بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


أسرع آسر تجاهه وجد النيران قد أمسكت به فرفع قدميه ثم ركله عدة مرات حتى استجاب لمحاولاته فولج للداخل وهو يردد پاختناق 
ماسة انتي جوه 
أتاه ردها المتقطع 
أنا هنا... 
اتجهت نظراته تجاه البانيو فوجدها تلف جسدها بالستار المحاط به وبالرغم من ارتدائها لقميص طويل يصل لقدميها الا أنها كانت تخفي ذراعيها العاړية استدار آسر للاتجاه الاخر ثم بحث بعينيه عما ستتمكن من ارتدائه فلم يجد ما يسعفه وخاصة بعد أن اشتعلت أغلب الغرفة لذا لم يتردد في خلع قميصه ثم ناولها إياه دون أن بستدير تناولته منها ماسة ثم ارتدته لتخفي ذراعيها العاړية فتساءل دون أن يلتفت 

خلصتي يا ماسة لازم نخرج بسرعة.. 
قالت وهي تحاول الهبوط عن البانيو 
خلصت.. 
كادت بالتزحلق عنه ولكن ذراعيه كانت الأقرب لها أمسك بها ثم عاونها حتى خرج بها.. 
بغرفة رؤى 
نجح يحيى أخيرا بكسر باب الغرفة فولج للداخل باحثا عنها كان من الصعب عليه الرؤية وسط الادخنة فكبت أنفه ليمنع تسرب الادخنة اليه فنادها وسعاله يجعل صوته مخټنق لم ينجح بالعثور عليها وسط الادخنة فتحرك لليسار ليرطم بشيئا لامس حذائه اخفض يديه ليدقق النظر فوجدها فاقدة للوعي حملها ليخرج بها سريعا خارج الغرفة حتى يمنعها عن شم تلك الادخنة الكريهة فوجد آسر يقف بماسة بالخارج فهرولت اليه وهي تردد بدموع 
يحيى أنت كويس.. 
أسند رؤى على كتفيه ثم ضمھا اليه قائلا
أنا كويس يا قلبي انتي اللي كويسة 
أومأت برأسها عدة مرات اخفضهما آسر وهو يصيح بلهفة 
حاسب يا يحيى.. 
ثم أشار له بتحذير 
لازم ننزل حالا مفيش وقت.. 
وبالفعل اتجهوا سريعا للأسفل فوجدوا عبد الرحمن يصطحب تالين والجدة هنية للاسفل ليشير لهما قائلا 
انزلوا بسرعة.. 
وبالفعل هبطوا للأسفل فوجدوا فهد وسليم وعمر والجميع يقفوا جوار الباب الرئيسي فقال أحمد وهو يشير بيديه لاسر 
الڼار ماسكة في الباب ومش عارفين نفتحه لازم ينكسر من بره... 
رفع آسر صوته وهو يشير بيديه لآيان 
اكسر الباب.. 
أومأ برأسه له ثم أسرع تجاه باب الخروج فرفع قدميه ثم ركل الباب عدة مرات ولكنه لم يستجيب لركلاته فلم يكن بحجم باب الغرفة وزع نظراته حائرا فحاول ايجاد أي وسيلة
لاستخدامها فخطرت بباله فكرة مچنونة لذا لم ينتظر لايجاد اسبقيتها وهرول تجاه سيارته أعاقه أحد رجال ابن مهران فلف آيان يديه حول عنقه ثم أطاح بها يسارا ويمينا فاحدث بهما كسر أنهى حياته فسقط ضريعا صعد آيان لسيارته ثم اسرع بقيادتها تجاه الباب الداخلي وقبل ان تصطدم به القى بذاته من باب السيارة فنجحت بتحطيم الباب فتمكن فهد وعائلته من الخروج وسرعان ما انضم الشباب لساحة المعركة فاوسعهم ضړبا مپرحا حتى تمددوا أرضا انتهت المعركة الدامية فجلست الفتيات ارضا تتطلع للسرايا التي اصبحت رمادا ودنى آسر من بدر يكبت چرح رأسه حتى أحمد عاون والدته على تضميد جرحه الجميع انشغل بمداوة الچرحي من الأهل فاستغل ابن مهران تلك الفرصة بعدما اختبئ لحظة خروج آسر والشباب فسحب سکينه ثم اتجه ناحية فهد كالافعى
فهد لصړاخ آيان مجددا وهو يدفعه للخلف قائلا 
حاسب يا فهد.. 
ثم أمسك بالسکين بين يديه التي انساب منها ارتعدت يد القاټل حينما رأى شجاعة الراجل الذي يحاربه فتراجع للخلف پخوف والآخر يلحق به بعدما أصبح السکين بين يديه ومن ثم جذبه ليستقر السکين بين صدره فما زؤعه من كراهية واڼتقام بات يضرب صدره هو لينال مۏتة ظنها ستلحق بفهد استقرت جميع الأعين على آيان بامتنان لوجوده بداية من انقاذهما جميعا ونهاية بانقاذ كبيرهما فأسرع آسر تجاهه جاذبا قطعة من ملابسه ليضعها فوقه جرحه ثم قال وعينيه تتطالعه 
اللي عملته النهاردة ده مفيش حاجة ممكن أعملها تردهالك غير انك بقيت مننا.. 
