رواية جراح بقلم سارة
المحتويات
تضع يدها علي شفتيها ليردف هو متخلصا من ذاك العبء
و آسف إني اقول لحضرتك كدة بس المړض في حالة متأخرة و كمان مع مرض حضرتك بالقلب العلاج أصبح شبه مستحيل!!
دمعة حارة سقطت منها وشعور لا يوصف و هي تنهض تاركة الطبيب متجاهلة لندائاته
مرفت هانم يا مرفت هانم!!
إذا كان عمري سينتهي قريبا فلا بد من فعل أشياء كثيرة جدا ففتياتي أهم من أي شيء آخر!!
كانت داخل سيارتها حينما انتبهت لحديث سائقها الخاص الذي يقول متعجبا من تلك الحالة التي انتابتها
هنطلع علي فين يا مرفت هانم!
اطلع علي العنوان اللي هقولك عليه دة يا سيد
فهد بيه دكتور ليلي اتصلت و قالت إن معادها مع حضرتك هيبقي النهاردة الساعة 5 في المستشفي
ابتسامة حالمة ظهرت علي وجهه و هو يرفع راسه من الأوراق المنكب عليها و يقول
لمحة حزن ظهرت علي وجه تلك المسكينة ما إن رأته يبتسم و هو يسمع اسم ليلي
يبدو أنه اسم يؤرق العديد فقد امتلكت قلبه منذ الوهلة الأولي أصبح يتمني أن يقضي بقية حياته بجانبها
و كأنها تمتلك العصا السحرية التي وجهتها نحوه لتسرق قلبه
و رسمت دوائر محاطة بطلاسم سحرية تمنعه من رؤية احد غيرها يا لها من ماكرة !!
ها لا انا خارجة اهو يا فهد بيه!!
قالتها بتلعثم و هي
تخرج مهرولة فقد جرفها تيار تفكيرها بعيدا عن الواقع بكثير
إلي أعماق الخيال الغريقة!!
إذا باتت أحلامنا محققة جميعها دون عائق فلا قيمة للحياة!!
يقسم انه لا يريد من هذه الحياة سوي رؤيتها سعيدة حتى لو كان سيدفع سعادته هو ثمنا
اقترب منها و قد اخفض رأسه لتصبح في مستواها و قال
إية رأيك!
أمم بص هو في حاجات حلوة بس في حاجات بردو مش قد كدة!!
تنهد بعمق و الابتسامة مرتسمة علي وجهه فقد توقع هذا الرد فهذه فاطمة لا يمكن أن يعجبها اي شيء بسهولة حتي لو كانت لوحة عالمية للفنان الرائع بيكاسو
أدارها إليه و هو يقول بهدوء أعتادته منه
ابتسمت و قائلة بدلال
بص الدولاب دة لونه غامق اووي انا مش عيزاه
رفع حاجبه و مازال محتفظ بتلك الابتسامة فهو يعلم جيدا أن هذا الدولاب من اختيارها
و لكنه اعتاد عليها فهي تشبه موج البحر في تقلباته إذا كان هادئا لفترة فلا يدل هذا الهدوء علي دوام حاله فغالبا ما يكون هدوء ما قبل العاصفة!!!
أمم حاليا مفيش حاجة في دماغي لكن لما افتكر هبقي اقولك!
تعالت ضحكاته و هو يشير لها قائلا
طيب يلا بقا عشان نروح نتغدي في أي حتة لأني واقع من الجوع
بعد انتهائهما من تناول الطعام نظر هو لها قائلا
فاطمة!!
تركت هي هاتفها و هي تنظر له باستفهام فقال هو بعدم رضا
يا
حبيبتي احنا دلوقتي قاعدين مع بعض سيبي الموبايل و اتكلم معايا زي ما بتكلم معاكي!!
اووف يا بيبي منا مركزة معاك اهو بس بشوف الفستان!!
فستان إية مش قولتي إنك هتجيبيه من باريس!
ايوة ما الاتيليه مصورهولي بعد ما ادتهم المقاسات بص اي رايك!
جحظت عيناه و قبض علي كفه حتي لا يزمجر فتخاف هي و قال
آية دة يا فاطمة!
اية يا احمد معجبكش!! دة من اكتر ال اللي اتباعت!!
لا طبعا معجبنيش دة مبين إكتر ماهو مغطي يعني ضهرك كله باين و رجلك كلها و اية دة!
طيب اهدي بس يا حبيبي هشوف واحد غيره بس يا خسارة دة كان عاجبني!
قالتها متصنعة الحزن فزفر هو مفرغا الڠضب المعتمل داخله قائلا
علي فكرة مقولتليش ما تشتريهوش!
