بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


ده عظيم بجد بالرغم كل اللي حكتهولي عنها وعن اللي عملته زمان في عيلته وسمحلها عادي كده انها ترجع تعيش وسطهم! 
ابتسمت وهي تخبرها 
عمي فهد مفيش زي طيبة قلبه واللي شبهه بالظبط هو آسر ميتخيرش عنه في
الطيبة.. 
لمجرد سماعها لإسمه ارتعشت خفقات قلبها خلسة وكأنها تخبرها بتصميم على ارتباطها به فحاولت قدر الإمكان السيطرة على مشاعرها التي تكاد تقفز لتترنح في الأفق استفاقت من غفلتها القصيرة حينما اقترحت حور قائلة 

مش صحيح أنتي نازلة البلد النهاردة ما تسافري معاهم أحسنلك من بهدالة القطر.. 
زمت شفتيها وهي تجيبها 
لا القطر معاده العصر اكون فكرت كويس. 
سألتها باستغراب 
فكرتي في أيه 
جلست على الأريكة القريبة من الازهار وهي تجيبها بتوتر 
بصراحة يا حور بفكر مسافرش أنا مش هقدر أرجع أشوفه تاني وأكيد العريس ده من مجيبه وأنتي عارفة كويس إن اللي هيجيبه اكيد زيه.. 
جلست جوارها وهي تجيبها بهدوء 
عارفة يا قلبي بس متنسيش إن مهما كان مين اللي متقدملك مينفعش متكونيش موجودة لإن اللي هيحصل هيكون في وش والدك.. 
وربتت على يدها وهي تستطرد 
لازم تسافري عشان شكل عمي فضل وبعد كده ابقي ارفضي براحتك محدش هيجبرك على حاجة. 
أومأت برأسها باقتناع وعقلها شارد بمن أحبته وتمنته أن يكون هو من تصبح على عصمته وحينما ينغرس عقلها بالتفكير بذاك الامر عادت لتفق منه بأنه مجرد حلم ليس له واقع أو أمل بالتحقق! 
استيقظت من نومها ففردت ذراعيها بدلال والابتسامة لم تترك وجهها من الأمس مازالت لا تصدق بأنها تزوجت فارس أحلامها جذبت ساقيها على جسدها ثم اسندت رأسها عليها
وهي تعبث بخصلات شعرها بسعادة صفنت لدقائق مطولة ثم جذبت هاتفها تعبث به فانتفضت بلهفة حينما وجدت رسالة منه فتحتها على الفور لتجد بها عنوان عمارة قريبة من جامعتها استغربت من محتوى رسالتها فراسلته بسؤال عن ذاك العنوان رأى أيان رسالتها ولم يجيبها فتعصبت ملامحها وهي تردد بضيق 
برضه مردش طب أنا مش فاهمه عنوان أيه ده! 
هداها تفكيرها الأحمق أن تغتسل وتذهب الى العنوان أولا خاصة أنه قريب من جامعتها فما أن انتهت من حمامها ارتدت فستان أسود طويل وحجابا زهري اللون يتماشى مع حذائها وحقيبتها الزهرية ومن ثم ودعت نادين واتجهت للمصعد كادت بالدخول ولكنها انتبهت لباب الشقة المقابل لها يفتح لتجد أحمد يقف مقابلها ويتطلع لها بنظرات غاضبة ابتلعت ريقها بتوتر ومع ذلك رسمت ابتسامة مصطنعة 
صباح الخير يا أحمد. 
حاوطتها نظراته وسكونه الغائم يغلفه حتى كسره بعد دقائق متعمدا 
صباح الخير.. رايحة على فين 
أشارت بارتباك على الكتب بيدها 
رايحة الجامعة.. 
قرص أرنبة أنفه برفق ثم قال 
روجينا مش فاضل على فرحنا غير شهر وشوية لازم نقرب فيها من بعض عشان نحاول نفهم بعض أكتر.. 
ارتبكت للغاية حينما ذكرها بموعد زفافها فاسترسل أحمد حديثه بحنان تحلى به حتى يكسبها 
أنا عارف إننا مكناش متفاهمين خالص بالفترة الأخيرة عشان كده بفكر أننا نخرج كتير الفترة دي يمكن الامور تتحسن بينا ولا أنتي رأيك أيه 
توترت كثيرا وتوتر لسانها الناطق بتلعثم 
معاك حق... 
منحها ابتسامة أطلت جنب من وسامة وجهه القمحي وسرعان ما بددت سريعا حينما رفعت يدها لتعدل حجابها فأخشونت نبرته وهو يسألها 
فين دبلتك يا روجينا 
رفعت يدها تتفحص اصبعها بتوتر فبللت شفتيها الجافة وهي تبحث عن حجة مناسبة فقالت بتلعثم 
آآه.. تلاقيني نسيتها على الحوض وأنا بغسل ايدي الصبح لما هرجع من الجامعة هشوفها... 
ثم رفعت يدها وهي تتفحص الساعة 
همشي بقا لاني اتاخرت.. سلام.. 
