رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 

فحقا حلال الله مذاقه مختلف وجبره للقلوب سكن وسکينة .

في منزل ماجدة وبالتحديد في غرفة مكة كانت تسترتخي على تختها ومنذ أن عادت من زفاف شقيقتها وهي على نفس استرخائها وعقلها يراجع ماحدث اليوم وكل مايشغل تفكيرها النظرات العاشقة من ذاك الآدم لها وغناؤه الذي شعرت طيلة القاؤه أنه لها ولأول مرة اجتاح جسدها شعور الحب وكم كان مؤلم ذاك الشعور لها نعم فشعور الحب والۏحشة والاشتياق لحبيب لم تطوله ولم تنوله لها الأيام ولن يسمح لها النصيب أن تكون له مؤلم وألمه يق طع نياط قلبها فهي الآن تشتاقه ومن المحال أن تهدأ ني ران اشتياقها إلا أن تتحدث معه وذلك من المحال أيضا كل خلية في جسدها تطالبها بالفكر بآدم قامت من مكانها وقررت التوجه إلى الله علها تكن وساوس شيطان وهذا ماأهداه لها عقلها توضأت وظلت تصلي وتدعي ربها بالخير يأتي لقلبها ظلت تصلي أكثر من ساعة ودموع عيناها تحاكي ربها وتناجيه أن يشفيها من ألم العشق الممنوع الذي زار قلبها في ليلة وضحاها وكأن أحدهم دعا ربه في ليلة مفترجة وأبواب السماء كانت مفتوحة بأن تعشق ذاك الآدم

وأثناء انغماسها استمعت إلى هاتفها يعلن عن وصول مكالمة وللعجب أنها حينما استمعت دقات الهاتف أعلنت دقات قلبها رنينا مطابقا لدقات الهاتف دون أن تعلم من المتصل ولكن قلبها يشعر بأنه هو وبحركة عفوية منها وضعت يدها على ذاك القابع بين أضلعها وكأنها تأمره أن يصمت عن دقاته المه لكة لمشاعرها ثم خطت خطوات بطيئة وبيدان ترتعش أمسكت الهاتف وعيناها رصدت نقش اسمه فأصبحت تنظر إلى السماء تارة والى الهاتف تارة وداخلها يردد

يا إلهي ماذا عساني أن أفعل فهو المغنى وأنا المنتقبة صاحبة الرداء الأسود وهذا قلبي يدق بين أضلعي عند رؤيا اسمه فقط يطالبني بأن أجبره وأسمع صوته فقط وهذه عقيدتي تأمرني بأن لاأفعل وتلك مشاعري تنهرني وتلومني لماذا لاأقترب وأنال سعادة قلبي معه

بحق جلالك يا الله اهدي قلبي وارشدني ماذا أفعل

هل أترك قلبي ينساق وراء مشاعري وأعطي له فرصة حق التجربة

أم أن أكس ر ذاك الهاتف وأظل أتحسر وأكبت مشاعري وعند تلك الكلمة التي رددها قلبها بحسرة داخلها

أكبت مشاعري ! لااااا لاااا لن أستطيع حتما سأنف جر حتما سأقهر قلبي العاشق للحبيب الأول ظل هو يكرر رناته ويعيدها مرارا وتكرارا فهو مثلها بل ويزيد فهو عاشق محروم انك وى قلبه بالعشق ليال كثيرة وهو فاقد الأمل في اقترابها إلى أن ضعفت أمام دقاته و أجابته بصوت باكي

السلام عليكم.

مشاعره ثارت عليه وداخله انفطر لنبرتها الباكية وسألها دون أن يرد سلامها

إنتي پتبكي يامكة ! إنتي پتبكي ياحبيبتي !

دموعك غاليين أووي.

انتهي البارت

البارت الثامن عشر

ظل هو يكرر رناته ويعيدها مرارا وتكرارا فهو مثلها بل ويزيد فهو عاشق محروم انك وى قلبه بالعشق ليال كثيرة وهو فاقد الأمل في اقترابها إلى أن ضعفت أمام دقاته و أجابته بصوت باكي

السلام عليكم.

مشاعره ثارت عليه وداخله انفطر لنبرتها الباكية وسألها دون أن يرد سلامها

إنتي پتبكي يامكة ! إنتي پتبكي ياحبيبتي !

لم تجيبه على استفساره بلسانها ولكن بكائها نطق وأجابه وجعله يست شيط على بكائها وظل يمسح على شعره بقلة حيلة وداخله يود احتضانها تلك اللحظة كي يخفف عنها ثم تحدث معلنها صريحة لها

پتبكي من ألم العشق اللي دوبني أخيرا قلبك دق وجرب يعني ايه حب ويعني ايه اشتياق ويعني ايه ح رب مشاعر بتهلك صاحبها !

