بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
آسر لمقعد القيادة صعد هو فجلس آسر جواره ثم قال بيأس وهو
يتأمل الطريق الذي يسلكه
مفيش فايدة فيك!
أتاه ردا عڼيف يسرب له ما يشعر به بتلك اللحظة
هي أو غيرها أي كان اللي عمل كده لازم يتحاسب يا آسر أنا مش هسمح أن العداوة تقوم بين العيلتين لأي سبب من الأسباب لإني واحد من اللي دفعوا التمن ومرضاش لحد يعيش اللي أنا عشته..
خرجت ماسة من غرفة العمليات وحينما وصل سريرها المتحرك أمام الغرفة التي ستقيم بها حملها يحيى ثم وضعها على الفراش ومن ثم انحنى بجسده تجاهها هامسا بقلق
أحسن دلوقتي ولا لسه حاسة بۏجع
مش عارفة يا يحيى بس في ۏجع رهيب في بطني شكل البنج اللي أخدته معتش مأثر..
فرك يدها بحنان ثم قال
طب إهدي وأنا هخلي الممرضة تديلك المسكن اللي قالت عليه جوه..
أومأت برأسها بخفة فاتجه يحيى للخروج من الغرفة فاوقفته حينما نادته بلهفة
عايزة أشوف تيم يا يحيى.
تيم!
كانت لحظة مربكة لحواسه ليدرك هوية ذاك الضيف الجديد الذي زاد عدد عائلته الصغيرة ارتسمت على شفتيه ابتسامة جدابة ثم قال
حاضر هشوف سي تيم ده فين وهجبهولك..
ابتسمت على كلماته المازحة لها ثم ترقبت عودته بصبر طال بها لتلك السنوات..
بالخارج..
طمني يا يحيى ماسة كويسة
رد عليه ومازالت عينيه متعلقة بالصغير المختبئ خلف البطانية الصغيرة
الحمد لله يا خالو نقلوها من الباب اللي ورا لأوضتها.
الحمد لله..
كاد بالانسحاب لوجهته المشوقة فاوقفه والده جاسم تلك المرة حينما احتضنه وهو يهمس له بسعادة
مبارك ما جالك يا ولدي ربنا يجعله ذرية صالحة وبار بيك وبمرتك.
تعلق به بابتسامة واسعة
يا رب يا بابا يارب.
انتبهوا جميعا لصوت فهد ونبرته التي يعظمها الضيق الشديد
تعالت الضحكات فيما بينهما فتنحوا جانبا ليلحق كلا منهما فهد الذي اتجه للخروج من المشفى ليعود للسرايا التي بحاجة لمتابعة حازمة منهفما أن سمحوا له بالعبور فاتجه لوالدته سريعا وقبل أن يحمل صغيره أتى أحدا من خلفه ثم انتشله من بين يد نواره ليتأمله بحب وفرحة سرت لتنير وجهه فعنفته ريم قائلة
أحمد وبعدهالك ادي الواد لابوه..
هز رأسه نافيا
لا مش قبل ما أشيله أنا الأول عشان يتربى بعد اللي عمله معايا الصبح..
ضحكت حور ثم قالت
ميبقاش قلبك أسود يابوحميد.
أجابها باستنكار
ده كحلي مش أسود.. هي كلمة محدش هيشيل الواد غيري..
وطبع قبلات متفرقة على وجه الصغير وهو يردد بحب
مش كده يا حبيبي اتكلم ياض وقولهم أنا مرتاح كده.
تعلق أحمد بالصغير لم يغضب يحيى وعلى الرغم من تأكده بأنه يشاكسه كالمعتاد الا أنه كان سعيد بتعلق أحمد بالصغير فحبه وما يكنه من معزة خاصة كان واضحا على تعابير وجهه لذا ربت على كتفيه وهو يردد ببسمة هادئة
عقبال ما نفرح بابنك يا أحمد.
منحه أحمد ابتسامة صافية ثم قال
يا ررب وتكون بنوتة عسولة كده عشان يبقى عندي ولد وبنت..
وكان يشير على الصغير ثم اقترب ليضعه بين يديحيى الذي حمله بحنان فتعلقت عينيه على تفاصيل وجهه الصغير فلمعت بدمع بحفه الفرح والاطمئنان لوجوده بين يديه أخيرا ثم انسحب به تجاه غرفتها فما أن فتح بابها حتى حاولت ماسة الاستقامة بجلستها التي بدت غير مريحة لها فتأوهت من الألم الذي ضربها بقوة لذا مر أحمد من خلفه ثم عاونها
على الاستقامة بجلستها لتتمكن من حمل الصغير من يحيى الذي يقدمه لها فحاولت ماسة حمله ولكنها شعرت بأنها لن تقوى على رفعه وضمھ لصدرها بالرغم من أنه يشبه عقلة الإصبع بالنسبة لها!