وولجت للمصعد ومازالت عينيه تتبعها بنظرات غامضة تحاوطها شكوك بائسة حول شخصها المتغير ولكنه حاول أن يصدق ما قالت حتى لا تتسخ صفحتها الجديدة التي فتحها لها.. 
سعادة وفخر استحوذت على قلب كبير الدهاشنة وهو يرى ابنه الوحيد يتبعه كظله منذ الصباح فلم يسمح للسائق بالصعود لسيارة أبيه وأخبره بأنه سيقود بذاته فاتبعه إينما ذهب حتى الحقول والمصانع المجاورة بقنا ذهب معه شرد حدقتي عين فهد به قليلا فمال برأسه تجاهه ثم قال بابتسامة عذباء 
متخيلتش إن هيجي اليوم اللي تكبر وأعتمد فيه عليك وتبقى راجل صوح.. 
الټفت آسر تجاهه ثم قال بمرح 
الصغير بيكبر يا كبيرنا.. 
ضحك فهد ثم قال 
بقيت مصراوي شبه امك بس هيجي منك.. 
ناطحه بمشاكسة 
مهي المصرواية دي اللي وقعت الكبير ولا أيه! 
ابتسم بهيام 
وقعته بس دي خليته دايب فيها دوب.. 
أوقف آسر السيارة ثم قال بتعصب مصطنع 
لا يا كبير ما اتفقناش على كده نراعي إن ابنك لسه مدخلش دنيا برضه حس بينا يحس بيك ربنا خف شوية من المشاعر الجياشة دي في شاب أعزب معاك في البيت بدل ما ألم خلجاتي وأطوح بأي مكان متعرفوش توصلولي فيه.. 
بنظرة صارمة أشار بها تجاه المقود 
إطلع.. 
پخوف مصطنع قاد السيارة وهو يردد في طاعة 
تؤمر يا كبير لو عايز تهج بأي مكان سواقك وتحت أمرك لحد بعد العشا.. 
ضحك وهو يردد ساخرا 
آه قول كده بقى بتعمل الشويتين دول عشان مشوار بليل.. متقلقش مشاغلي الكتير مش هتخليني مكنش موجود في أهم يوم في حياة ولدي.. 
ابتسم آسر ثم ردد بجدية 
ربنا يخليك لينا يا أبوي وميحرمنيك منيك.. 
ربت بيديه على ساقيه بحنو 
الكبير ميبقاش كبير لو نسى أولوياته يا ولدي وأنت وأختك وأمك أهم شيء بالنسبالي.. 
ثم استطرد 
حط كلامي في دماغك لأجل اليوم اللي هتمسك فيه مطرحي.. 
قبل يديه وهو
يردد بضيق شديد 
بعد الشړ عليك الدهاشنه ملهاش غير كبير واحد يا ابوي.. 
کسى وجهه سعادة عارمة فأشار بحزم مصطنع 
ركز في طريقك يا ولدي.. 
استقام بجلسته ثم اتبع ارشادات والدته حول مكان المصنع المقام حديثا ليقود تجاه وجهته التي كان ابيه مرشدا وسيدا لها.. 
مازالت حقيبتها موضوعة جانبا لم تصفها بعدا ففتحتها لتخرج فستانا لترتديه ومن ثم أغلقتها مجددا لتستعد للرحيل ودعت تسنيم حور ثم انطلقت لتلحق بقطارها الذي اتتقل بين البلدان ببطء رغبت به ودت بتلك اللحظة أن لا يصل لوجهتها أبدا فكلما تخلل لفكرها ما سيحدث تلك المرة تزورها صورة لآسر برجولته وذوقه الذي جعلها تطمئن بأن مازال هناك رجال يستحقون ما نالوه من لقب تمنت وبأمنيتها تردد وحيرة بكونها خلقت رجلا فربما تركها خالها الأرعن بحالها.. 
وصلت روجينا للعنوان المدون وما أن تأكدت من عنوان العمارة من البواب حتى صعدت للطابق الرابع كما كتب لها وزعت نظراتها بحيرة بين الجرس وباب الشقة ومن ثم انصاعت لإصبعها الذي دق لمرة واحدة على الجرس ومن ثم انتظرت على بعد بترقب وحيرة لمنحها ذاك العنوان فتح شابا الباب وهو يتطلع لها بدهشة فسحبت الكلمات على لسانها وتخلت عنها وقبل أن تنطق بحرف وجدت صوت قادم من خلفه يأمره 
خليها تدخل يا علي.. 
تنحى جانبا على الفور وهو يردد بطاعة 
اتفضلي يا أنسة.. 
إطمئن قلبها حينما وجدتأيان يقف أمامها فولجت للداخل بإرتباك ازداد حينما اقترب منها قائلا بثبات 
اتاخرتي.. 
رفعت كتفيها بانزعاج 
وأنا هعرف منين اللي تقصده برسالتك! طبعك غريب وغامض.. 
ابتسم على كلمتها الاخيرة فقدم لها يديه وهو يردف 
هتتعودي.. 
وزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة ومن ثم وضعت يدها بين يديه واتبعت خطاه حتى ولج بها لشرفة العمارة التي تطل على نهر النيل انسحبت روجينا من يديه ثم ركضت لحافة السور قائلة بإنبهار 
المنظر هنا يجنن.. 
