رواية كاملة بقلم سيلا
انت هتقولي... فعلا مفيش حاجه تميزها غير جمالها الهادي الملفت ولا صوتها الكرواني
وقف يونس متجها إليها... يرمقها بنظرة سريعة واتجه بجوارها ينظر للجمع
أنا شايف إن التصميم دا أحسن واحد... وبدأ يشرح وجهة نظره بعض النقاط الخاصة... وختم حديثه
طبعا أنا مش مهندس ولا أفهم بشغلكم زيكم بس لو هنيجي نقارن هنشوف دا مثلا
أكمل راكان حديث يونس وهو يرمقه بتحذير
أنا مع يونس.. ثم وزع نظراته للجميع وهو جالسا بمكانه
وبدأ يشرح بدقة وجهات الاختلاف بين أربع التصاميم... اعتمادا على دقته بوظيفته بأدق التفاصيل
قاطعته نورسين ابنة أحد الشركاء
بس أنا اختلف معاك ياراكان وزي ماإنت قولت إنت مش مهندس... أنا كعملي بقول إن تصميم عامر أعلى... دا تحسه Simple أوي والطبقات الراقية عايزة حاجات تانية... ولا إيه ياعمو أسعد
اتجه أسعد بنظراته لراكان الذي يجلس بهدوئه وكأنه يعلم بأجابة والده
أنا مع راكان ثم توجه لسليم
وبما إنك المسؤل ياسليم مقولتش رأيك... وقف سليم متجها إليهما
وبدأ يشرح وجهة نظره هو كذلك... وافقه عمه خالد ومعظم الموجودين سوى نورسين التي نظرت لليلى پحقد على أشادة الجميع بعملها
اتسعت ابتسامتها ع ا أشادوا بعملها...
رفعت بصرها لراكان فتلاقت أعينهما سريعا فشرد للحظات يتأمل حدقيتها الواسعة.. ولكن ذهب بشروده لأمواج بحره الذي غدر قبل الوصول لشاطئه... أستفاق سريعا ع ا استمع لبعض المناقشات حول التصاميم الهندسية الأخرى
اتجهت ليلى لتجلس بمكانها
أو بنظرها إليه تشكره على رأيه
شكرا لحضرتك
هز رأسه وهو يطالع بعض الأوراق بيديه
وتحدث بصوتا رصين ولم يلتفت إليها
مفيش داعي للشكر.. إنت عملتي شغلك كويس فاحنا وافقنا على أجمل تصميم
ثم رفع بصره وحدق بمقلتيها
كان الأفضل تتأسفي مش تشكريني ياحضرة المهندسة..
تصاعد الڠضب بداخلها فتحركت تجلس بجوار زميلتها
والغيظ يتآكل داخلها فطالعته مرة أخرى وهو جالسا وكأن مايدور حوله لايعنيه فأردفت
عامل زي الطاووس دايما فعلا واحد مغرور
اتجه سليم على الطاولة التي توجد بها المخطوطات.. بعد خروج المشاركون إلا من بعض المهندسين المسؤلون عن العمل
آشار سليم إليهم جميعا للتوجه للطاولة
وقف سليم بجوارها ونوح الذي اتجه لمكان تواجدهم على التخطيط الهندسي
عقد نوح حاجبيه وهو ينظر إليهم وهم يتحدثون عن التصاميم الموجودة أمامهم
فجلس أمام راكان وهو يرمقهم
أنا ماليش في شغل الهندسة ياراكي.. تحس أنه معقد سبحان الله ماليش غير في الذوق الجميل
استدار راكان وأجابه
بالعكس يانوح الهندسة حلوة وعملية جدا..وكل تعمق فيها تحبها أكتر.. ربنا يسامحه اللي كان السبب
ذهبت ذاكرته لذاك اليوم
فلاش بالك
ضمته زينب بحب ودموعها تتساقط عبر وجنتيها
ألف مبروك ياحبيبي.. مش عارفة أوصلك فرحتي إزاي يابني.. ربنا يوفقك ويسعدك دايما ياراكان زي ماأسعدتني بنتيجة النهاردة وتكون الأولى على دفعتك.. الفرحة مش سيعاني.. وخصوصا إنك هتحقق هدفك وتدخل الكلية اللي بتحلم بيها... مش كدا ياباشمهندس
