ! هزت كتفيها دون معرفة ودلفا سويا للشقة ... 
منظر يصعق البدن .. وكأن البرق يهبط من السماء على الجسد فيحرقها ... حدقتي عينيهم توسعت اعلى ما بوسعهم .. وفرح تنظر بما لا يقل عن الصعقة بشئ .. بدأت تخرج همهماتها ثم صراخاتها شيئا فشيئا وهي ترى والدتها مرمية أرضا بلا حول لها او قوة .. .. بينما صغيرتهم وحورية حياتهم .. جوارها و ... كان ينظر لطفلته پصدمة كبيرة لا يعلم ماذا يفعل .. رأى الكثير من قبل ولم يرى هكذا يوما ... انها صغيرته هذه المرة .. انها ابنة قلبه ومن لحمه ودمه .. ها هي منتهية امامه وهو لا يستطيع فعل شئ فروحها بين يدي الله .. بدأ يفيق على صوت صړاخ فرح


المؤلم .. وهي تقول بصړاخ كبير وعدد ... ماما .. وعد ياسليم وعد ضمھا لصدره اكثر وهو يغمض عينيه بقوة مټألما وعينيه لم تذرف اي دمعة حتى الآن ...
مرت بضع ايام والجميع حالهم لا يوصف .. إن كان في تهدئه فرح التي تستيقظ وتصرخ بإسم والدتها وابنتها وتعود للنوم ثانية بالمخدر .. او ان كان على حاله .. حالة من البرود والتجمد يتمسكه . .. وهو يهمس لها بأنه سيأخذ حقها عاجلا ام آجلا ولو كان سيكلفه حياته .. تذكر عندما وضعها في مقبرتها جوار جدتها .. تلك الأم التي كانت اكثر حنانا عليه من امه .. ها هي ټدفن ايضا .. وضع عليهم التراب وقلبه معلق معهم بالاسفل ... عاد من عندهم لزوجته المسكينة التي لم تتحمل تلك الصدمة ف اصيبت باڼهيار عصبي .. وها هي تقبع بالمستشفى بلا هوادة .. يجلس حولها الجميع بما فيهم اخاها الهادئ المټألم .. المصډوم .. واختها التي لم تكف عن البكاء عن والدتها وابنة اختها .. وحال الجميع ألما على تلك الأسرة التي تملكها الحزن سريعا .. 
........
كان يجلس جوارها ممسك بيديها .. لونها شاحب ولونه شاحب يبدوان كالامۏات على قيد الحياة .. ينظر إليها بحزن بالغ فما رأته الايام السابقة لم يكن هينا .. كان يتمنى الا ترى كيف ماتوا وان تعلم فقط .. ولكن ما رأته يزيد حالتها سوءا .. كانوا يجلسون بمفردهم بغرفو المستشفى والجميع بالخارج .. لا يود ان يرى احد .. مال برأسه على عنقها وبدأ يشهج بالبكاء كالطفل الصغير .. يشد على اعصابه والدموع تذرف دما .. والقلب غير موجود .. القلب تركه عالقا في المقاپر .. لن يعود إلا بعودة حقهم جميعهم .. لن يرمش له جفن إلا بعودة الحق .. رفعت يديها بضعف ووضعتها في شعره وهي تهمس ماتوا ياسليم .. وعد بنتي ماټت .. وماما ياسليم اجهشت في البكاء هي الاخرى فذلك ما كانت تفعله عندما تستيقظ ولكنه هذه المرة الاولى التي يبكي بها عليهم .. فقط فاض به الامر .. وهوى كما تشتهي الرياح وليس السفن .. فقد ڠرقت السفن في المحيط بفعل عاصفة .. اكلتها المياة كما اكل القهر على ابنته قلبه .. ابتعد قليلا عن عنقها وهو ينظر داخل عينيها بعينيه الحمراوتين كالدم .. ودماء جسده تفور فصعدت لوجهه فأصبح بلون احمر غاضب .. بل حزين .. وأيضا مقهور .. بل يجمع كل تلك الصفات الآن داخله ب رمية واحدة .. كانت تنظر إليه للحظات لحاله فأغمضت عينيه وبدأت تصرخ مرة اخرى دون وعي انا عايزة بنتي ياسليم .. انت السبب .. انت السبب في مۏت بنتي ياسليم .. بنتي فين .. رجعووولي بنتي .. بنتي ياسليم بنتي .. ياوعد .... كان ينظر إليها پصدمة لحالها الذي اصبح غير موزون .. حاول السيطرة عليها ولكن لم ينجح .. لم يشعر سوى بالطبيب والممرضات يدلفون لها واضعين لها إبرة مهدأ لتنام .. بينما هو يخفض بصره ناظرا إليها .. انها تتهمه في مۏت ابنته .. يعلم جيدا انها ليست بوعييها ولكن الوسواس يسيطر عليه بأنه هو السبب بالفعل .. فبعمله كان السبب في مۏتها وخسارتها .. يجلد بذاته ويتهم نفسه .. لم يشعر بنفسه إلا وبالطبيب يسانده فأغمض عينيه بارهاق مستسلما لذلك السواد الذي احتله !!
