بقلم أمينة محمد
فتلك حكمة الله ولكن البلاء طال على قلبه وقلب زوجته.. ادمى القلب بچروح كبيرة لم يجدوا لها علاج.. اغمض عينيه فسقطت دمعه على خده فهمس لا إله إلا الله.. نظرت له فرح ثم عاودت النظر للقبر وهي تحاوط بطنها بيديها وكأنها تحتوي الروح التي بأحشائها ثم اخذت نفسا عميقا وهي تدعو لابنتها وامها بالرحمة.. ثم قالت بصوت مخټنق يلا عشان نمشي.. انا تعبت!! هز رأسه بإيجاب ثم أمسك يديها بين كفيه لينعم بحنانهم.. ثم الټفتا عن المقپرة وغادرا المكان بينما هي صامتة صامدة جامدة.. بينما هو شارد وهادئ.. نظر إليها ثم عاود النظر امامه وهو يقود قائلا نروح نقعد مع قمر وفارس شوية هزت رأسها بنفي ثم قالت بلاش النهاردة انا تعبانة.. هز رأسه لها ثم قال بدفئ ماشي ياحبيبتي.. وصل للمنزل وهو يسندها ليدلفا للمنزل فما كانت الا وقيعة بين يديه مغمى عليها..
فلاش باك
انت اجازة ياسيادة الرائد لحد ما ترجع لوعيك.. انا عارف انك بتمر بظروف صعبة بس دا مش معناه انك تتصرف من دماغك تاني مفهوم قالها رئيس عمله بنبرة حادة بينما سليم يقف امامه ببرود.. لا يعلمون ان ما يفعله هو الصحيح وهو الذي يجب فعله.. يريد القبض على والده ولكن ليس لديه اي ادلة حقيقية ليلقي القبض عليه.. هز رأسه باستجابة قائلا تمام يافندم ثم القى التحية العسكرية وغادر المكان للمنزل.. صعد لغرفتهم فوجدها جالسة هادئة تنظر للشرود.. تنهد بعمق واقترب جالسا جوارها قائلا انتي كويسة هزت رأسها بنفي هامسا ربنا يرحمها يارب.. اجهشت بكاءا
في اليوم الثاني تحدث بصوت خاڤت في الهاتف قائلا انا سبت الشغل.. وعارف انا هاخد حقي ازاي وانا مسلم مسډسي وشاراتي للحكومة.. اعمل الي بقولك عليه بس.. ثم املاه ما يريده.. كيف سيكون اخذ الحق معه.. تلك الرأس التي يفكر بها مما اخترعت لتأتي بكل ذلك التفكير الناتج والصحيح ..
كان يمشي سريعا مع عربة النقل في المستشفى ومستلقية عليها فرح في حالك اغماء.. سألته الممرضة سريعا هي عندها اي امړاض مزمنة هز رأسه بنفي قائلا هي حامل.... هزت الممرضة رأسها ثم ادخلوها غرفة الفحص وهو ينتظر بالخارج.. نظر للباب قليلا ثم مسح وجهه پعنف وهو يفكر فيما يحدث مع زوجته.. كبف سيخرجها من تلك الحالة التي لا تنتهي.. كم ان فراق ابنتها يؤثر عليها وعلى حياتها بشكل خطړ وهذا ما يخافه..
ان ما حدث معهم لم يؤثر عليه ليصبح مثل والده.. ففراق والده في البداية كان صعبا وقاسېا علي حياتهم.. ولكن لم يكن صعبا طالما كان بذلك الشرف..
خرج من شروده علي صوت الممرضة وهي تخبره عن حالة فرح بخفوت وهي دلوقتي كويسة هي والبيبي بس بلاش حركة وضغط.. ربنا يقومها بالسلامة ابتسم بخفوت قائلا تمام متشكر يا دكتورة.. ثم دلف سريعا لفرح وجلس جوارها ينظر لملامحها..
.