اتجه توفيق بنظرة باردة إليه
جهز نفسك بقى علشان تدخل هندسة.. وتتعلم كويس وسيبك من زينب اللي مش هتاخد منها غير الضعف.. ثم صاح پ بها
ابعدي عن الولد يازينب انت نسيتي نفسك ولا إيه... متنسيش إنه كبر دلوقتي وبقى راجل.. مش طفل علشان تاخديه في حضنك كدا
بكت زينب بنشيج وشعرت بدوار ي رأسها من كل توفيق السامة.. فاجابته بشفتين مرتجفتين
أنا ياعمي هعلم ابني الضعف.. وعايز تحرمني اني ا ل ي
رمقها پ ونهض وهو يطلق لها نظرات ة
انت بتردي عليا يابنت الحصري ورفع يديه حتى ي ها ولكن توقف راكان أمامها وتلقى الصڤعة مكانها
توسعت أعين توفيق من فعلة حفيده فصاح پ
إنت عملت إيه ياولد... ابتلع ريقه بصعوبة وهو يضم والدته ثم قال بهدوء مفتعل
لو شوفتك بتعمل كدا ياجدي في أمي وأسكت يبقى مااستهلش أكون ابنها.. يبقى أنا واحد جاحد عاصي لبر الوالدين...
نظر بداخل عينيه ولأول مرة تمرد على جده فتحدث
وقبل قول اسطوانتك كل مرة هتفضل أمي نور عيني لأخر لحظة في حياتي... قالها وهو يشدد على كل كلمة تخرج
من بين شفتيه وكأنه قاصدا إستفزاز جده
صڤعة أخرى هوت على وجنتيه وصاح پ به... ت زينب بأعلى صوتها
راكان رفع نظره إليها نظرات جحيميه فأخرصتها ثم لوح بيديه
هستنى من تربية زينب إيه غير واحد عديم التربية زيك.. هي بنت الحصري بتعرف تربي... رفع سبابته
أسمع ياولد متفكرش نفسك علشان خلصت الثانوي هتكون كبرت عليا.. إنت هتعمل اللي هقوله وبس وإياك تاني توقف قدام جدك بعدم إحترام
هتجهز ورقك وتقدم في الهندسة ودا أمر من توفيق البنداري وخلي بالك عيني عليك
وصل أسعد اليهم يوزع نظراته بينهم
مالكم واقفين كدا ليه... رمق راكان جده
بابا أنا مش هدخل هندسة... صاعقة أصابت زينب وهي تهز رأسها بالرفض لما نطقه راكان... بعيون مترجيه
حبيبي متخليش انفعالك يخليك تاخد
قرارت ټ عليها طول عمرك وأنت بتحلم بالهندسة
نظر بداخل عين جده وأردف بإصرار
كان زمان ياماما دلوقتي لا قالها بصوت مرتفع
قهقه توفيق بسخرية فأردف
ومين اللي هيخليك تعمل كدا ياولد.. دنى من والده ونظر إليه
بابا.. وأنا وغير كدا محدش له سلطة عليا
نهض توفيق سريعا يحاول الفتك به ولكن توقف أسعد أمام والده
بابا لو سمحت حضرتك بتعمل ايه.. حضرتك شايف إن راكان طفل علشان ت ه
لا متخافش من الحتة دي يابابا لان جدي قام بالواجب وزيادة.. أنا مش هدخل هندسة ودا أخر كلامي.. قالها ثم اتجه يقبل رأس والده يطالعها ملامحها الحزينة بأسف
سامحيني نوع الكلية مش تقييم للأنسان ياماما.. تقييم الأنسان بنجاحه اللي بوصله
قالها ثم تحرك للأعلى
خرج من ذكرياته وتلألأ الدمع بعينيه وقف سريعا متجها لشرفة الغرفة وأخرج تبغه ينفثه بدخان ه الماثل ب ه
جلست ليلى مع زميلتها وزميلها عامر وبدأو يتحدثون عن التصميم ويطبقون الملاحظات.. ابتسم عامر على ذكائها
فعلا ليكي حق يادكتورة انك حبيش شغل الجامعات...
