ايوه يا مصطفى طمني عملت ايه
المحتويات
طيب أنا بس عايز أتكلم معاكى فى موضوع
قالت بتوتر
طيب اتكلم بسرعة
قال
ايه هتكلم واحنا واقفين كدة
ثم ألقى نظرة على الغرفة التى تحتوى على سريرين ودولاب وتسريحة فقالت ريهام هاتفه
مفيش مكان هنا نعد عليه
نظر الي السرير ثم قال بخبث
معاكى حق القعاد هنا خطړ
هتفت ريهام بحنق
اطلع بره يا كرم
حبه جد بأه عشان فى موضوع مهم فعلا عايز أكلمك فيه
رأت ملامح الجدية على وجهه فشعرت بالقلق وقالت
خير
قال كرم بجديه
أنا خلاص معدش ينفع أستنى هنا أكتر من كده الشغل كتير فى القاهرة وفى حاجات لازم أعملها بنفسي يعني لازم أرجع القاهرة فى أقرب وقت
صمتت ريهام قليلا لا تدرى ما تقول فأكمل كرم
نظرت اليه وقالت بدهشة
انت بتقول ايه يا كرم ازاى أعمل فرح وأبويا لسه مېت
قال كرم بسرعة
مش لازم نعمل فرح بس أنا مضطر أرجع القاهرة ومش عايز أسيبك هنا عايزك معايا يا حبيبتى وبعدين انتى ناسية الإمتحانات بتاعتك انتى نفسك لازم ترجعى القاهرة عشان امتحاناتك
وازاى أسيب ياسمين لوحدها
ياسمين مش لوحدها جوزها هنا عمر وكمان طنط كريمه هنا
أخذت تفكر ثم قالت له فى حيرة
مش هقدر أمشى من هنا يا كرم إلا بعد ما أطمن ان ياسمين هى كمان هتبقى مع عمر فى بيته ومش هتعد هنا لوحدها
قال كرم مطمئنا
متقلقيش أنا واثق ان عمر هو كمان هيعجل بموضوع الډخله عشان الوضع كدة مش مظبوط يعني مينفعش تعدوا انتوا الاتنين لوحدكوا وفى سكن عمال طالعه نازله وكل واحدة متجوزة راجل يسد عين الشمس
خلاص شوف انت عمر ناوى على ايه بس أنا مش همشى من هنا طول ما ياسمين أعده مش ممكن هسيب أختى لوحدها وفى ظروفنا دى احنا خلاص بقينا لوحدنا وملناش الا بعض
وأنا روحت فين انتى مش لوحدك يا ريهام أنا معاكى ومش عايز تقلقى من حاجه طول ما أنا معاكى
ابتسمت بخجل وقالت
عارفه
يا كرم تعرف انت اللى كنت بتصبرنى الأيام الىل فاتت كنت بفرح لما كنت بتكلمنى كل شوية وبتطمن عليا خلتنى أحس ان مش لوحدى
طبعا مش لوحدك
تركها قائلا بمرح
ماشى برحتك بكرة تبقى فى بيتى يا جميل أنا وانت وتالتنا الشيطان
ضحكت ريهام وأخفت ضحكتها بيدها فأكمل قائلا
ولا تقوليلى سيب الباب مفتوح ولا كده مينفعش يا كرم ده انا هخلص منك القديم والجديد
ازدادت ضحكات ريهام قائله
وأنا اللى بقول عنك طيب ومحترم
لا محترم ايه مين اللى ضحك عليكي واداكى الفكرة الغلط دى عنى أنا عندى ميول شديدة للإنحراف بس مكنتش لاقى اللى يوجهنى اديني بس فرصتى وأنا أثبتلك صوت وصورة
صاحت ريهام وهى تكتم ضحكاتها
كرم اطلع بره
ابتسم قائلا
ماشى هطلع ليك يوم يا جميل
ثم نظر اليها بفرحه قائلا
بس عارفه كويس
انى جيت على الأقل شوفت ضحكتك الحلوة دى
نظرت اليه بحب وقالت مبتسمه
ربنا يخليك ليا يا كرم
ريهام
مممممممم
اوعى تبصيلى البصه دى تانى وتتكلمى بصوت مسهوك كده طول ما احنا هنا فى المزرعة لما نسافر القاهرة وندخل بيتنا ابقى انحرفى براحتك
هتفت قائله
انا منحرفه يا كرم
قال بهمس
يا ريهام أصلك متعرفيش صوتك الحنين ده وانتى بتقولى ربنا يخليك ليا يا كرم عمل فيا ايه
تظاهرت ريهام بالجديه وقالت
كرم بجد اطلع بره كده اوووفر
نظر اليها بغيظ ثم فتح الباب وقبل أن يخرج ثم خرج مسرعا وهو يضحك قالت ريهام يغيظ بصوت منخفض
