بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
اڼتقام مرضي من بنت بريئة بلومك انك مقولتليش انتقم من فهد وابنه وانا عيني في عينهم مش اضربهم في ضهرهم واڼتقامي بالنهاية كان في واحدة ست..
قالت باستنكار
واللي ماټت دي مش واحدة ست مش امك وليها حق عليك..
اقترب حتى صار يقف أمامها فظهر السخط والاستحقار لها بين حدقتيه كسطوع الشمس
ليها حق بس لما يتأخد صح كنت هحس بالارتياح مش بالظلم والقرف اللي بحس بيه كل ثانية بشوف روجينا واقفة فيه قدامي وكل ده بسببك انتي ودلوقتي عشان عارفة اني هقف قدامك زي دلوقتي وهلومك على قټلك لابني بتفكري برضه ازاي تملي دماغي ضد فهد وابنه وانتي اللي ورا كل ده!!
والله العظيم معملت في بنتي كده بنتي اتخطفت يا ايان وقدام عيوني اني مش بكدب في عربية سدت علينا الطريق واني كنت بوصلها للمطار وخطڤوها مني معرفتش احصلهم ولا حتى انجدها ابوس ايدك يا ولدي انجدها وانجد شرفنا متخليش اللي حصل لخيتي يحصل لبنتي..
واشمعنا روجينا قبلتي عليها كده! محطتيش في دماغك ليه ان كما تدين تدان ..
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول ايجاد الكلمات المناسبة لقولها
بس هي تستحق لان جدها هو اللي بدا وعمل كده في خيتي..
بنفس الابتسامة المؤلمة اجابها
يبقى بنتك تستحق هي كمان عشان انا عملت كده في بنتهم.
لا بنتي لا محدش هيمسها بسوء ساااامع..
تركها تبكي وتصرخ وغادر للمشفى مرة اخرى ولكنه لم يقف مكتوف الايدي فبالنهاية هي شقيقته ولن يرضى أن يمسها السوء فقد امره رجاله بالبحث عنها ومعرفة الخائڼ الذي فعلها.
انتباهه دهشة حينما استرد وعيه فلم يشعر بأي ألما قد يشعر به شخصا خضع لتو لجراحة خطېرة فحاول جاهدا ان يرفع اللاصق الطبي عنه ليرى ما أسفله ولكن لم يسمح له الطبيب بذلك وفي تلك اللحظة دخلت تسنيم ورواية وعدد من افراد العائلة...
أختك مش في الاوضة يا آسر!
وانتي كنتي متوقعة أيه يا رواية أكيد الحيوان ده مش هيديها الفرصة انها تكون بينا..
جلست على المقعد باهمال وهي تردد پانكسار
بس أنا ملحقتش اطمن عليها دي لسه حتى مفاقتش..
نهض
آسر عن الفراش في وسط دهشة من الجميع ثم اقترب منها ليضمها اليه وهو يهمس لها
الدكتور طمنا عليها واكيد هتبقى احسن.
بس اكيد هيرجع يأذيها تاني.
هز رأسه نافيا
مكنش جابها هنا ولا جالنا لحد البيت عشانها..
قال أحمد
هو الاخر
آسر بيتكلم صح البني آدم ده تفكيره غريب بس معتقدش انه ممكن يأذيها..
أشار عمر لبدر وأحمد
جهزوا العربيات عشان هنتحرك على البيت..
خرجوا معا ليستعدوا للعودة للسرايا مجددا.
كان عودة روجينا للسرايا ضړبة قاټلة لفاتن الممزق قلبها قلقا على ابنتها وشكوكها تجاه فهد وعائلته كانت مؤكدة پجنون رأته يحملها بين ذراعيه ويصعد بها الدرج للأعلى فمرت اولى ذكرى لدخولها فقد القت اول مرة اسفل قدميها والآن تصعد لجناحها محمولة بكل عزة بين ذراع زوجها..
وضعها أيان على الفراش بحرص شديد ثم ترك الأطباء الذين التفوا من حولها ليضعوها على الاجهزة ثم اقترب منهم احدا وهو يدفع الكرسي المتحرك ليقدمه اليه فضيق عينيه وهو يتساءل بذهول
ده لأيه هي مش العملية نجحت وانت قولت انها بخير!
أومأ برأسه ثم أجابه قائلا
أيوه بس هي لازم تفضل فترة متتحركش كتير فالكرسي ده هيساعدها انها متملش من السرير لكن هي وضعها كويس وشوية وهتفوق بإذن الله.