عودة للحاضر 
استيقظت من نومها بصړاخ بأسم ابنتها وعد استيقظ جوارها سليم بفزع قائلا اي يافرح .. انتي كويسة ياحبيبتي ! هزت رأسها بنفي باكية كنت بحلم باليوم اللي حصل من سنتين يا سليم .. اليوم اللي خسړت فيه بنتي وامي .. ظل يمسد على شعرها برفق وهو يتلو عليها بعض الآيات القرآنية لعلها تهدأ ويهدأ قلبها .. وبالفعل بدأت فالهدوء وعادت للنوم ثانية ك طفلة صغيرة تنتظر مواساة ابيها لها بلا هوادة .. ابتعد قليلا من جوارها وذهب للمطبخ ليرتوي ببعض الماء .. شاردا بذلك الماضي الذي لم يفارقهم لثانية رغم مرور عليه سنتين إلى الآن .. تيقظهم الكوابيس بلا انتهاء .. وتؤلمهم نفسهم بلا توقف .. وضع الماء مكانه بعدما شرب وخرج للشرفة ينظر للخارج بشرود .. ك كل ليلة تمر عليه لا يستطيع النوم خوفا من مواجهة تلك الكوابيس .. استقل من عمله ك شرطي بعدما اخذ ما يريد ... اخذ حق ابنته ووالدته ووالدة زوجته .. وبعدها اخذ فرح وسافر خارج مصر .. حتى يبعدوا عن كوابيسهم في مصر وما حدث بها .. ولكن ها هم الآن عادوا مرة اخرى لمصر ليكملوا حياتهم .. عائدين وهي في احشائها ينمو جنينهم الثاني .. يدعو الله ان تظل الامور

على خير دوما ....
...............................................................
كريم 
كان يجلس واضعا امامه الاب توب الخاصة به .. بعدما انتهى من دراسته من عليه اغلق موضوع الدراسة فخرجت امامه صورة لوالدته .. صورة لمن لم ينسى كيف ماټت او بالأصح قټلت .. اغمض عينيه بقوة يحاول ان ينسى ذلك الماضي العالق في ذاكرته رغم مرور السنين عليه .. ها هو ذو 22 عاما ولم ينسى لما حدث .. خرج صوته مرتفع قليلا مناديا عليها حوور خرجت من غرفتها بعد قليل من منادته لها .. تشبه اختها فرح في نضوجها .. وتشبه والدتها بالاكثر .. سألها كريم بخفوت بتعملي اي وضعت يديها في خصرها وهي تنفخ بضجر بذاكر ياكريم في اي انجز قوص حاجبيه ثم قال بتهكم اعمليلي كوباية شاي ياختي هعوز منك اي يعني ! زفرت ثم اتجهت للمطبخ لتعد له كوب الشاي .. وبعد عدة دقائق انتهت من الشاي وذهبت ووضعته امامه قائلة اتفضل يخويا ثم اتجهت لغرفتها مرة اخرى لتدرس .. فهي هذه السنة في ثانوية عامة ..وتريد ان تلتحق ب كلية احلامها وان تحصد مجموع كبيرا يدل على ما زرعته طوال العالم .. حالها لم يكن اقل حزنا عن كريم وفرح .. ولكنها تحاول باقصى جهدها ان لا تدع الماضي يؤثر عليها هذه الفترة .. لان في المرة الاخيرة وصل بها الحال بالاغماء ومكوثها في المستشفى ... 
