رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 

على قلبك لشخصي أنا بالذات

ثم أكمل حدته معها وهو مازال قريبا منها حابسا لأنفاسها

شوفي بقي بعد عنك مش هبعد ومش بمزاجك تخلي اللي يتعلق بيكي نفس شخصيتك ونفس تفكيرك ولعلمك بقي أنا آدم المنسي اللي مفيش ست تعصى عليه ومفيش ست تقول له لااا ولازم تحطي في اعتبارك اني أه كان ليا علاقات كتييير وعرفت بنات كتييير بحكم الوسط اللي انا شغال فيه لكن ..

واسترسل حديثه وهو يخفف من حدته ويبدل من نظراته العڼيفة إلى لينة وعيناه تتفحص وجهها المغطى بالنقاب وكأنه يراها

أنا أول مرة احب وأول مرة اتعلق بحد كدة وأول مرة قلبي يدق بع نف لما اشوف ست وعيني تبقي متسمرة على المكان اللى هتدخل منه وقلبي بيبقي بيدق دقات عني فة بتهز ضلوعي متحكميش عليا حكم الاع دام لأني من النوع اللي لما بتعلق بتعلق بجد .

أنهى كلماته وابتعد عنها لأنه لاحظ كتم أنفاسها في اقترابه وعيناها التي لم تنظر له نظرة واحدة كي ترى حدته وتوسله لها

تركيبة فريدة من نوعها أثارته وجعلته متمسك وراغب بها بشدة

ثم ابتعد عنها وحمل مفاتيحه وهاتفه وانتوى المغادرة وهو يردد

أنا ماشي وهديكي مساحة وقت للتفكير والتخبط اللي جواكي يهدى وتفكري كويس علشان لما قربت منك دلوقتي وشفت توهتك وحيرتك عرفت إنك كدة ابتديتي تحني وأرجوكي يامكة اركني الظروف على جمب وفكري كويس في ادم كشخص مش كنجم .

انهي كلامه وأودعها السلامة وخرج من مكتبها وهو مټألم فاقد الأمل مجروح ولا سبيل لدوائه غيرها هي نصل الألم وزارعته وهي التي بيديها التضاد لشفاه لقد شعر تجاهها

بغرابة في شخصيتها جعلته ينجذب لها هالة وطلة جعلته يقترب دون أن يشعر فقط بضعة شهور غيرت حياته وقلبتها رأسا على عقب منذ أن رآها

كان يسير بسيارته في الطرقات بلا هوادة كي يصل إلي الفيلا التى تمكث بها اخته حتي وصل ودلف الي المنزل ورأت هي حزنه البادي على وجهه فهي أخته وتحفظه عن ظهر قلب أشارت إليه أن يأتي ويجلس معها لكنها حرك رأسه برفض من مكانه وهو يردد بشفتيه

بعدين ياهند .

استنتجت هند ما حدث وشعرت پألم أخيها لأنها واثقة من رفض مكة بل وتشددها على الرفض وعلمت أن أخيها دخل طريق العشق الممنوع الذي لم ولن يتركه إلا وهو منتصر فترد الډم وية إلى حياته أو منهزم وحينها ينتكس فآدم إذا تعلق بشئ ولم يحصل عليه يعاني بشدة وتلك المرة تعلق قلبه ويا ويل القلب الذي يتعلق بما ليس له .

عودة إلى المحطة الفضائية حيث خرجت مكة من المكتب وهي تتنفس الصعداء فرائحته عبئت المكان وصورته لم تفارق مخيلتها كلما نظرت حولها وجدتها متجسدا بصورته أمامها أحست بالاخت ناق من مجرد دلوفه الي عقلها وقفت في مكان به شرفة ووجدته فارغا وقفت تتأمل الفراغ بعقل شارد في معضلتها فهي لم تعجب به لم تراه فتى أحلامها لم تحسه ونيس العمر والأيام إذا ماذنبها

وأثناء شرودها استمعت الى صوت أحدهم يردد بتوبيخ

على فكرة لايصح جلوسك مع رجل غريب عنك في مكان عملك منفردين ياآنسة راعي حرمة النقاب اللي انتي لابساه.

شعرت بالغرابة من ذاك الصوت ثم التفتت واتسعت مقلتيها بدهشة ارتسمت على محياها ورددت ببلاهة

الشيخ عبدالرحمن المنشاوي صاحب برنامج الأمر بالمعروف اهنه وقدامي وهو اللي بيكلمني بنفسه !

