الجزء الاول بقلم ساره علي
المحتويات
والدتها أنها بخير بينما أكملت الأم بجدية
خليكي دايما قوية ربنا بعتلك زياد كتعويض ليكي اتمسكي بيه وبلاش تخسريه
أومأت زينة برأسها وهي تبتسم رغم الدموع التي ترقرقت داخل عينيها بينما احتضنتها الأم وهي تهمس لها داعمة بقوة
عاد زياد مساءا الى الشقة بعدما أوصل والدة زينة وأختها الى منزلهما
ممكن نتكلم شوية
اومأ برأسه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة رخيمة
خير !
تحدثت زينة بجدية
انت بجد هددت بابا عشان يخليك تاخد ماما ومريم معاك
زفر زياد نفسا قويا ثم قال
انا حاولت معاه بالحسنى انوا يسيبهم يجوا معايا ولما رفض هددتوا
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بهدوء جلي
كان لازم اعمل كده مكانش ينفع تفضلي محرومة منهم
صمتت ولم ترد ليقترب منها ويهتف بجدية
اللي حصل ده عشانك انتي لازم تدافعي عن حقك يا زينة إنتي مأجرمتيش اللي حصل ڠصب عنك
ردت بنبرة خاڤتة
بس الناس مش هتفهم كده ولا هيراعو ده
زينة مش كل الناس سيئة ولا كل الناس هيحكموا عليكي بالظلم
اذا كان علي حكم عليا بالظلم ورفض يسمعني هتوقع ايه من باقي الناس
قالتها بۏجع ما زال يسيطر عليها ليرد بحيادية
بردوا مش كل الناس هيظنوا السوء فيكي
يعني لو كنت مكان علي كنت صدقتني
اكيد يا زينة انا عمري مكنت هشك فيكي
بس انت شكيت انوا الطفل مش ابن علي !
قالتها بنبرة معاتبة ليقول بجدية
ساعتها كنت متعصب منك وعايز أعاقبك بأي شكل حطي نفسك مكاني هتعملي كده وأكتر
أومأت برأسها متفهمة فهو معه الحق في كل ما فعله لولاها ما كان ليخسر أخيه الوحيد ويظل طوال حياته يعاني بسببها ليتها لم تفعل ما فعلته ليتها فقط
ارتدى ملابسه العمليه وسرح شعره ثم وضع عطره المفضل وخرج من غرفة نومه ليجد زينة في المطبخ تجهز مائدة الطعام
صباح الخير
قالها زياد وهو يجلس على الطاولة لترد زينة عليه بإبتسامة واسعة
ثم جلست أمامه وبدئا في تناول طعاميهما حينما رن هاتف زياد فجأة ليحمله فيجد منتصر يتصل به يخبره قائلا
زياد انت لازم تجي حالا أبوك سحب منك إدارة الشركة وجمد كل أرصدتك في البنوك
انتفض زياد من مكانه غير مصدقا لما يسمعه لتنهض زينة بدورها من مكانها وتهتف به بقلق
خير يا زياد ! حصل ايه
أغلق زياد الهاتف مع منتصر وقال لها
مفيش حاجة يا زينة بس لازم اروح الشركة حالا
ثم خرج من الشقة دون أن ينتظر ردا منها
في الشركة
دلف زياد الى مكتبه سابقا ليجد والده ورنا هناك تقدم نحويهما بملامح تتسم بالشړ وقال بلهجة حادة
بابا ممكن نتكلم لوحدنا شوية !
أشار الأب الى رنا قائلا
سيبينا لوحدنا يا رنا
بس
حاولت رنا أن ترفض الخروج إلا أن الأب قاطعها بحسم
سيبينا لوحدنا من فضلك
خرجت رنا على مضض من المكان بينما الټفت الأب نحو زياد قائلا
اقعد مستني ايه !
رد زياد
انا مش جاي عشان اقعد انا جاي عشان افهم افهم ليه عملت كده ليه سحبت إدارة شركاتك مني !
رد الأب بعدما جلس على الكرسي الذي يترأس المكتب
يمكن عشان أفوقك وأعرفك حجم غلطك
غلطي فين هو غلطي !
قالها زياد پغضب مكتوم ليقول الأب بجدية
انا سكتلك وسبتك تتصرف بمزاجك لما قررت تحميها لكن توصل انك تتجوزها فده مش هيعدي بالساهل انت ابني الوحيد دلوقتي ومش هسيبك تدمر حياتك وتدمرنا معاك عشان كده كان لازم أحطلك حد قبل متعمل حاجة ټندم عليها
انا بحب زينة جوازي منها كان هيتم بكل الاحوال
انت ناسي دي عملت ايه !
