بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


لا تليق سوى به 
اركن بس جنب أخواتك وبعدين نشوف حكاية البؤس دي. 
إنصاع له وجلس جوار بدر ليقابل حدة نبرةيحيى 
أنت يالا مش قولتلي ساعة وهكون عندك الساعة بقت ١١والطايرة هتوصل ١٢ونص هتحرك أمته! 
أجابه بعدما جذب الطبق وأحد الملاعق ليبدأ بتناول طعامه 
الا معاه ربنا ميقلقش يا عمهم أحنا وحوش الأسفلت ساعة زمن وهتكون قدام المطار واقف وماسك يافتة عريضة مكتوب عليها ويلكم تو إيجبت. 

تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما ليشير لهم آسربصرامة مصطنعة 
لا كلام على طعام يا سادة إنجزوا عشان تلحقوا مشواركم. 
وضعت حور قطع الدجاج المشوي مقابل كلا منهما فأشار لها عبد الرحمن بتلذذ 
أنا مجيش هنا وأكل حاجة من أيدك الا وتبقى خطېرة يا حور بجد تسلم أيدك. 
ابتسمت وهي تضع له المزيد 
الف هنا. 
رد عليهبدر بضجر 
إمروعوها علينا بقا معتش هتعملنا وكل خالص. 
لوت شفتيها پغضب فلكزه آسر ثم قال بإعجاب 
الأكل بيتكلم عن نفسه إتشملل إنت ياخويا وهاتلنا طباخة فيف ستار! 
تعالت ضحكات حور پشماتة أما يحيى وعبد الرحمنتعلقت نظراتهم الحزينة به ليلاحظ كلا منهما تهجم معالمه الحاقدة على تذكره لما يخصها دقائق مبسطة وانتهى عبد الرحمن من طعامه فأشار ليحيى بتتبعه ليغادروا سويا للمطار. 
طرق أحمد الباب مرة تلو الأخرى قبل أن يدلف للداخل وجدها تجلس على الفراش أمام الشرفة التي تحده الصمت والحزن يغلفها معا بحث بعينيه عن أحد المقاعد ومن ثم جذبه ليجلس جوارها تحلى بالصمت قليلا ثم
قطعه قائلا بصوته الرخيم 
آسر خاېف عليكي متزعليش منه أنت المفروض تاخدي بالك من مواعدك
بعد كده إحنا هنا مش في بلدنا يا روجينا فواجب علينا نأخد بالنا من تصرفاتنا خصوصا لو أنتوا البنات! 
تجمع ڠضب العالم بحدقتيها فالتفتت إليه ثم قالت بإندفاع 
لو جاي تبررله اللي عمله فوفر نصايحك يا أحمد لإني مش شايفاها غير تسلط هو على طول مستقصدني. 
منحها نظرة مطولة قبل أن يفيض به الصمت فقال بتريث 
أنتي ليه شايفة الناس كلها كده يا روجينا 
ابتسمت وهي تجيبه ساخرة 
هما فين الناس دول هما مش شايفين غيرحور وتصرفاتها المثالية حتى أنت كل ما بتتكلم دا عملت كذا وكذا معرفش مدام معجب بيها أوي كده مخطبتهاش وخلصت ليه. 
احتدت نظراتها الغاضبة ليجيبها بحدة وإنفعال 
وآسر ويحيىمعجبين بيها برضه!! هي اللي بتجبر الكل يحترمها ويخدوها مثال
أما أنتي فصدقيني رصيدك قرب يخلص عند الكل بسبب طريقتك وأسلوبك ده. 
ونهض عن المقعد ثم كاد بالخروج فاستوقفته حينما نادته بصوت باكي 
أحمد.
الټفت تجاهها فاستطردت بدموع غلبت صوتها الباكي 
أنا مش وحشة كده على فكرة. 
قرص أرنبة أنفه وهو يحاول التحكم في انفعالاته ثم دنا منها من جديد ليجلس على الفراش مرعيا مسافة أمانة بينهما ليردد بابتسامة أشرقت وجهه الرجولي 
عارف أنت جواك طيبة وبراءة صعب حد يكتشفها بسبب لسانك ده. 
ابتسمت رغم الدموع التي تتساقط من عينيها فاستكمل بحنان 
محدش بيكرهك يا روجينا بيكروهوا تصرفاتك وهنا الفرق إنك بايدك تغيري نفسك وتكوني أحسن منحور نفسها. 
أومأت برأسها بتفهم فمنحها ابتسامة صافية ثم أشار لها قائلا بمزح 
طب يلا نلحق العشا لحسن كان في طاجن بامية باللحمة لو طلعت لقيته اتنسف هتعملي غيره. 
ضحكت وهي تعقد حجابها جيدا لتخرج معه فما أن رآها آسر حتى أشار لها بالجلوس لجواره ليضع الطعام لجوارها وهو يهمس لها 
متزعليش مني أنتي عارفة أني عصبي بس حنين. 
منحته نظرة مشككة فتعالت ضحكاته ليجذب السکين الصغير المجاور اليها ثم أشار بتحذير 
شايفة غير كده 
ضحكت روجينا وهي تشير له بالنفي فشاركها الابتسامة لتتناول طعامها بفرحة وسعادة. 