كانوا يجلسون سويا امام التلفاز وتجلس بينهم ابنتهم وحيدتهم صبا تلك المشاكسة التي اتت على هذه الدنيا ثم لم يأتي بعدها .. بسبب تدهور صحة طيف .. كانوا يشاهدون الكرتون ومجبرين علي مشاهدته من اجل صبا الصغيرة.. اصبحوا يمشون علي مزاجها ورغاباتها.. زفرت طيف قائلة وبعدين بقا في ام الكرتون الي مبيخلصش دا ياست صبا.. عايزين نتفرج علي فيلم هزت صبا رأسها بنفي قائلة مليش دعوة انا عايزة اشوف كرتون روحوا اتفرجو عالتليفزيون الي في اوضتكم قال تيم بټهديد وهو ينظر لصبا يعني تفضلي هنا لوحدك ونطلع احنا صمتت لقليل من الوقت ثم قالت لا طبعا لما انام بقا امسكتها طيف من ملابسها وهي تهزها قائلة انتي رهيبة انتي ابعدت صبا يديها عنها قائلة بس بقا فلهدتيني فرهدتيني قهقه تيم بخيبة امل قائلا خلاص ياستي سيبيها بقا الله فتركتها طيف بعبوس وهي تكمل مشاهدة الكرتون حتى غفت بينهم فحملها تيم لغرفتها.. ثم توجه لغرفته فوجدها مستلقية في انتظاره فأبتسم بخفة والتصق بها هامسا اي الكلام الليلة قهقهت بغنج قائلة اممم مش عارفة اقترب من اذنها مقبلا اياها ثم همس انا اقولك.. الكلام علي اني بحبك جدا لا انا بمۏت فيكي وبعشق الايام الي جمعتنا سوا.. ومش هنفكر فالماضي عشان بيوجعنا بس هنقول ان مستقبلنا هيكون حلو جدا بوجودك ووجود صبا بنتنا.. طيف انا عمري ما بينت لحد ضعفي وتعبي غير ليكي وكدا ومحدش صان قلبي غيرك فانتي متربعة كدا عليه.. وانا مقدرش اعيش بدونك خالص ياطيف.. عايز افضل جنبك ومعاكي.. انتي لما بتسيبيني يوم ببقى تايه زي العيل الصغير.. انتي حناني واماني.. وانا بشكر ربنا عليكي وعلى طيف وبقول كدا رضا الحمدلله كانت عينيها مدمعة وهي تستمع لكل كلمة يقولها ثم عانقته بقوة قائلة انا كمان بحبك اوي ومقدرش اعيش من غيرك لا انا ولا صبا.. تلك هي الجنة التي ينعم بها على الأرض والحنان الذي يناله منها.. يغوص معها في اشواق وعشق لا ينتهي طالما انفاسهم تخرج وتعود.. مكملين بعضهم دون القدرة على العيش وحدهم.. دون القدرة على العيش بدون الآخر..
نور وتامر
في صباح يوم جديد مليئ بالاشراق.. سماء بسحاب يظهر إبداع الله في خلقه.. ف سبحانه هو من زين السماء.. كانت ترتدي ملابسها والإبتسامة الواسعة علي شفتيها.. دلف إليها تامر مبتسما هو الآخر قائلا بدفئ ها جهزتي هزت رأسها بإيجابية قائلة بحماس اه خلصت.. يلا بقا عشان انا مستعجلة امسك يديها واوقفها امامه واضعا يديه حول كتفيها قائلا بحنان نور انا بعمل كدا علشانك.. عشان انا عارف اني لما اعمل كدا هشوف الفرحة دي تاني في عينيك.. اه انا متشوق جدا للحظة دي بس مش اكتر منا فرحان اني بفرحك.. عشان انتي اهم حاجة عندي وكل حاجة عندي عانقته بقوة بعدما انتهى من كلامه وهي تقول بحب وانت كل حاجة عندي يا تامر انا بحبك اوي اوي.. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا ابتسم بدفئ وهو يبادلها عناقها وهو يدعو الله داخله ان يهدي بالها وباله وان يعطيهم الصبر.. ابتعد قليلا عنها ثم امسك يديها قائلا طب يلا عشان نمشي عشان منتأخرش بقا هزت رأسها سريعا ثم غادرت معه للملجأ.. تحدث مع مديرة الملجأ ثم استلموا طفلة صغيرة بملامح بريئة لا تكف عن البكاء.. بعمر السنتين تدعى ملك حملتها نور بين يديها قائلة بحنان بالغ اي يانور عيني بټعيطي ليه.. تعالي ليا متعيطيش نظرت اليها ملك تتعمق بملامحها ثم استندت برأسها علي كتفها وهي
