حكايه سيف وسيلين كامله
المحتويات
الخبيثة التي يرمقها
بها انا بنت المستشار ماجد عزمي...
صمتت قليلا قبل أن تكمل بلهجة اقل حدة
لو عاوزين فلوس انا حديكوا كل اللي إنتوا
عاوزينه بس سيبوني امشي من هنا... انا معرفكمش......
ضحك الرجل الثاني لتزداد ملامحه شراسة
بصوته الغليظ الذي ملأ قلب المسكينة
ړعبا حتى يكاد يتوقف بس إحنا مش
عاوزين فلوس...
إلتفت لصديقه ليغمزه ثم إنفجرا بالضحك مرة
أخرى....
ړعب خوف هلع كلمات لا تصف ماتشعر به
يارا بعد سماعها لكلام الرجلين المخيفين...
نظرت لأجسادهما الضخمة ليجتاح الذعر كامل
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
يدق بشدة حتى يكاد يخرج من قفصها الصدري
تراجعت للخلف عدة خطوات و هي مازالت
تتفرس هيأتهما المخيفة و الاوشام التي كانت
تغطي يديهما و رقبتهما...
ناهيك عن تلك الندبة التي كانت تقسم وجه
أحدهما لتزيد من منظره الإجرامي خطۏرة
و هلعا في نفسها...
تمتمت برجاء و وجهها غرق بدموعها ارجوكوا
بلاش كده انا حديكوا فلوس كثيرة اطلبوا
المبلغ اللي إنتوا عاوزينه...إدوني موبايلي
حكلم بابا و هو يبعثلكم فلوس بس و النبي
سيبوني انا معرفكمش ...
تكلم أحد الرجلين ببرود ليزيد من ضغطها النفسي
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
الخۏف بس إحنا نعرفك...و إنت هدية لينا
من الباشا الكبير... متقلقيش حنتسلى اوي مع بعض
الليلة...
لوحت بيدها أمامها صاړخة بتوسل ارجوكوا
لا... إنتوا مش ممكن تعملوا فيا كده... انا مش
أذيتكوا في حاجة إنت
النجاة منهم او التغلب عليهم في هذا المكان
المقطوع...
الايام...
لتتنزلق على الأرض بعد أن سمعت أحدهما
يارا أن نهايتها إقتربت و لا نجاة لها بعد هذه
الليلة إلا بمعجزة...
و هي تدعو الله بداخلها أن ينفذها من براثن
في برلين.... ألمانيا....
تجلس سيلين أمام أحد الغرف تنتظر خروج
الطبيب منذ ساعات طويلة بعد أن تدهورت
صحة والدتها و اغمي عليها فجأة لتظطر
لنقلها إلى المستشفى...
رفعت رأسها عندما سمعت صوت الباب تلاه
خروج الطبيب الذي كان يفحص هدى بالداخل
هرولت نحوه قائلة بلهفة دكتور طمئني
ارجوك... هل هي بخير
الطبيب بلهجة بعملية الان هي بخير... لكن
أنت تعلمين وضع قلبها إنه ضعيف... تحتاج
عملية جراحية في أقرب وقت... الأدوية لا تكفي
لقد تعدت مرحلة العلاج بالأدوية.... العملية
هي الحل..لن تصمد طويلا....
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
العملية باهضة جدا...الا يوجد حل آخر...
الطبيب بأسف لقد أخبرتك يا آنسة..تحتاج
تدخلا جراحيا في أقرب وقت و إلا فقدناها..
سوف أتكلم مع إدارة المشفى.. تستطيعين تقسيط
المبلغ.... تدفعين نصفه الان و النصف الاخر
بعد إجراء العملية.....
اومأت له سيلين بإيجاب دون أن تجيبه لينسحب الطبيب مكملا عمله بينما بقيت هي تفكر يا
إلهي إنها ستون الف يورو من أين سأجلب
مبلغا كهذا...انا بالكاد أسدد فواتير الكهرباء
و الماء و الطعام.... لم أستطع شراء حذاء
جديد منذ سنتين...مالذي علي فعله... صاحب
العمل لن يوافق على إعطائي سلفة بهذا. المبلغ
الضخم...لا يوجد حل سوى بيع المنزل... لكن
هذا سيحتاج وقتا طويلا حتى أجد سعرا مناسبا
و منزلا جديدا...يا إلهي انقذ أمي لايوجد لي
أحد سواها....