امسكت قلمها وبدأت
ترسم خطوط عريضة وتتحدث وهي تعمل
لو اشتغلت في الجامعة هفضل دكتورة بدرس للطلبة من غير تجديد... رفعت نظرها له وأردفت مفسرة
يعني روتين ممل... أما شغلي الحر دا بيحب الإبداع والتغيير.. وكمان ممكن أدرس حاجات كتيره وأطبقها فهمتني
صفق بيديه وأردف مهنأها بسخاء
برافو ياليلى.. اقترب وهمس لها تسمحيلي أقولك ياليلى بدون ألقاب
قاطعهم سليم
عامر شوف التصميم دا وراجعه كويس مع نورسين
اومأ عامر برأسه وخرج وهو ينظر لليلى
هستناكي في مكتبي
استغربت حديث عامر... ورغم ذلك نظرت لبعض الاوراق التي توضع أمامها
كان يقف بجوار النافذة يراقب مايحدث مرة و ينظر لمرور المارة بالخارج... وهو ينفث تبغه.. سالت قطرة ضعف من عينيه على ذكرياته المؤلمة
رفعت نظرها إليه وكأنها ترسمه بملامحها
شخص هادي بملامح غامضه.. ملامح يكسوها الوجوم..ملامح ثابتة جامدة على عكس طلته الجذابة... شعره الناعم الغزير مع لحيته ... ولون عيناه التي تتغير بتغير ملامح وجهه... اقتربت نورسين منه وهي تضع يديها على ذراعه
الشركة نورت ياراكان... مصدقتش لما يونس قال إنك هتنزل وكمان تستلم الشغل
التزم صمته وهو ينظر للخارج.. أما هي فقد راق لها التقرب منه والتلذذ بملامحه الرجولية التي توصف بوسامتها... رفعت كفيها تلامس وجنتيه
تراجع للخلف وهو يرمقها شرزا
اټجننتي إحنا في المكتب بين الموظفين
توسعت إبتسامتها
سعيدة أوي بوجودك ياراكان بجد
رفع حاجبه ورسم بسمة سخرية
افهم من كدا إنك مبسوطة من وجودي... اقتربت وطوقت ذراعه وهي تقترب منه حتى أصبح لا يفصل بينهما انش واحدا
أوي ياراكان إنت عارف أنا بتمنى كدا من زمان
مط شفتيه للأمام وناظرها بهدوئه الغامض ثم رفع يديه يزيح خصلاتها المتمردة من على كتفه
هنشوف يانور... قعدتي في الشغل هتعمل إيه
تحركت ليلى متجهة سليم ع ا أشار بيديه إليها
شوفي المنتجع دا عايزه عالمي... حاجة تخص اسم البنداري...
أمسكت بعض المساحات التي عرضها سليم أمامها
تمام هشوف الباشمهندس عامر ونشتغل عليه
قاطعهما راكان ونورسين
سليم أنا هروح على المكتب بس بلاش شغلك انت ويونس وتلمولي شغل الشركة كله وتعملوا عليا خبراء
جذب التصميم من يد ليلى
دا بتاع نورسين مش كدا... اتجهت نورسين له وابتسمت ثم تحدثت بفخر
والله ماهو إنت عارف أهو..