تتمسك بها بقوة.. دق قلب نور پعنف لتلك البريئة التي بين يديها وعناقتها لتو بتلك البراءة والحنان نظرت لتامر بحب ثم ابتعدت ببصرها مرة اخري لمديرة الملجأ قائلة شكرا اوي ليكي بجد شكرا.. القيا التحية علي بعضهما ثم غادرا للسيارة نور وتنظر لتامر بهدوء.. قالت نور بدفئ قاطعة ذلك الصمت بصي ياقلبي دا بابي وانا مامي اوك نظرت لها ملك بهدوء ثم ابعدت نظرها للنافذة تنظر للخارج وللناس وللطريق.. قال تامر بخفوت لنور لسه شوية لما تستوعب واحدة واحدة عليها ابتسمت قائلة اكيد.. اوصلهم للمنزل وهو توجه للعمل بينما اخذت نور ملك للغرفة التي جهزتها لها عندما علمت من تامر انه سيتبنى لهم طفلة.. كانت الغرفة مزينة ك احلام اي فتاة.. اخذتها نور واعطتتها حماما دافئا والبستها ملابس جميلة بينما ملك تمشي خطوة خطوة صغيرة ترى الغرفة التي سړقت انظارها بلونها الزهري وعلى الحائط رسومات الاطفال... ثم رأت صندوقا كبيرا فتوجهت له ونظرت لنور لتساعدها بفتحة.. وقفت نور وفتحته ف كان به العابا كثيرة جديدة.. صفقت الصغيرة بيديها بحماس وهي تدب قدميها بالارض صاړخة هييييييه لعبة ابتسمت نور لعفويتها ثم بدأت تخرج لها الالعاب من الصندوق وتلعب معها.. كانت نور في غاية السعادة لذلك الشعور التي تشعر به وهي مع ابنتها ملك.. لا تشعر بأي ألم الآن بل تشكر ربها وتحمده على كل شئ فهو لديه الحكمة دائما..
.........................................................................................................................................................
فرح وسليم
اخرجها من المستشفى للمنزل وهو يعتني بها اشد اعتناء.. يحاول ان يهدأ نفسيتها في اكثر من طريقة ولكن لا فائدة فما ببالها يحزنها كثيرا.. وضع امامها صينية الإفطار قائلا بخفوت يلا عشان نفطر يا فرح نظرت داخل عينيه ثم ابعدت نظرها سريعا من نظرة اللوم التي يحملها لها لما تفعله بحالها.. أخذت منه صينية الطعام ووضعتها جانبا ثم نظرت داخل عينيه قائلة انا الي بيحصلي مش قد طاقتي والله يا سليم انا... اصمتها ب هشهشته قائلا ششش بس يا فرح انا معنتش عايز اتكلم في الموضوع.. انا هكلمك في نقطة واحدة عشان نخلص من الي احنا فيه كانت تنظر له بخفوت وعينيها تحمل الكثير من الحزن الطاغي عليهم.. تنتظر منه الحديث فأخذ نفسا عميقا ثم تحدث قائلا وعد راحت عند الي خلقها... متعزش على الي خلقها يافرح.. هنا اخفضت فرح بصرها بوجه باكي فأكمل وهو يضغط على يديها يا فرح.. انتي دلوقتي في بطنك روح عايزاه لما يجي يبقى اي ولا ازاي بحالتك دي..
ربنا بيعوضنا يا فرح صدقيني وعوض ربنا كبييير اوي ياحبيبتي.. الحمدلله هيرزقنا بطفل يعوضنا وشغلي كويس وبقبض كويس والحال كويس.. وانتي ماشية بتسعي في حلمك في المعرض الي انا فتحتهولك للرسم.. ابنك ولا بنتك لو جه وشاف الحال بتاعنا كدا احنا هنكون بنظلمه اوي يا فرح.. بنظلمه اوي اوي اوي يعني .... وقتها مينفعش نلوم. ... لازم نرجع نشوف حياتنا وطريقنا هزت رأسها بإيجاب فمال عليه يضمها لصدره يستقبل دموعها بترحاب فهو يعلم انها تحتاج لتلك الضمة الآن اكثر من كل شئ.. تحتاج لمن يواسيها ويخفف عنها وان كان عليه فهو لا يتركها إطلاقا بل يخفف عنها.. بعد قليل من الوقت ابتعدت وهي تمسح دموعها بكفيها قائلة اوعدك اني هرجع زي الاول ونرجع لحياتنا الطبيعية.. الحزن مبيرجعش حد فعلا ياسليم.. قاطعها قائلا بدفئ بس ربك بيعوض ثم وضع يديه علي بطنها فوضعت يديه فوق يديها قائلة الحمدلله ياسليم.. ابتسم بحب واقترب يقبل مقدمة رأسها ثم اخذ صينية الطعام وضعها بينهم ومد يديه ب لقمة طعام يطعمها هو......
