ما تتجوِّز عليها يا ابني، صحتك كويِّسة وخير ربنا كتير معاك، أنا نفسي أشوف لك عيِّل شايل اسمك! “
لمَّا حصل موضوع نزول البيبي ميت دا كذا مرة، حالة رشا النفسية بدأت تتدهوَر، حاولت أساندها وأكون وراها، لكن الدعم اللي بقدمه لوحده مكانش كفاية، ولأني راجل مُثقَّف وواعي.. كُنت مؤمِن تمامًا بأهمية الطب النفسي، عشان كدا خدتها ورُحنا للدكتورة هند عز العرب.. أشهر دكتورة نفسية في مصر كُلها، ونجمة كتير من برامِج التليفزيون ولقاءات الراديو، ولها أكتر من كتاب في علم النفس حقّقوا مبيعات مُحترَمة جدًا..
ولمَّا دخلت معاها للدكتورة هند.. عرفت سبب شُهرتها دي، الدكتورة كانت مُحترِفة جدًا، شاطرة في شُغلها، بشوشة في استقبالها، دافية في التعامُل مع مرضاها، وقدرت تكسب ثقة رشا بسُرعة جدًا، وصفت لها شوية أدوية.. ونصحتني أشتري لرشا عروسة لعبة تتعامِل معاها على إنها بنتها عشان تخرج من الحالة النفسية دي..
وفعلًا عملت كدا.. اشتريت لها عزة، عروسة لعبة من نوع خاص بيتباع برا مصر بس، عروسة لها احتياجات زي الأكل.. الشرب.. تغيير الهدوم.. وهكذا، زي لعبة افتراضية كدا، والحقيقة إن الدكتورة هند كانِت عبقرية فعلًا، لأن عزة - العروسة - كان لها تأثير السحر في نفس رشا، اللي خرجِت من حالتها النفسية ورجعت تاني للحياة بابتسامة عُمري ما شُفتها على وشها أبدًا.
بس عارفين المُشكلة كانت فين؟
إن عزة كانت.. عزة كانت مسكونة!
وقبل ما تقولوا أي حاجة.. اسمعوني!
من يوم ما عزة دخلِت حياتنا، خرجِت رشا من عُزلتها ورجعتها لحالتها الطبيعية تاني، بس حوِّلت حياتي لجحيم!
الموضوع بدأ بحاجات بسيطة، مُمكِن أي حد في الدنيا يتجاهلها أو تعدي عليه من غير ما يركِّز فيها عادي، حاجات زي شباك الأوضة اللي بنسيب فيها عزة.. واللي دايمًا بيتفتَح مهما تأكَّدت إني قافله كويِّس، أو مثلًا إني لو سبتها على السرير في الأوضة ورحنا أنا ورشا ناكُل أو نعمل حاجة في البيت، نرجَع نلاقي مكانها متغيَّر تمامًا!
كأنها.. كأنها بتتحرّك!
بس مين اللي بيحرَّكها؟ أنا ورشا دايمًا بنكون سوا!
ومفيش حد غيرنا في البيت!
رغم كدا كُنت بطنِّش الحاجات دي، ورغم كدا كُنت بقول يمكِن رشا هي اللي فتحت الشبَّاك، أو يمكن رشا هي اللي عدلتها بالشكل دا على السرير.