روايه حصرية بقلم ناهد خالد
المحتويات
للإطمئنان على سمر فقابلته أثناء دلوفها من باب المنزل وقفت تنظر له بصمت تتفحص مظهره الذى بدى عليه الاختلاف بدا وجهه أنحف وعيناه غائره والهالات السوداء ظهرت بوضوح أسفلها وذقنه الناميه على غير العاده لم يكن بحاله جيده أبدا قطع شرودها صوته المبحوح الجاد
تعالى عشان هنفتح العياده
وصلا للعياده ودلف لغرفة الكشف فتبعته وهى تسأله بهدوء
تحب اعملك قهوه
أومئ بصمت فنظرت له لثوانى بتفحص ثم هتفت
بس هو أنت كلت
زفر بإرهاق وقال
أعملى القهوه يانواره
غابت لدقائق ثم عادت دقت الباب ودلفت لتجده مستندا برأسه على ظهر الكرسى الهزاز وضعت ما بيدها على المكتب بعدما أزاحت ما عليه جعد أنفه يشم جيدا حينما عجت الغرفه برائحه طعام شهيه فتح عيناه باستغراب فبصرها تفتح أغطية الأوانى اعتدل فى جلسته باستغراب فوجدها تهتف بحماس
قطب حاجبيه باستغراب متسائلا
فين القهوه
نظرت له ببراءه وقالت
بعد الأكل يا يوسف
التمعت عيناه بنظره خاصه حين نطقت باسمه مجردا من لقب دكتور لأول مره وجد نفسه يبتسم وهو يتابعها بعينيه وهى تكمل فرد الطعام ووضعه أمامه فى طبق مخصص له لكنها توقفت فجأه حين أدركت ما قالته سهوا فنظرت له لتجده يتابعها بعينيه فهتفت بحرج
ابتسم بهدوء يقول
ياريت متخديش بالك على طول
نظرت له ببلاهه وهى تردد
ها !
ضحك بخفوت وهو يقول
ها ايه بس ! بصى بلاش دكتور دى غير لما نكون فى وقت العياده غير كده قوليلى يا يوسف عادى
حمحمت بخجل وهى تضع الملعقه أمامه وقالت
دوق بقى وقولى رأيك
فوجدها وضعت الأرز والدجاج فى طبق وطبق صغير وضعت فيه الحساء الأخضر ذم شفتيه برفض وهو يقول
هو أنت مالك حطتيلى الأكل فى طباق لوحدى زي الكلب كده ليه !
ردت سريعا بتبرير
لا والله مش قصدى أنا بس قولت عشان تاخد راحتك
التقط طبق الحساء وأعاده للطبق الرئيسى مره أخرى ثم وقف وهو يقول
نقل معها الأطباق للطاوله الصغيره الموضوعه أمام الأريكه وجلسا فوقها مع الحفاظ على مسافه مناسبه بينهما
بدأو فى تناول الطعام فهمهم يوسف بلذه وهو يقول
الله ايه الملوخيه دى طعمها حلو اوى
ابتسمت وهى ترد عليه
مسكره
نظر لها بعدم فهم فأوضحت
لما بتبقى الملوخيه طعمه بيقولوا عليها دى مسكره
ابتسم بإيجاب
هى فعلا مسكره تحسى فيها حاجه غريبه كده بس مميزه والفراخ بقى نفس الفراخ الى كانت بتعملها ماما بالضبط
قال الأخيره بخفوت وهو يعود للطعام مره أخرى
مرت دقائق حتى انتهى من الطعام وأنهى عليه ! لم يتوقع أنه سيأكل بكل هذا القدر فردد بحرج
معلش بقى خلصتلك الأكل وأنت مكلتيش غير حاجه بسيطه أصلا!
بادلته الإبتسامه وهى تقول
أنا أصلا كلت من ساعه بس قعدت أنقنق معاك عشان ترضى تاكل وبعدين بالهنا والشفا بقالك كتير مكلتش وعامل اضراب كأن الإضراب على الأكل هيرجع الى راح!
نفى برأسه وهو يتنهد بحزن
لأ وأنا مكنتش عامل إضراب ولا حاجه أنا بس مكنش ليا نفس
لملمت الأطباق وخرجت لتعد القهوه ثوان وعادت لتجده واقفا فى الشرفه فاتجهت له ووقفت بجانبه واضعه القهوه على السور تنهدت وهى تنظر للأمام ثم قالت
لما ماما ماټت حسيت أنى تايهه ومبقتش عارفه المفروض اعمل ايه حسيت إنى اتشردت فجأه وده فعلا الى كان حاصل كانت آخر حد ليا كنت راجعه بعد ماعرفت إنى نجحت فى الثانويه وهعرف أدخل كليه كويسه لاقيتها ماټت بقيت لوحدى ممعيش حد والناس كلها بتبعد عنى وبقيت منبوذه واجهت الدنيا لوحدى واتخليت عن حلمى وبقيت برجع الشقه اقعد بين اربع حيطان لاحد يكلمنى ولا أكلم حد ولما كنت بتعب مكنتش بلاقى حد يناولنى كوباية مايه اعتقد إن حالك
أفضل من حالى يا يوسف
ألمه قلبه عليها من حديثها وتخيله لحالتها بالطبع حالته أفضل بكثير هتف بتأثر
متجوزتيش ليه وليه الناس كانت بتبعد عنك
كادت تجيبه لكن قاطعها صوت هاتفه أخرجه من جيبه ليجد أخيه إبراهيم
السلام عليكم
قطب حاجبيه بضيق وهو يقول
أنت بتقول ايه يا إبراهيم طب هى كويسه
صمتت قليلا ومن تقف أمامه يتآكلها القلق
لا حول ولا قوة إلا بالله طب ومحمد عامل ايه
خلاص طيب أنا جاى
أغلق المكالمه
متابعة القراءة