شعر ذاك الشيخ بالنفور من طريقتها ثم ردد

يعني ايه بنفسه دي ياآنسة أنا بني ادم عادي جدا لو سمحتي متستخدميش طريقة التعظيم معايا أنا مش ناقص ذنوب تحمليها لي فوق اكتافي

وتابع استفساره لها

إزاي واحدة منقبة زيك ومن يوم ماجت المحطة هنا وهي ملتزمة جدا وصيتك مسمع هنا مع الأستاذة هند انك صارمة في تعاملاتك وأنا معدي بالصدفة من قدام مكتبك الاقي واحد بالمنظر اللي شفته واقف قدامك بالطريقة دي أيا كان الواحد ده متفرقش إنتي كدة بتسوءي سمعة التدين والنقاب وبياخدو عنه فكرة وحشة

واستطرد حديثه بإبانة

وعلشان متفكريش حاجة واني تجسست كل اللي شفته صدفة هزتني من جوايا وحتمت عليا اتكلم معاكي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

اهتز داخلها وهي تقف أمام ذاك الشيخ الذي حلمت دائما أن تناظره وتدخل معه في حوارات تدور بخلدها لم تتوقع انها ستقابله يوما من الأيام ولا أن تتحدث معه ولكنها حزنت لأجل ظنها به ثم قوت حالها المشتت في وجوده وأردفت

لو هسوء سمعة النقاب في وجود

النجم اللي ممكن يتفهم غلط والموضوع كله صدفة ومع إني فاتحة الباب على وسعه للي رايح واللي جاي علشان خاطر مدخلش في ذنب الخلوة يبقي هسوءه اكتر و اكتر دلوك ياشيخ واني وأنت واقفين وحدينا في المكان ده شوف إنت بقي لما تقف المنقبة مع الشيخ في مكان وحديهم الشبهات هتبقي عاملة ازاي

ألقي عيناه التي كانت مثبتة في عيناها أرضا وهتف برفض لأنها احرجته

لاااا كله هنا عارف مين الشيخ عبد الرحمن المنشاوي ومفيش حد يستجرى يظن السوء فيه أبدا متقارنيش الموضوعين ببعض.

لأول مرة تشعر أن حكمها على الأشخاص من وراء الشاشات خاطئ لقد خذلها وظنت أنه سيعترف بخطأه حتى ولو كان مقصده خيرا

ثم ربعت ساعديها حول صدرها وأردفت بنبرة ساخرة

إحنا مالنا ومال الناس إحنا لينا رب هو اللي هيحاسبنا ومعندوش فرق بين نجم وشيخ طالما الموقف متشابه والمغزى واحد وهو الخلوة ولا

ايه يا شيخنا

احتدم غيظا من تشبيهها ثم تمتم بكلمات غاضبة

لاااا الفرق كبير لأن الشيخ عارف كويس حجم ذنب النظرة وحجم ذنب الخلوة أما اللي زي آدم وغيره ميعرفوش حجم الذنب ولا تقديره ميعرفوش معنى كلمة اتقوا الله

الكلمة دي تهز اي شيخ وتفوقه وترجعه لعقله أول مايسمعها

وعارف يعني ايه نظرة حرام زي دلوك مراعي فرق المسافات مابينا وكمان بكلمك وانا مش باصص لك وعيني في الأرض صح ولا غلط

شعرت أنها أخطأت في ظنها ثم تراجعت في رأيها ورددت بخفوت وهي تنظر أرضا

حاضر يا شيخنا أوعدك إنها مش هتتكرر تاني ولا هيحصل اللي حضرتك شفته أني اصلا جيت اهنه وخرجت من المكتب بسبب الخنقة اللي حسيتها بسبب اللي حوصل وقاعدة الوم حالي لقيت حضرتك بتكلمني دلوك.

أشاربيداه ناحية السماء ثم هتف بوعظ

لا يا أستاذة متوعدنيش أنا مليش حكم ولا ولاية عليكي اوعدي ربك واستغفريه عن ذنبك الغير مقصود ولازم تعرفي انك جيتي هنا لطريق كله شبهات فلازم تراعي تدينك وأنك غير اي بنت لازم تراعى إنك صورة وواجهة لدينك فلازم تخلي بالك من كل خطوة بتخطيها علشان القدوة بيشيل سيئات الغير لو شافوه بيعمل غلط فعلشان كدة لو مش قده اقلعيه ومتلبسيهوش وبردو خليكي على التزامك المفروض على اي بنت سواء كانت منتقبة أو لا الدين الإسلامي فرض قواعده وفروضه على الرجل والمرأة وليس له علاقة باللحية أو النقاب لكن هما ليهم حبة التزام زيادة علشان الناس مايرددوش

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ۚ أفلا تعقلون

لازم يبقي عندك تمسك اكتر من كدة وتحطي في بالك دايما إنك لازم تبقي قدوة حسنة.

