ولد الابالسة بقلم هدي زايد
المحتويات
بعد اللي عرفته اتأكدت إنك بتروحي للي يدفع أكتر
سألته حسنة بنبرة مستفسرة قائلة
و إيه بقى اللي أنت عرفته عني
زفر ضاحكا و قال بمرارة
كتير اوي يا حسنة كتير مصايبك طلعت كتير جدا بعتي نفسك ل عمر و ليا و ما خفي كان اعظم
بجد و الله و مين بقى فهمك إني
ر خي صة و ببيع نفسي
سيبك من اللي قال لي و خلينا في كشف حساب المستشفي دا عمر يدفعه بأي وجه حق
و أنت مالك يدفعه ليه و عشان مين أنت كان ممكن تسألني سؤالك دا لو لسه على ذمتك و كان من حقك وقتها تعرف كل حاجة لكن دلوقت لأ و مليون لا عشان لا بقيت أنا مراتك و لا على مكتوبة على اسمك عمر يدفع لي ابيع نفسي كل ما دا ملكش في
الفصل التا سع عشر
ختمت حديثها بإشارة من يدها و قالت
خرجت الممرضة من غرفة الحضانات و قالت بسرعة قبل أن تعود
احنا محتاجين رعاية الطفل حالته حرجة و بېموت
اتجهت حسنة و قالت بلهفة متسائلة
رعاية اومال إنتوا إيه و فين هي الرعاية دي انطقي بسرعة
ردت الممرضة بسرعة موضحة
دا قسم الحضانات
و ابنك محتاج رعاية الحال بتسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله اتحركي بسرعة
استني عندك فهميني هنا مين ابنك دا و منين و ازاي أصلا !
ردت حسنة بصړاخ من بين دموعها قائلة
ابعد عني بقى كفاية روح لحالك و سبني في حالي أنا مش عاوزك و لا عاوزك منك حاجة خليني الحق ابني قبل ما يروح مني
ي لمس ها خلال الفترة التي قضتها في منزله
خرجت من المشفى و هي تكفكف دموعها بكم جلبابها رفعت هاتفها على أذنها و قالت بصړاخ
جدك رجع يلعب معايا تاني يا بشار و أنا مش ها سكت جدك د مر كل حاجة بحاول ابنيها و دلوقت جه الدور على ابني كله إلا ابني يا بشار سامع كله إلا ابني
وجيدة و عمر ماتوا يا حسنة اخوي و صاحبي و نور عيني اللي بشوف بيها ماټ يا حسنة حبيبي و حبيبتك ماتوا يا حسنة
ردت حسنة بعدم استيعاب و قالت
أنت بتقول إيه إيه التهريج دا بلاش هزارك البايخ دا و تكدب عليا عشان اعدي اللي حصل دا بالساهل كدا
اوصدت الهاتف في وجه بشار و سرعان ما ضغطت على لوحة المفاتيح بأنامل مرتعشة
أنا مش هاسيبك يا حسان أنا هد مرك زي ما دمر تني و قبر بنتك مش هر حمه يا أبوجيدة سامع مش ها رحمه و حضر نفسك عشان اليوم اللي بقالك خمسة و عشرين سنة جه خلاص و القپر ها يتفتح و بدل ما تخرج وجيدة هتدخل لها أنت و بكرا تقول حسنة قالت
وصل إلى مسامعها و صراخه و قهرته و هو يقول بصوت حزين
بناتي التنين راحوا يا حسنة و عمر راح يا حسنة بشار جت لهم بشار جت ل ولادي يا حسنة
تابع بوعيد و هو يكفكف دموعه و قال
بس لا مش ها سيبك يا بار و لو كنت في سابع أرض هاچيبك و ها خد حجي منيك هربي شبل على كره ليك هاخلي مش شايف حاچة غير الاڼتقام منيك و
أنت بكرا اللي تجولي چدي جالها يا حسنة
اغلقت حسنة الهاتف في وجه جدها دارت حول نفسها باحثة عن زين الذي أتى على الفور
