غرام ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


مليئة بالفاكهة والخضروات
يلا يا أم هند أنا واقع من الجوع
أديني خصلت الأكل وهاغرف خبط علي بنتك وجوزها وقولهم الغدا جهز يا عيني يا بنتي مالكيش بخت رضيتي بالهم و الهم مش راضي بيكي كان قلبي حاسس من الأول ان العقربة حماتها و بنتها مش هيرتاحوا غير لما ينكدوا عليها منهم لله
وطي حسك يا وليه ليسمعك جمال وأنتي بتدعي علي أمه وأخته احمدي ربنا أنه اتصرف صح و جم يقعدوا معانا علي الأقل كدة مطمن علي بنتي

ما أنا زيك يا حاج وفرحت لما شوفتها ورجعت حتي لو معاها جوزها بس كان نفسي يكون ليها بيت حتي لو اوضة وصالة خاصة بيها وبجوزها زي أي بنت
هند بنتي مقامها عالي بس يا قلب أمها مالهاش بخت
يا شيخة استغفري ربك ربنا بيحبها وبيوقفلها ولاد الحلال و هابقي اقولك علي خبر حلو بس نتجمع علي الأكل كلنا الأول
اجتمع الجميع حول المائدة كان جمال يمضغ الطعام ويأكل بحرج أخذت خيرية قطعة لحم كبيرة ووضعتها أمامه
كل يا جمال يا بني أنت في بيتك ما تتكسفش
تسلم إيدك يا خالتي أنتي وعمي مش عارف أشكركم إزاي كفاية
انتم مستحملينا
ابتسم رمضان واخبره
ما تقولش كدة يا بني انت وهند واحد و البيت بيتكم
الله يخليك يا عمي أنا لاقيت شقة في منطقة جمبنا في فايدة كامل شقة محندقه و ايجارها حنين هانروح نعيش فيها أنا وهند
أنتم فعلا هاتعيشوا في شقة لوحدكم بس في شقة أوسع تقريبا زي شقتنا بس فوق
أشار بسبابته للأعلي
بجد يا بابا
سألته هند ابنته فأومأ لها
ايوه الشقة اللي في الدور اللي فوقينا صاحبها قرر انه يبيعها و الحاج إسماعيل صاحب المصنع اللي أنتي شغالة فيه اشتراها و كلمني النهاردة قالي عايز يأجرها لجمال بنظام عقد الإيجار القديم و من غير مقدم كمان
صاحت خيرية بتهليل
يا ألف نهار أبيض ربنا يباركله الحاج إسماعيل طول عمره راجل كريم ويحب الخير و أحلي حاجة هاتبقي بنتي ساكنة فوق
نظرت هند إلي جمال وتمسك بيده بسعادة
أخيرا يا حبيبي هيبقي لينا بيت لوحدنا
ربت علي يدها بيده الأخرى
ربنا يقدرني و أخليه لك مملكة و أنتي الملكة يا حبيبتي
جاء الليل وبدأت حفلات الرقص والمجون داخل أحد الملاهي الليلية هبط يوسف علي الدرج يبحث عن ماهي حيث قرر أن ينهي هذا الأمر سريعا أخذ ينظر من حوله فوجدها تجلس جوار شاب و تلتصق به يلتقطا الصور وسط ضحكات صاخبة وتلامس تجاوز الحدود و في غضون لحظات وجدته أمامها
قومي من القرف اللي أنتي فيه ده وتعالي عشان عايزك
نهضت من جوار الشاب الذي قال لها
ما تتأخريش يا ماهي
أومال لو مكنتيش مخطوبة كنتي عملتي إيه! 
كان سؤالا ساخرا من يوسف فأجابت الأخرى
ملكش حق تحاسبني من وقت خطوبتنا لا كلمتني و لا عبرتني و داير بس ورا حتة البت السكرتيرة ال...
أوقفها بإشارة من يده
كلمة كمان عليها وهاتسمعي مني كلام مش هايعجبك عموما أنا مش جاي أحاسبك أنا جاي عشان أقولك خطوبتنا كانت غلطة والحمدلله هقدر أصلحها في الوقت المناسب اتفضلي
أخرج خاتم الخطبة من جيبه ووضعها في كف يدها
بكل سهولة كدة يا يوسف
ما أنا لسه قايل كانت غلطة وبعدين أنا شايف ما بتضيعيش وقت خالص عشان معبرتكيش فترة روحتي تصيعي جوه نايت مع الشباب لازقه جمب واحد و بتتصوروا سيلڤي أومال لو اتجوزنا و اتخاصمنا ارجع ألاقيكي مع واحد منهم علي السرير!
