رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
وهي تتحرك يمينا ويسارا ولكن سريعا ما جعلته مريم ينتبه لحديثها المشاغب مع شهاب
اندمجوا في النظر لقائمه الطعام والنادل يقف جانبهم لمعت عين ياقوت وهي تنظر نحوهم ترى ابتسامه رب عملها وحنانه على ابنه زوجته وشهاب وندى التي تعلقت بذراع زوجها يضحكون
عضت شفتيها تمنع دموعها بالهطول تحتاج لمشاعر مثل
تلك تفتقر الدفئ والحنان اشاحت عيناها خشيت ان تلتقطها عين احد
رداء الفتاه المكلوله ولكنها كانت لا ترى الا ان حالها مثلهم وأنها لطيفه و ودوده
خرجت عبير زميلتها وقد لاحظت ان هيئتها بها شئ قد تبدل لا تعلم ما ولكنها تشعر بذلك
اتأخرتي ليه ياعبير
ما انا
قولتلك واخده صاحبتي بتستغل جوه المطعم استنتها لحد ما خلصت
واردفت وهي تنظر لياقوت
انا ورايا مشهور مهم روحي انتي يا ياقوت وشكرا ياحببتي انصرفت عبير دون أن تطالعها اغضبها الموقف
طول عمرك ساذجه وغبيه يا ياقوت سماح عندها حق
لم تعلم أن حمزه التقط تلك الفتاه فأخذ يتذكر أين رأها من قبل لتتسع عيناه وهو يذكرها
مراد
هتفت أسمه بخفوت وانتظرت لعله ينتبه إليها لم يلتف نحوها الا عندما أعادت هتافها بأسمه
في حاجه ياهناء
اجابها وهو يرتشف من فنجان قهوته فأغمضت عيناها بقوه
تجمدت يداه على فنجان قهوته بدأت أمواج البحر تعلو وصوت أنفاسه يتصاعد لم ينفذ ما أراد اذاقها له إنما قرر اتباع نمط التجاهل اتبع الطريق القاټل والچارح وفي قانون عقله
إن هذا الأفضل فلن يسئ معاملتها
طال شردوه وتصلب جسده فهو يحاول قدر المستطاع الهروب من المنزل حتى لا يعطيها فرصه لاسئلتها التي يراها في عينيها
أستدار نحوها ببطئ ورمقها بنظره طويله ترتدي له كل يوم ملابس تجملها له وتظهر مفاتنها ولكنه كالاعمي لا يرى
لا يرى الا انها زيجة اجبر عليها
انا مش فاضي ياهناء
ونظر الي ساعه يده ثم وضع فنجان قهوته علي الطاوله
لما ارجع من الشركه نبقى نتكلم
وانصرف دون أن ينظر إليها لتسقط فوق الاريكه شاحبة الوجه تبكي على حالها وهي لا تفهم لما يتجاهلها
فماذا سيريدها شعرت بالقلق الي وجدت شهاب يخرج من مكتبه يأمرها ببعض الأعمال ثم غادر
نظرت سماح نحو بعض السياح وقد اخذت مكان مرشدهم السياحي الذي يعاني من آلم ما بمعدته نست مهمتها الاساسيه وقررت الاستمتاع بأجواء مدينه اسوان
كانت تتحدث عن المعبد الذي يسيرون داخله بثقه الي ان وقفت على صوت أحدهما يخبرها
صححي معلوماتك انستي
قالها أحدهم وقد كان يسير ربيتها من بدايه المهمه من نظراته الحانقه نحوه يخفى عيناه بنظاره من اشعه الشمس وعلى رأسه يرتدي قبعه رياضيه وملابس تشعرها وكأنه ذاهب لمباراه جولف احتدت عين سماح ورمقته بحنق
معلوماتي صحيحه ياكابتن ماذا تعرف انت عن تاريخنا
حدق بها الرجل الذي لا تعرف تحدد ملامحه له وضحك ساخرا
لا أعلم لما تقودنا سيده مثلك لو اعلم انكي من ستقودينا هذا اليوم لمكثت بالفندق
اشتعلت نظرات سماح وبقي البعض يهمس على مشاحنتهم
لا بقى انا كده ممكن اغلط وانسى انك ضيف في بلدي
هتفت بها سماح بلغتها الأم حتى لا يفهم عليها
ولكنه أجاب رافعا حاجبه لأعلى
هوجاء
ألقى كلمته بالفرنسيه ثم انصرف لم تفهم معناها فهى لا تتقن الا اللغه الانجليزيه
وقفت تحرك يدها على وجهها پغضب ترمقه وهو يرحل وألتف نحوها قبل أن يختفي عن مرء عينيها ليزيل نظارته عن عيناه
لتقف مصدومه متمتمه
لا مش معقول ده هو
