رواية كاملة للكاتبة روز آمين
شعرهتطلعت عليه بسعادة فقد أصبح نجلها رجلا صغيرا حيث سيكمل غدا عامه الثاني عشرفقد زاد طولا حتى أنه تخطاها وأصبحت تتطلع للأعلى حتى تنظر بعيناهواشتد عوده نظرا لكثرة التماربن التي يتلقاها على يد المدرب الخاص به وأيضا ممارسته للسباحةنطقت وهي تفتح ذراعيها لاستقباله
إيه الشياكة دي كلها يا باشمهندس بالراحة على قلوب البنات
تطلع على صورتها بانعكاس المرآة بملامح وجه معترضة قبل أن ينطق
قولت لحضرتك مليون مره قبل كده إني هكون وكيل نيابة زي جدو علام وبابامش فاهم إيه إصرارك بإنك تناديني بالباشمهندس
لقد أصبح يلقب فؤاد ب بأبي مثل أخويه عندما كان بالتاسعة من عمره وبدأ أخويه ينطقان ويطلقان بابا على فؤاد فاعتاد هو الأخر من باب التعودوحدث الامر رغما عنه فبالاخير هو ابن التاسعة من عمرة ويظل طفلا تقبل فؤاد الأمر بل وسعد به بينما هي تحسست من ذاك الوضع لكنها لم تفصح عنهوالأن ينشطر قلبها للمرة اللا معلوم عددها حين تستمع من صغيرها الإعتراض على مهنة المهندس التي حاولت ومازالت جاهدة بزرع الفكرة في عقله منذ الصغر لكنه مصرا على أن يلتحق بكلية الحقوق كي يمتهن مهنة القاضي تشبها بما يناديه ب أبيفؤاد وقدوته علام زين الدينحيث يراهما قدوته الحسنة ويريد التشبه بكلاهما
كيف لها أن تبلغه أنه لا يمكنه الالتحاق بسلك القضاء نظرا لتاريخ عائلته الإجرامي والذي يتعارض مع شروط الدخول لذاك العالم النزيةيزداد الأمر سوءا مع كل يوم تتأخر هي بإخباره عن حقيقة أمر عائلته لكنها لم تستطعفالأمر شبه مستحيل لديهاكيف لها أن تهدم عزيمة نجلها وتقتل شغفه بالمستقبل التي تراه بعينيهوبالرغم من إصرار فؤاد وعلام والضغط عليها بعدم إخفاء الامر عليه إلا أنها أغلقت باب النقاش نهائيا وأبلغتهم بأنها ستبلغه في الوقت الذي ستراه مناسبا من وجهة نظرهافما كان منهما سوى
لتسأله بشغف ولهفة
بس مفيش مانع إنك تقولي على اللي مخليك فرحان كده علشان افتخر بيك أكتر
أجابها بصوت حماسي وأشعة لامعة تخرج من مقلتيه الصافية وهو يقول
النهاردة اكتشفت نظرية في الرياضيات وبلغت المستر بيها فرح بيا جدا بس قال لي إنها للمخترع فيثاغورس وإني هاخدها في ثانوي عام إن شاءالله بس المستر فرح بيا جدا وقال لي إن اللي يوصل بدماغه للنظرية دي وهو في سني مش بعيد يوصل لنظريات تانية مش موجودة
سعدت لذاك الحماس الذي يكتسي صوته ويظهر جليا بعينيه لتحتضنه وتثنى عليهثم زعلانة يا قلب فؤاد من جوه
علشان إنت قولت لي بالليل إنك هترجع على طول من الشغل وتزرع معايا أنا وجدو الوردة بتاعتي
بمداعبة نطق وهو يداعب وجنتيها بأصابعه
يا خلاثي يا ناس على اللي زعلان ومادد بوزه اللي عاوز يتقطع من البوس ده
تدللت لينطق علام بنبرة عاتبة
مش أنا قولت لك تعالي نزرعها وإنت اللي رفضتي
رفعت كتفيها بغرور لتكمل
بس أنا عاوزة بابي هو اللي يزرعها معايا
تحدثت عصمت بمشاكسة
متتعبش نفسك يا علامدي بنت أبوها بحت
إحنا ملناش غير زين حبيب قلب نانا وجدو
ريحي نفسك يا ماما دي متعرفش في البيت كله غير فؤاد وبس
نطقت الصغيرة بمفاخرة
أنا مش بحب غير بابيعلشان أنا تاج فؤادبابي بيقولي إني تاج فؤاد وحبيبته
تحدث إليها علام بملاطفة
طب إبقى شوفي مين بقى اللي هيلعب معاك وبابي حبيبك في الشغل
بابي هيقعد من واضحة وهي تقول
إبعدي يا ماميبابي مش بيحب الوشوشة غير من تاج وبس
هزت رأسها لتنطق باستسلام
البنت بتعاملني على إني إلى الحديقة واقترب من الباب الخاص بحجرة الچاكوزي وقام
طبعا يا طنط
ابتعدت قليلا بنجلها لتسأله وهي تتطلع على تلك الحزينة
إنت متخانق مع بيسان يا چو
هتف بنبرة حادة أظهرت دكدهأكيد عملت لها حاجة زعلتها
هتف على عجالة وهو يرمق تلك التي تطالعه بعينين حزينتين
والله حضرتك ممكن تروحي تسأليها هي وتشوفي ردها
أنا بسألك إنت يا يوسف قالتها بصرامة ليزفر ثم قرر المصارحة
الأستاذة فاكرة إني من ضمن ممتلكاتها وعاوزة تتحكم فيا وكل شوية تحط لي ليستة ممنوعاتمتكلمش دي ولا تقرب من دي
واسترسل بنبرة أظهرت كم شعوره بالاختناق من اسلوب تحكمها به
دي وصلت إنها بتدخل في فريق السباحة اللي بتدرب معاهم تخيلي مش عوزاني أتكلم مع البنات المشتركة معايا في الفريق !
