رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

بنتي وطالما إنتي شايفه نفسك هترتاحي في الطلاق وهتقدري تتحملي مسؤوليه وعواقب حاجه شكل دي يبقى ما باليد حيله وباباكي هينفذ لك اللي انتي عايزاه .
واثناء انشغالهما بالحوار استمعوا الى جرس الباب يعلن عن وصول ايهاب
قام جميل يفتح له الباب وما إن رآه ايهاب حتي ارتمي في ه يصافحه بحرارة قائلا
عمي جميل ازيك يا راجل
يا طيب ليك وحشه والله 
فهو رجل خلوق في معاملاته 
افسح له المجال بالدخول وما إن دلف باتت عينيه تمشط المكان بلهفه فقد كان عشا سعيدا يجمعه بحبيبته وزوجته وابنائه فقد كانوا عائله كريمة يزينها الحب والاهتمام وانقلب الحال واصبح المكان يزينه الكره الشديد 
ينظر الى كل ركن
في المكان ويتذكر ايامه التي عاشها من كل عام في هذه الشقه 
نعم فقد عاش فيها اياما قليله من كل سنه بالرغم من زواجه منذ اكثر من ثماني عشرة اعوام 
الا انه سافر في السنة الأولى من زواجه من راندا وكان يأتي كل عامين اياما قليلة 
واثناء تجواله بعينيه في المكان استقرت على راندا وبدا له من وجهها انها
كانت تدمع بشده خفق قلبه حزنا لأجلها رغم كل ما بدر منها الا انه يعطي لها عذرا على ما فعله معها فلقد اجرم في حقها جرما شديدا واستسلم للحظات ضعفه ولكن هل يعود الزمان يوما ويصلح من غلطه وما فعل بها مافعل 
اخذت جولته عده دقائق ثم جلس ملقيا عليها سلامه بوحشة
ازيك ياعشرة العمر أخبارك
ايه 
حينما وصل سلامه بتلك النبرة إلي مسامعها أعلنت دقات قلبها الطبول ولم ترد عليه إلا بنظرة عيناها كأنها تعاتبه ولكن العتاب مصاحبا للجفاف 
أحس بدقات قلبها ومن غيره يشعر بها ومن غيره يحس بإحتياجها وحدثته عيناها
ألم ترأفي بحال عاشق انكوي من قسۏة عقابك الذي لم ينتهي بعد !
أجابته عيناها بشدة
ألم تشعر أنت أنك قټلت الإحساس داخلي وما عدت أنا ولست ألقاني بعد !
قرأ إجابتها من نظرة عينيها وردد بأسف بلسان حاله
أعدك إن عفوتي ورددتي لي قلبك سأبقي علي عهدك ولن أقترف بعد .
اهتز فكها وهي تنظر له نظرات خذلان ترد عليه
عينيها بعدم ثقة
أمن الممكن أن يؤتمن الخائڼ ! لا ورب الكون وقول رسوله ان من علامات المنافق من أؤتمن خان.
رأي الأن معني نظرتها أنها لن تسامح قط مهما فعل ومهما اعتذر ومهما حاول مئات المرات وملايينها وأفاق علي صوتها وهي ترد سلامه بجمود
بعد إذنك يابابا اطلب المأذون فورا علشان كدة الموضوع طول وبوخ أوووي .
أحس بوخزة شديدة في قلبه جراء كلماتها وتحدث إلي جميل وهو يناوله ملفا به العقود قائلا
اتفضل يا عمي جميل ده عقد بفيلا في الكومباوند إللي هي قالت عليه ومتوثق باسمها في الشهر العقاري 
وده عقد بملكية العربية نقلته باسمها وبردوا متوثق في الشهر العقاري.
أردفت له بنظرة متعجرفة وتحدثت بكبر 
متفتكرش إن ده منة وفضل عليا منك 
ده حقي
في دهبي إللي بعته لك تسافر بيه
وتبدأ شغلك وكفاحك بيه 
حقي في عمري اللي راح هدر وفي الاخر خڼتني .
حزن داخله من استكبارها وطريقتها المتعجرفة عليه مرددا باستنكار
هو حق كفاحك معايا وعمرك اللي راح ودهبك إللي بتعايريني بيه دلوقتي فيلا وعربية وفلوس في البنك ياراندا !
واسترسل ساخرا
إنتي أغلي وأحسن من إن الكلام العيب ده يطلع منك وكمان في وجود باباكي اللي الأصل الطيب يضرب له تعظيم سلام إنتي حقك عليا ميكفهوش كنوز الدنيا.
أحس جميل بالخذلان الكثير الذي لم تترك ابنته فرصة إلا ووضعته فيه بكل ما أوتيت من قوة وشكره بامتنان
معلش يابني حقك عليا اعذرها 
إللي فيها حلاوة روح بس من اللي عملته فيها ومش مستوعبة لحد دلوقتي.
زفر بسأم ووجد أنهم في حالة لايسمح للجدال فيها فقال
يشهد الله ياعمي جميل اني عملت كل مافي وسعي علشان تغفر وتسامح وهي إللي راكبة راسها ومصممة علي الطلاق إللي هيسبب خړاب
النفوس لينا كلنا 
ويشهد الله إني اعترفت بغلطي وحاولت مرارا وتكرارا إنها تلين مرات بالمحايلة ومرات اني أفكرها بالحب إللي بينا ومرات أبين ضعفي قدامها وأتذلل علشان عارف حجم غلطي ومرات بالبعاد يمكن تهدى لكن هي مصممة علشان هي إللي بعد كدة هتشيل ذنب كل إللي هيجرى بسبب التشتت اللي هيحصل لنا وإنها هتبقي المذنبة الوحيدة قدامكم 
وتابع وهو ينظر إليها بقوة
وطالما هي إللي شدت الحبل
علي الأخر تستحمله بس يارب تفضل مستحملاه علي الأخر وميخنقهاش في النهاية.
رمقته پغضب مستطير من رماديتيها المشټعلة وهدرت به بحدة
مستني تشمت فيا ياإيهاب مش هنولها لك وهثبت لك إني هفضل راندا المالكي وبردوا هحرق قلبك وهشربك من نفس الكاس والأيام بيننا .
اهتز فكيه بسخرية وردد بلا مبالاه
مبقاش يفرق معايا حاجة ياراندا ومهما تحاولي تعملي إنتي المضرورة لوحدك في الاخر علشان أنا عارف ومتأكد مهما عملتي ولفيتي وجربتي في النهاية مش هتعرفي تبدليني ولا حد في الدنيا دي هيقدر ياخد مكاني .
خشيت أن تضعف فصاحت بقوة مصتنعة
عادي مهما تبين عدم اهتمامك وانك مش فارق معاك
بس العيار إللي ميصبش يدوش.
بعد عدة
تم نسخ الرابط