رواية جراح بقلم سارة

موقع أيام نيوز


بالتو قد أدركت واقعها!!
ترك قاعة الاحتفالات من خلفه و خرج ليتصل بتلك التي وعدته أن تأتي و لم تأتي 
اتصالات عديدة و لا يوجد مجيب!!
راوده القلق و بدأ عقله ينسج سيناريوهات من صنع خياله هو فقط!!
ليتفاجئ بكف يربت علي ظهره بحنو قائلا
آية يا فهد واقف هنا لية!
مفيش يا داليا معلش يا حبيبتي ارجعي انتي لخطوبتك انا هعمل مشوار مهم و هرجع علطول 

قطبت حاجبيها و هي تنظر له باستفهام و قد قالت
مالك يا فهد في أية!
حوار مهم كدة في الشغل هظبطه بسرعة و آجي 
مبروك يا دود مش هتأخر يا حبيبتي!!
تركها و ذهب لتقف هي مفكرة في أمره و هي لا تعلم مخزي لتلك التصرفات!!!
كانت الدقائق تمر ببطء و كأن الانتظار خلق لهذة اللحظات فقط 
تبا لك أيها المړض فمن أعطاك الحق أن تسرق منا لحظات عمرنا 
من أعطاك الحق أن تسلبنا أعز الأشخاص علي قلوبنا 
كان الفتيات ينتظرن خارج غرفة العمليات حيث دخلت ليلي مع فارس منذ ساعتين و لم يخرج أحدا منهما إلي الآن!!
نهضت فاطمة و الرؤية مشوشة أمامها من فرط الدموع المغلفة لعينيها 
سارت لتجد يد تحاوطها و سمعت صوته قائلا
رايحة فين يا فاطمة!
هزت رأسها و بكائها يتزايد و هي لا تعلم اية ستتجه بالفعل فقد قټلها الانتظار 
اقعدي بس كدة و هي إن شاء الله هتبقي كويسة 
لا يا احمد ماما مش هتبقي كويسة ماما سمعتنا و احنا بنتكلم عن موضوع هنا!!
اضطربت ملامحه و اتسعت عينيه من الصدمة و قال
استغفر الله اهدي بس و هي إن شاء الله هتبقي كويسة 
يا رب يا رب
لتقترب زهرة والدة أحمد من هنا تلك المسكينة التي فقدت كل شيء و لم يكتفي منها القدر 
بل علي أوشكت أن تفقد والدتها الآن 
اللي انتي بتعمليه دة ملوش لازمة يا نور هي هتبقي كويسة لكن قلقك و عياطك دة مش هيجيبوا نتيجة!!
حدقت فيه بحزن ليست هذا ما تحتاجه منه الآن 
هي تحتاج حبه في هذه اللحظات 
تحتاج الشعور بخوفه عليها!!
تحتاج حضڼ يشعرها بالأمان كالذي منحه أحمد إلي فاطمة!!
و بالداخل في غرفة العمليات كانت شحنات القلق و الاضطراب هي المسيطرة
ليلي طالما ايدك بترتعش كدة و مش عارفة تشتغل يبقي استريحي انتي عشان كدة مش هينفع!!
قالها فارس بحدة و هو ينظر لها لم تستجيب بينما ظلت تنقل نظراتها بينه و بين جسد والدتها الملقي أمامها
و بإشارة ثانية من عينيه جعلها تبتعد
و هي تقف متابعة للمشهد من حولها بينما بدأت الممرضات يتهامسن عن حالة ليلي تلك و عن تحكم فارس الغير مفهوم بها!!
ليصدح صوت فارس پغضب و بالطبع قد سمع تلك الهمسات اللعېنة ليقول
انا مش عايز اسمع صوت واحدة فيكم اشتغلوا و انتم ساكتين!!
التزم الجميع الصمت و لكن جهاز نبضات القلب أعلن تمرده بتعالي صوت الإنذارات التي تشير إلي انخفاض ضربات القلب 
انتفضت ليلي من محلها و هي تنظر إلي فارس برجاء و لكنها تناست أن قدر الله لا أحد يستطيع تغييره!!
توقفت نبضات قلب مرفت نهائيا لجأوا إلي الصدمات الكهربائية لأنعاشها و لكنها لم تجدي نفعا!!
انتهي الأمر كما بدأ و إلي الله ترجعون 
وقف فارس و حالة الحسړة مسيطرة عليه بينما اقتربت ليلي ببطء من الفراش الراقدة عليه والدتها بينما تحلق حوله روحها المغادرة 
ماما ماما فوقي يا ماما انتي قولتي أن عمرك مهتسبيني مهما حصل اديكي اهو بتخلفي بوعدك معايا مش انتي اللي علمتيني مخلفش بوعدي مهما حصل طيب انا عارفة ان كلنا غلطنا و هنا كمان غلطت و انتي زعلانة منها دلوقتي بس مينفعش تروحي و تسيبينا كدة يا ماما فوقي مش هتبقي انتي و بابا لا يا ماما حراام كدة حرااام!!!
