الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
انت حتلاقي فين شغل مريح و مرتبه كويس زي دا خصوصا انك محتاجة فلوس ظروري الايام دي
أطرقت كاميليا
رأسها بحزن فهي بالفعل تحتاج بشدة لهذا العمل فمصاريف جامعتها تزداد يوما بعد يوم و كذالك احتياجات المنزل و اخوتها و والدها المسكين يعمل بدوام إضافي من أجل بعض الجنيهات
قاطعت هبة تفكيرها مشجعة بتفكري في ايه يا بنتي انت جربي يومين كده و لو ما ارتاحتيش ابقي سيبي الشغل و مټخافيش خالتي هناك يعني حتكون معاكي و توريكي كل حاجة يلا بقى حنتأخر
استقلت الفتاتان احد سيارات الأجرة للذهاب إلى الفيلا مرت عدة دقائق قبل أن تدخل السيارة الى احد الأحياء الراقية و الهادئة
نظرت كاميليا من نافذة السيارة بتعجب أحست و كأنها دخلت الى بلد جديد فيلات و قصور فخمة تحيط بها الحراسة من كل جانب افاقت على صوت السائق و هو ينبهما بالوصول الي الجهة المنشودة نزلت هبة من السيارة لتجد نفسها أمام
هبة بضحك اسكتي يا مصېبة دول حراسة انت مش شايفة حواليكي دا كومباوند للاغنياء و طبيعي يكون في عليه حراسة يلا خلينا ندخل خالتي قالتي انها حتسيب خير للقاردز عشان يدخلونا
ثم قالت صباح الخير انا هبة بنت اخت الست خديجة اللي بتشتغل عنا
الحارس بتفهم ايوا احنا
معانا خبر ندخلك
طرق الحارس شباك الغرفة الصغير قبل أن يصيح افتح الباب يا أحمد دول الناس اللي قالت عليهم الست خديجة
بعد عدة دقائق من المشي وصلتا الى مدخل الفيلا لتستقبلهما خالة هبة بسرور قبل ان تقودهما الى قاعة كبيرة يتوسطها صالون فاخر باللون البيج تطل على الحديقة و لايفصل بينهما سوى حائط زجاجي خديجة بتأكيد طبعا مفيش حل غير داه خصوصا ان البنت معرفة و نقدر نوثق فيها و هي مع البيه الصغير
اومأت لها خديجة بطاعة و قد ارتسمت على وجهها علامات الفرح و قد عزمت على تنفيذ خطته
الفصل الرابع
نظرت كاميليا لصديقتها هبة ببلاهة قبل أن تهتف
متسائلة تقصدي إيه بأغير شكلي هو انت عايزانى اتنكر يا هبة انا مش فاهمة حاجة
كاميليا ليه حنروح فين
جذبتها هبة من ذراعها لتحثها على إكمال سيرها فمنذ خروجهم من فيلا شاهين الألفي و هي تحدثها و تحاول اقناعها بضرورة تغيير شكلها لتجنب مضايقات رجال الطبقة الغنية دون أن تبالغ في وصف الخطړ المحدق بها حتى لا تخسر صديقتها الوظيفة فهي آخر أمل لها لتتمكن من تحسين احوالها و مواصلة دراستها
هبة و هي تدخل بها احد المحلات الخاصة بالنظارات الطبية اول حاجة لازمك نظارة دوري بقى على اپشع نظارة في المحل داه
جربت كاميليا عدة انواع من النظارات قبل أن يقع الاختيار على نظارة بشعة خاصة بكبار السن دائرية الشكل غليظة ذات إطار اسود كلاسيكي قديم
أصرت هبة على شرائها تحت أنظار صاحبة المحل المتعجبة و التي حاولت كثيرا ان تثنيها عن رأيها و تقنعها باختيار اي موديل آخر من النظارات الموجودة في المحل
