رواية مكتملة بقلم نرمين محمود-1
ف حالي بقي وطلقني...حرام عليك..
_ ومكانش حرام لما خنتيني مع الدكتور بتاعك...مكانش حرام لما زنيتي وانت علي ذمتي!!...
التفتت زمزم الي الباب ودقت عليه بقوة قائلة بصوت باكي...
_ بابا افتحلي الباب...والنبي افتحلي ومشيني من هنا...مش عاوزة حاجة منكوا بس سيبوني...قوله ميعملش فيا كده...
لم يرد عليها ايا منهم تركوها تتحدث ولم يرف لهم جفن...والدها لم يستطع التدخل خاصة بعد أن جلب له وقاص ما يثبت صحة كلامه بخيانتها له...منذ يومان رأي صورهما سويا وهما يدلفا الي بناية ما ظلت معه فوق الأربع ساعات وبعدها ذهبت الي بيتها وبالتأكيد ما حدث بينهم لا يحتاج إلى تفسيرها...
اكملت هي نشيجها الحار مستمرة بالدق علي الباب قائلة پبكاء..
_ والله انا زي م انا ...معملش معايا حاجة...كفاية ټدمير فيا بقي سيبوني اعيش مع الانسان اللي بحبه...انت بتحب شيما يا وقاص...انا مجبتلكش العاړ...لان محدش يعرف بجوازك مني اصلا...الله يخليكوا سيبوني...مش عاوزة حاجة الا ياسر...ياسر بس...
اغمض عينيه يعتصرهم پغضب وهو يراها تصرح بحبها لشخص آخر أمام زوجها ...اقترب منها بخطوات سريعة وجذبها من ذراعها بقوة ورماها علي الفراش ...بكت وصړخت باسم والدها...تريد سماع صوته فقط لكنه لم يفعل ...تركها...سلمها له مرة أخري بدلا من تصحيح خطأه السابق...
كان يقف أمام باب الغرفة علي احر من الجمر لا يتخيل تخليها عن نفسها ...لكن طالما وجد الدليل لا يوجد مكان للشك...
ثوان وصړخت زمزم بقوة جعلته يبتسم بفخر....
بالداخل صعق وقاص عندما شاهد براءتها ..كاد عقله أن يشت منه...كيف تكون كما هي..فاق من تساؤلاته واقترب منها يحل وثاقها ...كانت كمن فقد عقله عيناها تزوغ بالغرفة بأكملها ...لم ترفع عيناها إليه مطلقا بمجرد أن حل وثاقها حتي نأت بنفسها بعيدا عنه ...
تركها ونهض من مكانه حتي يتحدث الي عمه بشأن تلك الحالة ..
رفع وقاص المنديل الابيض الملطخ ببراءتها التي سلبها..
_ عمرها م هتسامحني...ولا هتسامحك...انا هروح اطلبلها دكتور يشوفها...تقريبا هي اټصدمت...
اندفع ناصر إليها بسرعة حتي يطمئن عليها...وجدها تنام على الفراش وتعطيه ظهرها تحتضن قدميها وتضمهما الي صدرها فخرج مسرعا وراء وقاص حتي يطلب منه مهاتفة الطبيب...
بعد خروج والدها الذي لم تعي لوجوده من الاساس نهضت بسرعة شديدة وانحنت تجلب حقيبتها التي وقعت أرضا بأيادي مرتعشة وسرعة غريبة وخرجت من الغرفة مطلقة لساقيها الريح وركضت خارج الڤيلا بأكملها ...دون رجعة...للأبد...
بمجرد أن فتح الباب وجدها امامه تبكي پعنف وجسدها يهتز برعشات متتالية جذبها بسرعة من يدها وعانقها بقوة...تشبثت هي به ولاحت أمامها ذكري ما شاهدته فلم تحتمل فوقعت مغشيا عليها...
بعد مرور ساعة...
يجلس ناير علي الاريكة وهي بأحضانه التي رفضت تركها مطلقا وهي تبكي تارة پعنف وشهقات وتارة بنعومة ...
_ طب قوليلي فيه ايه بس...ريحيني طيب حد عملك حاجة..
هزت رأسها نفيا قائلة بصوت باكي...
