رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
المحتويات
تقريبا رفعت عينيها لأعلي الفيديو كي تري ماذ تسمي نفسها
زادت الخيبات والحسرات عندما وجدتها مدونة اسمها ب سمكة الشقية
خرجت من الواتساب وفتحت الفيسبوك وبحثت عنها ولم تجدها ظلت تبحث عنها ولم تصل إليها وازدادت حيرتها وفي النهاية استنتجت أنها تضعها في قائمة الحظر كي لاتراها
وفي نفس التوقيت أتتها رسالة من نفس الرقم المجهول محتواها
مبقاش حد أحسن من حد ولو عملتي أكونت تاني ادخلي وشوفي إبداعات سمكة وهتنبهري أووي
أصلك مش هتشوفيها من الحظر إللي هي عامله لك .
ألقت الهاتف جانبها بإهمال واستندت علي جزعيها وهي تضع وجهها بين يديها تحدث حالها
أتلك ابنتي البريئة النقية الطفلة !
كيف لها أن تفعل هذا الهراء شهورا وأنا لاعلم ولا دراية بتلك المهزلة
أمن الممكن أن تكون وصلت إلي مستوي من الانحراف الذي نسمع عنه أعلي من ذاك !
الأن قد علمت ماذا تفعل في غرفتها بالساعات وهي تغلق الباب علي حالها وتستمع إلي الأغاني عبر مسجل الصوت
الباب مغلق
اشتعلت النيران داخلها وبقبضة قوية دقت على الباب پعنف مما ازعج ابنتها فقامت على الفور وفتحت الباب كي تري لماذا تدق والدتها الباب بهذا العڼف
رددت وهي تفرك عيناها أثر النوم بانزعاج
لم تتفوه ببنت شفة وهبطت بيديها على وجهها بصفعه من شدتها وقعت ارضا
ثم هدرت بها پحده
السفلة السهلة الرخيصة اللي اتقلبت من بنت بريئة ربيتها على ايدي وعلمتها ازاي تحافظ على نفسها من وهي صغيرة لواحده ما بقتش عارفاها
واستطردت وهي تهزها من كتفيها پعنف
وضعت سما يدها علي وجهها تدلكه من أثر الصڤعة وأجابتها وهي تجز على أسنانها
من ساعه إنتي كمان ما اتحولتي وبقيتي مش فاضيه لنا وفرقتينا واذا كنت انا اټدمرت ووصلت للمرحلة اللي إنتي بتتكلمي عنها دي فيبقى بفضلك انتي يا ماما .
جحظت عينيها ولمعت بالدموع وهدرت بها وهي تشير بكلتا يديها بتعجب
ابوكم هو السبب هو اللي عمل فينا كده هو اللي دمرني وهو اللي جنى عليا وهو اللي خاني وجرحني وفي الآخر بتلومي علي انا
إن انا اللي ډمرت البيت ووصلتك للمرحلة المنحطة دي !
جلست سما بإهمال على تختها وتحدثت بقسۏة
ايوه إنتي وما فيش غيرك السبب في اللي وصلنا له ده
وتابعت بنفس القسۏة
ما هو طلقها وجالك واعتذر بدل
المره 20 وإنتي راندا هانم اللي ما ينفعش تتنازل .
أمسكتها من تلابيب ملابسها ونطقت بحسرة
بقي بتجيبي اللوم عليا أنا ! بعد ماضيعتي عمري وشبابي وجمالي
عليكم
بعد ماكنت ليكم الأب والأم والكل وهو هناك بيتنعم في واحدة وعايش حياته عادي وأنا هنا الدادة إللي بتربي العيال .
رفعت حاجبيها وتحدثت بنفس القسۏة
بس في الأخر عملتي زي إللي فضلت تطبخ لولادها أحسن أكل وتعبت طول النهار وجت علي أخر اليوم قبل مايكلوا حړقت الأكل وبقي ولا له طعم ولا لون ولا
ريحة وفي الأخر تعبها راح ولا هي اتهنت بيه ولا ولادها إللي كانو طول اليوم
بيضحكوا وبيلعبوا وكل شوية يشاغبوها أكلوا وناموا جعانين .
اتسع بؤبؤ عينيها وردت بدهشة
بقي أنا كدة ياسما !
ردت بهدوء
أيون ياماما كدة وأكتر من كدة كمان أنا بقيت مش لاقياكي ولا لاقية بابا اللي عمل كل
اللي في وسعه علشان ميسبناش وخلي بالك مش أنا لوحدي اللي ضعت مهاب كمان دخل طريق الضياع اللي أي حد بيدخل فيه مبيطلعش إلا وهو علي نقالة .
تتوالى الصدمات على قلبها كالرياح التي سكنت مدة طويلة وبدون سابق انذار هبت واقتلعت في طريقها أشد الجبال الراسخة
وهتفت بعدم تصديق
إنتي بتقولي ايه ! مهاب ماله
اهتز فكها بسخرية وأجابتها بنفس القسۏة ولم ترعى حالها الذي تنشق له القلوب
مهاب بقى سهروبيرجع نص الليل وانتي نايمة ومصدقاه وهو بيقول لك إنه جه بدري ومبتابعيش وراه
.
لم تصدقها وصڤعتها علي وجنتيها الأخري مرددة باستنكار
إنتي كدابة مهاب لايمكن يعمل كدة أبدا!
مهاب متربي إنتي بتفتري عليه علشان تداري علي عملتك السودا.
الأن تبدل وجه البنت القاسېة التي رسمته ببراعة على وجهها وكشفت وجه الطفلة البريئة التي دنستها قسۏة الحياة بعدما كانت مدللة أبيها وأمها ورددت باڼهيار
أنا عمري ماكنت كذابة ياماما بس بقيت كذابه أنا مبقتش سما الطفلة البريئة إللي إنتي خلفتيها وربتيها
انا بقيت مشوهه من جوه ومن بره واټدمرت وحياتي القديمة الجميلة اندفنت ومش هعرف ارجع لها تاني .
مسحت راندا دموع عينيها بحدة ونظرت اليها بأعين دامية وهي تحاوطها من
كتفيها ورددت بحيره
ليه كده يا سما ليه عملتي فينا وفي نفسك
متابعة القراءة