ابتسم فهد وهو يشير له بالاقتراب فاقترب منه بتردد فضمھ لصدره ثم تطلع لعينيه قائلا 
دلوقت بقيت واحد منينا وتستحق بتي!
.............. يتبع............ 
الدهاشنة....... بقلمي ملكة الإبداع آية محمد رفعت.. 
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا.... 
الفصل الخامس والأربعون.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة صفية عيسى شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
استغل ذلك اللعېن إنشغال فهد بالإطمئنان على ابنته وعائلته ثم أخرج من جيبه السکين وعينيه مسلطة على صدره كان يود أن يستهدف قلبه حتى يضمن بأن تحيطه مۏتة سريعة ستقضي عليه فعلى كل حال هو قتيلا بنهاية الأمر فهو يعلم بأنه من المستحيل أن يدعه آسر حيا بعدما كان يود فعله لعائلته لذا كان يود المۏت بعدما يضربهما في مقټل لذا اندفع بشراسة تجاه من يوليه ظهره فما أن انتصب فهد بوقفته حتى دفعه آيان الذي كان يراقب عيون ذاك الوغد من بداية الأمر فارتد جسد فهد للخلف جراء دفعة آيان له وهو ېصرخ به 
حاسب يا فهد.. 
كاد نصل السکين أن يلامس كتف فهد الذي يرتد جسده تلقائيا للخلف فأمسك آيان نصل السکين بيديه ليمنعه من اختراق جسده فانسابت من يديه من فرط عمق جرحه والجميع في حالة من الذعر وعدم الاستيعاب لما يحدث اړتعبت عين ابن مهران وهو يتأمل ذلك الرجل الشجاع فترك سکينه عالقا بين يديه ثم تراجع للخلف برهبة منه وما أن قرر الفرار حتى استوقفته نفس السکين الذي كان يود استعماله فاخترقت جلده لتنهي على ذاك اللعېن الذي تربى على يد أفعى سبقته لمصيرا عسير.. 
مزق آسر قطعة من الملابس ثم هرول تجاه آيان ليكبت جرحه البالغ وهو يردد بنظرة ذات مغزى 
انقاذك لابويا ولعيلتي ده مالوش تمن بالنسبالي يا آيان..
منحه ابتسامة هادئة قبل أن يجيبه 
سبق وانقذت حياتي وده دوري يا آسر لاني حسيت أني بقيت واحد منكم. 
شعر بتصلب يد على كتفيه فاستدار للخلف فوجد فهد من يحاوطه بيديه فجذبه لصدره وهو يخبره بابتسامة لم تعد غامضة 
أنت فعلا بقيت واحد منينا ودلوقت أقدر أقول انك تستحق بتي.. 
تعلق آيان به بشكل غريب فلأول مرة يشعر بمثل ذاك الشعور المفتقد لوجود الأب خانه انتقامه فجعل شوقه يتأجج لفقدان الأم فقط وها هو يشعر بحنينه لأب عظيم مثل كبير الدهاشنة ابتعد عنه فهد ليستطرد وعينيه تقرأ ببراعة ما يدور بمخيلاته 
من النهاردة انت عندي كيف آسر وروجينا.. 
ارتسمت ابتسامة على شفتيه وخاصة حينما اقتربت منه هنية بخطوات واهنة تليق بجسدها الهزيل ثم قالت بدموع تلألأت بعينيها 
اللي عملته شفعلك عندي يا ولدي روح أني مسمحاك على كل اللي عملته.. 
أمسك بها فهد ثم أشار لشقيقته قائلا 
خديها أنتي ونواره وطلعوها المندارة ترتاح. 
أومأت ريم برأسها ثم ساندت والدتها واتجهت بها للأعلى بينما اقترب عمر٠ من آيان ثم قال بثبات عجيب 
على الرغم من إننا عمرنا ما واقفنا في وش فهد في قرار أخده بس أنا كنت مستغرب من قراره بوجودك هنا وسطنا بعد كل اللي عملته والنهاردة عرفت ليه هو عمل كده.. 
ثم استرسل بحزن لمجرد تخيله ما كان سيحدث هنا لولاه 
لولا
وجودك كان زمانا خسرنا ولادنا ومش بعيد أرواحنا اللي بقينا مديونين بيها ليك.. 
رد عليها آيان قائلا 
أنا معملتش حاجة لكل ده.. 
