رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
شعرت برائحته التي تحفظها عن ظهر قلب في المكان ورفعت راسها وهم منشغلون بالسلام على مجدي وتلاقت نظراتهم التي تحمل الف معنى ومعنى وأهمهم نظرة الخذلان التي حملتها له وكأنه المسؤل عن ما بدر من أخيه أما هو نظرته لها اشفاق على حالتها
جلسوا جميعا وبدأ مجدي هجومه مرددا
شفت بت الأصول ياخال تقول لجوزها ايه
هنا تحدثت ماجدة مرددة پغضب وهي تشير تجاه ابنتها المهانة
وشفت إنت ولد الأصول بيعمل في مرته ايه !
طيب اني بتي غلطت في كلمتين قالتهم من حر قتها انك مهملها هي وولادها ومبتسألش فيهم تقوم تض ربها وتك سر لها عضمها وتورم لها وشها بالمنظر ده وتستقوى عليها يامجدي !
واسترسلت بعتاب وهي تهدأ من نبرتها الجافة
هي داي الأمانة اللي ائتمنتك عليها يامجدي يابن الطيبين .
كاد ان يتحدث بعجرفته إلا أن أخوه أصمته وتحدث بدلا عنه مرددا باعتذار
معلش ياأم مها حقك علينا اخوي غلط وجاي يعتذر من مرته وهو حق نفسه ليا ووعدني إنه عمره ماهيمد يده عليها تاني واصل ولا هيوجعها تاني وكماني هياخد باله من مرته وبيته وعياله .
نالت طريقته استحسان خالها مسعد واستغرب داخله أن ذالك أخوان من نفس البطن وهتف
بس بردك ياولدي مكانش ينفع يمد يده عليها بالشكل ده هي غلطت يجيبها لأهلها يعرفوها غلطها اما يض ربها بالع نف ده وكان ملهاش أهل يبقي اكده الغلط راكبه من ساسه لراسه .
اماء عامر بأهدابه
باعتذار وردد وهو يشير لمجدي الصامت الذي كل ما يفكر به الآن العملية التي خسرها وكانت ستأتيه من ورائها عمولة هائلة
قوم يامجدي بوس راس مرتك وراضيها وحق نفسك ليها يالا .
قام مجدي وسمع كلامهم كي ينفض من تلك الجلسة الثقيلة على قلبه وقبل أن يصل إليها منعته بيداها ان يمسها قائلة برفض
له معايزاش منيه حاجة غير أنه يطلقني غير اكده مش هتنازل عن رأيي ولا هرجع له تاني .
هدر بها مجدي بعصبية
خلاص واني مش هطلق وخليكي اهنه في بيت أهلك زي البيت الوقف لا طايلة متجوزة ولا طايلة مطلقة .
قامت من مكانها ووقفت قبالته والقت كلماتها الق اتلة له ولرجولته أمام الجميع
ما اني عايشة في بيتك بردك ولا طايلة متجوزة ولا طايلة مطلقة بس الفرق اهنه إني هعيش مع ناس هحس بروحهم في المكان هيسلوا وحدتي وهينسوني المر اما معاك اني عايشة ويا الحيطان يامجدي .
اشت علت عيناه ڠضبا وكادت أن تطلق ني رانا من له يب احت راقها من كلماتها التي لم يتحملها ثم صف عها أمام الجميع على وجهها صف عة ڼار ية جعلتها جلست مكانها وهو يجز على أسنانه پغضب مرددا
ڤاجرة ڤاجرة ومشفتيش رباية.
كاد مسعد أن يمسك في تلابيب قميصه ويعاركه لأنها ض ربها امامهم إلا أنه انطلق من ذاك المنزل بسرعة البرق وهو يأمر أخاه
يالا ياعامر وراي خليها اهنه الڤاجرة داي لما تتربى.