خرجت الفتاتان من المحل لټنفجر هبة من الضحك و هي تتحدث بصعوبة لايقة عليكي اوي النظارة دي يا كأني بقيتي شبه الدادة دودي مش ناقص غير الطرحة و تبقي تمام 2
نزعت كاميليا النظارة من على عينيها و هي تتنفس الصعداء فهي منذ أن ارتدتها و هي تتعثر في مشيتها و لا تستطيع النظر جيدا
كامي بضيقبقيتي بتتريقي عليا طب ايه رأيك اني مش حلبس البتاعة دي انا مش قادرة اشوف حاجة ادامي و ممكن اقع على وشي في اي لحظة خذي البسيها انت انا مش عاوزاها
هبة بشهقة نعم انت اللي حتشتغلي في بيت الألفي يعني لازم تلبسيها ڠصب عنك و دي أوامر الهانم الكبيرة على فكرة هي اللي طلبت من طنط خديجة انها تقلك ان من شروط قبولك في الشغل هو
عدم الاهتمام بالمظهر يعني لازم تكون المربية بشعة
مش ملكة جمال زيك
كاميليا بسخرية اول مرة اشوف شغل بيطلبوا فيه طلب زي ده
هبة بتأكيد ما انت عارفة السبب هي بس خاېفة عليكي علشان الناس اللي هناك مش زينا يعني اي حد حيشوفك حيطمع فيكي و دول ناس قادرين و مش حيسيبوكي دا كثر خيرها ست غيرها كانت مهمتمش باللي حيحصل معاكي مش قلتلك انها طيبة زي ماحكتلي طنط عليها و هي على فكرة بتختار البنات اللي بيشتغلوا عندها بالوحدة
كاميليا بملل انا ايه اللي خلاني اتزفت و
اسمع كلامك و اروح الشغل داه هو يعني مفيش غيره تعالي ندور على شغل ثاني و بلاش ۏجع الدماغ داه كله
هبة بردح و هي ترجع خصلات شعرها الأسود القصير وراء اذنها بحركة عصبية نعم يا ختي انت تجننتي بقلك ايه يا بت اتلمي انا على آخرى منك شغل ايه اللي حتلاقيه ماهو على عينك اللي عاوز وقت كامل و اللي و اللي مرتبه ميكفيش ثمن المواصلات
احنا مش حنعيد الموضوع داه ثاني انت
تسمعي الكلام و كل حاجة حتمشي تمام غيري من شكلك شوية عشان تستلمي الشغل دي فرصة كويسة جدا و المرتب حلو اوي انت تشتغلي شهرين بس و بعدين تقدري تبطلي انت و مزاجك بقى و انا بصراحة مطمنه جدا علشان ثريا هانم عارفة كل حاجة يعني مفيش قلق و لا خوف
كاميليا ماشي يلا خلينا نمشي من هنا انا جالي صداع من زنك حجرب الشغل الأول و بعدين أرد
عليكي بس على الله الفلوس اللي صرفناها في حق النظارة دي متروحش هدر
هبة استني بس انت عندك طرح صح
كاميليا ايوا ليه
هبة ما انت
لازم تلبسي الطرحة علشان تداري شعرك الحلو داه و كمان خدي دي كريم انا كنت اخذتها من شوية
من البنت شيماء انت تحطي منها على وشك و ايديكي علشان تسمر بشرتك ماشي
كاميليا و هي تأخذ منها العلبةنظارة و طرحة و كمان كريم فاضل إيه ثاني يا
ام الأفكار
هبة و هي تدفعها أمامها بلطف مفيش يا اختي عدي الجمايل بقى بكرة لما تقبضي اول مرتب افتكريني بهدية انشاء الله حتى قلم روج من ناصية الشارع
كاميليا بضحك روج ايه بس انا حشتريلك نظارة زي اللي عندي دي
هبة يلا يا اختي مش عاوزة منك حاجة المهم بكرة الصبح انا عاوزة اشوفك قبل ما تروحي الفيلا علشان احط التاتش النهائي بتاعي
كاميليا ليه هو انت مش حتروحي معايا انا لسه محفظتش المكان يا هبة و خاېفة اتوه و خصوصا و انا لابسه النظارة الكعب كباية دي
