رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
من غير سبب
تعلقت عين سماح بها تحاول سبر ما بداخلها
هحاول أصدق ان مافكيش حاجه
وفردت ذراعيها نحوها ټحتضنها
تعالي بقى اخدك ده ميتعوضش
هتفت سماح ضاحكه لتضحك ياقوت على عبارتها متمتمه
ليه يعني ميتعوضش الأم مثلا
لطمتها سماح على ظهرها بخفه
بالظبط يا ست النكديه يلي مخلياني اكل حمص الشام مع اني مبحبهوش
بتتكلموا تقولوا ايه
ابتعدت ندي عن شهاب بخجل ليطالعها شهاب ضاحكا
ده كلام كبار مالكيش دعوه بي
عقدت مريم كلتا حاجبيها ومدت يداها تزيحهم عن بعضهم
حيث كده وسعوا بقى عشان اقعد معاكم واسمع
ضحكت ندي رغما عنهاوطالعت زوجها الذي اخذ إحدى الوسادات من خلف ظهره دافعا بها مريم علي وجهها
على هتافه تلك الجمله دلف حمزة المنزل رغم إرهاقه اليوم الا انه ترك كل شئ خلفه ظهره وأبتسم عندما تعالت صيحة مريم
مش عايزه اقعد معاكم بابا خلاص جيه
ونهضت من جانبهم لتتجه نحو حمزة
تعالي ياحببتي
لم يكن حال ندي يختلف عن حال شريف كلما وجدوا مريم يزداد تعلقها بحمزة أصبح هو كل عالمها
تلك الفكره لا تعلم كيف ستتقبلها الصغيره وكيف سيرحبون بالعروس اذا تزوج حمزة وجلبها للمنزل
داخلها يرفض دخول امرأه أخرى لعائلتهم وأحيانا تشعر بأنانيتها حين لا تتمنى الزواج له
نفضت الأفكار سريعا وهي تري حمزة يتقدم منهم
تعلقت عين شهاب بزوجته ثم بشقيقه
في ايه ياحمزة
نظر حمزة بحاجب مرفوع نحو شقيقه
مش هخطف مراتك متخافش
توترت ندي من الأمر الذي يريدها فيه فأشار لها حمزة بأن تتبعه فأتبعته
الصغيره مريم من شهاب تتعلق بذراعه
زعلانه منك ياشهاب بجد زعلانه
كانت عين شهاب مرتكزه على غرفة مكتب شقيقه ولم يغلق حمزة الباب رمق مريم بعد أن دفعته علي ذراعه
طالعها شهاب بحنق
أنتي مراتي يابنتي
زعلانه ليه يا برنسيسه مريم
ظلت مريم تحادثه عن سبب ڠضبها منه والذي يتلخص انه لم يعد يصطحبها من مدرستها ولكن هو كانت عيناه ثاقبه على شقيقه وهو يحاور زوجته
طالع شهاب ندي بعدما أخبرته بحديث حمزة عن إدارتها لاسهمها بالشركه
تلك المره لم ترغب بالخضوع لاوامره
بس انا عايزه اشتغل ياشهاب
رأي العند في عينيها مما زاده حنقا
وانا قولت لااا انتي ناقصك حاجه
صاحت وقد كلت من خضوعها الدائم معه
اه ناقصني ناقصني اكون انا
واردفت بعد أن ألتقطت ملابسها من الخزانه
وعلى فكره انا مش عايزه اشتغل في الشركه ولا عايزه أدير الاسهم انا عايزه اشتغل في التدريس
واتجهت نحو المرحاض غالقة الباب
خلفها بقوة
وقف يحدق بالفراغ الذي تركته وتنهد وهو يتجه نحو زافرا أنفاسه
مرت نصف ساعه وهو جالس هكذا الي ان خرجت من المرحاض ولم تلقى نظرة عليه اتجهت نحو المرآة تمشط شعرها تشعر بنظراته تخترقها
أنهت تمشيط شعرها واتجهت نحو الفراش لتتسطح عليه دون كلمه تجاهلها كان أكثر الأشياء التي يمقتها
طالعها ثم تنهد بقوه
وطبعا حضرتك هتنامي وأنا هقعد أغلى مع نفسي انتي بقيتي جايبه البرود ده منين
غامت عيناها بالدمع وهي تطالع جموده
انا مش بارده ياشهاب بس انت عمرك ما حسستني اني انسانه وليا احلام عمرك سألتني نفسي ف ايه وبحب ايه
اخترقت العبارات قلبه وجدها تغمض عيناها ودموعها تنساب على وجنتيها
كانت صادقه في كل كلمه أخبرته بها عطائها الزائد له جعله شخصا انانيا لا يرى
اعتدلت في رقدتها تمسح دموعها
حبي ليك
خلاك شخص اناني ياشهاب
مجرد ان اغمضت ياقوت عيناها واصرفت ذهنها عن حزنها
وجدت رنين هاتفها يعلو ابتسمت وهي تجد رقم هناء
فأجابت على الفور وأعتدلت في رقدتها
ياقوت انا ومراد جبنا الشبكه
دق قلب ياقوت بسعاده لصديقتها
