رواية مكتملة بقلم نرمين محمود-1

موقع أيام نيوز


الليل كامله يحاول الحديث معها وبعث اليها برسالات الاسف وعدم التكرار مجددا ...ولكنها كانت تزداد خجلا واحمرارا ...اليوم قررت ترك شعرها حرا بدلا من ربطه ...لا تعلم فقد خالجها شعور احمق خاص بفتيات المراهقة ...تلك الفتيات التى تترك خصلاتها طويلة عندما تحب شخصا ما ...وعندما يتبادلا الكلام الرومانسي تترك شعرها حرا وتتلاعب به...باللعبث..

هزت رأسها حتى تبعد تلك الافكار عن مخيلتها ووقفت تنظر الى هيأتها فى المرأة الموجوده بالبهو الكبير...ترينج ابيض اللون له سويت شيرت من نفس لونه بخطان سوداوين من الجانب وتركت شعرها البرتقالى حرا ...
بنفس الوقت كان وقاص يمسك بيد زوجته وينزلا ...لمحها وقاص وهى تضع احدي يديها بخصرها وتنظر الى نفسها بالمرأة ومن الواضح انها تتأكد من روعة طلتها...
هعمله ف الجنينة يا حبيبي...بس طبعا صحباتي هيجولي الصبح هنا كام واحدة كده القريبين منى...و..
استرسلت شيما فى الحديث غافلة عن شرود زوجها فى تلك الواقفة بالاسفل وتعبث بخصلاتها ...
ها بقي انت ايه رأيك..
لم تتلقي شيما ردا على سؤالها ونظرت اليه وعندما شاهدت نظره مثبت على بقعة ما نظرت اليها تلقائيا لتشتعل ڠضبا ...سرعان ما سيطرت عليه وهتفت بأعلى صوتها قائلة...
زمزم حببتي...صباح الخير...ايه الشياكة ديه كلها..اكيد معاد الدكتور ياسر النهاردة مش كده..
استطاعت تلك الجبيثة جذب انتباه كليهما بما قالته فقد فاق وقاص من تحديقه بها وتوحشت عيناه بعد ما قالته زوجته اذ انها بهذه الطلة التى اقل ما يقال عنها انها ټخطف الانفاس حتى تذهب الى جلستها فقط...
اما زمزم فقد هوي قلبها بقدميها من فرط ذعرها عندما شاهدت هيئة ابن عمها لكنها هتفت بكل ما تستطيعه من ثبات...
اه فعلا ..النهاردة معاد ياس..دكتور ياسر بس انا رايحة النادي مع اختى وبعدين انا لابسه تريننج عادي..
لم يفته زلة لسانها وهى تنظق اسم ذلك الطبيب مجردا ولكنه بلعها بكيفه ...فى ذلك الوقت جاءت سيلين واصدرت صفيرا عاليا وهى تنظر الى زمزم بإعجاب...
وااااو يا زوزه...مكنتش اعرف انك مزة كده..
ولكزتها فى ذراعها قائلة..
عشان تعرفي بس ذوق بنت عمك..قعدتي تقوليلي الاسود الاسود عشان رجلك...واهو الابيض مش مبين حاجة ومخليكي ملكة جمال اهو..
انتبه وقاص بجميع حواسه الى ما تقوله شقيقته فهي خرجت من المنزل وتبضعت لاول مرة منذ ان دخلت الى هذا المنزل عندما بدأت بالعلاج الطبيعي مع ذلك المدعو ياسر...
هناك سرا فى الامر برمته ولكل فرد من عائلته دورا بها...ابيه تخلي عن الدفاع عن زمزم ..شقيقته كلامها مع زمزم يدل على وجود اسرار بينهما...والدته تكن مشاعر الكره والاحتقار لزمزم حتى قبل ان تصبح زوجته...عليه ان يحل اللغز وبأسرع وقت حتى يعلم ما تفعله زمزم بمساعدة شقيقته...
يجلس بجانب هاتفه الخلوي ينتظر اى مكالمة من الخاطف ...ينتظر ان يساوموه حتى على حياته...يريدها ان تعود سالمة الى احضانه وهذه المرة سيأخذها اينما ذهب لن يتركها مرة اخري...
استجاب الله لدعاءه وتصاعد رنين هاتفه ...طالع المتصل ووجده رقما غير معروف ضغط زر الايجاب مسرعا ورد بلهفة...
الو..
رد عليه الطرف الاخر ببرود صقيعي...
المعلومات اللى عندك يا حضرة الرائد عن العمليه بتاعت المخډرات...نفذت اللى قولته مراتك هترجعلك سليمة من غير خدش واحد...اتفرعنت كالعادة انساها...حتى جثتها مش هتاخدها...معاك مهلة يوم واحد....
اغلق الخط مرة اخري...خارت قواه وجلس على المقعد بتثاقل...عليه الان ان يختار بين حبه لوطنه وحبه لزوجته...هو حتى لا يعلم من الرجل الذي قام باختطافها..هذه العمليه بعد يومان هى حصيلة تعبه طيلة شهران من العمل الدءوب والجهد الخرافي ...بها سيكون ساهم ولو قليلا بانقاذ الكثير من الشباب الحمقي من الوقوع فى التهلكة...وضع راسه بين كفيه حائرا لا يعلم ما عليه فعله...
مر اليوم الذي اعطاه له الرجل بتثاقل شديد فقد دق جميع الابواب التى قد تتمكن من مساعدته لكنه لم يتوصل لشئ...واخر ما سمعه من صديقه المقرب ورئيسه بالعمل..
احنا لما بنطوع ف الجيش يا ناير بنقسم اننا هنحافظ على بلدنا حتى لو على حساب ارواحنا وارواح حبايبنا..مش هأمرك بصفتي رئيسك ف شغلك..بس هقولك مراتك واحده بس...انت دلوقتي بين نارين...اختيارين سيئين جدا...ولازم تختار ..ف الحالة ديه بتختار السئ فالاسوء..
وغادر المنزل تاركا اياه في دوامته مرة اخري...تصاعد رنين هاتفه بنفس موعد امس رد على الهاتف ببطئ وخوف كامن بحدقتاه البنية...
المهلة خلصت...عندك حاجة تقولهالي...
رد عليه ناير بصوت جامد...
افتح الاسبيكر..
ثوان وسمع ذلك الرجل يتحدث الى زهرته التى استمع الى نشيجها ...
يلا جوزك عاوز يكلمك..قوليله بقي يخرجك من هنا بسرعة..انت شوفتي كرم ضيافتي بلاش اوريكي الوش التاني...
وصله صوتها الباكي وشهقاتها...
ناير..ناير عشان خاطري طلعني من هنا...ناير انا خاېفة..
قالت كلمتها الاخيرة وبكت بقوة ...جاءها صوته الثابت الجامد وهو يقول...
زهرة انا اسف..مش هقدر انقذك..مش هقدر انفذ اللى هما عاوزينه...انا بحبك...
ثوان واستمع الى صوت الړصاصة التى بالتأكيد اصابتها واردتها قتيلة ...سقط الهاتف من يده وبكي..بكي كما لم يبك من قبل...حب عمره...عشق شبابه...رفيقة دربه الى نهاية الدنيا وبالاخرة قټلت وستبقي يديه ملوثة بدماءها الى يوم القيامة..
هااااي رحت
 

تم نسخ الرابط