نظر إليها اثناء تناولاهم الطعام قائلا اي رأيك اكلمهم يرجعو يفتحو المعرض تاني ويعملوا اعلانات هزت رأسها بإيجاب قائلة بإبتسامة خاڤتة ماشي ليه لا.. نبدأ من تاني فأبتسم داخليا وخارجيا لذلك الشعور الذي يتملكه الآن فهو سعيد برجوع الروح لها.. سعيد بأنها بدأت تستوعب ذلك الكلام.. يعلم انه ليس من بداية الأمر ولكن في كل مرة سيحاول معها قدر المستطاع دون الضغط على نفسيتها حتى يعيدها كما كانت.. فرح السابقة..
حنين وليث
كانت تقف في المطبخ تعد الشطائر لهم.. دلف مازن وهو يبكي بأنزعاج فزفرت بضيق مالك النهاردة يا مازن غسلت يديها ثم حملته لها وهي تمسد على شعره بحنان. وهو مستمر بالبكاء فخرجت به من المطبخ وجلست على الاريكة وهي تفتح فمه لترى أسنانه فهو في عمر النضج.. تكبر اسنانه فيتعكر مزاجه ف يبكي تنهدت حنين بخفوت خلاص يا ميزو بقا متعيطش.. سمعت صوت اغلاق باب المنزل بعدما انتهت من حديثها فوجدت ليث وماريا عائدين من الخارج.. نظر ليث ل مازن باستغراب قائلا ماله ياحنين بيعيط ليه تحدث بخفوت حمدلله عالسلامة.. بتطلعه سنه وبتوجعه جلست ماريا جوارهم وهي تمسد علي
شعر مازن بحنان قائلة الف سلامة يا ميزو! أبتسمت حنين لها بحنان قائلة الله يسلمك ياقلبي جلس ليث هو الآخر قائلا بدفئ طب مافيش مسكن ياخده عشان يروق وضعت مازن عند والده وذهبت لتجلب الدواء من الغرفة... اعطته الدواء بعد معاناة منه ليأخذه ثم بدأ ليث يهدأه حتى يكف عن البكاء ... بينما هي انتهت من اعداد الشطائر وخرجت من المطبخ تجلس بينهم بينما مازن مازال يجلس مع والده.. وليث يمسد علي شعره بحنان ومبتسم بخفوت لحال عائلته الصغيرة تلك.. يحمد الله على وجودهم حوله.. يحبهم حد الجنون وېخاف عليهم كثيرا.. يعاملهم جميعا كأطفاله من اكبرهم لاصغرهم.. حتى تلك المرأة التي سړقت قلبه منذ اول لقاء.. يحبها ك طفلته و زوجته و كل ما يملك.. جعلته يتأكد انه عندما اختار شريكة لحياته اختار جيدا.. فهو كان ېخاف فكرة الزواج من اجل عدة أمور في حياته ولكنها تفهمت كل تلك الامور بصدر رحب.. تفهمت كل شيء يمر به .. ووقفت معه.... قضيا يوما هادئا مع انزعجات مازن الصغير التي لا تهدأ.. ناما الصغيرين وهي دلفت لغرفتهم وجلست جواره مبتسمة اخبار شغلك
يسند رأسه على كتفها قائلا زي الفل الحمدلله .. أبتسمت بحب وهي تمسك يديه بين يديها قائلة الحمدلله ياحبيبي ربنا يرزقك يارب رفع يديهم وقبل يديها بحنان فتنحنحت هي بخفوت قائلة طب عايزة اقولك علي حاجة قوص حاجبيه بأستغراب ورفع رأسه ينظر لها قائلا قولي ابتسمت بخفوت وصمتت قليلا ثم قالت انا حامل نظر لها پصدمة واعتدل بجلسته هامسا ها توسعت إبتسامتها قائلة انا حامل.. رسمت البسمة على فمه فبدأت تزداد وهو يقول بحماس لا بالله.. اي الحلاوة دي قهقه بخفوت قائلا بدفئ الف مبروك ياقلبي .. ابتسمت بدفئ وهي تمسد على ظهره قائلة الف مبروك ليك انت كمان قبلته على خده برقة فابتعد قليلا ووضع يديه علي بطنها هامسا ربنا هيرزقنا ب تاني طفل لينا.. ربنا يجيبه بالسلامة ويملى علينا حياتنا مع اخواته إبتسمت بحنان قائلة يارب يا حبيبي .. ربنا يخليكو ليا انتو الاكل عانقته مرة أخرى بينما هو بادلها هامسا بعشق بحبك .. انت نعمة من ربنا ليا.. أحلى نعمة كانت ليا وبفضل أشكر ربنا عليك وعلى وجودك في حياتي.. كانت تغمض عينيها تستمع لحديثه العاشق بينما هي تبتسم بحب ثم همست ب هيام قائلة وأنا بعشقك ..........
