رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
المحتويات
هي أول ضحاياها وقد أدركت ذلك حين شاهدت عينيه العاصفتين ثم صوته القاسې حين قال
_هل تختبرين صبري! أم أنك اشتهيت المۏت!
شيطان لعين كان قد تلبسها فقد تذكرت حديث والدتها وأيضا شعورا قويا بالذنب كان يكتنفها فلم يكن عقلها يعمل بشكل صحيح لذا قالت بحدة
_لا هذا ولا ذاك أخبرك بحقيقة ما حدث.
أبحرت عيناه عليها بطريقة أربكتها بينما عيناه تتلقفان كل حركة تصدر منها بنظرات بدت غامضة وقد لاحظ ارتجافها فتفنن في إخفاء مشاعره خلف جدار من الثلج فبدا جامدا لا يتأثر أبدا حين قال بصوته الخشن
كلماته تحوي استخفاف مبطن آثار حنقها فأجابته مشددة على كل حرف يخرج منها
_نعم كبرت وأصبحت أتحكم بحياتي فهي ملك لي.
تحديها السافر أشعل بجوفه نيرانا مستعرة ينبثق منها شعور غريب فهناك نبتة صغيرة نمت بقلبه على استحياء ظنها إعجاب بشخصيتها الجديدة أو هكذا كان يتمنى... ولكن مظهرها وذلك التحدي الممزوج بالخۏف الذي يغلف عينيها وينطبع بداخله يحجم جميع حواسه فلا يجرؤ على عقابها كما هو مطلوب بل يريد الاقتراب منها أكث
هكذا تحدث بلهجة هادئة خطړة فبالنسبة إليها هدوءه كان يحمل الضدين الخير والشړ معا ولكنها تمسكت بالأول وأخذت قرارها ولن تتراجع وليحدث ما يحدث... فأجابته بنبرة قوية على الرغم من أنها لم ترتفع
_لا. حياتي ملكي بوجودك أو بغيابك وقد قررت أن لا مكان لك.
_استمعي إلي...
أظلمت عيناه أكثر وهو يتابع
_حتى هذه يمكنني أن أسلبها منك في لمح البصر لذا لا تعيدي هذا الحديث مرة أخرى فهمت!
غدرت بها إحدى قطراتها التي تسللت من طرف عينيها
_ فهمت.
_فتاة جيدة تستحقين مكافأة.
باغتته نبرة الألم في صوتها حين همست
_اتركني.
غافلته يداه وتركتها فشيعته بنظرات الخسة قبل أن تلتفت تنوي المغادرة فأوقفتها كلماته حين قال بفظاظة
ودت أن تصرخ في وجهه وتخبره أن يذهب إلى الچحيم ولكنها لسوء حظها لا تستطيع أن تفعل ذلك فالتفتت قائلة بحنق وكأنها تبصق الكلمات من فمها
_نعم.
طافت عينان عليها بنظرة شمولية اهتز لها قبل أن يلتفت متوجها إلى مقعده يتابع أعماله متجاهلا وجودها فتمتمت پغضب
_أتمنى أن تحترق في الچحيم.
ارتفع أحدي حاجبيه وهو يقول بتلذذ
تجاهلت تلك
الغصة التي مررت حلقها و تبلور التصميم في نظراتها حين أجابته بلهجة جافة
أريد أن اعمل في الشركة ..
يتبع.
الفصل الخامس
تجاوزت عن جميع زلاتك وتغاضيت عن كل أخطائك ظنا مني أني هكذا أنقذ بيتا شيدت أعمدته بالحب وبنيت جدرانه بقوالب العشق الذي كان خالصا لك وحدك ولكنك هدمته فوق قلبي الذي لطالما كان بالود والحب عامرا والآن بات القهر والشقاق مسكنه.
مر أسبوع منذ أن عادت من بيت والدها وهي منكمشة على نفسها تحاول مداواة چراحها بالهرب فقد كان شغلها الشاغل أن تلهي نفسها عن التفكير عل ذلك يهدئ من ألمها القاټل الذي يستوطن كل خلية بها فضاعفت اهتمامها بأطفالها وتجاهلت كل شيء يحدث حولها وعادت إلى حياتها الطبيعية ومهامها التي كانت تفعلها ولكن بصمت... صمت متبادل من جميع من في المنزل فقط نظرات متبادلة في أوقات الطعام التي كانت تجمعهم وقد كانت تتحملها بشق الأنفس وتحمد ربها كثيرا أنه كان يغيب عنها فلا طاقة لها برؤيته يكفيها سماع صوته حين يتحدث مع الأولاد أو ينادي على الخدم وقد تعطف عليها وحرمها من رؤيته وقام بنقل أغراضه إلى غرفة أخرى بعيدة عن جناحهما ولا تعلم إن كانت فرحه لذلك أم غاضبة هي مټألمة وهذا كل ما تشعر به.
تقدمت بخطى ثقيلة إلى المطبخ لتتفقد الخدم فبعد نصف ساعة سيحين موعد الإفطار وما أن همت بالاقتراب من الباب حتى توقفت إثر طعڼة مباغتة احتلت قلبها حين سمعت حديث زينات وهي تقول بنبرة لينة
_ أريد رؤية زوجتك والتعرف إليها.
لون الاندهاش ملامحه من طلب والدته وتجلى في نبرته حين قال
_هل تسخرين مني عند الصباح
زينات بهدوء
_لا أبدا لم تقول ذلك
تشدق ساخرا
_طلبك غريب للحد الذي يجعلني أظن بأنك تعانين من صداع أو ربما حمى مثلا
جعدت ملامحها بحزن زائف حين قالت
_هل تسخر مني وأنا التي أموت شوقا لرؤيه تلك الفتاة التي سلبت عقل ابني للحد الذي جعله يتزوجها بتلك الطريقة.
شاهين بملل
_الأمر ليس هكذا ولا يشبه الوقوع في العشق وما شابه ذلك ولكن إن أردت أن تريها فسأرى موعدا مناسبا وأخبرك.
تجمعت هزائم العالم أجمع بعينيها اللتين فاضا بهما الۏجع ولكن تلك المرة لم تبك إنما خبئت عبراتها بداخل صدرها المحتقن ألما وتراجعت إلى الخلف قاصدة مكتب
زين الذي فتحته دون أن تدق الباب وأغلقته پعنف ثم تقدمت بخطى مبعثرة إلى أن توقفت أمام مكتبه تحت نظراته المندهشة حين سمعها تقول مغلولة
_ أوافق على ما عرضته علي سابقا.
_زين بملامح تحولت إلى الجمود الذي احتل
متابعة القراءة