لم يجد منها رد غير البكاء الهادئ ثم نادى بهمس كي يجعلها تستفيق

مكة ... مكة .

مسحت عبراتها وغمغمت بخفوت

نعم يا آدم .

ياه أخيرا نطقتيه بدون كلمة مغني ولا مطرب ! أخيرا حسيتي اني بني ادم وليا حق أحبك وليا حق أتعلق بيكي وانك تبقي ليا !

برفض قاطع حركت رأسها

لاااا يا آدم مينفعش والله ماينفع ڠصب عني .

عض على شفتيه السفلى مرددا برفض مماثل

ليه مينفعش ليه تعملي فينا كدة قلت لك مش محتاج اكتر من فرصة واحدة بس علشان أثبت لك إنه هينفع والله هينفع .

على نفس نمط كلامها ورفضها لتلك العلاقة

كل حاجة بتقول إنها علاقة مش هتنجح وأني مش عايزة اكده أني عايزة اللي أكمل معاه حياتي يبقى شبهي علشان ممشيش طريق معرفش أرجع منيه لو تهت وانت ساعتها مش هتعرف ترجعني .

حاول تهدئة أعصابه كي يصل معها إلى حل في معضلتهم ثم واجهها

متنكريش انك حبتيني يامكة أنا شفت نظرة الحب في عنيكي النهاردة شفت نظرة الغيرة عليا من اللي كانوا حواليا

واسترسل بغرام كي يجعلها تشعر ما به

تعرفي مكنتش شايف غيرك النهاردة في كل دول مكنتش مركز في اي حاجة ولا مع أي حد غير اني أفك شفرات نظراتك كل ثانية

شفتك يامكة وانتي بتمنيني زي مانا اتمنيتك كتييييييير قووي شفتك وانتي پتتعذبي من ح رب مشاعرك وانك بتخ نقيها جواكي ومش عايزاها تبان زي ماخلتيني احاول اخن قها كتييييييير بس مقدرتش .

لسانها مازال يردد بتصميم

لأ لأ لأ يا آدم هقدر وهبعد وهسيطر اني لسه في البداية.

ضحك بسخرية من أنانيتها قائلا بنفي

مش هتقدري انا جاي لك من هناك من لما كنت بترغميني علشان بس أبطل تفكير فيكي للحظات معرفتش بردو قايم نايم بفكر فيكي وقلبي مش عايز غيرك

ثم سألها كي يسمعها منها صريحة ويجبر قلبه الذي انكوى

إنتي حبيتيني يامكة زي مانا ماحبيتك وقبل ماتجاوبي اعرفي إن الكذب حرام وانتي بنفسك أدرى الناس بكدة وياريت تردي عليا وخليكي شجاعة إنتي حبيتيني ياحبيبتي

بكت بصوت عال تلك المرة وهي تضع يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها المرتفعة ولم ترد اما هو ظل يهدئها

اهدي بقى اهدي والله العظيم حرام اللي بيحصل لنا ده دموعك بيق طعوا

في قلبي وبيع ڈبوني اكتر مانا متعذب .

ظلت على حالها دون جدوى ودون مفر من البكاء ثم أغلقت الهاتف ورمته بجانبها وارتمت على تختها تبكي

أما هو ظل يدور في الغرفة پجنون من تلك العنيدة التي يحلوا لها عذابهم ولا يعرف ماالخطوة التي يجب أن يفعلها بعد ذاك فقد نفذ رصيد الانتظار داخله ولا يستطيع المكوث في بعدها أكثر من ذلك وظل يفكر حتى أرهق من كثرة الفكر .

انتهى اليوم على الجميع وأتى الصباح يحمل في طياته أقدرا لا يعلمها إلا رب السماء

في شقة عمران وسكون وبالتحديد في الساعة العاشرة صباحا استيقظ عمران من نومه ونظر بجانبه وجد ملاكه نائما في سبات عميق

مش كفاية نوم ياعروسة ولا ايه مكنتيش بتنامي في بيتكم

وجدها تتململ في نومها فرفع يداها وقبلها بوله كي تستفيق ويستقر جفن عيناها داخل عيناه وهو يهمس لها مع كل قبلة

له اهدي شوي وبراحة اكده علشان عمران مهيتحملش الدلال والجمال ده كلياته.

استمعت سكون إلى تلك الكلمات وأخيرا فتحت عيناها وسكنت داخل عيون عمران الذي رأته مثبتا نظراته عليها ولم يحيد عنها قائلة بخجل

صباح الخير ياعمران انت صاحي بدري ليه

قبلها من وجنتيها بنهم ورد صباحها بدعابة

صباحين وحتة ودلع وكلام واحد خلع والتاني نام .