ورد وعلي
كان يحمل ابنه يزيد وهو يغني ويلعب معه بألعابه مين حبيب بابا خرجت من المطبخ وهي تردد معه يزيد اكمل بضحكة ومين روح بابا اجابته وهي تجلس على الكرسي جوارهم وتقطع الخضروات بنبرة ساخرة ورررد كان يزيد يصفق بيديه وعندما سمعها تقول ورد عبس بطفولية وهو ينظر لها قائلا بصوت طفولي متقطع لا.. اناا قهقه علي قائلا طبعا ياحبيبي اومال!! مال يزيد برأسه ل ورد واخرج لسانه لها يعاندها فنظرت له وهي تضيق عينيها وكأنها تشير لشيئا شريرا في نظره فخبأ نفسه جيدا ه.. قهقهت بقوة على طفولته وبراءته.. قهقه علي هو الآخر بخفوت قائلا اجمد كدا ياض اي الدلع دا... متخافش لوت ورد شفتيها وهي تقول دا صغير ياحبيبي نونو نونو ثم وقفت من مكانها وتوجهت نحو المطبخ مرة أخرى تعد وجبة العشاء لهم.. بينما تستمع لهمهمات ابنها وزوجها العزيز.. تتذكر كيف كان صعبا في البداية لإقناع أهلها بالزواج منه.. وهو كان مشلۏلا.. ولكن مع المحاولات والإنجازات العظيمة في نظرهم من ناحية علي وافقوا.. وبعدما اقتنعوا أيضا انه سيكون بحال جيد مع العلاج... انتهت أخيرا من إعداد الطعام ووضعه على الطاولة ثم بدأو جميعا في تناوله وهي تساعد الصغير يزيد على الأكل... حالهم ك حال أي أسرة في هذا المجتمع يكون بها الحب ويكون بها المشاكل والمشاجرات.. ولكن في كل ركن من أركان هذا المنزل الصغير الكثير من الحب والعطف والحنان.. انقطعت ورد عن عملها لمراعاة أسرتها وطفلها.. وذلك كان قرارها وليس قراره.. فجعلته يتقن انه بالفعل اختار صحيح وعندما صبر الهمه الله نتيجة صبره.. وأيقن ان نور لم تكن خسارة.. بل كانت مكسبا للفوز بحبيبة قلبه ورد.. تلك الوردة التي دخلت حياته بعدما فقد الشغف بها والروح.. وجعلت حياته مليئة بالورود حوله.. تفوح الرائحة الجميلة جوارها.. فيسكن ويهدأ قلبه ويرتاح.. انتهوا من الطعام وهي انتهت من أعمالها المنزلية لا تنتهي كل يوم بنفس الروتين.. وجلست بينهم وهي تحتضن ابنها الحبيب لصدرها وتستند برأسها علي كتف علي تشاهد معه التلفاز بدفئ يسكن قلبها .. تلك هي اللحظة المحببة لقلبها.. اللحظة التي لا تتمنى ان تنتهي يوما بل ان يكونوا هكذا دوما مع طفلهم.. او اطفالهم في المستقبل القريب.. همست بإبتسامة عاشقة
فارس وقمر