شوف ياسليم التصميم دا مش عاجب اخوك بتاع القانون.. ثم توقفت تنظر له
انت عرفت إزاي صحيح.. دا من بين تصاميم كتير
تحرك وهو يتحدث
نور أنا مش مجرد كرسي بتفرج على الموظفين عارف كل واحد بيعمل إيه... أوقفه سليم
إستنى ياراكان.. لسة بيظبطوا لك المكتب مكنتش عامل حسابي أنك هتداوم النهاردة.. خليك معايا هنا لحد مايخلصو
جذب مقعد بجوار سليم وجلس دون حديث
دلف المهندس المختص بالتنفيذ
مهندسة ليلى ممكن حضرتك تيجي نتناقش التصميم
أشار له سليم
تعالى هنا ياآسر نراجع مع بعض... علشان من أول الاسبوع نبدأ التنفيذ
جلس آسر وبدأ يعترض في بعض النقاط... اتجه سليم اليهم
بعدين نشوف أنا تعبت... اعتذرت ليلى
لازم نخلص مش معقول تصميم الانتهاء هياخد أكتر من شهر
كان يطالعها بعمق
فتاة ذكية منمقة بعملها... حاصلة على أعلى الدرجات... واثقة بنفسها بدرجة عالية أسلوبها وحديثها وإقناع الغير بوجهة نظرها بطريقة سلسة .. ناهيك عن حجابها الذي اعطاها هالة من النور... شروده بها ع ا تحدث آسر
ليلى عندها حق.. رفع بصره لأيمي المهندسة الأخرى.. ممكن ناخد ريست ونكمل..
وصل يونس إلى مكتب سليم وهو يرمق ليلى
سليم أنا ماشي.. عندي عمليات كتيرة وماليش في جو العكننة دا
قالها ومازالت نظراته مثبة على ليلى..
استنى يايونس فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه..
قطب جبينه وتسائل
هتتأخروا يعني... رفع نظره لساعته
نص ساعة بالكتيير.. تنهد ثم جلس بجوارهم وهم يتناقشون... انتبه يونس لحديث ليلى.. فابتسم وتحدث
بقولك يا... قالها يونس وهو يطالعها بهدوء... رمقته ليلى بإستخفاف وأجابته
اسمي ليلى
طيب يابشمهندسة ليلي ممكن تبعتي التصاميم لمكتب المهندس التنفيذي وسليم هيتعامل وزي ماقولتي مش معقول هنفضل علشان حتة انتهاءمن تصميم اليوم كله غير اني جوعت والله... أنا بقول نطلب بيتزا ايطالي... واقعد اكلها هنا معاكم وأسك على العمليات النهاردة
في
الجامعة وخاصة كلية الهندسة
خرجت من المدرج مع صديقتها أروى
الحمد لله كنت خاېفة
أوي من موضوع عدي البنداري لولا دكتور نور ربنا يباركله يارب انقذني... وطبعا ليلى شغالة عندهم ربنا يستر.. واحد مستفز.. لازم أروح أشكر دكتور نور
ضحكت أروى مازحة
ليكون معجب ياغزال... ها بكتفها
عيب ياأروى قوليش كدا مهما كان دا دكتور.... اتجهت الفتيات إلى الكافتيريا
جلستا مطالبة مشروبهما الذي هو عبارة عن قهوة سريعة التحضير الكابتشينو
اتجهت مها طالبة من فرقتهما
أهلا يادرة عاملة إيه... سمعت عنك كل خير النهارده
رفعت درة نظارتها الطبية وتحدثت
فيه إيه يامها مالك
جلست أمامها واضعة ساق فوق الأخرى
إلا نور يادرة... سبتلك شباب الدفعة كلهم وبما فيهم عدي البنداري
ضيقت درة عيناها ونظرت لأروى رافعة اكتافها
مالها دي ومين نور دا...!!
وقفت مها مردتية حقيبتها
متستهبليش يادرة مش علشان إنت حلوة شوية تتغري بنفسك فيه أكتر منك حلاوة ياقلبي... أنا بحذر مرة واحدة.. شاوووو
في شركة البنداري
اتجه راكان إليهم بعد ساعتين.. بعد تركهم وذهابه لعمله بمكتبه... ذهل من إستمرار عملهم...
سليم لسة كتير
أشار سليم بالجلوس وهو مازال
يتحدث بالعمل
جذب المقعد وجلس بجوارها...أرتفع ها بشهيق طويل من قربه ورائحته انفاسه الممزوجة بتبغه وعطره