بجد يا احمد!
تهللت أساريرها فاردف هو هادما تلك الفرحة
بس هتقعدي بيه في البيت يا حبيبتي!!
زمت و صمتت فقال هو
المهم خلينا نتكلم في المهم
هو في حاجة أهم من فستان الفرح يا احمد!
أه يا فاطمة في الأهم انا عايز ارسي علي بر!!
انت بقالك فترة بتتكلم بالألغاز علي فكرة وضح كلامك!!
بتحبيني يا فاطمة!!
إجابة انتظرها هو علي أحر من الجمر يعلم أنه من السهل أن تقولها له لكن شيء داخله يريد سؤالها!!
فهي لا تفعل شيء قط يشعره بحبها له بينما هو يقدم العديد من التضحيات في سبيل سعادتها
نعم سيدي إنها مقارنة فاشلة إذا ما قورن حبه لها بحبها له!!
اما هي فنظرت له و انعقد لسانها قالتها له العديد من المرات فلما لا تستطيع قولها الآن!
تشعر أنه اختبار صدق لنواياها و يا للأسف سترسب فيه!!
يااه هي صعبه للدرجادي يا فاطمة!
اهتزت بتوتر أما هو فهز رأسه و قد أتضح له ما أراد
ليس دائما ما تريد معرفته يجعلك سعيدا فربما أخفاه الله عليك لأن معرفته لا تسعدك!!
أحمد لو سمحت متضغطش عليا اكتر من كدة!!
وكقنبلة موقوتة علي وشك الانفجار قال هو
انا بضغط عليكي يا فاطمة اومال أنتي بتعملي إية فيا لما انتي مبتحبنيش مكملة معايا ليه لو مڠصوبة قوليلي و انا هخلص الموضوع لكن اللي انتي بتعمله فيا دة حرام و الله!!
كفاية عشان خاطري كفاية!!
قالتها فاطمة و قد سقطت دمعة حارة علي وجنتيها ربما تأثرا بحديثه او ربما ندما علي ما هي مقدمةعلي فعله!!
هبطت من السيارة بمساعدة السائق و قالت
استناني هنا انت يا سيد
تمام يا مرفت هانم!!
أتجهت بخطي ضعيفة هزيلة قضي عليها المړض إلي بوابة هذه
الفيلا و دقت الجرس الخارجي
اتي الحارس مهرولا و هو يقول
مرفت هانم اتفضلي
فتح لها البوابة و دلفت هي قائلة
ازيك يا سمير!!
تمام الحمد لله يا هانم
قول لدكتور محسن أني عايزة أقابله
طيب اتفضلي يا هانم!
لم تنتظر كثيرا حتي وجدته يهبط من علي الدرج بخطي واهنة ابتسمت و هو يلقي التحيه عليها فبادلته قائلة
يعني عشان في شوية مشاكل بين الولاد يا محسن نقعد سنة منشوفش بعض عيب عليك و الله!!
ضحك هو و هو يجلس أمامها قائلا
أحنا منقدرش
علي زعلك يا أم نور عاملة إية!
ابتسامة باهتة صدرت منها و أطرقت قائلة بحزن
مش كويسة يا محسن انا عندي لوكيميا!!
نظر لها غير مصدقا لما قالت فاردفت هي
مش وقت صدمة و لا حزن يا محسن احنا مش هنعيش اكتر من اللي عشناه الولاد هما اللي أهم دلوقتي نور ملهاش حد غير حسام لازم يرجعوا يا محسن!!
هيرجعوا لازم يرجعوا هما بيحبوا بعض انا واثق من كدة
كانت تتذكر ما حدث يوم فراقهم شردت في تلك اللحظة التي قلبت حياتها رأسا علي عقب
منذ خمسة عشر عاما
أغمض عينيه پألم و هو يضغط علي كفيها و قال بعيون دامعة
صدقيني يا هنا لو لينا نصيب في بعض الدنيا هتجمعنا تاني
صړخت فيه و هي تحاول السيطرة علي شهقاتها
و ليه نبعد ليه!
أشاح بوجهه بعيدا عنها فهو لا يقوي علي وضع عيناه في عينيها و قال
مش بإيدي يا هنا و الله مش بإيدي!!
أومال بإيد مين يا يوسف فهمني بإيد مين احنا فرحنا بعد اسبوع حرام عليك!!
هتفت بها هنا و هي ټنهار جالسة أرضا ليهبط لمستواها فتكمل هي قائلة
احنا مالنا بفارس و ليلي هما انفصلوا هما حريين!!
بس أنا
متابعة القراءة