ثم استدارت اليه لتتساءل بفضول 
دي شقتك صح 
شقتنا.. 
انطبع وجهها بحمرة الخجل فألهت ذاتها بالتطلع للنهر ومن ثم قالت 
جميلة أوي.. 
مش أجمل منك. 
كاد بأن يقترب منها فتركته واتجهت للشرفة المجاورة وهي تتساءل بتوتر 
دي اوضتك 
قال وعينيه تتابعها
تحبي تشوفيها.. 
اكدت له بإيماءة رأسها ففتح الباب الصغير الذي يفصلهما عنها ومن ثم أشار لها بالدلوف دخلت هي أولا لتتمرر عينيها ببطء شديد على ممتلكات الغرفة بإعجاب شديد فنالت تلك الخزانة الزيتوتية اعجابها بما تحتويه من بذلات أنيقة للغاية مرورا بسرحته الخاصة وأحذيته فهمست بصوت منخفض 
ذوقك حلو في كل حاجة.. 
ابتسم وهو يجيبها 
اكيد عشان كده اختارتك. 
التفتت له وكأنما فتح لها سبيل الحديث عما فكرت به كثيرا فقالت بارتباك 
اشمعنا أنا يا أيان وأنت عارف العداوة اللي بينك وبين بابا! 
جلد وجهه الثبات والصلابة منحها نظرات أطالها عمدا قبل أن يجيبها 
لما حبيتك محطتش لنفسي قيود لا فكرت أعرف عيلتك ولا أعرف انتي مرتبطة ولا لا كل اللي همني أيه اللي قلبي حاسه تجاهك..
حاوطتها هالة مخيفة من المشاعر الجياشة تجاه حديثه المعسول فاقترب منها ومن ثم أزاح حجابها ليفرد خصلات شعرها الغجري فډفن رأسه بداخله وهو يشم رائحتهافاتبعته همسة أرجفت جسدها
القدر اللي جمعني بيك.. 
ومن ثم أدارها تجاهه وهو يتأمل رعشتها تلك بابتسامة ماكرة لم تمنحه هي مبتغاه فابتعدت عنه وهي تتفحص ساعتها پصدمة 
المحاضرة! 
خلع ساعتها التي بدأت تضيقه ثم قال بضيق 
وأنتي معايا متبصيش
على الوقت تاني. 
ثم أشار لها والخبث يترنح بين رومادية عينيه 
متقلقيش مفيش حاجة هتحصل من غير رضاكي فمفيش داعي للهروب ده.. 
أخفضت عينيها للأسفل حرجا فابتسم وهو يدفعها للخارج قائلا 
اتغدي وهوصلك مكان ما تحبي.. 
أومأت برأسها اليه فجلست على المقعد المجاور له ووضع الخادم أصناف الطعام على المائدة فجذبت طبقا فارغا وشوكة وبدأت بوضع لقمات بسيطة من الطعام ارتشف أيان من عصير البرتقال من أمامه وهو يسألها دون النظر اليها 
غريب انك مش مطبعة على عادات الصعيد 
أجابته بابتسامة سحرت عينيه 
لإني بقضي وقت في القاهرة اكتر ما بقضيه في الصعيد.. 
ومن ثم ادلت شفتيها بتذمر 
بصراحة انا مبحبش العيشة هناك بحس بالملل ويمكن ده اللي كان مخليني مش متقبلة موضوع جوازي من احمد.. 
توقف عن مصغ طعامه ومن ثم
طالعها بنظرة هلعتها وخاصة حينما أخشونت لهجته 
ما تنطقيش باسمه تاني قدامي اللي بينكم انتهى من اللحظة اللي مضيتي فيها عقد الجواز.. 
لعقت شفتيها بارتباك 
أنا اسفة مقصدتش بس خني التعبير مش أكتر.. 
ثم جذبت حقيبة يدها وكتبها لتستعيد للرحيل فجذب يدها ليجلسها مرة أخرى وهو يخبرها بنبرة هادئة 
كملي أكلك... 
نظراتها المرتعشة تجاهه جعلته يمرر يديه على وجهها الناعم ليمنحها ابتسامة نطقت وسامته 
من طباع الراجل الشرقي انه بيغير على مراته وأنا بالنهاية راجل صعيدي ومن حقي أغير عليكي ولا أيه 
بسمة رقيقة رسمت على وجهها وهي تهز رأسها ثم استكملت طبقها حتى انتهت منه فقالت 
شبعت الحمد لله هنزل بقى عشان متأخرش.. 
جفف يديه بالمنشفة ثم نهض ليشير للخادم الذي اتى بجاكيته فعاونه
بارتدائه ومن ثم جذب مفاتيح سيارته ليشير لها قائلا 
يلا هوصلك بسكتي.. 
قفز قلبها سعادة فاتبعته للاسفل ومن ثم صعدت لسيارته التي قادها تجاه جامعتها فأوقفها على مسافة من باب الجامعة حملت روجينا الكتب ثم ودعته
 

تم نسخ الرابط