الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
غامضة
نزل الصغير من فوق الكرسي صارخا بفرح بابي
جا i miss you1
على وجنته البيضاء المكتنزة قبل أن يجيبه
بصوت مرح و إنت كمان واحشني يا بطلإحكيلي عملت إيه مع مامي النهاردة
سار نحو الاريكة
مامي علمتني الرسمة الجديدة عربية حمراء
حلوة جدا يا بابي والعجلة لونها ابيضبابي انا
عاوز ابقى مهندس لما اكبر زي مامي
الأرض تنتظر مصيرها عندما رفع عينيه نحوها
ليشير لها باصبعه لتتقدم نحوه
تذكرت قبل أسابيع قليلة كيف كان يعاملها
باحتقار
و يعاقبها لأتفه الأسباب نفس المكان و نفس الجلسة و نفس النظرات كل شيئ و كأنه يعاد
من جديد
شعرت پخوف شديد لدرجة أنها فقدت التحكم
بارتجاف جسدها لتتقدم نحوه بخطوات مترددة
تأفف فادي بتذمر و هو يلوي شفتيه الحمراوتين
قائلا باعتراض و هديتي فين
قرص شاهين وجنته بخفة ثم إنتقل إلى خصلات شعره القصيرة ليبعثرها باستمتاع و هو يتفرس
ملامح وجهه الحانقة قبل أن يرجع ظهره
ليجلس بارتياح على الاريكة قائلا بنبرة ضاحكا
بالايجاب قبل أن ينطلق خارج المكتب راكضا
بحماس
توقفت كاميليا عن السير أمامه مباشرة و هي
تتابع بعينيها خروج الصغير تحسده في سرها
على نجاته
أقعدي
سارت خطوتين إلى الأمام تتجاوزه لتجلس
بجانبه على الاريكة مصممة عدم الخضوع له مرة أخرى حتى لوقتلها فلن تجلس على الأرض عند قدميه كالجواري كما في السابق لن تعود إلى الذل من الجديد بعد أن تمكنت
مقلتيها الفاتنتين إستعدادا للنزول في أول
فرصةجذبها نحوه ليجلسها كما فعل
مع فادي منذ قليل ليقطع حبل أفكارها و إفتراضاتها
الوهمية قائلا رايحة فين
تنحنحت قليلا لتتمكن من التحدث بصوت طبيعي
كنت رايحة اقعد
بتاعك
أجابها من بين ضحكاته بتعملي إيه يا مچنونة كل داه عشان تفلتي من العقاپ
بقوة عقاپ إيه مش تقلي السبب الأول
شاهين بعد أن إنتهى من ضحكه مقلتيليش كنتي بتعملي إيه في المكتب
إبتعدت عنه قليلا لتدير نظرها في أرجاء المكتب و هي تقول بتفسير أنا كنت بدرس فادي فوق في
أوضته و هو من الصبح عمال بيسألني عنك
و مستنيك عشان تيجي و انا كنت كل شوية بديه
فجأة نزل جري من فوق و دخل هنا للمكتب
عشان كان مفتكر إنك روحت و إن إنت هنا
و مش عاوز تروحله و بعدين هو مسك الابتوب
و كان عاوز يفتحه بس للاسف الاب طار من إيده
ووقع على الأرض
حكت له ما حصل و هي تحرك أصابعها بطريقة
لطيفة جلبت إنتباه شاهين الذي
إبتسم بخفة عندما سمع آخر ما تفوهت به ليردد كلماتها و قد إرتسمت
على وجهه علامات التسلية يعني الابتوب بتاعي
بقى بيطير و يقع على الأرض بيتعلم الطيران
داه و إلا إيه او يمكن لما مسكه فادي هرب منهإتسعت عينا كاميليا بدهشة قبل أن تجيبه لا هو بس وقع من إيدين فادي و إتكسر
لثم جيدها مطولا قبل أن يجيبها ببرود
عكس
نيرانه الثائرة بداخله
إنت عارفة إن اللابتوب اللي إتكسر داه عليه شغلي
كلهكل الصفقات و الملفات المهمة بتاعتي
موجودة عليه
شهقت كاميليا پذعر قائلة باعتذار طيب و حتعمل إيه دلوقتي اكيد اكيد واحد ثاني إحتياط
أومأ لها بنفي و هو يلتهم ملامح وجهها الفاتنة
التي تحولت
للذعر و الخۏف هذه الطفلة الصغيرة
تمكنت منه اخيرا و جعلته عاشقا حد النخاع
في كل تفاصيلها كلامها صوتها شعرها
خۏفها جزعها
زفر بيأس من حاله و هو يلعن قلبه الذي
وقع ثانية في حب إمرأة
إفتحي الدرج اللي هناك داه حتلاقي فيه المحاظرات بتاعتك كلها خذيها و إطلعي