وصل عبد الرحمن بزمن قياسي فولجوا للداخل بانتظارهم مرت الدقائق سريعا إلى أن وصلت الطائرة الخاصة بهم نهض يحيى ليقف باستقبالهم وما أن لمحهم حتى لوح بيديه ليتمكنوا من إيجاده انتبه عبد الرحمن لإشارة يحيى فعلم بأنهم باتوا أمامه فأنضم له وقف مشدوها للحظة بتلك الفاتنة التي تدفع العربة بصعوبة تجاهه ليتها ترفع عينيها عنها ليتمكن من رؤية لونها الساحر نعم يعلم بأن بنات خال آسر فاتنات ولكن ليس لهذا الحد والأجمل من كل ذلك الحجاب الذي ترتديه رفعت تالين عينيها السوداء لتتطلع تجاههما ويليتها ما فعلت أصابته بسهام عشق النظرة الأولى القاټل فسلبت نبضات قلبه ببطء وكأنه يرى غائب يعرفه منذ زمن بعيد! 
ابتسمت وخفق قلبه مع تلك البسمة وكأنها تمنحه الحياة وقفت تتبادل الحديث مع يحيى إلى أن أشار بيديه تجاهه قائلا 
ده عبد الرحمن ابن خالي فؤاد الله يرحمه. 
تلقائيا انتقلت نظراتها تجاهه فقالت بابتسامتها الرقيقة 
أزي حضرتك يا أستاذ عبد الرحمن 
ما الذي سيتمناه أكثر من ذلك ابتسامتها ومنادته بصوتها الرقيق اتسعت ابتسامته وهو يتأملها شاردا فأخفضت عينيها عنه في حرج أسرع يحيىإليه فهزه وهو يناديه بذهول 
عبد الرحمن! 
انتصب بوقفته وهو يجييه بعد استعادته لإتزانه 
أيوه. 
ضحك يحيى ساخرا
أيوه أيه يا عم أنت سرحت في أيه تالين بتكلمك وأنت في دنيا تانية! 
تحولت نظراته إليها وهو يردد بحرج 
أنا بخير الحمد لله حمدلله على سلامتك. 
أجابته بابتسامة صغيرة 
الله يسلمك. 
تساءل يحيى باستغراب 
هو أنتي جيتي لوحدك ولا أيه 
أشارت له بالنفي وعينيها تبحثان عن شقيقتها الصغرى من خلفها 
لا رؤى كانت ورايا! 
ظهرت تلك الفتاة من أمامهما شعرها الأصفر يتدلى على كتفيها كعباد الشمس الساطع عينيها الزرقاء رغم جمالهما يكسوها طبقة لامعة من الدمع الخارق كانت ترتدي بنطال أسود اللون طويل وقميص وردي دنت لتصبح قريبة منهما فأشار لهم يحيى تجاه باب الخروج
اتفضلوا العربية بره. 
كادت تالين بأن تدفع العربة من جديد فجذبها عبد الرحمن منها وهو يشير لها بابتسامة هادئة
عنك.. 
وجذب العربة منها ليدفعها تجاه باب الخروج حتى وضع الحقائب بالسيارة ثم صعدت الفتيات بالخلف ومن ثم انطلقت السيارة للعمارة التابعة لعائلة الدهاشنة. 
بالصعيد وخاصة بسرايا المغازية. 
كانت تجلس على المقعد القريبة من الهاتف الأراضي تستمع بحرص لوعد ابنها القاطع بقرب الاڼتقام من فهد دهشان فقالت بلهجة حملت كل معاني الحقد 
أمته يجي اليوم اللي أشوفه فيه مزلول ورأسه في الأرض. 
استمعت
لما قاله بابتسامة رضا طاف بها الشړ حينما أخبرها بخطته التي ستضربه في مقټل. 
ومن خلف الستار كانت هناك أعين تتلصص بمراقبة ما يحدث باستمتاع هدفه الأساسي اضرام النيران بين الطرفين فإذا خمدت كشف عن قناعه هو لذا كان يحرص على امتداد العداء بين المغازية والدهاشنة!
بشقة الفتيات. 
كان يتفحص بدر ساعة يديه بين الوقت والأخر فأغلق الحاسوب ثم وجه حديثه لآسر المنشغل بمراجعة الحسابات
ما كفايا كده ونكمل بكره أفضل. 
رفع عينيه عن الملف الذي يراجعه ثم قال 
وفيها أيه لما نسهر ونخلصهم النهاردة. 
وبنظرات شك قال باستنكار 
وبعدين مالك كده مش على بعضك من ساعة ما قولتلك تعالى نراجع
الحسابات مش طبعك يعني أنك تحب تأجل الشغل في أيه
إختار حجته المناسبة ثم قال 
مفيش بس تعبان ومحتاج أريح شوية. 
منحه نظرة صلدة تعمقت داخله قبل أن يشير له بغموض 
روح نام يا بدر. 