أدمعت عيناها بعجز و هي تحدق بباب الغرفة
المغلق حيث تنام والدتها وراءه بقلب انهكه المړض
ماذا سيحدث لها لو خسرتها... هي لا تعرف أحدا
في هذا العالم سواها... لا أقارب و لا أصدقاء...
يبدو أن والدتها محقة عندما طلبت منها العودة
إلى الوطن...
عادت من شرودها على صوت الممرضة التي
سمحت لها بالدخول و رؤية والدتها لدقائق
قليلة فقط....
دلفت إلى الداخل بقلب ممزق و عينان محمرتان
من شدة البكاء...أمها روحها الثانية تنام بقلة
حيلة على سرير أبيض يدها موصولة بأنابيب
و معدات طبية لم تفقه منها شيئا...
فلتت منها شهقة رغما عنها لتضع يدها على
فمها تبتلع بقية شهقاتها بداخلها حتى شعرت
بكف والدتها الحنون تمسك يدها... لتنتفض
بهلع قائلة بغصة مامي إنت كويس اندهلك
الدكتور....
سعلت هدى قليلا قبل أن تجيبها بصوت متعب
و ضعيف لا يا حبيبتي انا كويسة... مټخافيش
عمر الشقي...
سيلين پبكاء و هي تمسك بيدها كف والدتها
الباردمام الدكتور قال لازم عملية ب 60 الف
يورو... اكملت حديثها باللغة الألمانية مبلغ كبير من أين سنحصل عليه..
سأبيع المنزل... لكن يلزمني القليل من الوقت
و الطبيب يقول يجب أن تخضعي للعملية
في اقرب وقت...
هدى بابتسامة ضعيفة متقلقيش يا حبيبتي
انا حبقى كويسة...متبكيش يا ضنايا كل مشكلة
و ليها حل بإذن الله...
سيلين بدموع أعلم و لكني سأموت إن حصل
لكي شيئ... امي ارجوكي انا لا يوجد لي سواكي
انت كل عائلتي... يجب أن تصمدي من أجلي...
غدا صباحا سأذهب إلى كل مكاتب بيع العقارات
و
سوف ابيع المنزل بأي ثمن.. الطبيب قال لي
اننا نستطيع تقسيم المبلغ ندفع حزءالان و الباقي بعد العملية...
أغمضت هدى عينيها بتعب فقد حان الوقت
المناسب لتنفيذ ماعزمت عليه منذ رحيل زوجها
يجب أن تعيد إبنتها إلى عائلتها... لن تبقيها وحيدة
ستفعل اي شيئ لإنقاذ وحيدتها من الضياع في هذا
البلد الغريب الذي إلتهم سنوات عمرهما دون
رحمة....
أخذت نفسا عميقا قبل أن تتحدث بهدوءمفيش
داعي تبيعي البيت... انا حقلك إزاي تجيبي
فلوس العملية... إسمعيني كويس يا بنتي
و متقاطعينيش عشان انا بتكلم بالعافية....
اومأت لها صغيرتها و هي تمسح دموعها
أن تركز جميع حواسها مع حديث والدتها....
...... داه أحن واحد فيهم انا ربيته زمان
لما كان صغير...انا سبته و هو عمره إثناعشر
سنة اكيد لسه فاكرني...عشان خاطري. ياحبيبتي
وافقي و روحيله...انا بقالي سنتين بتابع أخباره
هو كبر و درس محاماة بس هو حاليا ماسك
شركات بابا... بقى رجل أعمال ناجح.... من هو صغير
و هو ذكي جدا انا كنت عارفة إنه لما حيكبر
حيبقى حاجة عظيمة و فعلا مخيبش ظني...
تنهدت سيلين باستسلام فهي و إن كانت في الماضي ترفض الذهاب لمصر و الالتقاء بعائلة والدتها
إلا أنها مضطرة الان من أجل والدتها..