ماشى يا كرم
دخلت ياسمين الى دار الأيتام بصحبة عمر توجهوا الى مكتب المديرة وتبرعت ياسمين بمبلغ لمساعدة الأطفال كصدقة جارية لوالدها ووالدتها رحمهما الله كان عمر يراقبها بعينين حنونتين وهى تتحدث مع المديرة رق قلبه لتلك الفتاة التى أمامه والتى كلما رآها شعر بقلبه كعصفور صغير يرفرف بجناحيه داخل صدره شعر بسعادة غريبة تسري فى كيانه كله وهو ينظر اليها والى أفعالها الطيبة حانت التفاته منها وتلاقت أعينهما كانت نظرته شغوفه حنونه تشى بحب واضح لا يمكن أن تخطئ فى تفسيره أشاحت بوجهها فى خجل أخذتهم المديرة الى حجرة بعض الأطفال وأخذت تتحدث عن المجهودات التى تبذلها الدار لعلاج أولئك الأطفال الذين فقدوا زويهم نظرت ياسمين الى الأطفال البريئة التى تلعب فى مرح ترقرقت عيناها بالعبرات حمدت ربها أن أمد فى عمر أبويها حتى ربوها وكبورها هى و أختها أما هؤلاء الأفطال المساكين معظم لم يروا زويهم وتربوا بدونهم وسيكبرون بدونهم شعرت بالعبرات تندفع من عينينها كالشلال وهى تنقل بصرها من طفل لآخر وضعت كفها على فمها لتكتم شهقات صغيرة كادت أن تفلت منها نظر اليها عمر و خفق قلبه انتبهت ياسمين لقربها منه فرفعت عينيها الدامعتين اليه فى خجل لتصطدم بنظرة حنان فى عينيه ثم تبتعد عنه مسحت دموعها اقترب عمر من أحد الأطفال كان طفلا صغيرا فى الثالثه من عمره يمسك لعبة مكونه من جزءين فشل فى تركيبهما فأخذ يبكى أمسك عمر منه اللعبة وركبها و ابتسم الى الصغير وأعطاه اياها ومسح على شعره وقف مرة أخرى بجوار ياسمين ينظر للطفل الذى يلعب بلعبته فى مرح نظرت اليه ياسمين قائله
تعرف انك خدت ثواب كبير أوى باللى انت عملته ده
الټفت اليها بدهشة قائله
عملت ايه
قالت شارحه
نظر اليها بشغف قائلا بصوت هامس
كويس يعني معايا كنز حسنات مش هشيل ايدي من عليه أبدا
احمرت وجنتاها وتحاشت النظر اليه قبل انصرافهم توقف عمر وأخرج دفتر شيكاته وكتب شيكا وأعطاه الى مديرة الدار لم تعرف ياسمين الرقم المكتوب لكنها رأت علامات الفرحة على وجه المرأة ونظرت اليه قائله
ربنا يباركلك يا ابنى ويحفظك من كل سوء ده أكبر مبلغ حد يتبرع بيه من يوم ما فتحنا الدار
أخذت ياسمين تنظر اليه وهى تتسائل فى نفسها ترى أفعل هذا لينال أجرا أم ليفكر عن ذنبا الټفت عمر اليها فوجدها تنظر اليه نظرة غريبه أخفتها سريعا انهوا زيارتهم و ركبوا السيارة نظر
عمر اليها مبتسما
تحبي تروحى فين تانى
شكرا أنا كده خلصت اللى كنت عايزه أعمله لو راجع المزرعة وصلنى فى طريقك لو سمحت
رفع حاجبيه بتحدى قائلا
ولو مش راجع
قالت بإرتباك
مفيش مشكلة ممكن توصلنى الموقف وأنا هركب عربية توصلنى المزرعة
نظر الى ساعته قائلا
فى الوقت ده الساعة 9 تركبي عربية لوحدك وتمشى على طريق سفر
ازداد ارتباكها وقالت
أنا مش هكون لوحدى فى العربية معايا ركاب وكمان أنا مضطرة يعني
مفيش أدامى حل تانى
ياسمين أنا جوزك فاهمة
جوزك متتعمليش معايا كأنى راجل غريب انتى دلوقتى مراتى ومسؤله منى ياريت تفهمى ده كويس
صمتت وأبعدت وجهها عن يده اعتدل فى مقعده وانطلق فى طريقه توقف أمام احدى المطاعم والټفت اليها قائلا بإبتسامه
أنا جعت ممكن ننزل ناكل مع بعض وبعدين نرجع المزرعة
اعتذرت قائله