هبة بضحك حاضر ياختي انا حاجي معاكي و بالمرة اوصي خالتي عليكي و بعدين بصراحة عاوزة ادخل الفيلا ثاني انا بصراحة عمري مارحت هناك قبل كده بس المكان حلو اوي زي اللي بنشوفه في المسلسلات داه حتى الهواء متغير هناك
كاميليا بضحك متغير ازاي يعني
هبة و هي تشير بيديها تحسيه كده صافي كاميليا بس بس يعني نور في البيت و انت هنا الواحد مش ناقص وقع دماغ و توتر بلاش احلام وردية خلينا في واقعنا المنيل يا اختي و ركزي في حفلة التنكر بتاعة بكرة اللي وقعتيني فيها بذكائك الفذ اما اشوف آخرتها معاكي
هبة و هي تغني بضحك بكرة تشوف بعنيك يا حبيبي
لکمتها الأخرى بخفة على كتفها قبل أن تجيبها ضاحكة طب يلا يا ست هيفاء نشوف حنروح ازاي
اتجهت الفتاتان الي إحدى محطات الحافلات لتركبا احد المواصلات العامة للعودة الى المنزل استعدادا ليوم غد
في مشفى البحيري
نظرت ليليان الى ساعتها الذهبية التي كانت تزين معصم يدها الرقيق ابتسمت بخفة قبل أن تقف لتغادر مكتبها استعدادا للقيام بجولتها التفقدية لبعض المرضى من الاطفال المسؤولة عن علاجهم
فتحت إحدى الغرف التي يقبع بها احد المرضى رامي ذلك الطفل الصغير الذي يعاني من مشاكل في رئته و التي استوجبت مكوثه في المستشفى لوقت طويل
ليليان بابتسامة رائعة تزين وجهها ازيك يا بطل عامل ايه النهاردة
رامي و هو يبادلها الابتسام انا بقيت كويس الحمد لله
ليليان و هي تقرأ تقارير حالته برافو يا بطل انت بقيت كويس علشان انت قوي و شاطر و بتسمع الكلام
رامي برجاءطب لما انا كويس امتى حخرج من هنا انا عاوز اروح بيتنا يا طنط لولو عاوز ارجع المدرسة و لصحابي دول وحشوني اوي
أعادت ليليان التقارير الى مكانها ثم اقتربت من الصغير تربت على رأسه بحركات حانية قائلة بلطف
قريب جدا انشاء الله حتخرج من هنا و حتعمل كل اللي انت عاوزه بس لسه في شوية تحاليل لازم نعملها علشان نطمن عليك انت طبعا علشان ذكي و شاطر حتسمع الكلام ماشي و انا اوعدك كلها اسبوع و كل حاجة حتبقى تمام ماشي
رامي بحزن
حاضر يا طنط بس انا زهقت هنا اوي حتى ماما لسه مجاتش لحد دلوقتي
ليليان بحب اكيد زمانها في الطريق و بعدين هو انت عاوز تخرج كده و تسيبني لوحدي في المستشفى الكئيبة دي
رامي ببراءة لا انا حاخذك معايا مش حسيبك هنا علشان انا بحبك اوي يا طنط لولو
ليليان بحب يا روح و قلب طنط لولو و انا كمان بحبك اوي انا حسيبك دلوقتي تتفرج على الكرتون اللي بتحبه علشان عندي شوية اولاد صغيرين زيك محتاجيني اكشف عليهم و اول مخلص حرجعلك اتفقنا
تستمر القصة أدناه
رامي بايجاب اتفقنا بس مش تتأخري عشان انا بحب اقعد معاكي اوي
ليليان حاضر يا استاذ رامي مش حتأخر أنشاء الله 1
خرجت ليليان من الغرفة بعد أن اطمئنت ان حالة رامي مستقرة ثم اخذت طريقها الى بقية الغرف للكشف على بقية المرضى
تسلل الى اذنها صوت
مالوف
رفعت رأسها لتجد والدة رامي تتحدث مع إحدى
متابعة القراءة