ربما قيدتها الفرحة أو ازداد ارتباكها فور رؤياه فبالنهاية ما مرت به ليس سهلا بالمرة لذا كان على يحيى أن يقدم مساعدة أخرى صغيرة
محببة لقلبه لذا حمله وقربه من أحضانها ومازالت يديه أسفله فوزعت نظراتها بينه وبين الصغير ثم همست بصوت باكي
ابني!.. ربنا عوضنا يا يحيى.
لف ذراعيه حولها فضمھا اليه وهو يجيبها بحب
الحمد لله يا ماستي قولتلك قبل كده هنتجمع تاني حتى لو واجهنا عواقب العالم كله هيجي اليوم اللي هنرجع فيه مع بعض من تاني...
اشتاقت لسماع كلمته المفضلة لها فكان على الدوام يخبرها بأنها ماسته الخاصة ألقت بثقل رأسها على كتفيه ثم ذهبت بسبات بعد ارهاق وشقاء وإي راحة ستشعر بها وابنها بين احضانها وزوجها لجوارها!
بسرايا المغازية
صف آيان السيارة باهمال متعمدا تجاهل البواب الذي أسرع تجاهه بالترحاب بقدومه بعد فترة من الغياب الملحوظ اندفع بخطواته السريعة للداخل باحثا بعينيه عنها وبالفعل اهتدت نظراته على ركنها المحبب لقلبها والذي بات
ظلمته بغيابه تجلد روحها بلا رحمة اقترب ليقف خلفها وبصوت مخټنق بالعواصف قال
منتظرة تسمعي خبر مين فينا خبري ولا خبر ابن فهد
فتحت عينيها على مصراعها حينما استمعت لصوته فنهضت عن مقعدها ثم أسرعت إليه لتلقي نظرة متفحصة على جسده بأكمله وهي تردد بقلق
آيان حبيبي أنت كويس طمني
لمستها لوجهه جعلته يشعر بالنفور منها فتراجع للخلف بضعة خطوات وهو يصيح پغضب
متلمسنيش.. كان لازم من أخر مرة اتكلمنا فيها افهم أنتي بتفكري ازاي وبالرغم من اني كلمتك بمنتهى الاحترام الا أن مفهوم كلامي موصلكيش ويمكن دلوقتي يوصلك كويس..
واستطرد بنبرة أشد قسۏة
نسيتي انك متملكيش حاجة وكل اللي الخير اللي أنتي عايشة فيه ده ملكي أنا اعتبرتك زي أمي وسلمتك كل حاجة ولحد النهاردة كنت في صفك وبدعمك في كل خطوة بتخطيها حتى وأنا عارف إنها غلط بس خلاص مش هسمحلك تدمري كل اللي أنا بنيته سامعاني مش هسمحلك تدمري العلاقة اللي تعبت عشان أقويها.. ومن النهاردة إنتي بره كل حاجة وأولهم السرايا دي.
ترقرقت الدموع من عينيها المحطمة وجسدها بدأ يترنح من فرط كلماته القاسېة فسمح آسر لنفسه بالاقتراب منح ذاته إذن التدخل فببدأ الأمر كان يقف على باب المنزل رافضا اقټحام خصوصياته ولكنه رجل والرجل يأبى رؤية امرأة مسنة تهان حتى وإن كانت في موضع شك لذا اقترب حتى وقف مقابله ثم قال بصرامة وحدة
أنت كده عاقبتها ولا بتعاقب نفسك على الأقل اديها فرصة تدافع عن نفسها وتتكلم!
لوى فمه بتهكم وهو يجيبه ساخرا
هتدافع وتقول أيه مبقاش عندها اللي تقوله.
رد عليه آسر بثبات وتصميم بأن ما يقول هو الصائب
مش صحيح اللي بيلعب ده بيلعب على تقيل ومستحيل تكون هي وقولتلك قبل كده اجابتك مش عند خالتك لأنها هتتستر على اللي عمل كده لأنه بالنهاية من ډمها.
توترت نظرات فاتن المعلقة عليه فسماعها لما قاله آسر كان مربك وكأنه يفكك ما تخفيه حتى لا تزداد أمور عائلتها سوءا فأتاه الرد يزف من أعلى الدرج حينما هبطت ناهد ابنتها تخبره بدموع تسبق حديثها
كلام آسر مظبوط يا آيان ماما هي اللي طلبت مني أكلم آسر وأنبهه ميركبش عربيته لانها عرفت بالمخطط اللي آآ..
