بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
الرهبة إليها أسرعت رواية تجاهه لتندث بأحضانه وصوتها يخفق بضعف
ابني...
انقبض قلب فهد وبات ناقما على من تسبب ببكائها فتدخل على الفور حينما واجه أيان قائلا
أعلى ما في خيلك اركبه..
منحه ابتسامة غامضة قبل أن يعدل من جاكيته الغير منظم فتطلع تجاه آسر بنظرة أخيرة قبل أن يغادر المطعم وفور مغادرته اتجه فهد تجاه صاحب المطعم الذي أتى سريعا ليرى حالة الشغب الحاډثة بمطعمه فقال بثبات
لخص الرجل مظهره الآنيق وطريقته اللبقة بالحديث
بكونه رجلا من كبار عائلات الصعيدفيكفيه اعترافه بالخطأ وتحمل نتائجه لذا بصدر رحب قال
ولا يهم حضرتك المهم ان الامور اتحلت.
أخرج فهدمن جيب جلبابه الأسوددفتر شيكاته ثم دون مبلغ ضخماوقدمه للرجل
وتركه واتجه تجاه زوجته وابنه فسلطت نظراته عليه ليشير له بغموض
خد الوكل وروح لنسايبكميصحش تسيبهم اكده..
بدى حائرا من تصرف أبيهوكأن شيئا لم يكن بالنسبة اليهولكنه بالنهاية لديه كل الحق فحمل الحقائب ثم اتجه لسيارتهتاركا والدته في مواجهة أبيه...
بالخارج..
كانت زوجة خالها تشعر بالحر الشديد لذا فتحت نافذة السيارة فانتبهت لمن لا يغفل عنه أحدا فجذبت ذراع شقيقة زوجها وهي تتساءل بذهول
تطلعت فاطمهوتسنيم للخارج فانعقدت ملامحهما بذهولفقالت فاطمةبقلق
بيعمل أيه هنا....يا خبر ليكونوا اتخانقوا جوه عشان اكده الكبير نزل هو ومرته على جوه..
انتباتها عاصفة من القلق غزت جسدها لتشعر بربكة ټضرب أسوارها لمجرد تخيل السوء به ففتحت باب السيارة وهي تهم بالنهوض قائلة
هنزل أشوف في أيه وهجي.
ثوان....دقائق...لا يعلم كم من الوقت بات متصنما كالأبله أمامها يشعر وكأن لمسة يدها تلك تخفف عنه حدة ما تعرض له منذ قليل من مشاحنة قاسېة شعر وكأن
أنت پتنزف!
تطلعت إليه حينما وجدته مازال شاردافصاحت بإسمه پخوف
آسر..
أغلق عينيه بابتسامة منحته وسامة خاصة به سماع إسمه دون ألقاب تسبقه أسعده كثيرا فتطلع لها مطولا بنظرات مستمتعة برؤية قلقها الساكن بعينيها قبل أن يسكن تعابيرها صمته جعلها تخمن بوجعه الشديد أو ربما تعرض لشيء سيء فتدفقت دموعها على وجنتها وكأنها بذلك سكبت عليه المياه الباردة التي أعادته لواقعه فردد بتلهف
ثم أسرع باطمئنانها
أنا كويس... ده مجرد خدش بسيط.
رمقته بنظرة معاتبة لصمته الذي جلدها وجعلها تخمن تخمينات أسوء من بعضها لما حدث معها لكزته بقوة على صدره ثم استدارت لتعود للسيارة فتوقفت عن الحركة حينما جذبها من معصمها لتقف مقابله من جديد أخفضت وجهها للأرض لتتهرب منهفما حدث مخجل للغاية..ملامستها صدره ويديه...نظراتها البلهاء تجاهه..بكائها خوفا عليه عشقها دفع مشاعرها لتصبح كالكتاب المفتوح أمامه ودت لو امتلكت جرأة مشابهة لتلك
حتى تتطلع اليه مجددا علها تلامس ذاك الدفء من نظراته وجدته يقترب منها قليلا ليهمس بصوته الرجولي الرخيم
بتخبي اللي شايفه في عيونك مني ليه يا تسنيم
تطلعت اليه باستغراب لما يقصده بعينيها فتساءلت
أيه اللي في عنيا
لهفة وحب وخوف... أحاسيس كتيرة وصلتني من نظراتك ولمسة أيدك.
هروح أشوف ماما ومرات خالي..
قاطعهما النادل الذي خرج اليهما حاملا عدة حقائب ليشير لآسر قائلا
الاوردر جاهز يا فندم..
قال وهو يدنو منه ليحمل عنه أكياس الطعام والمشروبات
طب ساعديني طيب ده أنا مجروح وبنزف!