استمع الي صديقه عبر الهاتف وهو يخبره ان فتاه ورجل جاءوا لقسم الشرطه ليسألوا عنه وقد اخبرهم بعدم وجوده أراد أن لا تكون هي من أتت ولكن صديقه أعطاه الجواب
دون أن يسأل عن هويتها او اسمها
انا استغربت بصراحه انك تعرف حد كده باين عليهم مش قاريب ليك مع ان الراجل اللي مريحنيش شكله قالي انهم قرايبك
واردف صديقه الذي يدعي مجدي
انا قولتله انك اتنقلت بلد تانيه
اغمض شريف عيناه وهو يعلم أن الرجل هو سالم فتسأل
البنت كان شكلها ايه
صمت مجدي للحظات وهو يتخيل شكلها الجميل وقد اشفق عليها
البنت كفيفه
زفرة بقوه وقبل ان يسأله صديقه اذا كان يعرفها اما لا
هكلمك بعدين يامجدي عندنا اجتماع
أغلق الهاتف ثم ألقى فوق فراشه رغم ان هذا مااراده ان يبعدها عن طريقه الا انها يشعر بآلم لا يعرف سببه
أوقف سالم سيارته الصغيره في مكان خالي ينظر لمها التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن علمت انه تم نقله لمكان اخر كان سعيدا انه كسب نقطه بصلاحه وقد انتهى امر شريف تماما
اه سمعتي الكلام بودنك حضرت الضابط خلاص اختفى
سقطت دموعها وهو تمسك العقد الذي أعطاه لها بقوه
بس هو قالي انه ماصدق لقاني
ومسحت دموعها بأكمام بلوزتها
هو شريف سابني عشان انا عاميه
رمقها سالم بتمتع وهو يتأمل احمرار وجهها ثم اقترب منها
يامها ما انتي عارفه اللي فيها مين هيتجوز واحده عاميه
عادت دموعها تتساقط من أثر الكلمه
انا كان نفسي اعيش زي البنات اللي في سني
اتسعت عين سالم وقد وصل لهدفه
سبيني وانا اعيشك يامها سبيلي نفسك
فسرت مقصده بطريقه برئيه ولكن عندما وجدت يده تسير علي فخذيها صړخت بقوه
انت بتعمل ايه
وتعالا صړاخها ولم ينجدها لا صوت سرينه سيارة شرطه قادمه
أنهت دوامها لتتجه نحو مقر الشركه
اول من تعلقت عيناها بها صفا التي كانت تسجل بعض الأشياء على الجهاز الذي أمامها قبل أن تغادر
فساعات العمل قاربت علي الانتهاء
اقتربت منها ياقوت وهي تتذكر أين رأتها
في حاجه ياأنسه
تلبكت ياقوت وهي تنفض رأسها من شرودها بذلك اليوم
حمزه بيه موجود عندي ميعاد لمقابلته
رمقتها صفا بتفحص متعجبه من
هيئه فتاه مثلها تسأل عنه رفعت سماعه الهاتف لتسأل سكرتيره إذا كان يوجد ميعاد معها ام لا
جاءتها الاجابه فتجمدت نظراتها نحو ياقوت
اتفضلي
اتجهت ياقوت نحو المصعد بتوتر أما صفا عقدت ساعديها أمامها تسأل نفسها
وقت الدوام قرب يخلص ايه اللي جايبها في وقت زي ده غريبه
دلفت ياقرت غرفه مكتبه ليقابلها سكرتيره الذي تأهب للمغادره
أبلغه بقدومها ثم انصرف
وقفت في منتصف الغرفه لتجده قابع خلف مكتبه يتحدث بالهاتف أغلق سكرتيره غرفه المكتب فأسرعت تفتحها
نظر لها حمزة وهو لا يفهم سبب فعلتها تلك أنهى مكالمته ثم نهض
مالك ياقوت مش باكل مواظفيني انا
اخفضت عيناها بتوتر وهمست بخفوت
حضرتك كنت عايزني في ايه
وقف حمزه أمامها يحدق بها
البنت اللي كنتي مستنياها امبارح تعرفيها من امتى
نظرت اليه بغرابه من سؤاله
عبير زميلتي في السكن ليه بتسأل
لم يعطيها الاجابه التي ارادتها فهتف بلهجة أمره
ياريت تقطعي علاقتك بيها
قطبت حاجبيها وهي لا تفهم سبب تدخله في حياتها الخاصه
ما اظنش ان ده من قوانين العمل يافندم
ادهشه مجادلتها ونظراتها التي تهاجمه
ياقوت اسمعي الكلام ممكن بلاش البنت ديه تصاحبيها وبلاش تخليني اخدش حيائك بالكلام عنه
تجمدت ملامحها ورمقته پغضب
متابعة القراءة