بترت كلماتها حينما صعدت فاتن أول درجات الدرج وهي تصيح بها بتحذير
ناهد.
اكملت حديثها متجاهلة نظرات والدتها الغاضبة
مش هسكت وأسيبك تدفعي التمن يا ماما..
ثم الټفت برأسها تجاه آيان لتستكمل بكره لكناية الشخص الذي ستخبره عنه
خالو هاشم هو اللي ورا اللي حصل ده يا آيان..
عقد حاجبيه بدهشة
خالي!!... طب ليه
جلست فاتن على الدرج ووضعت يدها معا فوق رأسها لتدافع عما يمزقها من صداع يستنزف طاقتها الهزيلة فدنا منها آيان ثم ردد بعدم استيعاب
صدقيني لو كنتي تعرفي حاجة أو بتداري عليه هتخسريني وللأبد.. احكيلي اللي تعرفيه.
مضمون رسالته كان لأثره ۏجعا خفق داخل صدرها فقررت التشبث بأخر فرصة منحها لها ربما لأن خسارتها تلك المرة ليست هينة فخسارة فلذة كبدها موجعة كتمني مۏتة رحيمة في وسط صحراء قاحلة لا زرع بها ولا مياه لذا شرعت بقص لقائها بأخيها في صباح هذا اليوم لتلقي على مسمعه كل حرفا خرج على لسانه وكأنه مازال يجلس أمامها..
كانت تجلس على الأريكة الخشبية القريبة من الشرفة الجانبية تتابع قهوتها باهتمام حتى لا تفور على السبرتاية الصغيرة فانتبهت للخادم الذي يدنو منها ليخبرها بوصول أخيها هاشم فنهضت تهندم جلبابها سريعا وهي ترحب به بابتسامة واسعة
يا مرحب ياخوي.. اتفضل اقعد..
جلسهاشم على المقعد المقابل لها ثم استند بنصف جسده العلوي على عصاه الخشبية وعينيه ترمقها بنظرة محتقنة تفهمتها فاتن جيدا فأجلت أحبالها المقطوعة حينما قالت
بقالك كتير مبتجيش اهنه زعلان مني في حاجة ولا أيه
أتاها رده المستنكر لسؤالها الغريب
وه بعد كل
اللي ابن اختك عمله وبتساليني زعلان من أيه! هتضحكي عليا ولا على روحك يابنت أبوي أزاي تهمليه يحط يده في يد اللي جتل أمه وحط راسنا بالطين!!
ابتلعت ريقها بارتباك بينما استرسل هو
ومش بس اكده لا كمان سايباه يخدم عليهم هناك ومش بس كده لا ده كمان بيساعدهم بفلوسه ورجالته..
وطرق العصا بالارض وهو يردد بعصبية
كبير المغازية لو ضعيف للدرجادي يبقى مينفعش انه يكون كبيرنا... وقبل ما أسمع الحديت ده من حد كان لازمن اتخلص من اللي بيوزه على كل ده..
تساءلت بدهشة
تقصد مين
قال والحقد يتبع اجابته الوضيعة
واد فهد الدهشان هو اللي بيملي رأسه عشان كده اني دبرتله مۏتة تليق بدماغه السم..
انتصبت فاتن بوقفتها لتصرخ پصدمة
عملت أيه يا هاشم
أعدل من عمته ثم رد عليها بشړ قد سكن حدقتيه ليجعلها مخيفة للغاية
هتخلص منه ودلوقت زرعتله قنبلة في عربيته مش هيقوم منها تاني..
اړتعبت معالمها فور سماعها لمخطط أخيها بالطبع لم تكن أقل منه كرها واحتقانا لفهد وعائلته ولكن النيران التي تأججت بداخلها هدأت بعد انكشاف الحقيقة وخاصة بعد أخر مقابلة جمعتها بآيان.
منحها أخيها بسمة شيطانية تتبعها قوله بعنجهية
اقعدي واستني مۏت ابن فهد بفارغ الصبر عشان
تعرفي ان خيك بيحققلك اللي كان نفسك فيه..
وتركها وغادر ومازالت تجابه صراع غير منصف لأعصابها لذا هرولت سريعا لغرفة ابنتها وطلبت منها أن تتصل هاتفيا بآسر وتمنعه بشتى الطرق من الصعود للسيارة..
وفور انتهاء فاتنمن قص ما حدث التهبت أنفاسه الساخطة عليه فكور يديه بقوة جعلتها تبيض من فرط
متابعة القراءة