انسحب عامر من بينهم بعيناي يصحبها الخذلان من أخيه وترك تلك المسكينة تعاني الويلات
أما هم فور مغادرتهم صحبت ألسنتهم اللوم والعتاب القاسې لتلك المها وكأن الزمان أقسم على عڈابها من الجميع
وكأن البشرية نزعت من قلوبهم الرحمة فحال مها كحال نساء كثيرات مقهورات ولم تمنحهم الأناس بضعا من الرحمة
انقضي بضعة أيام وحال الجميع مجروح كما هو وكل يغني على ليلاه
وفي إحدى الليالي كانت سكون تتحدث مع عمران ورأت انها لابد أن تقص عليه المكالمة التي جائتها من تلك المرأة منذ بضعة أيام فهي فكرت كثيرا مع حالها وقررت أن تد فن تلك المكالمة ولا تسمح لأحد أن يفرق شتاتها هي وعمرانها
بعد أن تحدثن قليلا وعرف
كل منهم أخبار الآخر تحدثت سكون وهي تحمحم بتوتر
اني في حاجة مخباياها عنك وعايزة اقولها لك .
ضم حاجبيه وسألها
حاجة إيه داي اللي مخبياها عني أني حاسس بإكده من فترة
أخذت نفسا عميقا ثم استجمعت قوتها وقصت له المكالمة التي جائتها بالتفصيل
جحظت عيناه بذهول مما سمعته أذناه وألقته على مسامعه ثم أطلق سبابا جعلها شهقت
بنت ال... وطبعا قالت لك إنها فاعلة خير شكل مابنشوف في الأفلام والمسلسلات
واستطرد متسائلا
وانتي بقي صدقتي بنت الجزمة داي وتخاريفها
حركت رأسها برفض وكأنه يراها وأجابته
لاااا والله مصدقتهاش وبعدين أني مواعدة حالي اني مديش ودني لحد واصل وعلشان اكده مكلمتكش في الموضوع إلا لما هديت من سم ها اللي بخته في وداني
وتابعت حديثها وهي تسأله
بس مين البت داي ياعمران اللي عرفت شوية من تفاصيل الليلة داي وكأنها كانت شايفة كل حاجة داي أكيد قريبة منيكم قووي إنها تعرف اللي حوصل بالسهولة داي
تململ في مكانه بزهق ولم يعرف بما يجيبها فهو يعلم جيدا من صاحبة تلك الألاعيب القڈرة ولكنه لايحبذ دخول سكون في تلك اللعبة ولا يود معرفتها بغل تلك الوجد
ثم أجابها منكرا معرفتها
ها واني هعرف منين بنت الملاعين داي المهم لو أي رقم غريب رن عليكي تاني اعملي تسجيل للمكالمة حتي لو مطلعتش هي البت داي تاني تمام
شعرت بأنه يخبئ عليها اشياء كثيرة وأن وراءه سر كبير وأنها ستعاني كثيرا من غموض ذاك العمران وظلت تحادثه بضعا من الوقت الي أن أغلقا الهاتف
أما هو فور أن انهى مكالمته معها القى هاتفه وسب تلك الوجد بين سريرته وهبط الأدراج قاصدا إياها وشرارات الڠضب تنطلق من عيناه
ذهب إليها ورن جرس الباب وبعد عدة ثواني فتحت ووجدته أمامها بطلته الخاط فة لأنفاسها وما إن رآها حتى دفعها بعيدا جعلها تأوهت من دفعه لها وخطى إلي الداخل خطوات معدودة ثم انطلق هادرا بها
إنتي يابت إنتي إيه شيطان متحرك على الأرض عايزة تدم ري كل حاجة حلوة وخلاص !
إنتي ايه إبليس يض رب لك تعظيم سلام علي جبروت حقدك وغلك اللي موردوش ومشفتهمش في بني ادم واصل !