ما أن إستمع أذنه الصريح بالمغادرة حتى نهض سريعا خشية من أن يرآها مجددا وليته تمهل قليلا والا لما سيضع بالمواجهة الغير محببة لقلبه الجريح فما أن فتح باب الشقة ليغادر لشقته المقابلة وجد عبد الرحمنوتالين مقابله تلقائيا توجهت عينيه تجاه الدرج ليلمحها وهي تصعد هائمة به توهجت حدقتيه بترنيمة يصعب تميزها وقفت بمنتصف الدرج يدها تتعلق بالدرابزين تتأمله بسكون عجيب فرغم سكون الأجساد وهدوئهما الا أن الأعين تتحدث بحديث لا نهاية له اشتياق ينبع من الداخل لا يقدر كلا منهما على التصدي له أو مواجهته فالنظرات هو الوصال بين القلب ومبتغاه توصل ما يريد بمنتهى الشفافية دون أن تجمله أو تنكر ما يخفق بداخله!
مرر عينيه عليها في ذهول تام وكأنه يرى فتاة أخرى لا يعرفها وزنها الهزيل نظراتها اللامعة بالدموع المصحوبة بسحابة مظلمة من الحزن ملابسها التي باتت محتشمة لحدا ما مما كانت ترتديه بالرغم من تحرر خصلات شعرها الأصفر من خلفها بصعوبة بالغة سحب نظراته المتعلقة بها لينتبه لتالين التي تخاطبه فمنحها ابتسامة مصطنعة فقالت وهي تشير لرؤى 
أنتي لسه عندك اطلعي يلا 
صعدت الدرج الفاصل بينهما لتقف بالقرب منه منحها بدر نظرة قاسېة تحمل التقزز بين طياتها فغادر من أمامهما قبل أن يمنحها فرصة الحديث معه ولج للشقة المقابلة لهما وعينيها تتبعه كالظل الذي يتبع صاحبه فما أن أغلق الباب حتى أغلقت عينيها بقوة حررت تلك الدمعة الحبيسة بداخلها وكأنها الآن تحصد نتائج ما ارتكبته بحقه انتبه لها يحيى فقال وهو يتحاشى التطلع لها حتى لا يحرجها 
ادخلي يا رؤى. 
أومأت برأسها بهدوء ثم اتبعتهما للداخل فحاولت رسم ابتسامة مصطنعة حينما هرولت روجينااليها ټحتضنها وهي تردد بفرحة 
وحشتيني أوي. 
أجابتها بصوت واهن 
وأنتي كمان وحشتيني أوي. 
جذبتها لغرفتها سريعا ليتبادلن الحديث العالق بينهما منذ قترة أما تالين فجلست جوار حور بسعادة امتسحت معالمها شوقا لها فخرج آسر ليشير لها بابتسامة عذباء 
حمدلله على السلامة يا تالين. 
ردت عليه ببسمة رقيقة 
الله يسلمك يا آسر طمني عمتو عاملة أيه والبلد عاملة أيه لسه زي ما هي ولا أتغير فيها حاجة 
ابتسم وهو يجيبها 
عمتك يا ستي زي الفل وعشرة أما البلد فزي ما هي متغيرش فيها كتير وعموما يا ستي احنا كلنا كده كده هنسافر في أجازة أخر الأسبوع البلد وأكيد أنتوا معانا. 
اتسعت ابتسامتها بحماس فأشاريحيى لحور ثم قال 
زمانها راجعة تعبانة خديها يا حور تستريح في اوضتك. 
نهضت لتجذب يدها قائلة بفرحة 
تعالي ده أنا عندي حاجات كتيرة عايزة أقولهالك. 
ابتسمت تالين وهي تلحق بها بحماس لسماع ما لديها انتقلت نظرات آسر لعبد الرحمن الذي يتابعها منذ أن دخلوا سويا فرفع يديه أمام وجهه ليشير له ساخرا 
عبد الهادي أنت نمت مكانك ولا أيه 
تعالت ضحكات يحيى ثم تابع بقول 
من أول ما شافها وهو مهنج كده. 
ضبط معالمه وهو يردد بارتباك من محاصراتهم له 
أيه يا عم روميو أنت وهو اول مرة تشوفوا واحد شارد وحزين! 
انفلتت ضحكة مرتفعة من يحيى فقال باستهزاء 
شارد حزين في أوجاعي ومبقولش لحد!! 
وأضاف بسخرية 
يا عم فكك من الحوارات دي أنت من ساعة ما شوفت البت وأنت مش على بعضك. 
ارتبك بصورة ملحوظة فجذب هاتفه ليضعه بجيب بنطاله ثم أشار لهما 
الوقت إتاخر سلام. 
وغادر على الفور فابتسم آسر ثم قال بضيق مصطنع 
أحرجت الراجل! 
ضحك يحيى وهو يشير له بمرح 
هو ده بيتحرج! ده أنت تشوفه وهو مبلم قدامها منظره مسخرة. 
تعالت ضحكات آسر ثم قال بحزم 
طب يلا يا خفة على شقتك ميصحش وجودنا هنا لحد الوقت ده. 
نهض هو الأخر ليتبعه ومن ثم صعد
 

تم نسخ الرابط