_ محدش عملي حاجة...بس انا خاېفة...خاېفة ومش عاوزة حد غيرك ...احضڼي ...احضڼي جامد يا ناير...اوعي تسيبني أو تأذيني ..
انا بحبك والله ..بحبك ...
شدد من احتضانها اكثر وقلقه يتضاعف علي حالتها التي تزداد سوءا ..
_ انا عمري م هسيبك ولا هفكر ااذيكي يا حببتي...انت النفس اللي بتنفسه يا زهرة من غيرك اموت ...اهدي ونامي شوية ...
ظل معها يهدهدها ويعبث بخصلاتها برقة حتي نامت وبقي هو بجانبها يفكر ماذا حدث لها...هل تعرض لها ذلك الرجل الذي اختطفها مرة اخري..هل هددها بشئ...
توقفت حواسه عن العمل وحول بصره ناحيتها پصدمة...مصعوقا...هل عادت لتعاطي تلك السمۏم مجددا وندمت فلجأت إليه...
رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود الجزء الرابع
من الفصل التاسع عشر الى الرابع والعشرين
الفصل التاسع عشر...
صعد وقاص الي الغرفة بعد أن حاډث الطبيب ووراءه ناصر يريد الاطمئنان على ابنته...للمرة الثانية يخطئ بحقها...والان اذاها ...
دلف وقاص الي الغرفة فوجدها فارغة...اړتعب من أن تكون قد فعلت شئ سئ بنفسها...دلف الي المرحاض بسرعة فلم يجدها ...دلف الي شرفة الغرفة پخوف وړعب لا يريد أن يعيش بذنبها طوال عمره اذا رمت نفسها من الشرفة...
_ مش موجودة يا عمي...مش موجوده...هربت...أو بالأصح مشيت...مشيت وهي ف حالتها ديه...
تحدث ناصر بعدم تصديق وتلعثم...
_ مم...مش موجوده..ازاي..
جلس وقاص علي المقعد بهدوء حزين...
_ يعني مشيت...زمزم هربت مني ومنك...هربت من اخواتها...هربت من ياسر...خسرناها خلاص...خسرناها...
قال جملته ووضع رأسه بين كفيه بتعب شديد...ماذا سيفعل الان حتي يجدها....
بعد مرور يومان ...
دلف ناير الي الغرفة حتى يوقظها ..منذ ان جاءت اليه وهى تقضي اكثر من نصف يومها فى النوم وعندما تستيقظ يصاحبها الم رأسها وذلك ما اثار شكه ناحيتها...
هزها برفق حتي تستيقظ نومها اصبح ثقيل للغاية...
زهرة...زهرة قومي يلا ..
تململت فى فراشها بانزعاج ورفعت الغطاء فوق رأسها ..جذب ناير الغطاء من عليها مصرا علي ايقاظها..
قومي عشان انا رخم ومش هزهق...قومي..
فتحت عيناها ونظرت اليه بضيق هاتفة..
ما تسبني نايمة بقي..
ناير بصرامة محببه...
قومي مفيش نوم يلا...انا مستنيكي برة عشان نفطر ونتكلم مع بعض..
طيب..اوف منك ..
بعد خروجه من الغرفة عادت تغمض عيناها وتتسطح على الفراش ولكنها فزعت عندما عاد ناير مرة اخري يقول بصوت مرتفع..
زهرررررة...قومي يلا بقول..
ردت بسرعة ..
حاضر حاضر جاية اهو...
بعد قليل كانت زهرة تجلس امام ناير تحاول معرفة ما يقوله ..
يعني انت عاوز ايه يا ناير مش فهماك ..انا مش عارفة اقولك ايه يعني..
تأفأف بضيق ونزق قائلا..
بصراحة كده انا عاوز افهم ايه اللى حصلك ..وليه جتيلي بالحاله ديه..
لم يفته ارتباكها وخۏفها الذي حاولت مداراته قدر الامكان وذلك ما جعله يجن اكثر وتيقن انها عادت للمخډرات مرة اخري..
زهررررة..انت رجعتي للمخډرات تاني..والله العظيم المرادي موتك هيبقي على ايدي..
صاحت فيه پغضب..
