رواية جراح بقلم سارة

موقع أيام نيوز


لها و الذي يمنعه دائما من إلحاق أي أذي بها
لكن انتهي ذاك العصر الزاهي انتهي الدلال و الحب!!
لا يا ليلي فارس اللي انتي عارفاة كويس انتهي و نصيحة مني بقي متحاوليش تجربيني تاني عشان انتي فرصك معايا خلصت!!
استشعرت جدية حديثه و هي تدقق في عيونه التي تزينت بطبقات من القسۏة
قطع هذه التحديات الصامته صوت حارس العقار القادم من خلفهم قائلا

حضرتك عايز حد يا أستاذ!!
الټفت له فارس و هو يحاول الخروج من دوامات عينيها التي تطيح به دائما و قال
اه كنت جاي لدكتور يوسف
تفحصهما الحارس باستغراب و هو يقول
الدكتور مرجعش من امبارح 
تنهد فارس محاولا الاتزان في تفكيره و قد لاحظ نظرات الحارس نحو ليلي فقال بصوت يشوبه الغيرة
هو في أية!
تنحنح الحارس و هو يقول موجها حديثه نحو ليلي
هو مش حضرتك كنت بتيجي للدكتور هنا قبل كدة!!
أتسعت عينيها بدهشة و قالت في محاولة منها لتصحيح مسار تفكيرهما
لا طبعا مش انا!!
أمسك فارس ذراعها پعنف و هو يسحبها خلفه بقوة في وسط محاولتها للفرار من بين براثنه و لكنه كان كالتنين الجامح الذي يصعب إيقافه وضعها في السيارة بقوة لتصرخ هي قائلة
انت بني آدم مبتفهمش 
جلس علي المقعد المجاور لها و قام بإغلاق نوافذ السيارة و من ثم الټفت لها و هو يطلق نظرات جعلتها تغوص في مقعدها پخوف 
كنتي بتعملي اية عند يوسف يا ليلي انطقي !!
سالت الدموع معلنة حزن القلب علي ذاك الحبيب ذو الروح الغائبة!!
قالت بصوت متقطع نتيجة انقطاع الأكسجين عنها
غبي مش أنا ه ه هنا!!
و كأنه ينتظر أن تتاح له فرصة الاڼتقام منها و قد لغي ذلك العقل تجاهل تلك الانذارات و تناسي أنهما توأم متشابه!!
تعالت شهقاتها و هي تغطي وجهها بيديها و صوت بكائها كخناجر تغرز في قلبه!!
ضړب مقود السيارة بيده مرات متتالية و من ثم ارجع رأسه للخلف و الشعور الوحيد المسيطر عليه هو الندم 
صوت رنين هاتفها ارتفع ليغطي علي صوت بكائها و هي كالمنفصلة عن العالم 
سحب الهاتف من حقيبتها و هو يزفر بضيق فقد تناسوا أمر اختفاء هنا و يوسف
أجاب علي
الاتصال قائلا
ألو 
صوت حمحمة رجولية قادمة من الجهة الأخري قال صاحبها
مين معايا!
انا دكتور فارس 
هتف بها فارس بحنق فلا وقت للاستفهام ليرد أحمد قائلا
اه اهلا يا دكتور اومال فين ليلي!
نظر صوبها و قد بدأت تستعيد وعيها و هي تمد يدها لالتقاط الهاتف منه و لكنه بإشارة من يده أوقفها حينما قال ل أحمد
ليلي مش قادرة تتكلم دلوقتي ممكن بس انت تبلغني أنت وصلت لأية لأن يوسف مش موجود في شقته و مرجعش من امبارح!!
قطب أحمد حاجبيه و هو يقول
لأ احنا لازم نتقابل دلوقتي لأن في حاجات مهمة مينفعش تتقال في الموبايل!!
تنهد فارس و هو يمسح علي وجهه بنفاذ صبر و قال
طيب احنا هنيجي علي الشركة دلوقتي
تمام!
هبطت من السيارة بخطوات راكضة نحو الفيلا و هو خلفها يهتف بها قائلا
اهدي يا نور مش كدة!!
و بالطبع تجاهلت تلك النداءات فمهما وصل بهن الحال من تدهور و مشكلات فسيظلوا شقيقات بل توأم
دقاتها المتتالية علي الباب جعلت الخادمة تأتي مهرولة و هي تفتح الباب قائلة بقلق
نور هانم خير فيه حاجة!!
أزاحتها من طريقها و هي تركض للداخل هاتفة
ماما يا ماما فاطمة!!
هبطت مرفت من علي الدرج بوهن و هي تنظر لها بأعين دامعة
ركضت نور
نحوها و هي تقول پخوف و بكاء
فين هنا يا ماما!
ربتت والدتها علي ظهرها بحنو و هي تحاول السيطرة علي دموعها و قالت
