رواية مكتملة بقلم نرمين محمود-1
المحتويات
احدي مقاعد المشفي وبيدها الهاتف تتحدث مع ياسر...
تطورت علاقتهم كثيرا ..أصبحت تخرج معه في اي مكان ...تقضي اليوم معه ..مستغلة في ذلك عدم معرفة أي شخص من طبقتهم الراقية بحقيقة زواجها من وقاص...
خرج الطبيب من الغرفة وأسرع قدري إليه يسأله بلهفة عن حال أخيه...
_ طمني يا دكتور ...هو عامل ايه دلوقتي..
رد عليه الطبيب بعملية...
بعد رحيل الطبيب ...دلف قدري وابنته وازواج بناته الثلاث للاطمئنان عليه فيما اتجهت كل من زهرة وتمارا نحو زمزم وجلسوا بجانبها...
اغلقت زمزم الهاتف ونظرت إليهم هاتفى بسخرية...
ونهضت من مكانها وعدلت من ثيابها واكملت حديثها قائلة..
_ حلو جدا ...انا ماشية ...خارجة مع ياسر لو حد سأل عليا ..ده لو طبعا...ف انتوا متعرفوش انا فين ..
_ اللي انت بتعمليه ده غلط يا زمزم ...عارفة انك متجوزاه ڠصب عنك...بس الطلاق كان احسن ليكي وليه...ع الأقل مش هتحسي انك خاېنة....
انت طول عمرك بريئة ...متخليش الظروف اللي حواليكي توسخك...
جاءها صوت زمزم الجامد...
_ انا مبعملش حاجة غلط ...ابن عمك من ساعة م اتجوزني وهو رميني ومش معتبرني مراته..جبلي مراته ف البيت وعمل وعمل ..و ع الأساس ده انا بتصرف....ولو حاسة بالذنب ف انا مش هقولك ع اي حاجة تاني يا زهرة ...سلام...
_ عقليها انت يا تمارا ..اللي هي بتعمله ده غلط...واكبر غلط كمان...تطلق احسن..
صعقټ تماما عندما صدمها رد تمارا عليها...حتي انها أثارت الشك داخلها ..
_ محدش فينا عاش اللي هي عاشته..يمكن ياسر ده هون عليها ۏجع حياتها كله..بتصرفات بسيطة...ويمكن ب..بكلام بسيط كمان...
I miss the beautiful eyes that I can sail through forever. I miss The smile that send me to heaven...
افتقد العينين الجميلتين و التي أبحر فيهما إلى مالا نهاية. افتقد الابتسامة التي ترسلني إلى السماء ..
فاقت من شرودها علي صوت زوجها وهو يهزها پعنف بعض الشئ..
_ ها ايه...بقالي ساعة بقولك ادخلي لابوكي سأل عليكوا ...بس زمزم فين..
نهضت من مكانها حتي تذهب الي إليها وهي تقول...
_ معرفش هي راحت فين..قالت هتمشي...
دلفت تمارا إلي الغرفة دون تعبير..حتي انها لم تسرع نحو ابيها تطمئن عليه...فقد سارت نحو شقيقتها ووقفت بجانبها...
حفر الالم ملامحه علي وجه ناصر وهو يراهم بعيدا عنه..وتذكر أيامهم القليلة سويا عندما كان يجتمع معهم علي الافطار...تذكر زمزم وابتسامتها التي تذكره بوالدتها...قطب جبينه وبحث عنها بالغرفة لكنه لم يجدها...
_ زمزم فين يا تمارا..
_ زمزم مشيت..
ناصر بقلق...
_ راحت فين...
_ معرفش...هي اول م الدكتور خرج وقال إن حضرتك كويس مشيت...قالت وجودها ملهوش لازمة..
كانت تعلم جيدا وقع كلماتها علي والدها...لكنها لم تستطع السيطرة على نفسها ...أرادت أن تشعره ولو بلمحة بسيطة مما عانته احداهم بسبب السنة ازواجهم أو عائلاتهم...
عم الصمت بالغرفة وتوجهت الابصار جميعها الي تمارا...كان من المفترض ألا تفصح عما قالته زمزم لها إذا كان جارح بهذا الشكل... اصطدمت عيني تمارا بعيني زوجها ..نظراته الڼارية الغاضبة تلك لم تعد تخيفها..ستنفصل عنه وتتحرر منه...لا تريده ولا تريد والدها...فقط شقيقتيها وصاحب الرسائل المجهول....
بمكان اخر...
تجلس زمزم علي الطاولة وامامها ياسر ينظر لها بحب صادق...لم ينتبه الي اي شئ ..يعلم جيدا أنه سيواجه ضغوط من والدته حتي يتزوج جارتهم والتي تعتبرها والدته بمثابة ابنتها بعد مۏت والديها ..لكنه لن يستطيع فقد تعلق بها وانتهي الأمر ...
_ مالك يا ياسر..ساكت ومبحلق فيا كده ليه ...
ياسر بعبث ..
_ م ابحلق...عندك مانع ولا ايه ...
هزت رأسها نفيا وهي تبتسم بحب...دائما ما تقارن بينه وبين وقاص..ماذا اذا كان وقاص يعاملها كإنسانة طبيعيه...ماذا كان سيحدث إذا عاملها برفق ..حتي اذا كان لا يريدها ...
_ ايه مبتاكليش يعني..
ابتسمت زمزم بحب وهتفت...
_ انا الحمد لله يا عم..شبعت اوووي كمان...وانت اكلت ..
اومأ برأسه هاتفا...
_ امم.. اكلت...
أمسكت زمزم حقيبتها واخرجت منها شئ ما وامدت يدها به أمامه قائلة...
_ طيب...انا حجزت امبارح تذكرتين عشان نروح سنيما...ينفع..
اومأ برأسه وامسك بيدها ولثمها بقبلة رقيقة وناعمة...ثم نهض من مكانه واوقفها وخرجت من المطعم ممسكة بيده وهي تبتسم بحب...غافلة عن ذلك الرجل الذي يرصد جميع تحركاتها لزوجها ...
عادت زمزم الي المنزل بمنتصف الليل بالضبط سعيدة بدرجة لا توصف ...توقفت مكانها عندما شاهدت وقاص أمامها ينظر لها بغموض..
_ راجعة مبسوطة ما شاء الله..
ابتسمت زمزم نصف ابتسامة وهتفت..
_ فعلا..وماليش مزاج أن حد يعكنن عليا..ف ياريت اي مواقف شهامة ولا حاجة تأجلها لبكرة..عن اذنك..
توقفت مكانها كتمثال من الرخام عندما قال..
_ بس انا
متابعة القراءة