هز رأسه بتفهم ثم أخرج من جيب سترته السوداء مبلغ ضخم ليقدمه اليه وأشار لهم الحارس بتتبعه حتى يخرج من السرايا باكملها وفور عودته سأله أيان باهتمام
مقدروتش توصلوا لحاجة
أجابه الحارس
لا يا باشا بس فعلا لما سألنا في المكان اللي قالت عليه الهانم ناس قالتلنا ان في عربية خطفت بنت بتفس التفاصيل اللي هي حكيتها..
كز على اسنانه پغضب
والمفروض انك هتسمع لكلام الناس ومش هتتحرك انت لازم تلاقيها في اقرب وقت سامعني..
هز رأسه في طاعة ثم غادر سريعا ليحاول الوصول لأي خيطا قد يوصله للحقيقة زفر أيان بضيق مما يجتابه من قلقا عليها ولكنه انتصب بوقفته بفرحة حينما وجد روجينا تحرك رأسها يمينا ويسارا في محاولة لاسترداد وعيها على صوت اضطراب تنفسها وهي تجاهد لان يخرج صوته ويكون مسموعا فقالت والدمع حليفها
ماما... آسر... سامحوني..
صوتا سمعه أيان بوضوح فمسك يدها واصابعه تتحرك برفق على أصابعها شعرت روجينا بالدفء فظنت بأنها لم تتوهم وجود أهلها لجوارها لذا فتحت عينيها والابتسامة مرسومة على وجهها فانتزعها واقعها منها حينما وجدته هو من يجلس جوارها جابت بعينيها الغرفة وهي تردد پصدمة
لا انا واثقة اني سمعت صوت آسر وهو بيكلمني وكنت حاسة بماما جنبي طول الوقت مستحيل يكون ده وهم لا ماما كانت جنبي وكانت بتكلمني على طول..
ربت أيان على يدها ثم قال
لا مش وهم فعلا مامتك كانت جانبك وتحنا في
المستشفى..
تطلعت تجاه الباب وهي تتساءل بلهفة
طب هي راحت فين
أجابها بهدوء
رجعت بيتها واحنا كمان رجعنا لبيتنا..
بكت باڼهيار وهي تردد بضعف
لا انا عايزاها جنبي انا عايزة امشي من هنا عايزة ارجع معاهم... انا مش عايزة اقعد هنا..
انتباها جنون وهي تحاول النهوض ولكن سرعان ما صړخت ألما لما تشعر به حاول أيان تهدئتها ولكنها لم تهدأ الا حينما اخترق محقن الممرضة يدها لتنغمس بنوم اجباري ولسانها مازال يردد باسم شقيقها ووالدتها..
عودة ماسة سالمة للسرايا كانت فرحة ازاحت حزن كان مازال بداخل كل فرد كان الجميع يزورها بغرفتها وبالاخص حور وتسنيم التي كونت صداقة لطيفة معها ولكن الغير مفهوم للجميع غياب فهد الذي برره سليم بأنه سافر للاقصر واسوان ليتابع أخر التطورات بنفسه ومر يوما واتبعه الأخر حتى اتقضى اسبوعين متتالين لم يعلم عنه أحدا شيئا كل ذلك وآسر ينتابه شكوك عظيمة..
اما بسرايا المغازية فكان الحال يعاكسهم تماما انطفئت شعلة فاتن وباتت تترقب سماع خبر مۏت ابنتها أما أيان فكان يعاني وهو يرى روجينا تكرهه أكثر من السابق وتمقت قربه منها حتى وإن كان هو من يساعدها على التنقل بالمقعد المتحرك..
هبطت رواية للاسفل فتعجبت حينما رأت حماتها تعد السفرة بذاتها فاسرعت اليها ثم التقطت عنها طبق الجبن وهي تخبرها بدهشة
بتعملي بنفسك يا ماما طيب كنتي ناديلي وأنا كنت نزلت اعملك اللي عايزاه..
جذبت منها الطبق ثم قالت بابتسامة مشرقة وهي تضعه على المائدة
لا محدش هيجهز فطور ضنايا غيري اتوحشني جوي.
انكمشت تعابيرها وهي تتساءل بذهول
مين!
قالت وهي ترتب الفطير الذي احضره لها الخادم
فهد ولدي سليم رايح قالي انه رايح يجيبه..
