القاضي الداهية
قصة القاضي الداهية
مرتكزا على أساس الخداع والغموض، تزوج القاضي من امرأة أخرى دون أن تعلم زوجته الأولى. كان ينتقل بين البيتين بكل سرية، متنكرًا في غطاء الليل. أما زوجته الأولى، فأصبحت تلحظ تغيرات في سلوكه اليومي وهو يتجنب الإجابة على أسئلتها، مما أثار شكوكها بشأن وجود امرأة أخرى في حياة زوجها.
بدأت تشعر بأن القاضي قد تزوج بامرأة أخرى خلف ظهرها، وذهبت لمواجهته. ولكنه رفض الإجابة على استفساراتها المباشرة، مدعيا أنها تتخيل الأمور وأن شكوكها ليست مبنية على أي أدلة ملم@وسة. "أو@هام بلا أدلة" هكذا وصف مدعاها، محاولًا تضليلها والابتعاد عن الحقيقة.أجبرت الظروف القاضي على التفكير في كيفية تهدئة شكوك زوجته الأولى دون أن يفضح أمره أو يلجأ إلى الكذب. كانت الضغوط التي فرضتها شكوكها عليه تزداد يوما بعد يوم، وبدأت تتسرب إلى كل جانب من جوانب حياته، مما أدى إلى تعكير مزاجه وتنكيد حياته.
في خطة محكمة، قرر القاضي أن يدعو زوجته الثانية إلى منزل زوجته الأولى. اقترح عليها أن تقابل زوجته الأولى بحجة أنها ترغب في مشاركة مشكلتها الزوجية مع المرأة التي تعتقد أن زوجها قد تزوج منها سرًا.
كانت خطته بسيطة وذكية: إذا كانت زوجته الثانية تشكو من نفس القضية، فقد يتمكن من إقناع زوجته الأولى بأن الرجل الذي تشتبه فيه ليس هو، دون الحاجة إلى الكذب مباشرة. هكذا، رغم تعقيد الوضع، حاول القاضي التلاعب بالأحداث لإبقاء الحقيقة مخفية.بعد أن أدت صلاة العصر، اتجهت زوجة القاضي الثانية إلى منزل زوجته الأولى، محملة بقلقها وشكها. طلبت القاضي بنبرة حالمة، ودعته لمواجهة الاش@تباك الذي يعصف بداخلها. على الرغم من التوتر الذي يملأ الغرفة، أدخلت الزوجة الأولى الثانية إلى غرفة القاضي.
أجلسوا جميعا في الغرفة، غارقين في موقف معقد ومتشابك. بصوت مرتجف، بدأت الزوجة الثانية تشرح شكواها للقاضي. أعربت عن شكها العميق في أن زوجها قد تزوج بامرأة أخرى خلف ظهرها، على الرغم من عدم وجود أدلة تثبت ذلك.
القاضي، بدوره، رد بصبر وثقة، مدعيا أن هذه الأفكار ليست سوى أوهام في رأسها وأنها تعاني من ظنون سيئة. أكد لها أن الله هو المأوى الوحيد من هذه الشكوك