صړخ الأب بها پغضب ليرد زياد
لا مش ناسي وانت برضوا متنساش امي عملت فيها ايه
انا مكنتش موافق عاللي عملته أمك
عارف يا بابا
بس دي كانت سبب فمۏت أخوك عايز أسمحلك تتجوزها ازاي !
زفر زياد نفسا عميقا وقال بجدية
انا عارف انوا الموضوع مش سهل بس
رد الأب بهدوء
انت لازم تطلقها
مستحيل
قالها زياد بحسم ليردالأب بقوة
وانا مستحيل اقبل بجوازك منها
ابتسم زياد بمرارة قبل أن يومأ برأسه متفهما وهو يخرج من الشركة
دخل زياد الى شقته لتقفز زينة من مكانه وتتجه نحوه مسرعة تسأله بلهفة
ها عملت ايه !
أجابها ببرود
ابويا سحب ادارة الشركات مني
عشان اتجوزتني مش كده !
قالتها زينة بحزن ليومأ برأسه فتقول هي بحسم
طلقني يا زياد
نعم انتي بتقولي ايه !
قالها زياد بعدم تصديق لتكمل زينة بأسى
انا متستحقش الټضحية الكبيرة منك يا زياد
نظر إليها بعدم فهم لتهتف بما خبئته داخلها طويلا
زياد انا عارفة اني مبخلفش انا اتجوزتك عشان
انتقم من والدتك ورنا
والصدمة سيطرت عليه من جميع الجوانب هي تعلم أنها لن تنجب ولن تصبح أما بل واستغلته أيضا لتحقيق انتقامها
الصدمة كانت قوية بالرغم من كونه توقع أن هناك سببا أساسيا وراء قبولها الزواج منه ولكن لم يتوقع أن ان يكون السبب هو رغبتها بالإنتقام من والدته ..
لقد اتخذته اداة لإنتقامها واعترفت بهذا بكل بساطة ..
قالت زينة أخيرا محاولة اخراجه من صمته الذي يؤلمها بشدة
متفضلش ساكت كده قول أي حاجة يا زياد ..
رمقها بنظراته الجامدة قبل أن يهتف بفتور
هقول ايه ..! انا خلاص اتعودت عالصدمات من ساعة معرفتك ..
أدمعت عيناها وهي تعتذر بشدة
زياد انا اسفة والله ..
قاطعها بهدوء
متعتذريش يا زينة .. كفاية لحد كده ..كفاية بجد ..
يعني ايه ..!
سألته بتوجس ليشرح لها مقصده
يعني علاقتنا بقت مستحيلة واستمرار جوازنا ملوش لزمة ..
انت هتطلقني ..!
سألته بنبرة مشتتة ليومأ برأسه قبل أن يقول بجدية
بس مش دلوقتي ..
أمال امتى ..!
سألته بحزن مكتوم ليرد بوضوح
لما أضبط كام حاجة ... وأطمن عليكي الأول ..
أغمضت عينيها پألم شديد قبل أن تفتحها ثم تتقدم نحوه وتهتف بترجي
زياد .. ارجوك اديني فرصه واحدة أشرحلك اسبابي ..
تشرحي ايه يا زينة ..! خلاص معادش فيه حاجة ممكن تشرحيها .. ثانيا انتي زعلانه ليه لتكوني بتحبيني وأنا مش عارف ..! أو يمكن مش عايزة تخسري الرجل الوحيد الي هيرضى بيكي بعد اللي حصلك ..!
تشنجت ملامحها كليا وهطلت الدموع من عينيها بغزارة هي السبب .. هي من جعلته يفكر بها بهذه الطريقة ..
كلامه صفعها وبقوة .. كيف يظن بها هكذا .. بل كيف يراها بهذا السوء ..
تحركت راكضة نحو غرفتها تاركة إياه يتابعا بملامح حزينة قبل أن يجلس على الكنبة ويجري اتصالا سريعا بوالده ...
يخبره بسلاسة
انا هعملك كل اللي انت عايزه بس مش دلوقتي هطلقها بعد ما أتأكد من سلامتها ..
دلفت زينة الى غرفتها وهي بالكاد تكتم شهقاتها .. جلست على سريرها تبكي بشدة ..
حملت هاتفها وقررت أن تتصل بنور هي صديقتها الوحيدة وكل ما تبقى لها ..
لا تثق بأحد سواها ..
ضغطت على زر الإتصال بعدما وجدت رقمها ليأتيها صوت نور الناعس
زينة اخبارك ايه يا حبيبتي ..!
جاءها صوت زينة الباكي وهي تهتف بشهقات متتالية
انا مش
متابعة القراءة