كبتت ضحكاتها وهي ترى غمزته المشاكسة وبالرغم من ذلك الا أنها اقتربت منه لتحمل عنه بعض الأكياس ثم قالت ساخرة
أحسن كده ولا أشيل باقي الاكياس..
رفع كتفيه بغرور
عيب عليكي ده احنا رجالة صعايدة وبنفهم في الواجب..
ضحكت بصوت أثلج صدره فأشار لها بتتبعه هبط الدرج ولجوارها كان يهبط عدد من الشباب بعدما انتهوا من تناول طعامهما فأسرع آسر ليفصل بينها وبينهما لوهلة كفت عن استكمال الدرج وتأملته باسمة شعرت بأنها أصبحت تمتلك حامي لا يقصر أبدا بحمايتها حتى في أتفه المواقف وصل للسيارة فاندهشت حينما وجدت والدتها تجلس بالخلف جوار زوجة خالها وبضحكة خبيثة قالت
خليكي انتي قدام يا تسنيم لحسن انا مرتحتش في القعدة قدام..
تلقائيا انتقلت نظراتها اليه فوجدته يبتسم لها بمكر ومن ثم ناولهما الطعام قبل أن يصعد للسيارة فتحرك بهما سريعا لاستكمال الطريق فتسائلت فاطمة بدهشة
امال فين الكبير والست رواية..
اجابها بابتسامة جعلها طبيعية حتى لا ينشغل بالهما كثيرا
شوية وهيحصلونا..
اومأت برأسها ثم تطلعت تجاه ابنتها لتشير اليها قائلة
افتحي الاكل لعريسك يا بنتي زمانه جاع..
ببسمة ماكرة قال
حاسة بيا يا حماتي..
ثم تطلع تجاه تسنيم ليشير لها بعينيه على چرح يديه وبمكر همس بصوت منخفض
مجروح وكده..
منحته نظرة مغتاظة قبل أن تحرر غطاء كرتون البيتزا ومن ثم التقطت احدى القطع لتضعه على المقعد الصغير الفاصل بينهما رفعها آسر لفمه وهو يغلق عينيه بتلذذ اتبعه قوله المشاكس
هتعود أكل من ايدك على طول... البيتزا دي طول عمري بطلبها من نفس المطعم ده بس عمرها ما كانت بالحلاوة دي..
ابتسمت بخجل ثم الهت ذاتها بالنظر من باب السيارة فتتبعتها عينيه ولم تترك لها حرية البعد حتى وان كانت قريبة وعلى بعد منه!
بالداخل
ما أن تأكدت من رحيل آسر حتى أسرعت رواية بخطاها
حتى أصبحت مقابل زوجها فمسحت دمعاتها العالقة بأهدابها قائلة بتلعثم
ابني بره كل ده يا فهد أنا قولتلك قبل كده خرجه من اللعبة دي..
أغلق عينيه يجاهد صداع رأسه الذي سيطرق بابه بعد قليل مما سيحدث الآن فقال بهدوء زائف
أنا بعده عن أي حاجة يا رواية وأنتي عارفة كده كويس كان ممكن أعيد الغلطة اللي عملتها قبل كده وأنا بأخد تار أبويا وتبقى بحور ډم بس انا اتراجعت وحسبتها بالعقل تاري ممكن أخده من غير نقطة ډم ممكن ټأذي ابني بعد كده وده اللي بعمله بس للاسف الولد ده مش ناوي يجبها لبر..ولازم يتحطله حد وفي أقرب وقت...
انهمرت دمعاتها الساخنة على وجهها فأصابته في مقټل فأمسك يدها ثم همس لها بحنان
حبيبتي خليكي واثقة فيا أنا مستحيل اسيب الكلب ده يأذي ابننا حتى لو التمن كان روحي..
رفعت وجهها تجاهه ثم رفعت كفة يدها الأخرى لتتمسك بيديه وپبكاء تمهل بحديثها المرتجف قالت
ليه حاطط في حساباتك انه ممكن
يأذي آسر فكر كمان في روجينا لازم نحميهم الاتنين منه يافهد..
رفع يدها اليه ليطبع قبلة رقيقة قبل أن يجيبها بابتسامة صافية
ولادي الاتنين وانتي في عنيا وجوه قلبي يارواية وأي كلب من دول هيقربلكم لازم يعدي على چثتي الاول..
وضعت يدها على فمه پغضب
أيه اللي بتقوله ده بعد الشړ عليك..
استغل الفرصة مرة أخرى ثم غمز لها وهو يردد بصوت منخفض
طيب مش يالا بقا لحسن كده هيبة الصعيدي هتروح سابع دولة لو لقوني بتكلم زيهم وأحسن منهم كده ولا أيه
نجح في رسم الابتسامة على وجهها فعدلت من حقيبتها على كتفيها ثم مسحت وجهها جيدا لتتحرك تجاه باب الخروج
يالا...