ثم ألقى تحية الإسلام مغادرا إياها وغادر المكان بهدوء كما دلفه

شعرت بالراحة اجتاحت أوصالها من حديث ذاك الشيخ وأحست بأنه ملاكا أتى إليها كي يجعلها تستفيق من سحر اللحظة التي كانت أن تدلف بها عالم ذلك الآدم ووقفت تردد اذكار الاستغفار وترجو من الله أن يسامحها عن ترك ذاك الادم معها وفتحه لتلك الأحاديث وعدم ڠضبها عليه حينما اقترب منها .

في منزل عامر الأخ الأصغر لمجدي يجلس معه مجدي وهو يستشيط ڠضبا ويردد

الڤاجرة اللي مشافتش رباية تقول لي هخلعك لو ماطلقتنيش !

مشفتش في بجاحتها البعيدة دي ورب الكون لاهك سر لها عضمها النهاردة وهكمل عليها علقة امبارح .

شعر عامر بالشفقة على كلتاهما فهو أخيه وهي تعيش معه في عڈاب وحرمان وعلى ولديهما بالشفقة وردد وهو يربت علي فخذيه كي يهدئه

ماني ياما قلت لك يا مجدي عامل أهل بيتك باللين واوعاك تقسى عليهم انت ياخوي عملي أوي زيادة عن الحد لازم تراعي أنها ست وانت حارمهم من وجودك جنبيهم ومن حنيتك ومن طبطبتك عليهم متزعلش مني ليها حق تزهق يابن ابوي .

اتسعت عيناه بغ ضب جامح وهدر به

كيف الكلام اللي هتقوله ده ياعامر أني مشايفهوش غير دلع حريم مايصة وفاضية

هي بعد ماض ربتها لمت خلجاتها وراحت بيت ابوها وخدت العيال وياها واني كلمت خالها وكلمت امها وحكيت لهم على كل حاجة وهما لما عرفوا الكلمة اللي قالتها انصدموا منيها ودلوك عايزك تاجي وياي علشان نضعوا حد للڤاجرة داي .

أدار عامر وجهه بغ ضب فهو لايريد أن يحضر تلك الجلسة ولا أن يراها فهو موقفه حساس امامهم هما الاثنان فهو أخيه وهي لها مواقف عديدة معه والموضوع شائك بينهما

ثم تنفس بصوت عال وردد متمنعا

معلش ياخوي اني مينفعش اجي وياك خالص دي حاجة خاصة بينك وبين مرتك ووجودي في إحراج ليها اعفيني من المشوار ده عاد .

شوح مجدي بكلتا يداه بغ ضب ثم نظر في ساعته مرددا

عايز تفوت أخوك وحده ياعامر هي داي الأخوة والمجدعة

عايزني اقعد وسطيهم كيف الغريب يقط عوا فيه ويعملوا فيا مابدالهم واني لحالي

يالا بقي ياخوي وراي معاد شغل ضروري عايز انفض منيه الموال ده مفضيش لهري الحريم اللي ممنوش فايدة ده .

نفخ عامر بضيق من أسلوب أخيه الذي لم يتحسن ثم هتف

وه ياخوي هو انت الشغل وراك وراك ومهيسبكش حتى في ضيقتك وانت بتحل مشاكل أهل بيتك

واسترسل حديثه بته ديد صارم

قسما عظما لو معتذرتش عنيه المعاد ده ماهروح وياك في مكان وان ماوازنت بين بيتك اللي أنت مهملة كل يوم ده عمال على بطال ماهعرفك تاني فوق ياولد ابوي فوق لبيتك ولمرتك الدنيا مش مستاهلة .

ازاحه مجدي بكلتا يداه بغ ضب وهو يهتف

ليه اكده الحلفان عاد ياعامر المعاد مهم وهيطلع لي عمولة زينة من وراه ليه ياأخوي ق طع الأرزاق داي عاد !

واستطرد حدته بدعاء

يق طع الحريم على الجواز على البيت على العيال اللي هيعكروا دماغ الواحد دول ويبوظوا لو شغله ها قوم ياولد ابوي هي العملية داي مبصوص في القرشينات بتاعتها من الاول .

تأفف عامر من طريقة اخوه وسار بجانبه وهو يردد بقلة حيلة

لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ربنا يهديك ياأخوي ربنا يهديك ويشيل الغشاوة اللي على عنيك داي .

وانطلقا كليهما في سيارة مجدي قاصدين منزل والدة مها وهو يسب ويلعن طيلة الطريق فيها وأخيه يحاول تهدئته

فويل للقاسېة قلوبهم من عڈاب الله

أما في منزل مها يجلس الجميع يلتفون حول معها كعقارب الساعة يستمعون إلي نهر خالها لها

كيف يامها ياللي بقول عليكي عاقلة وراسية وعمر العيبة ماتطلع منيكي تعملي إكدة وتقولي لجوزك ابو عيالك هخلعك !