توقف بها الزمان هنا عند تلك الطاولة التي شهدت تقاسمهم كل شيء الطعام والحب والحياة والروح كل شيء تقاسماه ولكنها تراه الآن غير منصف بحقها وحتى لم يهتم لما حدث مع ابنه وابنته واختار الهروب لعمله حتى هي طوال تلك المدة لم تفكر به مثل السابق فقد اتخذ ابنائها حيز كبير برأسها وما زاد الامر سعادة معرفتها بحمل تسنيم استدارت رواية للخروج للحديقة فتعلقت عينيها على من يقف أمامها بوجها منطفئ وعابث منحته نظرة حملت اللوم والعتاب قبل أن تمر من جواره لتتخطاه في سبيل الخروج توقفت حينما قال بحزن
مش
هتسلمي عليا!
قالت دون ان تتطلع اليه
مفيش حاجة تربطني بيك من اللحظة اللي قطعت صيلتك ببنتك واتخليت عنها..
وتركته وغادرت تركت الخناجر تمزق أحشائه رغم وجعه السابق ومع ذلك ولج للداخل وجلس يتناول طعامه بصحبة والدته راسما لابتسامة باهتة ظلت على وجهه حتى صعد لغرفته وحينما كاد باغلاق بابها وجد ابنه يقف أمامه ليسد عليه بابه فولج ليغلقه هو من خلفه ثم تطلع له بنظرة مطولة صامتة فتساءل فهد باستغراب
مالك واقف مبلم اكده!
كسر قاعدة صمته حينما قال بثبات
أنت غامض ومش مفهوم لكل اللي هنا الا أنا..
توترت نظراته تجاهه فاتجه للمرآة ثم ادعى انشغاله بخلع ملابسه وهو يردد
قصدك أيه
لحقه آسر ثم قال
قصدي حضرتك فاهمه كويس بس اللي انا مش قادر افهمه ليه.. ليه تتفق مع الدكتور ان محدش يعرف انك انت اللي اتبرعتلها مع ان ده كان ممكن يحسن علاقتك مع ماما كتير!
جحظت عينيه حينما انكشف امره فاستدار اليه وهو يتساءل پصدمة
انت جبت الكلام ده منين انا معملتش حاجة.
ابتسم وهو يقول
بابا انا كنت حاسس بيك طول الوقت حاسس بوجعك وحزنك لما عرفت باللي حصلها ولما فوقت اتاكدت انك انت اللي اتبرعتلها مش انا..
تطلع له مطولا قبل ان يقول
مينفعش يا ولدي تعمل حاجة زي دي وابوك عايش اني راحت عليا خلاص لكن انت مستقبل الدهاشنة كله.
اقترب آسر منه ثم قال بحزن
طيب ليه مقولتليش..
ابتسم وهو يجيبه.
لاني خابرك زين عنيد ودماغك ناشفة زي ابوك مش هترضى اني اكون بدالك..
ثم رفع يديه امام وجه ابنه وهو يردد بقسۏة
بس ده ميمنعش العداوة والكره اللي في قلبي ليها قلبي لساته عضبان غليها وهيفضل اكده طول ماني عايش.
اخفى آسر ابتسامته على والده الذي يشبه في ذلك الموقف الطفل الذي يقسم بانه لن يتحدث مع ابيه حينما يقترف ذنبا وحينما يتحدث اليه يخبره بانه لن يفعل ذلك مجددا فمازال حزينا... ترك كل تلك المخيلات من رأسه ثم قال
طيب ليه معرفتناش كلنا وبالاخص ماما خبر زي ده كان هيفرحها.
رد عليه بصرامة
محدش عرف ولا هيعرف بالكلام ده لانك مش هتتكلم يا آسر اني مش عايز حد يفكر اني سامحتها غلطها كبير وميتغفرش..
كاد آسر بالحديث فاوقفه والده حينما قال
مدامك عارف باللي بيا اخرج بقى وخليني ارتاح شوية والحديث نكمله بعدين..
ضحك وهو يشير اليه قائلا
حاضر هخرج..
وكاد بالخروج ولكنه توقف وعاد ليقف مقابله ثم انحنى ليطبع قبلة ممتتنة على كف يد أبيه الذي مسح على رأسه بحب..
بمنزل مهران ..
كان يجلس بالخارج ويترقب عودة خادمه المخلص فما أن عاد اليه حتى سأله باهتمام
ها طمني عملت ايه
جلس على المقعد وهو يخبره بانفاس لاهثة
زي ما قولت بالظبط يا سيدي دخلت لاسر بنفسي وقولتله عمك مهران عايز يشوفك ضروري في التو والحال...
لوي
متابعة القراءة