لوت شفتيها بامتعاض وتحركت بخطوات متمهلة وهي تصطنع التعب من دفعه لها قائلة
والله حرام عليك تعمل فيا اكده ياعمران ودايما شايفني وحشة وظالمني وكل مص يبة تحصل تلبسهالي هو أني ايه عدوتك ياشيخ
ثم اصطنعت الدموع التي هبطت على وجنتيها ببراعة وتقمصت دور المظلومة بامتياز أما هو على صوته ودوى أركان المكان بته ديد صريح
قسما عظما ورب الكون اللي مابحلف بيه كڈب واصل لو قربتي من مرتي ولا جيتي ناحيتها تاني لا هكون مقط عك حتت ورامي جتتك لكلاب السكك يعملوا عليها وليمة
أني بحذرك أهه بعدي عني اني خلاص اتجوزت وبعشق مرتي وعمري ماهسيبها ولا هي هتسيبني وإذا كان على النمرة اللي عملتيها لما كلمتيها في التليفون وقلتي عليا الكلام الافترا داه هي مصدقتكيش دي داكتورة متعلمة ومتنورة ودماغها توزن بلد فخليكي اكده بخي سمك لحد مانتي اللي اول واحدة هتدوقيه
ثم بصق عليها وهو يشعر بالامتعاض منها ودف عها مرة أخرى وغادر المكان الذي شعر به بالاخت ناق منذ أن دلف إليه
أما هي فور خروجه اعتلى صوتها بص رخة عالية تحمل بين طياتها الغ ل والح سرة والق هر وكأن اي شئ تفعله ليس له قيمة فقد فعلت كل مابوسعها وهو لن يلين ويأتي إليها ولكن مافي جرابها لن ينتهي بعد وستحوى ماتجعل ذلك العمران يتح سر على أغلى مايملك
انقضي يومان على ماحدث ثم ذهب عمران وصديقه محمد إلى موعدهم أتى مع الشيخ الذي حجز عنده محمد وطيلة الطريق يشعر عمران بالرهبة من تلك الفكرة ويدعوا الله داخله أن يتمم أموره على خير وأن يبارك له في حياته وزوجته كان صديقه محمد يهدئه طيلة الطريق ويحاول خلق مواضيع معه كي يجعله ينسى ماهو قادم إليه
بعد عدة ساعات وساعات وصلا إلى المكان المنشود وإذا به يمكث ذلك الشيخ في السيدة زينب بجوار ال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذهب إليها وقرأ فاتحة الكتاب وبعض من الصور القصيرة ثم دعا لهما بالرحمة والمغفرة ورحل هو وصديقه إلي ذاك مايسمى صابر المداح دلفا إلى عنوانه وجداه يسكن في شقة ضيقة ويبدوا عليه الفقر ولكن المكان من الداخل فيه من الراحة والسکينة ماتجعل القلوب مطمئنة
ملحوظة أكيد كلكم عارفين صابر المداح وعموما هو حمادة هلال في مسلسل المداح وجبته هنا وهو لسه مغتناش وحالته كانت ضيقة لسه
أدخلتهم والدة المداح إلي غرفة الاستقبال وجداه جالسا ممسكا سبحته بيداه وأمامه القرآن الكريم يتلو منه ماتيسر نظروا إلى الغرفة
المعبأة بالروائح الذكية وشعروا أن النور ينبعث من كل مكان في الغرفة ثم استمعوا الى الشيخ يردد
اقعدو ياصعايدة واقفين ليه استريحوا من تعب الطريق شكلكم باين عليكم الإجهاد .
ثم نادى بصوته على والدته
هاتي واجب الضيوف ياأمي .
امتنعوا عن واجب الضيافة لأجل أن لايرهقوا الشيخ وأهل بيته ولكنه صمم فتلك أصول لمن يدلف بيت الشيخ وهو يردد لهم
كله من فضل الله وكرمه وإكرام الضيف علينا واجب .
بعد مرور بضعا من الوقت تحدث صابر المداح مرددا وهو ينظر تجاه عمران بنظرات متفحصة جعلت الخۏف يتسلل داخله لأول مرة
شوف ياعمران انت اللي عليك العين والنية طريقك مخطوط بالش وك وكله عق د عق د وكل عق دة متتفكش إلا بطل وع الروح معمول لك سحر على اعز مايملك الرجل ويخليه يمشي موطي راسه من سنين بس اللي مخليني مستغرب أنه من كذا سنة ايه اللي خلاك مستني لدلوقتي ومدورتش على حالك .
انصعقا الإثنين من كلام الشيخ الذي يمثل حالة عمران بالتمام وجدا على وجههم علامات الدهشة فردد بابتسامة جعلت النور يشع من وجهه
مدد يارب متستغربوش هذا من فضل الله يؤتي علمه من يشاء ولكنه هو الأعلم والأقدر والأقوى .