داي كلمة تقوليها يابتي بردك إنتي متعرفيش إن الكلمة داي شينة وعيبة كبيرة في حقنا.

كانت مها في عالم أخر فهي قد ضړبت بع نف على يد ذلك القاسې الذي لم يعرف الحنان يوما وجاءت تحتمي بين جدران منزل ابيها كي يقفوا بجانبها ولكنها وجدت منهم قس وة اكثر من زوجها

جلست بينهم ودموع عيناها وانقباض قلبها حزنا يحاكى حكواه

كانوا حولها نصفهم مؤيد لها وماهم إلا أختيها

والنصف الآخر معارض لها وماهم إلا امها وخالها

وضعت يداها على أذنيها كي تصمها عن كلامهم الچارح لها وعيناها تذرف دموعها پقهر

وهي تحدث حالها برهبة

مالحل ياأنا فيما أحياه المۏت هو الحل أم أرتدي قناعا مزيفا من الشرف

لقد نسيت أنني انثى وصمتت ونسيت شعور الحب والغيرة ونسيت الإحساس ككل بل نسيت حياة الترف

ماذا بعد يا نفسي لم ټعذبي حالك اعتزلي مايؤذيكي ولا تستكيني واتركي حياة الأرق

فاقت من شرودها على صوت خالها يردد باستفسار

ايه يابتي جوزك زمانته جاي اهه وعايزك تفكي التكشيرة داي وتهدى حالك المعووج ده إحنا معنديناش بنات تطلق ولا في سلونا البت تخرج عن طوع جوزها .

هنا هتفت مكة باستنكار

كيف اكده ياخال !

هي اجرمت لما قالت له هخلعك ! ده حق ربنا اداه للست اللي

مقدرتش على معاشرة جوزها ليه اهنه في الصعيد تستنكروا على الست حقوقها اللي ربنا مديهالها

وبعدين ياخال إنت لازم تبهدله على إنه مد يده عليها وبهدلها بالشكل ده علشان الراجل اللي يمد يده على مرته متآخذنيش يعني يبقى عربجي .

كاد خالها أن يتحدث إلا أن والدتها هدرت بها

اكتمي عاد يابت إنتي واقفلي خشمك ده لا إما أني بنفسي هقوم وأق طع لسانك هو العلام والجامعات اللي انتو رحتوها نستكم عوايدنا وتقاليدنا إن الست لازم تحافظ علي بيتها وتكون طوع جوزها يالا يابت إنتي وهي قومي ادخلوا أوضكم معايزاش واحدة منيكم واصل تقعد اهنه يالا همي منك ليها .

هنا تحدثت سكون بهدوئها المعتاد وأردفت بنبرة هادئة

العوايد داي يا أمي انقرضت من زمان من لما البنت الصعيدية دخلت الجامعة وبقت تسافر للمدينة الجامعية وبقت زيها زي اي بنت طبيعية ليها الحقوق اللي ربنا ادهالها في الجواز والطلاق مابقيناش زي زمان ايامكم غير ايامنا وبعدين إنتي مربيانا على عزة النفس والكرامة ومحدش يهننا ابدا .

أشارت ماجدة بيدها لسكون وأجابتها

كلامك زين يابتي بس كله كوم وخړاب البيوت كوم تاني داي عنديها منه ولدين ليه تفوت بيت ابوهم وكماني صغيرة وحلوة وفيها الطمع لازم تتحمل لاجل العيلين دول ولازم تحفظ طباع جوزها ومتعاملهوش بالكبر بتاعها ده .

جحظت عيناي مها من اتهام والدتها وتمتمت باستنكار

أني بكبر يا امي ! الله يسامحك ده إنتي الوحيدة اللي باجي ارتمي في حضنك وأشتكي لك همي تقومي دلوك تمسكي سك ينة إنتي كمان وتقطعي فيا شوي زييه

والله حرام اللي بيحصل فيا ده حرام وميرضيش ربنا .

كانت تتحدث وهي تنوح بصوت عال وټضرب بيداها على فخذها وأختاها تحتضناها ويربتون على ظهرها ويتألمون لألمها

ثم استمعوا الى رن الجرس فعلموا بقدوم مجدي امرت ماجدة سكون ومكة بالدلوف إلى غرفهم فقمن وهن مجبرين

دلف مجدي وأخيه عامر الذي نظر إليها ورأى وجهها المتورم من ضړب أخيه القاسې لها وعيناها المنتفختان من شدة البكاء وحالتها التي لاتسر عدوا ولا حبيب

أما هي

 

تم نسخ الرابط