حرك يديه ليعدل من جلبابه ووشاحه الاسود الضخم المتدلي من خلفه ليلحق بها بالخارج فاستقبله السائق بفتح باب السيارة......
أعدت نادين الكثير من أصناف الطعام الشهي على الغداء بمساعدة حور وتالين فاليوم ستجتمع افراد العائلة بعد غياب انتهت نادين من سكب أكواب العصائر ثم استدارت تجاه ابنتها التي تعد السلطات بأنواعها قائلة
روحي يا حور أسالي اخوكي وقوليله قربوا يوصلوا ولا أيه
جففت يدها ثم ارتدت حجابها المنسدل حول رقبتها متجهة للشقة المقابلة لهم طرقت عدة مرات وبالرغم من أن الباب كان نصف مفتوح لم ترغب في الولوج قبل أن تطرق مرات متعددة وحينما لم تنتظر ردا ولجت للداخل وهي تنادي بتوتر
بدر.... بدر..
لم يأتيها رده فاتجهت لغرفته ثم حاولت فتح بابها ولكنه كان موصود من الداخل تعجبت للغاية من اغلاقه للباب بالمفتاح فاتجهت لغرفة أحمد بقلق من أن يكون أخيها بسوء وجدت باب غرفته مفتوح على مصرعيه لتراه أمامها يؤدي صلاته بخشوع تام وصوت في الترتيل سحرها لدرجة جعلتها تجلس على مقربة منه لتسمع صوته الخاشع في تلاوة القرآن الكريم وبعد أن انتهى من صلاته نهض يثني سجادته وهو يتطلع اليها بابتسامة مرحة
إنسيه لما بينام بيبقى شبه المقتول بالظبط.. لو عايزاه في حاجة مهمة وكده ممكن أجازف واعديله من البلكونة ورزقي ورزقك على الله..
شرودها بها لم يجعلها تستمع لما قاله فخرجت كلماتها تلقائيا دون حساب منها
صوتك جميل أوي يا أحمد ما شاء الله أول مرة اعرف انك صوتك حلو في قراية القرآن.
ابتسم على مدحها الرقيق ثم قال
مش أوي كده احنا على قدنا..
ضحكت وهي تجيبه
متخفش انا مش حسادة بس برضه صوتك حلو..
ضحك هو الأخير ثم قال
ماشي يا ستي متشكرين.... المهم هنأكل ايه النهاردة لحسن انا واقع!
قالت بحماس سبقها بالحديث فلم يضع لها حدا
عملتلك طاجن ورق عنب بالكوارع انما ايه عجب..
تطلع لها بفرحة
ايه ده بجد!
هزت رأسها فوضع سجادة الصلاة على الاريكة القريبة منه ثم قال مازحا
أنا خسيت النص من بعد ما تعبتي محدش بيفتكرني بأي صابع كفتة تايه حتى...
تعالت ضحكاتها على مزحته فانتفضت بوقفتها وهي تردد بتذكر
يا خبر دي ماما هتولع فيا كانت قايلالي اخلي بدر يشوفوهم بقوا فين وانا بحاول من ساعتها اصحيه مش عارفة.
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهو يردف بابتسامة عذباء
اهدي بس كده ولا هتقتلك ولا هيحصل حاجة... هجبلك أرارهم وحالا..
ابتسمت وهي تردد بامتنان
تسلم يا أحمد..
منحها نظرة هادئة قبل أن يحرر زر الاتصال ليأتيه صوت آسر فقال الاخير
فينك يا ديزل! .. كل ده في الطريق!
أتاه صوت الساكن بغيمة عشقه المجاور له
لا خلاص يا أحمد دقايق وداخلين عليكم ان شاء الله
توصل بالسلامة أنت واللي معاك... أنا هستناك تحت..
تمام يابو حميد... سلام
وأغلق الهاتف ثم أشار لها قائلا
على وصول يا حور..
همت بالخروج قائلة بابتسامة رقيقة
الحق اكمل السلطة قبل ما يوصلوا..
ابتسم وهو يجذب مفاتيحه ثم قال
وأنا هنزل استناهم تحت..
وأغلق باب الشقة ثم هبط للاسفل وعينيه تراقبها وهي تدنو من باب الشقة المجاورة حتى اختفت تماما من أمامه فاستكمل طريقه للاسفل بابتسامة مرسومة على وجهه رغما عنه..
بغرفة روجينا
زفرت بتأفف حينما حاولت الاتصال به للمرة التي تعدت
متابعة القراءة