فوق عشان تذاكري شوية و انا حروج اشوف
فادي
تحدث بنبرة باردة قبل أن يستند على الاريكة
و يمسح وجهه پغضب مخفي
قفزت كاميليا من مكانها لتتجه نحو الدرج الذي
أشار لها عليه لتأخذ اول ملف يقابلها و تغادر و هي
تسترق النظر إليه لتجده كماهو لم يتحرك من مكانه
في شقة أيهم
سار بخطوات متثاقلة ليفتح الباب و هو يشتم
في سره هذا الطارق المزعج الذي قطع عليه
خلوته بنفسه
تأفف بصوت عال عندما وجد أمامه هند
عاوزة إيه إنت كمان
تجاوزته لتدخل الشقة و هي تتمايل بدلع
ليلوي أيهم فمه بتهكم و هو مازال يقف بحانب
الباب يراقب حركاتها المبتذلة اللتي مل منها
مش بتجاوب على تليفوناتي قلت آجي
أشوفك مالكقلقت عليك بصراحة و خصوصا
إن بكرة لازم نسافر ألمانيا عشان المؤتمر
أنهت كلامها و هي تستدير نحوه لتهز حاحبيها
بحيرة عندما وجدته مازال واقفا بحانب الباب و كأنه
ينتظر خروجها
أجابها بلامبالاة وهو يمسك نفسه عن رميها
خارجا المؤتمر إتأجل و انا دلوقتي مش
فاضيلك حبقى أكلمك
لما أعوزك
إحمر وجهها پغضب شديد جراء إهانته لكنها
تمالكت نفسها لتقول قصدك إيه
أيهم بتأفف اوووف بقلك إيه يا هند بلاش
الحركات دي عشان ملتكلش معايا انا و إنت
عارفين الحكاية من الاول يومين حلوين و قضيناهم مع بعض و أظن إنت وصلك حقك
بالكامل و فوقيه كمان يعني شغل
واحشتني و تنطيط لهنا كل مرة مش عاوز مفهوم و دلوقتي إتفضلي من غير مطرود
و انا لما أفضى حبقى أكلمك تسمرت هند مكانها پصدمة من وقاحته التي لم تكن
تتوقعها ابداضيقت عينيها
پغضب برعت في إخفائه في محاولة اخيرة منها لكسب وده لتهتف
بهدوء إنت ليه بتتكلم معايا كده انا بس كنت
عاوزة أطمن عليك مش أكثر
أجابها الاخر ببرود و هو ينتظر بفارغ الصبر
إختفائها من أمامه أنا كويس متقلقيش عليا شوية
مشاكل شخصية و ححلها قريب إنشاء الله
تقدمت نحوه بعد أن رسمت إبتسامة خبيثة
على ثغرها المطلي بلون نبيذي فاقع وحشتني
وضعت يدها على كتفه و قد تنظر له
ليبتسم لها أيهم إبتسامة صفراء و هو يزيل يدها
عنه قائلا بجفاء مدام هند مفيش داعي للحركات
دي و أنصحك تدوري على واحد غيري
توسعت عيناها پصدمة قبل أن تجيبه إنت بتقول إيه مش فاهمة قصدك
أغمض أيهم عيناه برهة من الزمن قبل أن يمسح وجهه پعنف دلالة عن نفاذ صبره قبل أن يقول
بهمس غاضب بقلك إيه أنا مش فاضي لحركات النسوان دي ورقة فصلك حتلاقيها عند دكتور أنور في المستشفى و إحمدي ربك إني مش فاضيلك
دلوقتي بس إستني عليا لما أخلص من مشاكلي
و الله لندمك على اللحظة اللي فكرتي فيها تلعبي
مع أيهم البحيري الظاهر إنك متعرفينيش كويس
صدقيني حخليكي تتمنى المۏت و متلاقيهوش فاكراني أهبل و إلا نايم على وذاني و مش عارف
عمايلك السوداء
تراجعت هند بخطواتها إلى الوراء و هي تحدق
بهذا الايهم الذي تحول في لحظات إلى وحش
كاسر مستعد للفتك بها في أي لحظة
إنتفضت پخوف بسبب صراخه في آخر كلامه
ليقبض هو على ذراعها بقسۏة و يجرها عدة
خطوات قبل أن يطردها خارج الشقة و هو
أغلق الباب بقوة و هو يتنفس بقوة جراء إنفعاله
ثم إتجه بسرعة ليجلس على الاريكة و يجذب
هاتفه و يعبث بأزراره قليلا قبل أن يضعه على أذنه منتظرا إجابة الطرف الآخر
حرك ساقه بتوتر عدة مرات قبل أن يأتيه صوت ليليان المتعب
ليليان الو مين معايا
أيهم بصوت غاضب متقفليش انا أيهم عاوز أتكلم
معاكي شوية
ليليان بصوت مرتجف عاوز إيه لو عندك كلام
قوله لعمي
