ولد الابالسة بقلم هدي زايد
المحتويات
المسكين اللي جه الدنيا لاقى أمه ما تت و أبوه مسألش عنه لحد دلوقت رغم إنه عارف إنه اتولد
اقترب زين منها خطوة ليقف أمامها مباشرة و قال بنبرة صادقة استشعرتها في حديثه حين
أنا أبوه و أنت أمه و حياتنا حياته
حركت حسنة رأسها علامة النفي و هي تقول من بين دموعها
كلكم كدابين محدش حنين لا غليا و لا ابني كلكم بتقولوا هتبقوا دنيتي و في الآخر بتضحكوا عليا و تمشوا مش ها سيب ابني يشوف نفس اللي حصل لي منكم
علها تنجدها من بين براثن أضغاث الأحلام تلك
لكنها فقدت الوعي و هي تنتظر رد شقيقتها
مدام شمس ما هو قولك فيما قاله المدعو بشار الدهشوري و إنه هو قا تل المجني عليه الدكتور عمر الدهشوري
صاحب العبارة المحقق الذي كان جالسا على مقعد حديدي و بجانبه كاتب يدون كل ما يسمعه كانت شاردة لا تسمح لدموعها بالنزول مهما كلفها الأمر فالبكاء
محصلش
سأله بهدوء قائلا
هو إيه بالظبط اللي محصلش
ردت شمس بهدوء و هي تتح سس باطنها المنتفخة إثر الحمل ما إن شعرت بركلة جنينها
بشار ما قت لش عمر
اومال إيه اللي تقدري تحكي لي اللي حصل وقت مق تل الدكتور عمر
عمر كان جاي من برا و عارف إن بشار هنا
سألها المحقق بمكر قائلا
زي بشار مش كدا !
أجابته بحكمة و دهاء قائلة
لأ ج س مه هو اللي خا نه مقدرش يسطير على حركة عفوية من رجله
رد المحقق و قال بضيق مكتوم
طب بشار بيقول إن عمر تشابك معاه عند السلمة الأخيرة فوق و كان بيحاول يو لع في الأوضة بدل المجني عليها وجيدة الدهشوري و إن بشار زقه عشان يبعد عنه و مكنش قصده يق تله !
مش بشار اللي ق تل عمر مش بشار
اومال مين
نصيبه و عمره نصيبه و عمره يروح مني قبل ما يفرح بابننا راح مني زي ما كل حاجة حلوة راحت مني المۏت اخده مني و ساب لي ذكريات
أردفت شمس عبارتها بقلب مقهور حاولت أن تصمد حتى آخر لحظة لكن ضغط ذاك الماكر الذي يتلاعب بالاسئلة ليو قعها في الخطأ و يجبرها على الإعتراف هو الذي أودى بها لحافة الإنهيار الوضع بات غاية في الصعوبة
الحالة التي يمر جميع أفراد العائلة جعلته ينتظر لأيام لا يعرف كم عددها لكن حتما سيضع كلمة النهاية على هذه القضية كان بشار داخل محبسه يناجي ربه بأن يخلصه من هذا العڈاب الذي يحيطه من كل اتجاه
استند برأسه على الجدار و هو يتمتم بكلمات معاتبة لنفسه تارة و يدعو ل عمر تارة أخرى
ليه كده يا صاحبي ليه !
رد عمر بنبرة مقهورة و هو يهز جسده المتكور حول نفسه قائلا
ڠصب عني يا حبيبي و الله ڠصب عني معجول برضك أني أأذي روحي !