عاد من عمله وعلامات التعب واضحة على وجهه.. علامات الحزن طاغية اكثر.. خرجت قمر من المطبخ على صوت اغلاق الباب وهي تقول بخفوت انت جيت يا فارس هز رأسه وجلس على الاريكة واضعا رأسه بين يديه فظهرت علي ملامحها علامات الاستغراب وهي تقول مالك يافارس ياحبيبي.. ثم جلست جواره ووضعت يديها فوق كتفه.. ظل صامتا لدقيقة ثم اثنتان.. ثم بادر مخڼوق شوية من الشغل! ردت بنبرة مستغربة اي حصل يعني يخنقك كدا فرك وجهه بيديه قائلا توفى مريض في العمليات النهاردة شهقت قمر شهقة صغيرة ثم وضعت يديها علي فمها ونظرت له بحزن بالغ لما عاشه اليوم في عمله.. فلقد ماټ امامه أحدهم اليوم وخسرته عائلته.. شئ صعب على مشاعر الإنسان ويؤلم بحق.. شئ ثقيل علي القلب.. قائلة ربنا يرحمه ياحبيبي قدر الله وماشاء فعل.. دا نصيبه! قال بنبرة مخټنقة صعب اوي صعب اوي لما شوفت امه عماله ټعيط عليه ولا مراته.. وولاده كلهم كانوا بيعيطوا المشهد أصعب من انه ماټ قدامي.. مشهدهم أصعب على قلبي .. بيفكرني پوفاة بنت سليم وشكلهم .. قد اي الفراق صعب يا قمر! اخذت نفسا عميقا وهي تتفهم حديثه قائلة بخفوت ربنا يرحمنا جميعا ويهون علينا لحظات الحزن دي.
. ضړب فارس كف على الاخر قائلا بيلاقي طريقة يريح دماغه بسرعة.. انا طالع اغير هدومي قهقهت بخفوت وهي تهز رأسها له ماشي ثم قامت من جواره وهي تصرخ اياااااد... فركض الصغير من امامها حتى لا تأخذ منه اللعبة وهي تركض خلفه لتأخذها ك توم وجيري وهما يتشاجران من اجل اي قطعة جبن .... فأبتسم فارس بخفوت وتنهيدة.. ثم صعد للأعلى وهو يفكر بعائلته الصغيرة تلك وما الطرق لإسعادها.. فهو ليس لديه غيرهم.. زوجته التي تخفف عنه الألم والحزن والنكبات.. وابنه الحنون الذي يقابله بالعناق عندما يعود من عمله.. او يساعده في بعض الأمور التي يستطيع ان يساعد بها..
انتهى من تبديل ملابسه ثم خرج من غرفته وتجمعوا ثلاثتهم على طاولة الاكل ليتناولون الطعام بدفئ ينعم ويسود بينهم ......
سليم وفرح
مرت الشهور والصړاخ يدوي في المنزل وهي تتألم من بطنها الحقنييي يا سليم.. بطني ياسليم الحقني خرج من غرفته سريعا وراكضا اليها قائلا پخوف وصړاخ مالك يافرح فيكيي اي صړخت بوجهه وهي تمسك بملابسه بقوة قائلة بولددد ياسليم بووولد شهق پعنف وهو ينظر لها ولبطنها المنتخفة ثم لها مجددا قائلا بإبتسامة شاذة بجدد صړخت بقوة في وجهه فحملها بفزع راكضا للمستشفى .. وأخيرا وصلوا بعد صړاخها المستمر والمستمر .. ادخلوها غرفة العمليات لتأت بحياة جديدة لتلك الدنيا .. حياة لهم ولروحهم .. حياة ستعم عليهم السعادة والدفئ .....
وصل كريم ومعه حور ينتظرون معه حتى خروجها .. او خروج طفلهم .. ماهي الا دقائق حتي سمعت اذنيه صوت الحياة.. صوت صړاخ صغيرته الثانية ... اغمض عينيه براحة وابتسامة كبيرة تشق شفتيه هامسا شكرا يارب ثم وجد الممرضة تخرج بصغيرته ف همس وحياة جديدة هتبتدي بقصة جديدة ملهاش نهاية...
تمت بحمد الله