كانت ك المجذوبة و هي تبحث عن هاتفه و تقول بعدم استيعاب
اتصل لي ب خالد بسرعة خليني اسمع صوت وجيدة هات تليفونك يا زين بسرعة
رد زين و هو يبحث عن هاتفه و نظراته لا تبرح مقلتيها
مالها وجيدة في إيه يا حسنة
كانت أنامله تتراقص بتوتر ملحوظ و أنفاسه
تتسارع بشكل مريب وضع زين الهاتف على أذنه و قبل أن يحدث أخيه جذبت منه الهاتف و قالت بنبرة متلعثمة
ايوة يا خالد اديني وجي
لم تكمل حسنة طلبها سقط منها الهاتف و كلمات خالد المتحسرة تتردد على مسامعها نظرت ل زين الذي هزها برفق لتعود لوعيها لكنها سقطت أرضا فاقدة للوعي نظر زين تجاه باب المشفى و قال بصړاخ
دكتور بسرعة حد يلحقني بدكتور بسرعة
ما إن انتهى من ندائه لطاقم المشفى حتى أتى
أحد الأطباء و الممرضين تم نقلها و عمل اللازم لها كان زين يقف في غرفة الطوارئ لا يعرف ما الذي حدث أتاه اتصالا من والدته التي اخبرته فيه عن كل شيئا حدث
بعد مرور ساعة تقريبا
استعادت حسنة وعيها بشكل و أصبحت قادرة على التحدث لكنها فضلت الصمت شردوها جعل زين يحترم حضرة تلك الذكريات التي أتتها بغتة هبطت الدموع من مقلها على خديها بغزارة اقترب بمقعده الحديدي و قال بنبرة متوسلة
حسنة عشان خاطري بلاش دموع ادعي لها بالرحمة
ردت حسنة متسائلة بنبرة ذاهلة و قالت
ادعي لها !! ادعي لها ازاي و هي اللي كانت مغرقاني بدعواتها !!
مصا يب عشان حسان ما يعرفش و يبهدلني
نظرت له و قالت بنبرة متحشرجة إثر البكاء
بلع زين لعابه و دموعه تتزاحم في مقله و تأبى البقاء كم هو احمق في الوقت الذي يجب عليه احتوئها شرعا لا يجوز حدثها بنبرة حانية و قال
عشان خاطري يا حسنة كل دا ملوش أي داعي هي دلوقت بين ايدين اللي احن مني و منك عليها ادعي لها بالرحمة
تابع بجدية و قال
أنا لازم اسافر الصعيد لازم اكون جنب
خالد
لازم احضر الچنازة
أنا جاية معاك
رايحة فين و أنت تعبانة خليك هنا
تابع بتساؤل و الفضول يقوده
حسنة مين البيبي اللي في
الحضانة !
ظن أنه لن يحصل على إجابة أو تثور لعدم مناسبة سؤال كهذا لكنها ردت بأعين دامعة و هي توضح حقيقة الرضيع و من بين كلماتها العتاب و اللوم الشديدان
دا ابن اختي جت ڠضبانة من جوزها ولدت و هي عندنا و حصل حر يقة في الشقة متحملتش و ماټت مش بس لأ هي و أمي و اخواتي الصغيرين مفضلش غير ابنها كنت واخده عشان عنده الصفرا رجعت البيت لاقيت النا ر ما سبتش حتة سليمة في البيت
الحكومة معرفتش توصل للسبب و الطب الشرعي قال ماس كهربائي
ختمت حديثها بنبرة مخټنقة قائلة
بس أنا و أنت و العالم كله عارف إن حسان هو السبب
احتوى يد ها بين كفيه حدثها و هو مطأطأ الرأس ناظرا ما تحتوي ي ده قائلا
عارف إن كل واحد فينا غلط غلط شكل بس ربنا غفور رحيم تعالي نبدأ صفحة جديدة ما يكونش فيها لا جدك و لا أي حد من الماضي صفحة فيها أنا و أنت و بس
ردت حسنة و قالت بمرارة
و
متابعة القراءة