اهدي بس يا نور ليلي و احمد بيدوروا عليها و هيلاقوها ان شاء الله هي بس تلاقيها زي عادتها سهرانة في مكتبها و نسيت تتصل بينا تبلغنا مكنش في داعي تيجي انتي و جوزك علي ملا وشكم كدة!!
تولي مهمة الرد هذة المرة حسام و هو يقول
طيب محدش اتصل يطمنكوا يا طنط!
جلست مرفت و هي تتحامل علي حالها و قد بدأت تشعر أن مرضها بدأ يتفاقم و لكن ليس هذا وقت الشعور بالألم
تبا للألم و ما يتعلق به فالألم الحقيقي هو أي مكروة يصيب فتياتها
لسة يا حسام و الله اقعد بس استريح كدة و ان شاء الله يرجعوا بيها!!
لم تتمهل نور و هي تقول
ليلي مش بترد انا هتصل بأحمد!!
و لكن صوت فاطمة سبقها حينما قالت
أحمد لسة متصل بيا!!
قالت نور بلهفة
قالك اية!
قالي ان ليلي و فارس
راحوا بيت يوسف و ملقوش حد و البواب بيقول انه
مرجعش من امبارح و موبايله مقفول و احمد راح الشركة و السكرتيرة قالتله انها جالها مكالمة من واحد من العمال بيقول ان الموقع اللي بيشتغلوا فيه حصل فيه حاډثة فخرجت هي و يوسف للموقع و من بعدها مرجعتش الشركة!!
نهضت مرفت و هي تهتف پغضب
في أية هو انتو مستهيفني للدرجادي اية اللي جاب ليلي لفارس و هنا رجعت ليوسف من ورا ضهري تاني ناوين تجننوني يا ولاد زين!!
حاولت نور تهدئتها قائلة
يا ماما أكيد هنفهم كل حاجة لما يرجعوا بس اهدي!!
قال حسام بتفكير
الموضوع دة فيه حاجة غلط اكيد حاجة متدبرة!!
ثم أكمل بتساؤل
هي هنا كان عندها أعداء في السوق!!
مطت فاطمة شفتيها و هي تقول بتفكير
مش عارفة يعني كانت بتقولي انها عندها منافسة مع شركات في السوق عادي بس مش لدرجة خطڤ يعني يا حسام!! و بعدين هتتخطف و هي مع يوسف ازاي!
و هو يوسف دة سوبر هيرو يعني يا فاطمة ما هو ممكن يتخطف هو كمان يا فاطمة!!
هي مستمعة فقط تركت زمام الأمور في يده و ليفعل ما يشاء!!!
طيب و احنا مستنين اية دلوقتي يلا نتحرك علي الموقع اللي ادتنا عنوانه!!
هتف بها أحمد موجها حديثه نحو فارس ليقول الآخر
ادينا مستنيين استاذ حسام مش فاهم اية لازمته يعني!!
حسام جوز نور يا فارس يا ريت تتكلم عليه احسن من كدة!!
تفوهت بهذه الجمله و دلالات الڠضب تتسلل من بين كلماتها لينظر لها بسخرية قائلا
آسفين يا دكتورة مغلطناش في البخاري يعني!!
أشار له أحمد بأن يهدأ و هو يقول مستشعرا حدة الحديث بينهما
استهدوا بالله يا جماعة!!
نهض فارس ما إن رأي حسام يطل عليهم 
الاثنان يكنان عداوة
لبعضهما لأسباب غير معروفة حتي الآن!!
ابتسم فارس ابتسامة صفراء و هو يقول
أهلا حسام بيه ليك وحشة يا راجل!!
بادله حسام تلك الابتسامة و هو يمد يده لمصافحته مصافحة باردة تفوح منها رائحة العداوة
و من ثم صافح أحمد و ليلي و قال موجها حديثه ل أحمد
هنروح علي فين!!
علي عنوان الموقع اللي مروة ادتهولنا يمكن نلاقيهم هناك!!
طيب يلا!!
هتف بها فارس ثم نظر نحو ليلي قائلا
روحي انتي يا ليلي كفاية عليكي كدة!! 
نظرة بلا معني أطلقتها نحوه و هي تقول
أنا مش هرجع البيت غير و هنا معايا!!
يا ليلي كدة احسنلك لحد بس لما نفهم اية اللي بيحصل!!
تفوه بها حسام ليقابله ردها الصامت فيقول أحمد 
خلاص يا جماعة سيبوها علي راحتها و كفاية تضييع وقت لحد كدة!!
و بالفعل تحركوا جميعا و ما هي سوي ساعة حتي وصلوا نحو المكان المنشود هبطوا من السيارة ليقابلهم رئيس العمال قائلا
اهلا عايزين حد يا أساتذة!!
هز فارس رأسه
 

تم نسخ الرابط