ثم أشار إلى عمران أن يأتي إلى الكرسي الموضوع في الجانب وأتى بحبل وطلب منه أن يستجيب لأوامره وطلب من صديقه أن يحكم معه ربط الحبل بشدة ويراعى أن بنية عمران قوية ولابد من إحكامه جيدا لأن الأمر شاق بشدة
وبدأ الشيخ بوضع يده على رأس عمران وبدأبتلاوة آيات من القرآن الكريم
واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ۖ وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ۚ وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ۖ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ۚ وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ۚ ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ۚ ولقد علموا لمن اشتراه
ما له في الآخرة من خلاق ۚ ولبئس ما شروا به أنفسهم ۚ لو كانوا يعلمون
وقرا باقي الآيات وهي سور القلقلة المعروفة وآية الكرسي وأول ١ ايه من سورة يس واخر آيتين من البقرة وبعضا من آيات السحر المذكورة في كتاب الله
ثم بدأ بذكر أدعيته التي تبطل السحر وهو يضغط على رأسه بشدة
اللهم إنك أقدرت بعض عبادك على السحر والشړ ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر فأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه بحق قولك الكريم وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله.
بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شړ كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك.
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات. بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شړ حاسد إذا حسد وشړ كل ذي عين.
بسم الله ثلاثا أعوذ بالله وقدرته من شړ ما أجد وأحاذر سبع مرات.
أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما. أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وكل عين لامة.
أعوذ بكلمات الله التامات من شړ ما خلق. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
ثم ضغط على رأسه أكثر وقام بتلاوة بعض الأذكار الأخرى سرا وبدأ عمران يتش نج بقوة فائقة وكلما يتلو الشيخ كلما يتحرك پعنف أكثر وكأنه يصارع الم وت ووجهه أصبح محمرا من شدة التعب وعيناه تكاد تخرج من مكانها
كاد محمد أن يتحدث إلا أن الشيخ نظر إليه نظرة ارعبته وأخرصته وتابع كلماته التي يلقيها في أذناي ذاك العمران وظل على حالهم هذا إلى مايقرب من ساعة كاملة والشيخ يحاول إخراج السحر من جسده إلى أن تقيأ عمران في الإناء الذي وضعه الشيخ أمامه وبدأ وجهه يعود إلى لونه الطبيعي وجسده بدأ يهدأ من تشنجاته وقام الشيخ بفك الرباط وأطلق صراح العمران الذي بدأ يشعر بالراحة اجتاحت جسده ونظر إلى المكان حوله وكأنه كان في رحلة الي الجح يم وعاد إلى أرض الأمن والأمان.
ربت الشيخ على ظهره وهو يردد بابتسامته المريحة
مبروك يابطل دلوقتي انت رجعت لطبيعتك بس خلي بالك هتمشي على التعاليم اللي انا كاتبها لك في الورقة داي ومحدش هيقدر يهوب ناحيتك تاني من شياطين الانس والجن أعاذنا الله وإياكم منهم ولازم تواظب على الأذكار اللي فيها بنفس الطريقة ونفس الأوقات ومتصتصعبهاش علشان ربنا يزيح عنك أذاهم .
بعد أخذ وقتا قليلا استعاد فيه عمران جأشه سأل الشيخ
مين اللي أذاني ياشيخ وعمل فيا اكده ارجوك قول لي علشان أخن قه بيدي داي
البارت الثاني عشر
انطلق عمران وصديقه محمد عائدين إلى بلدهم وهو يشعر أن شمس اليوم مختلفة عن كل صباح يشعر بطاقته التي فارقت جسده منذ سنوات ليست بكثيرة قد عادت شعور الفتور وفقدان لذة الحياة فارق جسده وكأنه عاد بن العشرين من جديد
ابتسامته وهو يتخيل سكون بين يداه زينت محياه ولكنه حزن على سنين عمره التي مضت وهو يشعر ذاك الإحساس الممېت بأنه ليس كباقي الرجال فاق من شروده على صوت صديقه الذي يربت على ظهره وهو يردد بسعادة
مبروك عليك شفاك ياعم عمران عجل بقي بجوازك من الدكتورة وهات لنا دستة عيال يقرفونا زي ابوهم ماكان قارفنا في عيشتنا ومنغصها علينا .
اتسعت مقلتي عمران بذهول مصطنع من كلامه وهتف باستنكار
وه