على ما يبدو أن بشار أصابته الحمى بدأ يهذي كثيرا قائلا بتوسل
ارچع يا عمر و أني احر ج الدار كلتها مش الأوضة ارچع يا حبيبي ارچع يا سندي و ضهري في الدنيا
جثا الحارس الخاص بالحبس و قام بوضع
يد ه على جبين بشار لي تح سسه رد بشفقة و عطف
لا حول و لا قوة إلا بالله ديه كيف الڼار
حرك رأسه و قال بنبرة متعاطفة
مين كان يصدج إنك تج تل صاحب عمرك يا بشار يا ولدي صحيح حرس من عدوك مرة و من صاحبك الف مرة
استدار الحارس لصديقه و قال بجدية
جول للبيه المأمور إنه المتهم بشار چاته حمى و لازم له داكتور جبل ما ېموت
ېموت لا عالچوا اصرفوا ما يهمكوش من چنيه لمليون بس بشار يعيش رايده حي
أردف الجد حسان عبارته و هو يقف عن مقعده داخل غرفة مأمور القسم من يرأه يظنه يتلهف لمعالجة حفيده حتى لا يخسره
لكن في حقيقة الأمر هو يريده ل يأخذ هو
ر و حه بطريقته الخاص
خلاص يا عمر أنا سجلت لك نص البيت و بكدا يكون ملكك مطلوب مني حاجة تاني
اردفت حسنة عبارتها و هي تضع بين ي دي عمر الاوراق التي تثبت ملكيته لنصف منزل الجد سالم ابتسم و قال بهدوء
كان نفسي يبجى مهرك يا حسنة بس الظاهر إن ما
فيش نصيب و ربنا كاتبك تكوني بت عمي و بس
عمر ارجوك كفاية كلام في الموضوع مراتك
مش عاوزها تزعل مني هي ما شاء الله عليها هادية و رقيقة و متفهمة بلاش تخليها تتدوس على نفسها أكتر من كدا
أومأ عمر برأسه علامة الإيجاب و قال بنبرة صادقة تلمؤها الاشتياق
عنيدك حج هي رقيقة و كيف النسمة و الله ربنا عطاني نعمة هي شمس و فعلا كيف الشمس منورة حياتي
ابتسمت حسنة و قالت
ر بنا يخليهالك و تفرح بابنك اسيبك بقى عشان الحق ادفع مصاريف المستشفى
عادت حسنة من بئر ذكرياتها الاخيرة التي جمعتها مع عمر ذاك الشاب
الوسيم الذي وقع على اعتاب قلبها و قال لها أر يدك ز و جة لكن تعنتها الشديد و إصرارها على أن تبقى لغيره جعله يريد أن يفعل أي شئ ليبقى جوارها
ابتاع منها نصيبها في بيت الجد سالم و هو يعرف حق المعرفة أن من المؤكد الجد حسان لن يمرر هذا الحدث مرور
الكرام لكنه لا يبالي
ارتمت برأسها للخلف و تذكرت سؤالها له حين وضع النقود بين يد ها و قالت
مش خاېف جدي يقف قصادك يا عمر و تخسر كل
حاجة !
نظر لها و قال بأعين مليئة بالحسړة و القهر الشديدان
ما فيش خسارة كيف خسارتي ليك الدنيا كلها في كفة و عشجي ليك في كفة تانية واصل
ردت حسنة بنبرة معاتبة و قالت
يا عمر من فضلك متخلنيش اندم إني لجت لك و كلمتك عشان تساعدني
رد عمر و قال بنبرة عاشق لم يتجرع من العشق سوى مرارته
ڠصب عني يا حسنة حطي نفسك مقاني ليل نهار اعد الليال عشان تبجي نصيبي و يوم ما اجول خلاص بجيتي لي رحت لغيري
ختم حديثه قائلا بمرارة في حلقه
الدنيا جسيت علي جوي يا حسنة كنت ماشي كيف العيل الصغير فيها لا لي دعوة بحد و لا بعرف حد شغلي الشغال مېتا اتچوزك فچأة يچي چدي و يجول لا نصيبك في الدنيا دي تتعذب و بس
ردت حسنة بهدوء و قالت
بالعكس يا عمر مافيش احسن من نصيبك ربنا رزقك ب شمس و ابنك اللي جاي في السكة و اظن مافيش احسن من كدا عوض من ربنا
صمت مليا ثم قال بمرارة
ها تصدجي لو جلت رغم كل
متابعة القراءة