رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
المحتويات
أمامها
ناظرا بأم عينيها ناطقا بوله
ايه علي فين ياريم
لم تقوي على النظر إليه وأجابته بصوت خفيض
هروح علشان أجهز نفسي .
جالت عينيه إلي ساعته تلقائيا وهو يردد
لسه فاضل ٥ ساعات على العرض
واسترسل برجاء
بعد اذنك عايز أتكلم معاكي شوية.
مشاعر من التخبط داخلها والخجل والخۏف والاضطراب جميعهم ترصدوها بشدة ولم تقدر قدماها على احتمال الوقوف
ولكن لامفر من الهروب ولا مفر من حصاره فتدللت بخطواتها إلي الكراسي الموضوعة في جانب الغرفة وهي تنظر أرضا
كان ينظر الي خجلها متيما لم يرى مثل تركيبتها على مدار عمره كانت نظراتها وخجلها وعبيرها ورقتها تأسر أنفاسه وتجعله ينجذب إليها دون أن يفتعل ذلك
إنتي جميلة جمال من نوع خاص أوي ياريم .
لم ترد عليه ولم تقوي النظر إليه مثلما هو
يفعل فأكمل همسه
أنا ليه حاسس إنك مصرة تقفلي على نفسك وتحرميها من أبسط حقوقها
تنهدت بثقل وألم نفسي انتابها جراء سؤاله وأجابته وهي تنظر أرضا علي وضعها
خلاص أنا مبقاش ليا حقوق كل حياتي وهبتها لولادي وشغلي وبس .
لا مش هسمح لك على فكرة .
رفعت راسها إليه وهتفت باستنكار وهي تنظر داخل عيناه
معلش يعني علي أساس ايه حضرتك تسمح أو ماتسمحش
رفع حاجبه لشراهتها في الرد وأجاب بثقة
على أساس كبير اووي ياريم
واسترسل مباشرة بعيون عاشقه
يمكن علشان بحبك مثلا ونفسي تكوني ليا .
لم تتوقع رده بهتت ملامحها لم تستطيع التفوه أمامه ببنت شفه وقامت مسرعة من أمامه تخرج من الغرفة دون أن تعطيه ردا وتركته كالمسحور الهائم الذي صمم داخليا علي أن يجعلها من حده ونصيبه وتكن ختامها مسك وردد بلسان حاله وهو يسترخي علي الأريكة باستمتاع
كيف لعيني أن تحيا علي أمل رؤياكي دون أن يعتريهم ملل أو كلل فقط عبيرك يسبق خطواتك كعلامة
ولكن أهديكي خاطرة من قلبي وضعيها في قلبك أمانة
الروح تسبح في عالم الخيال
تتمني رؤياك ومن يسكن الروح
كيف للقلب أن ينساه
خاطرة مالك الجوهري
عادت ريم الي المنزل وهي طيلة
طريقها تفكر وتفكر حتي تعبت من كثرة الفكر والانشغال لما قاله لها ذلك المالك
هي بين نارين تنكوى بهم ڼار شعورها الوليد تجاهه
والذي تحاربه بعقلها وتشن حربا عاتية علي
كبت شعورها
وڼار فقيدها وحبيب عمرها وأبنائها
تلوم حالها بشدة على شعورها الوليد تجلد نفسها بشراهة علي تفكيرها الذي ينساق إليه
دلف أبيها وجدها تضع رأسها بين يديها أحس بالقلق تجاهها فساقته قدماه إليها بهدوء كي لايزعجها وجلس بنفس الهدوء وهو يومئ علي ظهرها بحنو ويردد
مش صح إنك تحاربي قدر ربنا وتقهري نفسك وتجلديها لمجرد إنك عايزة تجلديها علي شعورها .
رفعت أنظارها إلي أبيها بتعجب وهي تتسائل داخلها كيف علم شعورها وحربها الداخلي !
وسألته بدهشه
بتتكلم عن إيه يابابا مش فاهمة
اقترب منها أكثر وأجابها
لو خبيتي شعورك وإحساسك عن الدنيا كلها وحاولتي بقدر الإمكان محدش يحس بيكي
مش هتقدري تعملي كدة مع باباكي
اللي فاهمك وحافظك أكتر من نفسك يابنتي .
كادت أن تخرج له مافي صدرها إلا أنهم استمعوا
الي قدوم ضيف
انتبهوا ناحية الباب وإذا بهم يفتحون
أفواههم من الصدمة لما رأوه إذا باعتماد تدلف إليهم بوجه لايبشر بالخير
طمأن جميل ابنته بنظراته القوية الداعمة لها دائما وهو يربت على ظهرها بحنان أب لم يكرره الزمان كثيرا
دلفت إليهم وهي تنظر إليهم بعداء رحب جميل بها ونادي على فريدة كي تأتي
وعندما دلفت فريدة إليهم ورأت تلك الاعتماد أدارت وجهها تلقائيا ومطت شفتيها بامتعاض
ولكن للضيف حق فرحبت بها الأخري
جلسوا جميعا وتحدثت تلك الشمطاء بحدة
مش عيب اللي بنتك عملته ده ياجميل
أجابها بهدوء
وايه العيب لما بنتي تطلب حقها وحق ولادها ياأم زاهر .
رفعت حاجبها وهتفت باستنكار
تطلب حقها بأنها ترفع قواضي على أم جوزها الله يرحمه
واستطردت بتهكم
والله
وعرفت تربي ياجميل .
ربع ساعديه حول صدره وأجابها بنفس الهدوء الذي يمتثله
متشكرين ياأم زاهر وتسلمي علي كلامك إني عرفت أربي في دي عندك حق ومغلطيش
.
اغتاظت من حديث ذاك اللئيم في وجهة نظرها وأردفت بحماقة
متقلبش كلامي وتفهمه على كيفك أنا جيالك النهاردة وبقول لك بكل هدوء خلي بنتك تتنازل.
نظر إلي ابنته وأذن لها بالحديث فهي كانت ملتزمة الصمت تاركة الرد لوالدها احتراما له
أما هي نظرت إليها بقوة ورددت بثقة
مش هتنازل ياجدة ولادي اللي مبتسأليش عنهم خالص .
شبكت اعتماد كلتا يديها وتحدثت پحقد وهي تتدعي الهدوء
فلوس ولاد ابني في الحفظ والصون مش هديهالك تبعزقيها علي اللبس بتاعك وشغلك الأهبل
واسترسلت حقدها اللامتناهي
ولا علشان تروحي تتجوزي وتديها لراجل غريب .
كاد والدها أن يرد بدلا عنها ولكنه استأذنته أن يعطيها حق الرد فأذن لها
أما هي مطت شفتيها بمكر وأردفت باستفزاز
وماله ياحماتي أخد حقي وحق ولادي أعمل بيه اللي على كيفي إن شاء الله
متابعة القراءة