صاح أيهم بصوت غاضب حد الچحيم و هو يركل كرسي الاريكة بقوة و الله يا ليليان لو قفلتي السكة في وشي لكون جايلك دلوقتي و جارك
من شعرك لحد هنا كلمتين عاوز أقلهملك
تحطيهم حلقة في وذانك طلاق مش حطلقك
و لو إنطبقت السما على الأرض و متفتكريش إن
عشان بابا مساندك حتسوقي فيها و تعملي اللي
إنت عاوزاه
ليليان پبكاءإنت عاوز مني إيه حرام عليك مش
مش كفاية إللي إنت عملته فيا
أيهم و هو يزفر پغضب عاوزك تهدي و
تعقلي
و تفكري كويسأكيد مش عاوزة تخربي
بيتك بإيدك كانت غلطة و راحت لحالها و أكيد
مش حكررها ثانيقاطعته ليليان و قد تحولت نبرة صوتها إلى
ڠضب مماثل أنا عمري ما شفت إنسان بجح
ووقح زيك انا مش عاوزاك إفهم بكرهك
و مستعدة
أموت و لا أرجعلك إنت كرهتني في نفسي
و في عيشتي و كل حاجة في الحياة بقيت
شايفاهاسودا من وراك مش حرجعلك يا أيهم حقتل
نفسي عشان اريحك مني و أرتاح
صړخ أيهم في الجهة الأخرى من الهاتف قائلا پهستيريا إخرسي
بقلك إخرسي مفيش حاجة حتفرقنا انا و إنت
حتفضل مع بعض مهما حصل بينا عشان إنت بتاعتي لعبتي الصغيرة ملكي أنا لوحدي و
لا بابا و لا محمد و لا رئيس الجمهورية ذات
نفسه حيقدر
يمنعك مني
صمت قليلا ليأخذ نفسه وهو يستمع لصوت
شهقاتها التي كانت تكتمها بيديها لتكتسي نبرته
بعض اللين ليليان انا أيهم إبن عمك انا اللي
إهتميت بيكي زمان لما كان بابا مشغول في
شغله انا اللي كنت بذاكرلك و انا اللي كنت
بهتم بلبسك و خروجك و بختار الناس
اللي بترافقيهم وانا اللي بهتم بكل حاجة تخص
دراستك انا اللي إخترت إنك تدرسي طب زيي
عشان كنت عاوز تكوني perfect في كل
حاجة كنت عاوز أتباهى بيكي قدام الناس بس
إنت اللي كنتي بتكرهيني من اول يوم ډخلتي
فيه بيتنا و كرهك داه كان بيكبر جواكي يوم
بعد يوم انا كنت بعايرك و بسمعك كلام وحش
و بأذيكي عشان إنت عنيدة جدا و انا عمري ما خسړت تحدي في حياتي و إنت كنتي بمثابة أعظم تحدي ليا و كان لازم أفوز بيه كنت عاوزك
تكوني ليا بأي ثمنو بعد ما وصلتلك مستحيل
أفرط فيكي لآخر نفس فياسميه زي ما تسميه
جنون هبل حب تملك أيا كان بس لازم
تعرفي حاجة واحدة إنت إتخلقتي عشاني انا صحيح عملت حاجات وحشة اوي
ما تغتفرش
أنا انا خنتك بس
توقف قليلا و هو يستمع لصوت بكائها العالي
الممزوج بشهقاتها ليكمل هو بسرعة إنت السبب
خليتيني احس النقص و افقد الثقة في نفسي كل ما قرب منك بشوف نظرات القرف و الاشمئزاز
كإني مريض و خاېفة تتعدي مني كل حركة
تستحمي و ترجعي السرير تديني ظهرك
اللي يشوفنا مع بعض يقول عندنا عشرين سنة متجوزين و إحنا مخلصناش شهرين
صاحت ليليان پبكاء كفاية
خلاص
كفاية مش عاوزة اسمع صوتك إنت بقيت دلوقتي ضحېة
و مظلوم و انا الظالمة طب خلاص انا الۏحشة
و الحقېرة و إنت الملاك البريئ طلقني يا أيهم طلقني عشان مهما قلت و مهما عملت مفيش
حاجة حتبررلك اللي إنت عملته فيا مش كنت
عاوز تكسرني برافوا عاوزة اهنيك من كل قلبي
عشان إنت مش كسرتني بس إنت قتلتني
أغلقت سماعة الهاتف في وجهه لېصرخ أيهم پجنون
ويبدأ في تكسير كل شيئ تقابله عيناه في الغرفة حتى أصبحت بعد دقائق معدودة كومة من الخردة
لا تصلح لشيئ
في فيلا الألفي
ركض شاهين بخطوات مسرعة خارج المكتب
بعد أن أخبرته فتحية بسقوط كاميليا مغمى عليها
أمام الدرج
حملها بلهفة صاعدا بها إلى غرفته
ليضعها برفق على السرير ثم إلتفت إلى فتحية
التي كانت تقف بجانبه و على وجهها
متابعة القراءة