صڤعته اڼتقاما من توبيخه الحاد رمقها شزرا وتابع
أنتي مش فارقة معايا أصلا و لا أنتي كنتي البنت اللي أتمناها في يوم عن إذنك
وأشار باصبعيه سلاما ساخرا وذهب تاركا إياها تصرخ بحنق وتلقي بكوب من الزجاج خلفه
في ستين ألف داهية
يلا العشا جاهز يا ولاد روح يا سعيد نادي علي أخواتك
أنا خارج ألعب مع أصحابي
اه منك ياللي مغلبني روح بس ما تتأخرش
نهضت أحلام بثقل وجدت غرام ملتحفة بالغطاء
قومي يا غرام ماما بتنادي علينا عشان نتعشا
ماليش نفس اتعشوا أنتم
طب والله ما هاكل حاجة غير لما تيجي و تاكلي معايا أنا ما اتغدتش وفضلت مستنياكي ذنبي في رقبتك لو تعبت
نهضت غرام وكان الحزن مخيم علي وجهها
ادخلي اغسلي وشك وفوقي أنا حلمتلك الفجر إمبارح حلم حلو أوي يارب يتحقق
تدخلت ابتسام بمرح
إحنا بعد كده مش هانسميكي أحلام المفروض نسميكي رؤى
ضړبتها علي خلف رأسها بخفة
ماشي يا لمضة جزاء ليكي أنتي اللي هتاخدي ميدو علي رجلك وتأكليه
يارب نفسي أعرف أؤكل براحتي مرة
معلش بقي قدرك تبقي خالة و الخالة والدة
وفي الحمام ظلت تلقي علي وجهها المياه وظلت تنظر إلي صورتها المنعكسة في المرآة خرجت سريعا تجفف يديها في المنشفة صدح جرس المنزل
شوفي مين يا غرام قبل ما تقعدي
فتحت الباب وتفاجأت به أمامها ألقت المنشفة سريعا فوق رأسها كالوشاح
يوسف
رأي عائلتها تتجمع حول مائدة الطعام فابتسم وقال لها ببراءة
أنا جعان أوي ينفع أؤكل معاكم
ابتسمت وأشارت له
اتفضل
ولج فوجد ترحيب حار من والدتها وشقيقتيها وخاصة بعد علمهم أن
هذا صاحب الفضل بعد ربه و تغير حياة غرام إلي الأفضل تناول معهم الطعام في أجواء من المرح والسعادة
وبعد تناوله لمشروب ساخن قام بالاستئذان
أنا مضطر أمشي ما تنسيش تيجي بكرة بدري عندنا اجتماع مهم
أومأت لها مبتسمة
حاضر
وقبل أن يذهب أخبرها
علي فكرة أنا فسخت خطوبتي مع ماهي عقبالنا
أغلقت الباب في وجهه والابتسامة لديها من الأذن إلي الأذن الأخرى وصل إلي مسامعها صوته
ده أمر مش طلب مع السلامة
ذهب وكاد قلبها يذهب إلي
رحلة من السعادة رددت بصوت خاڤت
مع السلامة يا حبيبي
تم علي سجن النساء حتي يتم تحديد جلسة حكم في قضية كل منهن.
خرجت من السرايا و يديها حولها الأصفاد رأت عاطف وأوقفه العسكري
ممنوع يا كابتن يلا امشي من هنا
معلش مش هعطلكم أنا جاي أقولها حاجة
نظر إليها بكل ازدراء واحتقار
فاكرة لما عايرتيني بفقري اللي هو كانت نفس ظروفك وكمان بشغل أمي اللي جذمتها أنضف منك علي الأقل اشتغلت و كافحت بالحلال وربت تلات رجالة لكن أنتي عملتي العكس بيعتي نفسك للي يدفع أكتر ونهايتك بقيتي......
وبصق علي وجهها كلماته بمثابة رصاصة قاټلة اردتها قتيلة وهي حية ترزق فالأيام دول وجاء الجزاء العادل لتدفعه في الدنيا فماذا عسێ ما ينتظرها في الآخرة!
كان يغفو في سبات عميق منذ أمس استيقظ علي لكز والدته في ذراعه
أصحى يا للي أخرتي هاتكون بسببك
استيقظ يوسف بفزع
فيه إيه يا ماما
فيه أنك فسخت خطوبتك من غير ما تكبر أهلك و ترجعلهم و كل ده عشان حتة بت جربوعة من حواري دار السلام!
أنا أصلا من البداية مكنتش عايز ماهي و دي كانت خطتك يا منيرة هانم و لا نسيتي اتفاقاتك مع رامي صاحبي!