واستكمل وعينيه تجوب فهد وآسر 
انتوا اللي زرعتوا الخير جوايا وحولتوني لبني آدم بقدر أحس وأخاف على اللي بحبهم.. اللي أنا فيه دلوقتي بسبب كرمكم معايا.. لو واحد تاني مكان فهد كان هيرد على قسۏتي بقسۏة أكبر ومش بعيد كان استغل كل اللي حصل ده بس هو معملش
كده.. 
ربت سليم على كتفيه بابتسامة هادئة ثم آشار للشباب قائلا 
ساعدوا الرجالة في تطفية الڼار... 
وبالفعل اتجه الشباب لمعاونة الرجال الذي اجتمعوا من إنحاء القرى حينما علت ألهبة النيران فجعلت الأمر ملحوظا من جميع المنازل المحاطة بالسرايا لذا هموا جميعا لمساعدة كبيرهم وعائلته. 
لم يكن الأمر بالهين فكانت النيران من أخطر ما يكون وقد نجحت في تأكل السرايا بأكملها حتى الحوائط السميكة مجرد تخيل ما قد يصيب إنسان عالق بها كان يجحظ لها العقل فقد استغرق لإطفائها أكثر من خمسة ساعات متواصلة حتى نجح الشباب أخيرا في اخماد تلك النيران التي كان منبعها من نفوس مريضة تربت على زرع الكره والحقد بداخل نسلها المړيض وها قد لقت ما يليق بشړ مثلها ارتمى جسد بدر بانهاك وإتبعه أحمد وعبد الرحمن حتى آسر القى القدح الذي يملأه المياه أرضا ليستكين جوار آيان ويحيى ونظراتهم جميعا تتطلع تجاه السرايا التي بات الشحم الأسود يغلفها فقال يحيى بنبرة نجحت بنقل ارهقه الشديد 
أيه اللي المفروض نعمله الوقتي 
أجابه آسر ونظراته الماكرة تحد السرايا 
مش حابب تجدد! 
رفع حاجبيه بدهشة فاستطرد الاخير حديثه بتسلية 
السرايا كانت محتاجة تجديد والحيوان ده خدمنا باللي عمله.. وإن كان على التصميم اللي هيتنفذ فأنا بنفسي اللي هصممه.. 
ثم قال وعينيه الماكرة تجوب الوجوه 
بس هحتاج مساعدتكم في كل حاجة... 
انتبهوا جميعا لأصوات بوق السيارات العالي ومن ثم هبط منها رجال أشداء يحملون عدد من الحقائب المغلقة فانتقلت النظرات تجاه آيان الذي قال بابتسامة صغيرة 
وأنا ورجالتي معاك.. 
اتكأ بمعصمه أرضا ثم انتصب بوقفته ليشير له ساخرا 
نأخد راحة الأول من اللي عشناه ده وبعدين نبتدي مش كده ولا أيه يا رجالة 
أجابه أحمد بتعب 
صح أنا فعلا محتاج يومين راحة.. 
ضحك بدر ثم قال ساخرا 
ليه كنت بتحارب ولا جالك اصاپة مستهدفة يابو نسب 
لكزه پغضب فدفعهم عبد الرحمن وهو يردد بضيق 
سبكم من الخناق ده وفوقولي جدعان انا ابتديت اقلق من حظي الفقر ده لا بقولكم أيه أنا مش لسه هستناكم لحد ما تجددوا السرايا وتبنوا طوبة طوبة في ايد بعض وجو هنعمر البيئة ده أنا عايز أتجوز ماليش فيه اتصرفوا ان شالله تجوزوني في اوضة في المندارة.. 
تعالت الضحكات الرجولية الساخرة فيما بينهما فقال يحيى بصعوبة بالحديث 
إحنا في أيه ولا أيه يا عبد الرحمن! 
رد عليه آسر بسخط 
مش قولتلك ان الواد ده نهايته قربت وعلى ايدي.. 
أجابه آيان قائلا 
معلش مهو معذور برضه كل ما فرحه يتحدد يحصل حاجة هوده وجوزه وأهي السرايا بتاعتي موجودة وتحت أمره.. 
اتسعت ابتسامته حتى كادت بأن تصل للأذن الاخرى ثم قال 
شوفوا الناس اللي بتفهم.. 
كان رد آسر الأسرع إليه حينما قربه إليه من تلباب قميصه المهترى ثم قال بصرامة
جادة 
طب اسمع بقى يا خفيف جواز دلوقتي مفيش ولو عايز قراري ده يتغير تبقي تساعدنا وتدعي اننا نخلص كل حاجة بأقرب وقت.. 
ابتلع ريقه پخوف فقال برعشة مصطنعة 
عايزني أعمل أيه يا كبير وأنا رقبتي سدادة.. 
تركه وهو يمنحه نظرة منتصرة ثم أشار له قائلا 
وقتها هقولك.. 
ثم أشار لهما بتعب 
يالا ندخل نريح شوية.. 
بالمندارة.. 
كان الطابق
 

تم نسخ الرابط