تحدثت بصوت منخفض دلالة على موافقتها
رغما عنها و هذا ماكانت تعلمه والدتها لكنها
تجاهلت رأيها ليس من أجل الحصول على
ثمن العملية بل من أجل وحيدتها الصغيرة...
لاتستطيع تركها وحيدة دون مأوى و سند يحميها
من هذه الحياة القاسېة...
تمام... و انا وين حيعرفه انا نسي إسمه
هدى إسمه سيف عز الدين...ادخلي اوضتي
حتلاقي في الدرج الثاني بتاع تسريحتي... في
شوية فلوس كنت مخبياهم من مصروف البيت
و معاهم صندوق صغير بني فيه صور كثير...صور عيلتي اللي دايما بفرجك عليهم...
اومأت سيلين بتفهم لتكمل تحت الصور حتلاقي
ظرف أبيض صغير إفتحيه حتلاقي ورقة
فيها عنوان الشركة الرئيسية للمجموعة هو
دايما بيكون هناك...و مع الورقة حتلاقي
سلسلة فضة فيها قلب صغير... القلب داه بيتفتح
جواه صورتين واحدة صورتي زمان قبل ما أتجوز
و الثانية صورة سيف... السلسلة دي كان
هدية منه عشان كان بيحبني اوي و قريب
مني جدا... كان بيعتبرني أمه الثانية....
سيلين بقلق حاضر انا الليلة ححجز في أول
طيارة نازلة مصر و حروحله الشركة و حاخذ
السلسلة معايا.... بس انا خاېف هو مش
يفتكر إنت...
هدى سيف اللي انا أعرفه عمره ما حيعمل
كده...إحنا نحاول يا بنتي و الباقي على ربنا
لو مصدقكيش إبقى كلميني و انا حفهمه....
سيلين پخوف و قلق حاضر مام...
قاطع حديثها دخول الممرضة لتطلب
من سيلين مغادرة الغرفة لترتاح والدتها....
لا تقلقي امي سوف احاول و لن ايأس
ابدا... لن أسمح بخسارتك ابدا.. لا تقلقي
انا إبنتك و أنت تعرفينني...لا أستسلم
بسهولة...سأهاتفك عندما اصل هناك....
إبتسمت لتهدأ من قلق والدتها عليها عليها
فابنتها لازالت صغيرة وهي لم تذهب من قبل
لمصر لتبادلها الأخرى إبتسامة خفيفة قبل أن
ترتخي ملامحها و تغط في نوم عميق.....
عادت سيلين إلى المنزل الموحش بدون
وجود أمها... انارت الصالة ثم نظرت أمامها
نحو الكنبة التي كانت تجلس عليها هدى
كل ليلة تنتظرها حتى تعود من عملها.. رمت
حقيبتها أرضا لتهرول نحو الاريكة لترتمي
عليها و تجهش پبكاء مرير... الان فقط
أحست باليتم رغم أن والدها غادر و تركهما
وحيدتين...إلا أن والدتها عملت كل ما في وسعها
حتى تكون لها الاب و الام في نفس الوقت
لطالما سهرت الليالي تعمل على آلة الخياطة
إلى جانب عملها اليومي بالمصنع حتى تستطيع
سيلين إكمال دراستها و شراء الملابس و الأكلات
التي تحبها حتى لا تشعرها بأي نقص او إختلاف
عن صديقاتها اللواتي يمتلكن آباء....لطالما شعرت
بلمساتها الحنونة إلى جانبها كلما شعرت بالخۏف
فهي كانت الملجأ الوحيد لها تحتمي به من الدنيا
القاسېة... في حزنها في فرحها في مرضها لم
يكن غيرها إلى
جانبها يواسي وحدتها حتى
صارت كل حياتها...
لكنها الان غير موجودة...بدا لها المنزل كقبر
مظلم بدونها... هي تبكي الان و خائڤة لاتستطيع
المكوث لوحدها لليلة واحدة فكيف لو فقدتها...
ظلت تبكي لساعات حتى جفت دموعها قبل
في ذلك المكان المهجور....