ولت ظهرها إليه
بتتكلم عن إيه مش فاهمة حاجة
لاء أنتي
فاهمة و اللعب كل بقي علي المكشوف بس أحب أعرفك سواء انتي موافقة و لا لاء أنا هاتجوز غرام فأي محاولة هتعمليها عشان تبعديني عنها هاتكوني حضرتك الطرف الخسران فيها
أنت بتتحداني يا يوسف
ده مش تحدي دي حياتي و أنا حر أعيشها زي ما أنا عايز و أنا اللي هاكرر أعيش مع مين
قاطع نقاشهم صرخات كاميليا التي دوت في الخارج تركض في الرواق مذعورة
ألحقوني نور عمل حاډثة واتقلبت بيه العربية وخدوه علي المستشفي
بعد مرور
ساعات تم نقل نور من غرفة العمليات إلي غرفة العناية المشددة يقف والده بالخارج ينظر إليه عبر النافذة الزجاجية يبكي علي حال ابنه
حقك عليا يا نور والله ما كنت أعرف اللي هايحصل معاك أنا اللي غلطان و المفروض كنت هادفع الغلط مش أنت يا حبيبي
جاء صوت زوجته من جواره
تدفع تمن اللي عملته معاه و لا اللي عملته في حقي كنت عارفه كل اللي بيدور ورايا ونزواتك القڈرة و كنت ساكتة بقول بكرة يكبر ويحترم نفسه ده مهما كان جوزك أبو عيالك و جد وعنده حفيدة لكن الوضع بيزيد من سئ لأسوأ
نظر إليها وتوقف عن البكاء
أنتي السبب جفائك و تسلطك المستمر علي كل واحد فينا تحكمك و سيطرتك عشان تشبعي الأنا عندك هي اللي خلتني أخونك مرة و التانيه و التالتة و مش ندمان أنا كل أسفي علي ابني اللي كان هايروح بسبب نزوة انتي السبب فيها حتي ابنك التاني يوم ما لقي البنت اللي حبها وأتغير للأحسن علي إيديها تقومي تتدخلي كعادتك تدمري له حياته بدل ما تصلحيها
متوقعة ردك مش جديد عليك أنا خلاص هاسيبك أنت وعيالك تعملوا اللي أنتم عايزينه اتجوز و رافق براحتك وخلي ابنك يتجوز من بنت طماعة هي واهلها في ماله ونسبه أبقي ماتنساش تعزم معارفنا وقرايبنا علي فرحه في الحارة بكرة ابنك بنفسه هايعرف كان عندي حق ويندم أنه مسمعش كلامي
لاء خليكي انتي مع عيالك انا اللي هاسيبلك كل حاجة و ابقي شوفي حد تعرفي تتحكمي فيه ده لو لاقيتي عن إذنك
عادت هند برفقة أحلام من التسوق تحمل كلتيهما أكياس
هنستناكي يا هند علي العشا
حاضر و سلميلي علي خالتي عزيزة عقبال ما أجيلكم
ماشي
ولجت إلي الفناء فوجدت من يتبعها تخشي أن يكون سمير فشهقت بفزع ألتفت لتجده
عاطف
آسف لو خضيتك
و لا يهمك كنت بحسبك طليقي
الله يسهلوا كل واحد بياخد جزاء اللي عمله الحاجة الوحيدة اللي ندمت عليها فيها حياتي يوم ما أتجوزته
و مش ندمانة أننا مابقناش من نصيب بعض
نظرت إلي أسفل بحرج وخجل
كنت هبلة و طايشة وقتها لو كنت بعقلي كان زمانا مع بعض ما بقاش ينفع كلمة ياريت
و ليه يا أحلام ما ينفعش بكلمة منك نبدأ حياتنا من أول وجديد
رفعت وجهها ونظرت پصدمة تحاول تفسير ما تنضح به عينيه
تتجوزيني يا أحلام
ألقت هند الأكياس فوق الطاولة واتجهت نحو الغرفة لتبدل ثيابها توقفت حينما سمعت طرق علي الباب ألقت الوشاح علي رأسها وذهبت لتفتح الباب.
أزيك يا مرات أخويا
شعرت هند بانقباضه في قلبها ابتسامة دلال تخفي خلفها شړ دفين و الأخرى حدسها يخبرها أن تتراجع
خير يا دلال
دفعتها من أمامها و ولجت عنوة
مش عيب تكلميني علي الباب كدة من غير ما تقوليلي أتفضلي ألا أخويا فين أصلي مشفتهوش من وقت ماخدك ومشيتوا أو بمعني أصح لما قلبتيه علينا و خلتيه يقاطعنا
أنا! يعلم ربنا كنت مخبيه عليه عمايلكم معايا أنتي و طنط عشان ما انكدش عليه و لا يشيل منكم وأبقي انا السبب هو اختار البعد بسببك و لا فاكرانا مانعرفش أنتي اللي مديتي إيدك علي الفلوس وخدتيها
أيوه أنا اللي أخدتها خير أخويا و أنا أولى بيه و هانعرف نرجعه لينا و لو مكنش بمزاجه يبقي بمزاجه برضو
أظهرت زجاجة صغيرة كانت تخبأها في يدها وتابعت
و خصوصا لما ما يطقش يبص في وشك المشوه
حين أدركت هند
 

تم نسخ الرابط