ضحكت ضحكة مائعة أثارت غريزة ذاك العمران على مشاغبته وطريقة كلامه ثم أكمل هو بعتاب مصطنع

له بس اني زعلان منيكي ياسكون

اعتدلت في نومها ثم سألته باندهاش

وه واني عميلت ايه ياعمران يزعلك مني ده إحنا لسه بنقول ياهادي

داعب خصلات شعرها بأنامله وأجابها بعيناي تأكلها من شدة شغفه بها

في واحدة يوم صباحيتها تقول لجوزها صباح الخير ياعمران !

هو ده اللي مزعلني منيكي

رفعت حاجبها باندهاش من استنكاره بعد أن وقع قلبها بين يداها فعقب هو

ايه مالك مستغربة اكده ليه هو مش من حقي ازعل منيكي لما اكون عريس وأجي أصحي

عروستي وتصبح عليا باسمي !

تبدل اندهاشها إلى ابتسامة ارتسمت على وجهها فجعلت صباحه

أسعد مايكون

ثم أمسكت يداه وقبلت كلتاهما من باطنها وهي تردد بعشق خاص لذاك الحبيب الذي أسمته في قلبها حبيب العمر ثم أردفت مع كل قبلة

صباح الخير يا عمري أنا صباح الخير ياعشق سكون وروحها اللي بتتنفس عمران وبس ومفيش غيره .

وعرفتي منين بإن داي هي اجابتي ياسكون

قد اكده بتقري عيون عمران ! قد اكده ډخلتي جوة قلبي ومشاعري وعرفتي عمران رايد ايه وزاهد ايه ! إنتي ازاي عشقك متعمق اكده ياحبيبي

أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وهي تحاول انتظام أنفاسها في قرب العمران

يعني عشقتك سنين قبل ماعرفك وكنت بتابع أخبارك أول بأول على الفيس وكنت كل كلمة تكتبها أحفظها واي حاجة كنت بتكتب انك مش بتحبها أعود نفسي اني محبهاش لجل أعيش وياك أحب اللي تحبه وأكره اللي تكرهه علشان نبقى واحد وكيان واحد ياعمران.

تناقلت عيناه بين شفاها وهي تتحدث وعيناها وهي تنظر له بعشق وليداها وهي تحتضن رقبته وتشعرها بتملكها له ولم يعرف بما يجيب على عشقها الفريد من نوعه له والذي يتغلغل في أعماق روحه وكيانه يوما عن يوم إلا بأن يختطفها إلى رحلة من الغرام يخطفها معها من الزمان ولن يضيع سحر اللحظة قبل أن يختمها بختم العاشقين وبالتحديد عشق العمران والسكون

بعد مرور بضعا من الوقت استمعا الى دقات الباب وكانت سكون تؤدي حينها فريضة الظهر وهو كان واقفا يصفف شعره أمام المرآة ثم خرج وفتح الباب وجدها والدته وأخته رحمة التى دارت بأعينها في المكان تبحث عن سكون وهي تنادي بمشاغبة

سكون سكون فينك ياعروسة اظهر وبان عليك الامان

ثم اقتربت من أخيها واحتضنته وهي تبارك له

ازيك ياعريس امبين عليك الجواز والرواق ياخوي .

هنا تأففت زينب وكبرت في وجهها

الله اكبر عليكي وفي عنيكي مش هتبطلي الطبع العفش دي يابت إنتي

كيفك ياولدي مبروك عليك عروستك ياحبيبي ويجعلها عروسة السعد والهنا.

خرجت سكون بطلتها الجميلة الهادئة وهي تفتح ذراعيها واحتضنت زينب قائلة

منورانا ياماما الحاجة.

شددت زينب من احتضانها وهي تبارك لها

بنورك ياعروسة الغالي ياللي وشك كيف البدر المنور ماشا الله ماشا الله عليكي يابتي يازين ما ربت ماجدة .

أما رحمة ذهبت وقرصتها من ركبتها قاصدة مشاغبتها

قالو لي أقرصك من ركبتك علشان أحصلك في جمعتك يامرت أخوي .

ضحكن الاثنتين بسعادة وهن تحتضان بعضهن واستمعن إلى زينب تنهرها

وه وه ياقليلة الحيا إنتي ! اتحشمي يابت تك ضړبة في معاميعك مش مختشية مني ومن اخوكي يابت إنتي .

وظلوا يتسامرون في جو ملئ بالسعادة والرضا ولكن هل ستظل الابتسامة مرسومة على وجوههم أم ماذا يخبأ لهم القدر من نكبات تعكر صفو حياتهم

فلنرى ماذا جرى في رحلتنا القصيرة رحلة خلق الغرام من نبض الۏجع القاسې .