واسترسل موضحا
شافتني إمبارح وأنا واقف مع أيلا زميلتي في الفريق والبنت كانت بتسألني عن حاجة خاصة في الدراسةجت عليا وسمعتني كلام سخيف جدا ومش مقبولوبتهددني يا اقطع علاقتي بالبنت دي يا أقطع علاقتي
بيها هي
واسترسل تحت اهتمام والدته واستماعها لشكواه
قولت لها انا مش هقطع علاقتي بحد ومش هسمح لأي مخلوق إنه يتحكم فياقالت لي يبقى أنت اللي اخترت ومن وقتها وهي بعيد وبتتجنب أي مكان أكون أنا فيه
ليتابع الفتى باعتزاز بنفسه
مهما كنت بعزها أو مهما كانت قريبة من قلبي ده ما يديهاش الحق هي أو غيرها إنه يتحكم فيا ويمشيني على كيفهأنا عندي كرامة وليا كياني ومش هسمح لأي مخلوق إنه يتحكم في قراراتي
كادت أن تتحدث قاطعها اقبال فؤاد عليهم وحديثه إلى يوسف وهو يمسد على كتفه بحنان
كل سنة وإنت طيب يا حبيبي
ابتسامة سعيدة ارتسمت فوق محياه لينطق بصوت حماسي
وحضرتك طيب يا بابا
مش عاوز تشوف هديتك قالها بابتسامة سعيدة لينطق الفتى بلباقة
من قبل ما أشوفها أكيد هتبقى بيرفيكتوكفاية إنها ذوق حضرتك وإختيارك يا باشا
نظر إلى زوجته لينطق بتفاخر
إنت سامعة اللي أنا سامعه يا إيثارإبني كبر وبيتكلم ولا رجال السلك الدبلوماسي
تربيتك يا باشا قالتها إيثار بحبور ظهر بعينيها ليبتسم لها كلاهما باستحسان لكلماتها مد فؤاد يده بعلبة وناولها للفتى وقال
افتحها وشوف بنفسك
نزع الفتى الغطاء عن العلبة لينبهر ويحدق بعينيه وهو يرى أمامه تلك الساعة الشبابية ذو الماركة العالمية التي أصبحت حديث الشباب مؤخرا ولم تنزل الأسواق المصرية بعدأيعقل أنه إهتم به لتلك الدرجة يا لك من رائع أيها ال فؤادفقد علم من بيسان قبل عشرة أيام حين سألها عن أكثر شئ سيسعد قلب
يوسف وأبلغته عن تلك الساعة التي شغلت باله مؤخرا وكان يريد التحدث إلى أمه بأمرها فبعث إلى الخارج وقام بشراءها ليفاجئ الفتى بها وقد حدث بالفعل فقد سعد الشاب لدرجة جعلت قلبه كاد أن يقفز من مكانه وهو يحتضن فؤاد ويقول
معقولة يا بابا حضرتك جبت لي الساعة اللي كان نفسي فيها
كل سنة وإنت طيب يا حبيبي قالها فؤاد
كل سنة وإنت طيب يا حبيبي
وأخرج من بين جيبه ورقة وأعطاها له قائلا
الشركة
سأل فؤاد ضابط الأمن المكلف بحراسة القصر
كشفتوا على الطرد يا اسماعيل
رد الرجل باستفاضة
كشفنا عليه بالجهاز ولقيناه أمن يا باشا
أشار للرجل قائلا
إفتح الصندوق
كانت تقف بجوار الباب تستمع وتشاهد لما يجري دون أن يلاحظ وجودهاتحدث الرجل باعتراض
ده مش شغلي يا افندم أنا مهمتي أسلم الطرد شاءالله