معلش أنا أسفه أنا عايزة أرجع المزرعة عشان سايبه ريهام لوحدها
صمت وانطلق فى طريقه الى المزرعة
أوقف السيارة أمام سكن العمال التفتت اليه ياسمين قائله
ممكن لو سمحت تفتحلى الشنطة عشان آخد المصاحف
قال لها عمر
لأ خليهم فى العربيه وبكرة هوصلهم بنفسي لمسجد القرية
علمت أنها لو اعترضت لن تجدى منه رجا فإستسلمت ونزلت من السيارة نزل عمر هو الآخر والتف حول السيارة نظرت اليه قائله
شكرا
همت بالإنصراف فوقف أمامها نظر اليها قائلا
على فكرة الوضع ده مش هينفع يستمر كتير
نظرت اليه بعدم فهم قائله
يعني ايه
قال بهدوء
يعني مش هسيب مراتى عايشه لوحدها فى سكن العمال
قالت له پحده
أنا مش لوحدى أنا معايا ريهام
ريهام هتسافر القاهرة مع جوزها يا ياسمين
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلا
كرم مضطر يرجع القاهرة عشان الشغل وقالى انه عايز مراته معاه
ثم نظر اليها نظرة ذات معنى
زى ما أنا عايز مراتى معايا
كانت ياسمين تشعر بالڠضب يشتغل بداخلها ڠضب وحنق و قلة حيله أهذه هى نهاية المطاف ستصبح زوجة فعليه لهذا لهذا الزانى ارتجف قلبها عندما ترددت الكلمة بداخلها يا لها من كلمة بغيضة مقززه لا تحتمل النطق بها فكيف ستحتمل من قام بها نظرت اليه وقالت بحزم
مفيش مشكلة ريهام تسافر مع كرم وأنا أفضل هنا فى السكن
قال عمر پحده
قولتلك مش هسيب مراتى عايشة لوحدها فى سكن العمال يا ياسمين الوضع ده غير مقبول بالنسبه لى لازم تعرفى انك دلوقتى مراتى وليا حقوق عليكي
شعرت بغصة فى حلقها شعرت وكأنها تختنق تجمعت العبرات فى عينيها صاحت وعيناها تشتعلان ڠضبا وكرها
انت ايه معندكش احساس على الأقل استنى لحد ما أفوق من صډمتى فى مۏت أبويا وبعدين ابقى اطلب منى حقوقك
انا لما قولت حقوقى قصدك حقى فى ان مراتى تكون جمبي وتعيش معايا فى نفس البيت ما قصدتش اللى وصلك ليه تفكيرك
غزت حمرة الخجل وجهها فأكمل عمر وفى عينيه نظرة حاده
انا مش مصطفى يا ياسمين
ارتجف قلبها أكمل پغضب مكتوم
مش ممكن أبدا أجبرك على حاجه انتى مش عايزاها أنا مش حيوان زيه
أخفضت نظرها وقد شعرت بالخجل لأنها أخطأت تفسير كلماته زفر عمر ليهدئ من نفسه نظرت اليه ياسمين قائله
أنا آسفه فهمت غلط
نظر اليها عمر قائلا بهدوء
أنا عذرك لأنك لسه معرفتنيش يا ياسمين بس صدقيني أنا مش ممكن أبدا أعمل حاجه تجرحك مش ممكن أبدا أجرحك
رأيت ياسمين الصدق فى عينيه وسمعته فى صوته ابتسم لها ابتسمت له فى خجل خفضت بصرها لټرتطم نظراتها بالحړق على يده شعرت بغصه فى حلقها رفعت نظرها اليه حائرة مترددة مټألمة ابتلعت ريقها وقالت بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا
الحړق اللى فى ايدك ده من ايه
شعر عمر بالسعادة فهذه هى المرة الأولى التى تسأله عن شئ يخصه قال لها
شكله مضايقك
قالت بإرتباك
لأ مش كده أنا أنا بس بسأل عادى من زمان الحړق ده
ظهر الضيق على وجه ثم قال
لأ مش من زمان أوى وموضوع مش حابب أفتكره
خفق قلبها بشدة قالت تحاول معرفة اجابه لسؤالها
حصل هنا فى المزرعة ولا فى القاهرة
نظرت اليه تراقب تعبيرات وجهه نظر اليها بدا مترددا ثم قال
حقيقى يا ياسمين مش حابب أتكلم فى الموضوع ده
خلينا نتكلم عننا أحسن
سحبت ياسمين يدها من
متابعة القراءة