رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي

موقع أيام نيوز

بالشقة التي تدنوها كان هناك طفل يلعب أمام شقته، سمع الصراخ والضربات فأخبر والدته والتي قامت بمساعده ابنها الكبير بتهشيم الباب، وجدت شروق خلف الباب تحتضن طفلها، عندما رأتهم حملت طفلها وركضت هاربه مرتعبة نحو المطبخ، لكن السيدة حاورتها بلطف، اختبرتها انها لم تكن تعلم أن هناك شخص آخر يقطن الشقة غير كوثر وشريف.

ألقت شروق برأسها على قدم السيدة وراحت تقبلها، امنحيني بعض  النقود، رأفت السيدة بحالها ومنحتها بعض النقود واعارتها عبأه بدل ملابسها الممزقة.

من سيارة لسيارة تنقلت شروق بحضنها رضيع وهي لا تكاد تشعر بنصفها التحتاني، بقايا خليط يرسم خيط خلفها.

كان لديها رغبة واحدة الرغbة للوصول لأقصى مكان بالعالم

على مدى يومين تابعت تنقلاتها حتى طلبت من السائق الذي يقود على نغمات روح يا نسيم لحبيبي وقوله، ان يتوقف ببقعة خالية  تحتلها المق1بر بينما على الناحية الأخرى، حيث نهاية طريق فرعي قصير تنهض فيلا مطليه باللون الأبيض، يحيط بها سياج مرتفع يحبس حديقة بانت أفرع اشجارها الطويلة، عبرت مقبر0تين قبل أن تجلس متكأه  بظهرها على شاهد قب0ر يحمل اسم ممحو بعنايه.

تركت طفلها يلع0ق صدرها ولما خارت قواها لم تدري بنفسها، انحنت رأسها لأسفل بنوم ممي0ت تاركة طفلها يبحث عن سبل الحياة من خلال صدرها.

راودتها أحلام بشعة ان طفليها لم يمو0توا، انها لم تقت0ل طفلتها وان كوثر التهمتهم، رأت أسنانها وهي تقضم لحمهم واللعاب يسيل على ذقنها، كانت تفعل ذلك وهي تنظر إلى طفلها الأخر الذي تحتضنه  بعيون مشتعلة.

فتحت عينيها بهلع وهي تحتضن طفلها الصارخ بقوة الي صدرها حتى تكاد تخ0نقه، بصقت ثلاث على يسارها واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم.

كانت المق1بر خاليه ولم تجد ما تأكله فكرت ان تقصد تلك الفيلا المنزلة لكنها تراجعت مدفوعة بنوبة كرهه لكل ما هو بشرى يتنفس، كانت قد انتهت ان البشر لا يرحمون حتى العائلة نفسها كانت اكثر قسوة من غيرها وماذا بإمكان الإنسان أن يفعله بعالم مملوء بالقبح.

سمعت خطوات تقترب، رجل كهل عجوز، اخفت حجر خلف ظهرها، كل ما هو يتنفس يمثل خطر بالنسبة لها.

توقف الرجل على بعد خطوات، رمق الرضيع بحضنها قبل أن يسألها ماذا تفعلي هنا؟

ليس لدي مكان آخر لأقصده أجابت وهي تضم طفلها لصدرها، لمح الهلع بعينيها، الرعشة التي زلزلت جسدها، أنفاسها المرتفعة، جسدها النحيل وقلة حيلتها.

منذ متي لم تتناولي طعام؟

لا أعلم!

القصه بقلم اسماعيل موسى 

اخرج من جراب يحمله رغيف خبز وقطعة جبن قديمة، ومدها لها.

انا حارس المق1بر ولا يمكنني ان اسمح لك بالبقاء هنا كان يحدثها وهي تلتهم الخبز، يجب أن ترحلي!

كانت تائهة بعينيها نظرة لا معنى لها.

سأل نفسه، كيف لأنسان ان يتحمل جريمة بمثل تلك القبا0حة؟ ان تدفع كلماته، أفعاله، شخص آخر لمثل هذا المصير؟

جعل يتأملها قبل أن يرحل، عاد بعد مده يحمل مفرش وبطانيه قديمة، طلب منها ان تقف، مد المفرش، جلس وجلست بجواره، لم يعد يعنيه سبب وجودها ولا ما فعلته، حتى لو كانت خاطئة؟ فأنها تستحق معامله افضل.

لم يجبرها ان تتحدث، دا0عب رضي0عها وهو يقرأ القرآن قبل أن يرحل.

 

تم نسخ الرابط