ولد الابالسة بقلم هدي زايد
المحتويات
تأتي و تجلس على المقعد المجاور
دام الصمت لحظات قبل أن يقول
طبعا أنا معرفتش اتكلم معاك براحتي
فرغ فاها لتتحدث لكنه قاطعها قائلا برجاء
ارجوك يا حسنة اسمعيني للآخر و أي حاجة حابة تقوليها يبقى لما يجي دورك في الكلام عشان أنا عندي كتير اوي
صمت برهة قبل أن يستعيد هدوئه الظاهري و قال
لحد ما كنا تحت و قبل جدك وعيلتك كلها تمشي كان القرار بإيدك و ليك حرية االإختيار في إنك تمشي أو تفضلي لحد ما قررتي تفضلي بقى القرار قراري أنا في إني ادوس على كرامتي و اعمل نفسي مش شايف النظرات أو الصح و اللي المفروض يحصل و ننفصل بكل الهدوء اللي في الدنيا بس لأن يهمني سمعتك قررت ادوس على كرامتي و تفضلي معايا و بعدها كل واحد يروح لحاله
بعد شهر من دلوقت اعتبري نفسك حرة و ملكيش دعوة بأي حد يقدر يتكلم معاك أنا متكفل بكل شئ دا غير حقوقك كلها هاتوصلك
على داير مليم
الفصل السابع
ختم حديثه قائلا بجدية
بعد شهر من دلوقت اعتبري نفسك حرة و ملكيش دعوة بأي حد يقدر يتكلم معاك أنا متكفل بكل شئ دا غير حقوقك كلها هاتوصلك
ابتسم لها و قال
اعتبريها هدية طلاقك تصبحي على خير يا عروسة
بخطوات واسعة و سريعة خطاها زين تجاه المرحاض ليبدل ملابسه بينما هي جلست تبكي على حظها الذي جعلها تظلم من لا ذنب له في يحدث بينها و بين عمر
بعد مرور نصف ساعة
خرج زين من المرحاض اتجه نحو الفراش جذب بعض الأغطية و الوسادة قام بفرشها على الأرض ثم مدد جسده ارخى جفنيه متجاهلا زوجته و كأنها سرابا بعد ان تأكدت أنه غط في نوم عميق دخلت المرحاض لتبدل ثيابها ما هي إلا ثوان معدودة و صړخت بصوتها متاوأها إثر السقوط انتفض من نومه تمتم بالبسملة رفع الدثار عن جسده بحث عنها حتى علم أنها داخل المرحاض طرق الباب و قال بصوت عال
ردت حسنة بتاواه قائلة
لا وجعت على رچلي معرفاش اجوم
طب افتحي الباب
ردت بعصبية ما إن قال بعدم تركيز إثر لهفته
اجوم كيف بجل لك معرفاش اجوم و الباب مجفول قمان
اشار بكفيه قائلا بعتذار
خلاص معلش ابعدي بس شوية عن الباب و أنا
ها ك سر الباب
نفذت ما قاله لها و في اللحظة المناسبة انفتح الباب بقوة بعد أن ك سره زين جثا على ركبته و قال بقلق بادئ على ملامحه
رچلي واچعني جوي
بسط يده و قال بهدوء
طب هات ايدك و اسندي عليا
ردت حسنة بتأفف من حديثه قائلة
بجل لك مجدراش اجف عليها تجولي اسندي علي !!
اتجه نحو ساقها بدأ برفع ذيل الفستان هدرت بصوتها قائلة
إيه هاتعمل إيه أنت !
اجابها بهدوء
هاشوف رجلك جايز تكون لا قدر الله فيها ك سر
ربتت بيدها على كفه مانعة إياه قائلة بعصبية
بس مجدراش ادوس عليه بعد يدك عني و لا لجيتها حچة
رد زين بهدوء قائلا
ياستي و الله العظيم ابدا بس كنت حابب اطمن عليك مش أكتر
تحاملت حسنة على نفسها لتقف ولكن كادت أن تسقط مرة أخرى لحق بها في آخر لحظة حذرها قائلا
خلي بالك الفستان طويل و أنت كل شوية هتقعي بالشكل دا
مش ديه اختيارك !