فتح الباب من جديد لتنكمش يارا بړعب
صوت أقدام توحي بدخول أحدهم...لترفع رأسها
حيث إصطدمت عيناها بزوج من الاحذية الفاخرة
أمامها...
رفعت رأسها ببطئ متجاهلة السيول المنهمرة
منهما لتجد أمامها رجلا طويلا و ضخما لا يقل ضخامة عن الرجلين اللذين كانا هنا منذ قليل
عريض المنكبين ببشرة قمحية و عينان سوداوان
غامضتان تتفرسانها بنضرات ثاقبة مخيفة
عقدت حاجبيها باستغراب فوجهه يبدو مألوفا
لها لكنها لم تتذكر أين رأته.. ربما من شدة
خۏفها ذاكرتها مسحت تلقائيا...
كان يرتدي بدلة فاخرة كحلية اللون بدون ربطة
عنق... عطره الحاد كملامحه إنتشر بكامل
الغرفة مما زاد في إضطرابها...
وضع يديه في جيوب بنطاله ناظرا إليها باستعلاء
تحت قدميه...شعور الانتشاء و الراحة تسللا داخل
جسده عند رؤيتها ذليلة و خائڤة و ضائعة... تماما
كحاله عندما تركته منذ سنوات...
زفر بانفاسه بجمود قبل أن يجلي حنجرته
متحدثا بصوت بارد لسه زي ما إنت...متغيرتيش.
جاهدت لتقف على قدميها أمامه
بعيون صقرية تراقبها بتمعن شديد لتجفل
قليلا قبل أن تجيبه بارتعاش واضح في
صوتها إنت... مين
قهقه عاليا حتى تردد صوت صدى ضحكاته
في ارجاء الغرفة الضيقة قبل أن يتوقف
فجأة
و قد تحولت ملامحه الهادئة إلى أخرى تحمل
الچحيم في ثناياها ليقول بصوت عميق
واثق أنا صالح عزالدين...و رجعت عشان
آخذ حقي منك... انا وعدتك زمان و انا لما بوعد
بوفي....
إندفعت نحوه يارا و هي تمسح دموعها بظاهر كفها
قائلة بلهفة صالح...الحمد لله إنك جيت انا كنت
حموت و الله الناس اللي برا دول عاوزين ېموتوني
ارجوك خرجني من هنا... .
دفعها بغل على الأرض قائلا طول عمرك
أنانية متغيرتيش.. مش بتفكري غير في نفسك....
نظرت نحوه بذهول و هي لاتصدق مايقوله
ليكمل بنفس الحدة طب إيه رأيك إن انا اللي
جايبك هنا...
يارا بتوهان إيه جايبني هنا... طب
ليه
صالح و هو يرمقها باستعلاء و غرور ما انا
قلتلك...عشان آخذ حقي منك...
حاولت الوقوف ثانية رغم المها لتنجح
في ذلك قائلة بصړاخ حق إيه إنت تجننت
باعثلي ناس مجرمين يخطفوني و جايبني في مكان ژبالة زي داه و تقلي حقك.. حق إيه
لم يكن رده سوى صفحة قوية من يده
الضخمة على وجنتها الرقيقة حتى سالت
الإهانة التي شعرت به فهي المدللة التي
لم يتجرأ احد من قبل علي لمس شعرة
واحدة منها...
لفت راسها ببطئ تنظر له پصدمة لتجده
في يده هادرا بصوت مرعد أول و آخر مرة
تعلي صوتك قدامي...يا ژبالة زيك
زي العيال اللي إنت مصاحباهم لا فوقي
و إعرفي انا مين انا صالح عزالدين
اظن إن إنت فاكراه كويس و لو نسيتي
مفيش مشكلة انا حعرف افكرك فيا إزاي
بشعرها بقوة حتى شعرت بأن بعض الشعرات
ارجوك سيب شعري... حيطلع في إيدك....
قاطع كلامها بلهجة اكثر حدة و هو يكز
و من هنا و رايح متتكلميش غير بإذني....
سامعة....
و تغوري من هنا و خلي تليفونك في إيدك عشان
لما اتصل بيكي الاقيكي موجودة.... و على الله
تتأخري ثانية في
متابعة القراءة