و علي صدي تلك الصرخات الحزينة
المټألمة للفراق 
دخلوا جميعا و هم يرون الممرضات يقومن بتغطية وجه مرفت 
اتجه الفتيات نحوها و أصوات صراخهن تتحد مع صړاخ ليلي ليشكلوا قالب جديد من الحزن 
ابتعدت ليلي عن فارس الذي
انشغل بأمر البقية و سارت پضياع 
إلي خارج المشفي بأكملها سارت حافية القدمين في الشوارع بكائها المكتوم و أنينها يضعف أعتي إنسان 
تسمع صوت ينادي باسمها و لكنها لا تكف عن السير لا تبالي بأحد
و مع انعدام الرؤية سقطت علي إثر صخرة لم تلحظها أمامها 
لم تحاول النهوض بل ظلت علي حالها و هي تبكي و تصرخ باسم والدتها
وجدت أحدهم يرفعها من محلها و هو يقول بقلق
ليلي فيه اية مالك!
ماما ماټت يا فهد ماټت خلاص راحت و سابتنا!!
عاد إلي منزله منهك بعد يوم طويل من العمل و التحقيقات الغير منتهية
دلف ليجد المربية الخاصة بابنته جالسة و علامات النزق واضحة علي وجهها
اهلا يا ضحي 
اهلا يا مازن بيه حضرتك اتأخرت النهاردة!
معلش يا ضحي كان عندي شغل كتير المهم حياة عاملة اية!
كويسة الحمد لله أكلت و نامت من شوية!!
أخرج من جيب بنطاله نقود و أعطاها إياها قائلا
اتفضلي يا ضحي مرتب الشهر اهو 
شكرا يا مازن بيه استأذن انا بقي عشان اتأخرت علي ولادي 
اتفضلي!!
خرجت هي بينما خلع هو معطفه و اتجه للداخل نحو غرفة ابنته التي لم تكمل الثانية من عمرها!!
اتجه نحو الفراش النائمة فوقه بهدوء قبلها بحب أبوي شديد يعوضها عن غياب الأم!
تلك الحمقاء التي طلبت منه الطلاق و التنازل عن كافة حقوقها و عن ابنتها أيضا 
تركت تلك الملاك و هي لم تتعدي الشهر السادس من عمرها اختفت و لم يعرف لها طريق و لا يريد معرفة أين هي فكل ما يريده هي ابنته فقط!!
جلس علي الأريكة المقابلة لفراشها يتأملها بهدوء و هو يفكر في القادم 
ماذا سيفعل مع ملاكه تلك فبالتأكيد ستسأل عن والدتها ما إن تكبر ماذا سيقول لها حينها 
عزيزتي لقد تخلت عنك والدتك لأسباب غير معلومة تركتك و انت لا تتعدين شهرك السادس!!
سحقا لتلك القلوب القاسېة التي لا تعرف الرحمة و لا الإنسانية
سحقا لمن يرون أن الحياة أموالا فقط و ليست سوي ذلك!!
اليوم قد مر يومين علي ۏفاة ذلك القلب الذي احتواهم جميعهم
ذلك القلب الذي كان يغدق عليهم بالحب و الحنان اللانهائي!!!
لكن الروح لم تمت الروح مازالت حية تشاهدهم من أعلي و تتحسر عليهم تترجاهن أن يكفوا عن البكاء و النحيب 
فالعمر مازال أمامهن و الحياة لا تقف علي شخص مهما كان!!
فبالتأكيد هي الآن تنعم بحياة أخري بعيدة عن غدر هذة الدنيا بسوادها القاتم 
انتهي العزاء و أصبح المنزل فارغ عليهن فقط 
ماټ الأب و ماټت الأم 
و ليس أمامهن إلي أن يواجهن هذه الحياة بمفردهن دون سند أو حماية
احم انا عارف انه مش وقته بس مرفت هانم قبل ما ټموت
كانت عاملة وصية و قالت إنها تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها حبيت بس ابلغكم بالموضوع عشان تبقوا عارفين لحد ما نفتحها!!
قالها شاكر المحامي الخاص بعائلتهن
و لكن و لا واحدة منهن استجابت لحديثه فكلا منهن في عالم آخر كلا منهن تفكر في القادم
وجود والدتهن كان داعم لهن كان يخفف الكثير من الأحمال و المصائب
المتتالية 
و الآن ماذا سيفعلن من دونها!!!
و انت يا استاذ شاكر متعرفش اية محتوي الوصية دي 
احم هنعرف كلنا بإذن الله يا استاذ حسام لما
 

تم نسخ الرابط