مر أسبوعا على تلك الأحداث الكل يعيش نوعا من الاستقرار النفسي وكأن الزمن قرر اعطائهم هدنة كي يستعدوا لنكبات القدر فمكة استعانت على ۏجعها بالقرآن والصلاة كي تهرب من عشق آدم ولكن العشق بوجعه قد قدر لها ولكنها تحاول الاستقامة كي لا تفسد التزامها وقررت الاستقالة من المحطة الفضائية وقامت بحظر آدم من جميع الجهات التى يمكن أن يصل بها إليها

وسكون تعيش أجمل أيامها مع عمران كما أن الجميع أحبها ودخلت قلوبهم من عشرتها الطيبة فقد أثرت عقولهم جميعا

أما وجد فهي تبتعد عنهم منتظرة أن تجد فرصة كي تخرج وتذهب إلى تلك المشعوذة كي تعطيها المال والأخرى تبدأ في محراب ش رها الذي يستعيذ من الإنس والجن

أما مها استيقظت على هاتفا من المشفى يخبرونها بأن زوجها قد أفاق من غيبوبته

فردد داخلها من جديد

مهلا أيها الۏجع لقد عدت من جديد فاربطي ايها النفس رباط الصبر من حديد واستعدي لتلك المعركة التي ستدلفيها بقلب عنيد أيتها المها

استعدت للذهاب إلى المشفى وداخلها مشتت لايعرف ماذا يفعل مع ذاك المجدي فهي قد قررت أن لاتعود لمنزله مرة أخرى ولكن هو في شدة ولو تركته سيتحدث الصعيد بأكمله عن قلة أصلها وتلك هي مسيرتها منذ أن تزوجت ذاك المجدي الإجبار على كل شئ

ذهبت إلى المشفى وقبل أن تدلف إلى الغرفة المتواجد بها بعد أن أخبروها بإفاقته وضعت يدها على قلبها كي تستعد رؤية ذاك المجدي

دلفت بأقدام كارهة المكوث بجانبه فقد كرهته وانقضى الأمر أما ماتفعله الآن مجرد مراسم كي تسكت أفواه الجميع عنها

ألقت السلام بفتور ووقفت في مقابل عامر أما مجدي كان يردد بنبرة متقطعة من أثر التعب

انى مش حاسس برجلي ولا بجسمي كله اني ايه اللي جرى لها يامها حد يرد علي ويفهمني مالي

أما عامر كان واقفا وعلامات الأسى على وجهه من ما قصه عليه الطبيب فقد أخبره أن الحمى التى جائته جعلته أصيب بالشلل وهنا كانت الصدمة له فأخيه لم يعد يمشي على قدماه مرة أخرى

ثم تحدث مجدي معتذرا بندم لمها الواقفة في صمت

حقك عليا يامها حقك عليا اني مررت عيشتك ومكنتش ليكي الزوج اللي ياما لمتيني وعاتبتيني علشان يبقى موجود وكان عامل ودن من طين وودن من عجين

حقك عليا سامحيني ياأم الزين واعملي حسابك بعد ربنا ماياخد بيدي نرجعو بيتنا وهعمل كل اللي نفسك فيه .

اتسعت مقلتيها بذهول وحدسها لم يصدق ماستمعت إليه فحقا مجدي يعتذر ! حقا مجدي سيتغير ويصبح رجلا في عينها !

يالهي ماسمعته أذناى صدقا ! ولكن عجيب أنت أيها القدر لقد كرهته لقد نفرته ماعدت أراه غير معذبي غير صورة مشوهة قضت على ملامحي الجميلة

فانطلق لسانها قائلا بفتور

بعدين يامجدي مش هنتكلم فيه الموضوع دي دلوك لما ترجع البيت بالسلامة وقتها يحلها الحلال.

وجدته لم ينتبه إلى كلامها وخلد في نوم عميق ولم يسمعها ففهمها عامر

الدكتور مديله حقن في المحلول وأكيد فيها منوم تعالي نخرج تحت في الجنينة عايزك في موضوع مهم .

أدارت وجهها للناحية الأخرى وهتفت برفض

مفيش بيني وبينك كلام ولا مواضيع.

ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة

الموضوع اللي عايزك فيه يخص مجدي وملهوش علاقة بأي حاجة تانية .

بدون أن تنظر إليه حملت حقيبتها ونطقت حرفين لا أكثر

مستنياك تحت .

نظر إلى أخيه نظرة شفقة ثم لحقها جلسوا على أريكة متنحية عن الزحام مع مراعاة التباعد بينهم فقد أصبحوا يبغضون الوضع بينهم بشدة ثم سألته باختصار

ماله مجدي

لم يعرف بما يجيبها وكيف يخبرها بما حدث لأخيه ولكن هو القدر وحكم الله في عباده

 

تم نسخ الرابط