مبروك ياهناء احلى خبر سمعته النهارده
تنهدت هناء وهي تنظر لبنصرها المزين بدبلتها
بس انا حاسه اني مش فرحانه يا ياقوت حاسه ان فرحتي ناقصه
شعرت بحزن صديقتها من صوتها
ليه يا هناء مش ده مراد الراجل اللي عيشتي ترسمي أحلامك معاه
سقطت دموع هناء وهي تطالع باقة الازهار التي جلبها لها
قلبي وجعني من غير سبب تفتكري ديه علامه من ربنا اني مش هكون سعيده مع مراد
لم ترد كسر فرحة صديقتها وارادت طمئنتها
قومي صلي وادعي ربنا انه لو كان خير ليكي ربنا يكمله ولو شړ يبعده عنك
هتفت هناء بلهفه بعد سماع تلك الجمله
بس انا عايزه مراد عايزاه خير ليا يا ياقوت انا عمري ما حبيت غيره رغم اني اتحبيت وكانوا ناس متترفضش بس هو الوحيد اللي قلبي عايزه
اغمضت ياقوت عيناها تقاوم ذرف دموعها الحبيسه
قومي صلي وادعي ربنا ياهناء
مسحت هناء دموعها وهتفت بحب
حاضر يا ياقوت
تركت ياقوت الهاتف جانبها ثم اعطت الحريه لدموعها كي تتساقط
في ناس عمرهم ما تحبوا حتى
ومستنين على أمل حد يحبهم
واردفت داعيه لصديقتها
ربنا يسعدك ياهناء
ألقى مراد جسده فوق الفراش بعدما انتهي مكوثهم في بيت عمه وتمت الخطبه التي تمناها والده
انت السبب يابابا ذنبها ايه اظلمها معايا لاخلتني أحزن على مراتي اللي ماټت وابني اللي كان في بطنها ولا خلتني حتى اصارحها
واغمض عيناه متذكرا لحظاته القليله مع جاكي مبتسما أما هناء كانت بعيده عن عقله وقلبه لا يراها الا انه فرض اجبر عليه ارضاء لوالده
طالعها وهي تخرج من المدرسه التي تعمل بها وإحدى العاملات تساعدها في الخروج من البوابه منها فشعرت بوجوده من رائحة عطره
شريف
مد كفه نحوها يعاونها على السير
كلمت ماجده وقولتلها اني هأخرك شويه النهارده ايه رأيك اعزمك على الغدا
ارتبكت من الفكره فهى لا تحب تناول الطعام خارج البيت حتى لا تسبب للجالس معها الحرج ولكن معه تشعر انها أنثى كامله لا ينقصها شئ حتى فقد بصرها تناسته
اماءت برأسها بسعاده واتجهت معه نحو سيارته عاونها على الجلوس ثم نظر إليها طويلا
هاتفا داخله
سامحيني يامها على البعد لكن ولا انا هناسبك ولا انتي هتناسبيني
اتجه نحو الباب الآخر للسياره لينطلق بعدها بسيارته نحو المطعم الذي حجزة لهم بمفردهما حتى يجعلها تجلس بحريتها دون أن تخشي أعين الناس
وصلوا وجهتهما فتمتم
وصلنا
ابتسمت ببرائه ووضعت يدها على زجاج السياره تنتظر مساعدته لها
ترجل من سيارته ثم ساعدها على الهبوط منها
شريف انا مش عايزه اكل مبعرفش اكل بره بيتنا
كانت كالطفله الصغيره وهي تخبره عن عدم رغبتها في تناول الطعام حتى لا تشعر بالحرج تألم قلبه فكيف سينساها ويزيلها من حياته
قبض على يدها مطمئنا
متقلقيش طول ما انا معاكي
لو علم كيف سقطت الكلمه على قلبها ف روته لكان ندم على السعاده التي أصبح يهبها لها
جعلها تتعلق به وتبني أحلاما ظنت لسنين ان الأحلام حرمت عليها
حاضر قولي بقى شكل المطعم ايه
دلفوا لداخل المطعم فرحب بهما النادل
حاضر هوصفهولك بس تعالي نقعد على فكره انا حاجز المطعم لينا لوحدنا
هتفت بطفوله
كويس عشان اعرف اكل من غير ما حد يبص عليا
ابتسم على طفولتها وازاح لها المقعد ليجلسها عليه
طلب وجبتهما وجلس يصف لها المطعم الي ان اتي النادل بوجبة الطعام
عايزك تاكلي براحتك يامها ومتتكسفيش مني
انا مبقتش اتكسف منك ياشريف عشان عارفه لو شوفتني بأي وضع عمرك ما هتبصلي بشفقه وهتمد ايدك ليا وتساعدني
أصابه الكلمه قلبه فألتقط كفيها بكفيه معتذرا
انا اسف يامها
تعجبت من اعتذاره وانكمش وجهها وهي تسأله
اسف على ايه
متابعة القراءة