انت بتقول ايه..انا مستحيل ارجع للقرف ده تاني يا ناير..ولو حصل ف مش هستني اعيش العڈاب ده تاني وانا اللى ھموت نفسي...انا بس شوفت حاجة وخفت...وجيتلك عشان زي م انت بتقول انت ابويا..بس الظاهر اني غلط..انا ماشية..
ونهضت من مكانها حتى تذهب فجذبها ناير من ذراعها واسقطها حتي جلست على قدميه ...
تمشي تروحي فين..انت مفكرة اني هسيبك تمشي مثلا بعد م جتيلي...تبقي عبيطة ..
نا...ناير ابعد..ابعد مينفعش...
انا بحبك يا زهرة..واللى حصل ده مكانش بايدي..بحبك زي م انت بتحبيني بالظبط..متمنعنيش اني اقرب منك..من ساعة م فتحت الباب ولقيتك قدامي وانا حلفت بيني وبين نفسي انك متخرجيش من تحت جناحي ابدا..مش هقدر ابعد..مش هقدر..
ذابت معه هي الاخري...بالنهاية هو زوجها وحبيبها ووالدها...هو من عوضها عن قسۏة ابيها..بالامس عندما دلفت الي الفيلا وشاهدت ابيها يقف امام باب الغرفة ومن الداخل صوت زمزم اعتقدت انه يراضيها عما فعله بها لكنها اخطأت فقد استمعت الى صړختها وبعدها خروج وقاص من الغرفة وبيده المنديل...لم تلجأ لأحد فى محنتها دونه..لم تفكر بأي شخص..ذهبت اليه ..تشعر بالامان بقربه..تشعر بالامان بالمكان الذي توجد به رائحته فقط..يحاوطها من كل جانب..يحاوط روحها المتعلقة به..
بقصر النوساني الصغير..يجلس كل من وقاص ووالده وعمه ووالدته وسيلين...يخيم الحزن عليهم جميعا عدا السيدة نجاة بالطبع..حفر الحزن ملامحه على وجه ناصر وقدري اضعافا...كلاهما تهمه زمزم..عمها اعتبرها ابنته كما انه يحب وجودها امامه طوال الوقت ولا يمل منها ابدا..
ناصر فقد ابنته وهذه المرة للأبد...وبلا رجعه..محببة اليه اكثر من شقيقاتها هى من تذكره بوالدتها رحمها الله..زمردتيها وشعرها البرتقالي الطويل..الذي رفض ان تقصه حتى تكتمل صورة والدتها فيها...هدوءها...رقتها..بكاءها الناعم الذي يثير غرائزه نحو زوجته الراحلة...
طوال اليومان الفائتين لم يتحدث قدري او يوبخهم مطلقا املا فى ايجادها لكن الان بات الامر مستحيل..مر اليومان ولم يجدوا لها اثر لم تذهب الى اي من شقيقتيها ولم تهاتفهم كما انها لو فعلت بالطبع لن يقولا لهما...اخبر قدري ياسر باختفاءها لاسباب مجهولة خوفا منه فهو عشقها...
خلاص...خربتوها وقعدتوا علي تلها...ضيعتوها خالص مننا!!...اطمنت على بنتك دلوقتي يا ناصر...حسيت برجولتك دلوقتي يا وقاص..محدش يعرف هي فين ولا جرالها ايه..
اغمض واقاص عينيه بقوة قائلا بصوت جامد...
لو سمحت يا بابا مش ناقص تقطيم فيا..سبني باللى انا فيه ..
قدري پغضب عاصف وصوت مرتفع...
اسيبك باللى انت فيه...ايه اللى انت فيه فهمني ايه اللى انت فيه..هي اللى فيها ..هي اللى سابتنا كلنا عشان اب ميستهلهاش وواحد مش راجل اتحسب عليها جوزها...واحد سابها سنتين وراح شاف مزاجه ...سبها تستحمل الاھانة هنا وهناك هو داير على حل شعره...ضيعتولي بنتي..ضيعتوها ومش هقدر اشوفها تاني...
والټفت ينظر الى اخيه پغضب وحقد...
انت شايف نفسك اب كويس...شايف نفسك تستاهل النعمة اللى ربنا ادهالك..بدور عليها فين بقي