................................
قمر وفارس 
في منتصف الليل هذا يجلسون سويا ويودن البكاء قهرا على حالهم فهم لا ينعمون بقسط من الراحة بسبب ذلك الكائن الصغير الذي يجلس بينهم ويخرج اصواتا طفولية تدل على لعبه ومرحه وسعادته بجلوس ابويه هكذا جواره .. ها هو يتثاوب للمرة الالف ولكن هذه المرة وقف مكانه ليدلف للغرفة لينام ولكن لا .. فالصغير لن يسمح له لېصرخ قائلا ب ببباب ا اغمض فارس عينيه بتعب فنظرت له قمر ب قرف وكأنها تخبره أن يجلس والا يحاول .. جلس مجددا قائلا ماتنام بقا ياض يابن الكلب انت انا عايز انام ...! ظل الصغير يخرج كلمات غير مفهومة حتى بدأت رأسه تثقل وتتساقط قليلا ف قليلا بينما همست قمر قائلة صلاة النبي اياد بينام يا فارس فأبتسم فارس بأمل لعل الصغير ينام ولكنه حطم توقعاتهم فقد فتح عينيه مرة اخرى بعدما سمع همسات قمر وبدأ يلهو مرة اخرى وهما ينظران اليه پصدمة وعين ترمش من شدة التعب 
علي و ورد 

بعد تعب يوم كامل وروتين معتاد من حيث الاستيقاظ باكرا وإعداد وجبة الإفطار ثم الجلوس مع الصغير يزيد بعد ذهاب علي لعمله .. فهو أيضا استقل من عمله مع سليم وبدأ يعمل في مكان آخر براتب جيد .. وعند اقتراب علي من العودة تعد وجبة الغداء ليجلسوا سويا لتناولها في مشجنات عائلية مرات سعيدة ومرات حزينة ومرات اخرى ب مشاكل لا لزوم لها .. ولكن ليست الحياة دون مشاكل .. مال علي برأسه يستند على كتفها وهو ينظر لابنه الذي يشبهه كثيرا حتى في نومه .. يتذكر يوم قدومه وماذا فعلت به ورد .. 
فلاش باك 
كانوا في وقت متأخر عندما استيقظ على همهمات ل ورد المتعرقة جواره .. اعتدل قليلا في نومته وهو يستند على ذراعيه قائلا مالك ياختي عاد للخلف بفزع اثر صړختها العالية المټألمة قائلة انا بولددد تحدث بتلعثم وخوف لما هو به الآن بتولدي ازاي .. طب اعمل اي .. قوليلي اعمل اي .. اشقط الواد صړخت بصوت مرتفع اكثر بوجهه ثم قالت بصړاخ وديني المستشفى ياااا عليي .. وقف سريعا مكانه واخذ يجول الغرفة ذهابا وايابا وهو يقول اوديها المستشفى صح .. طب انا ملبستش .. طب اعمل اي .. طب بصي قومي نروح صړخت مرة اخرى پبكاء وهي تقول شيلني ياعلييي .. شيلني للمستشفى هتشلني وانا بولد ظلت تضغط على اسنانها بتعب شديد بينما هو اقترب يحملها وهو يهمس يلهوي تقيلة جدا صړخت بوجهه ف فزع وتحرك سريعا بأتجاه السيارة واضعا اياها بها ثم عاد للمنزل يأخذ كل مستلزماته وعاد مرة اخرى للسيارة ليذهب للمستشفى بها ... 
وصلوا المستشفى وهو يستمع لصراخاتها ثم قال بتهكم يخربيتك افصلي دماغي صدعت صړخت به بقوة قائلة تعالى اولد مكانيي يخوياا كانت تكز على اسنانه في حديثها له فجعلت الممرضات يقهقهون بخفوت عليهم .. بينما اخذوها من امامه لغرفة الولادة .. وهو يقف خارجا يدعو الله ان تكون بخير وصغيره بخير ..ظل على حالة التوتر حتى خرجت الممرضه تبشره بقدوم صبي له .. وان حالة زوجته جيدا همس بخفوت عال العال .. 
....
الجزء الخامس والعشرين
كان يسير بخطى سريعة
 

تم نسخ الرابط