ايوة اختياري بس بردو مافيش حد بيق لع فستان بالطول دا في الحمام
جصدك إيه
رد بموضحا بنبرة صادقة
مش قصدي حاجة أنت اللي فهمتي غلط عموما أنا ممكن افضل هنا لحد ما تغييري فستانك براحتك برا و بعدها ناديني
فكرة زينة برضك خلاص چعمز اهني لحد ما انادم عليك
حاضر
خرجت من المرحاض ثم التفتت بسرعة قائلة بتحذير
اوعاك تبص كده و لا كده أني بجل لك اهو
ابتسم لها زين و قال ساخرا
لا مټخافيش مش هابص هاغض بصري
بعد مرور أكثر من نصف ساعة
عادت إلى المرحاض بعد أن نادته أكثر من مرة
وجدته في سبات عميق متكوم حول نفسه إثر برودة المكان هزته في كتفه برفق قائلة بهدوء
زين قوم يا زين أنا خلصت
استيقظ بصعوبة بالغة و هو يضيق حدقتاه
نظر لها و قال بتساؤل
عاملة إيه دلوقتي
ردت بهلجة قاهرية قائلة بعتذار
الحمد لله احسن أنا آسفة إني نيمتك هنا بس الفستان خد مني وقت شوية
و لا يهمك هو أنا اللي راح
أردف زين جملته ثم بترها ما إن وصل إلى مسامعه لكنتها القاهرية التي تبدلت في ثوان
رفع بصره و قال بتساؤل
أنت بتتكلمي قاهري عادي اومال إيه حكاية الصعيدي دا !
ابتسمت و لأول مرة منذ بداية اليوم و قالت
أنا عشت طول عمري في القاهرة و جيت هنا من حاولي سنتين أو تلاتة جدي أمرني اتكلم صعيدي زيهم هنا عشان بيكره القاهرة و اللي منها
سألها بفضول قائلا
ليه
رفعت كتفيها و قالت بعدم معرفة
مش عارفة و بصراحة ما يهمنش اعرف بس أنا اتكلمت كدا لأن عمر كان هو اللي بيعلم
بترت حديثها من تلقاء نفسها ما إن وجدته تبدلت ملامحه في ثوان تنحنحت ثم قالت بعتذار قبل أن تغادر المرحاض بلكنة صعيدية
أني آسفة مكانش جصدي تصبح على خير
عادت تتحدث الصعيدية لا تعرف إن كانت تتحدث بهذه اللكنة لأنها تذكرها بحبيبها أم لأنها اعتادت عليها غادر هو الآخر المرحاض دون أن يرد على اعتذرها بالقبول أو الرفض مدد جسده على الشرشف الموضوع أرضا لم يحصل على النوم سريعا كما توقع ظل يفكر في ما يحدث هل اخطأ من البداية أم أنه فعل الصواب بينما هي كانت تبك لا تعرف إن إثر آلم ساقها أم اختيارها الذي اوقعها في رجل طيب القلب
رفع زين رأسه عن الوسادة ليعرف مصدر الصوت
سألها بهدوء قائلا
حسنة أنت بټعيطي
ردت حسنة بنبرة متحشرجة إثر بكائها و قالت
ايوه
اعتدل في جلسته ناظرا لها نظرة متعجبة قائلا
ليه مالك هي رجليك لسه بټوجعك !
أومأت برأسها علامة الإيجاب قائلة بمرارة
رچلي و جلبي و كل حاچة في و اچعني
صمت برهة و هو يطالعها بيأس ظنا منه أنها تتحدث عن حبيبها لكنها تابعت حديثها قائلة
اليوم اللي بتستناه كل بت في الدنيا و بتستنى تشوف فرحة أمها اني كنت بطولي يومها
وقف زين من على الأرض متجها نحو البراد الصغير الموضوع في أحد الاركان قام بفتحه ثم جذب قنينة الماء سألها و هو
يسير تجاهها قائلا
صحيح يا حسنة فين اهلك اقصد يعني ليك اخوات ماتك عايش و لاما ت
ردت حسنة بحزن دفين و هي تتناول منه كأس المياه الباردة
أمي عايشة و أني أكبر اخواتي من أمي بس چدي منه لله حرمني
منيها
اجهشت في البكاء ما إن تذكرت تفاصيل حياتها جلس على حافة الفراش مقابلتها ساعدها في ان تتجرع رشفات المياه بهدوء قائلا بهدوء
اشربي و بلاش ټعيطي اهدي و احكي لي لو حابة
تناول منها كأس المياه وضعه جنبا عاد ببصره سريعا عندما بدأت سرد جميع تفاصيل حياتها منذ أن تزوج والدها بوالدتها بالقاهرة و حتى اليوم الذي وافقت فيه على الزواج منه لن ينكر حزنه الذي اعترى قلبه عندما ذكرت حكايتها مع عمر ناهيك عن الإبتسامة
متابعة القراءة