بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
روجينا يدها على رأسها تقاوم ما يعتليها من دوار مفاجئ فاسرع تجاهها آيان وهو يتساءل بقلق
روجينا مالك
قالت وهي تحاول الا تسقط أرضا
دايخة..
أمسك يدها ثم قال
بلهفة
طب ارتاحي.
انصاعت ليديه التي تحملها لفراشها فشعرت بأنها ستواجه فقدان وعي سريع لذا أشارت بيدها على الحمام
وقبل أن تسترسل كلماتها فقدت الوعي ويديه تساندها حتى لا تسقط عن الفراش استغرق الأمر خمسة عشر دقيقة حتى استعادت وعيها فما أن فتحت عينيها حتى شعرت بظلام يحيل بينها وبين الضوء فعادت الصورة لتبدو أكثر وضوحا حينما رأته يجلس جوارها حاولت النهوض عن محلها فعاونها آيان وهو يصيح بها
پخوف
حسبي..
لحد أمته هفضل كده أنا مش عارفة مالي بجد مكنتش كده في حملي الأول..
رد عليها بحنان ومازالت يديه تتشبث بها
فترة مؤقتة وهتعدي المهم انك تريحي نفسك الفترة دي..
استدارت برأسها تجاهه فوزعت نظراتها بين يديه المتشبثة بها وعينيه بابتسامة هادئة تلاشت حينما تفحصت الثياب التي ترتديها فخشى آيان أن تظن السوء به وخاصة بعد أن طلبتها صريحة منه بحاجتها لبعض الوقت لذا قال سريعا
ارتاحت تعابيرتها بشكل ملحوظ له فباتت الامور لها عادية مما جعل السعادة تشرق قلبه النابع بحبها الجياش فانحنى ليضع قبلة رقيقة على يدها وهو يهمس لها
قولتلك قبل كده عمري ما هكسر ثقتك فيا تاني..
رفعت حدقتيها تجاهه ثم قالت ببسمة مشرقة
كل اللي بتعمله معايا ومع أهلي بيأكدلي ده.. أنا آآ... آآ..
أنا عايزاك تكون جنبي على طول يا آيان.. متتخلاش عني..
ضمھا اليه بقوة وهو يهمس لها بعشق
أنا جنبك علشان ماليش مكان غير جنبك وفي حياتك أنا بحتاجك وبحتاج لوجودك لازم تفهمي ده كويس.
و رفع وجهها اليه لتستمع لكلماته الاخيرة باهتمام
وفي تلك اللحظة سمح لذاته بتحطيم حاجزها التي وضعته بينهما وكاد بالتعمق فيما يجمعهما لولا طرقات الباب المزعجة له نهض عنها ثم فتح الباب ليجد آسر من أمامه فمنحه نظرة ساكنة شملته من رأسه حتى اخمص قدميه قبل أن يلقي لمسمعه كلماته الساخرة
وقف آيان مقابله ثم أغلق الباب من الخارج ليرد عليه بضيق
يا عم أرحمني ده أنا ما صدقت أوصل للي وصلتله أنت أيه حد زقك عليا!
مال بجسده على الحائط ثم وضع يديه بجيب سرواله وهو يجيبه بمكر
القدر يابن المغازية ولو كترت بكلامك هقلبها دراما.
مشط بيديه خصلات شعره المبعثرة ثم قال
لا متقلبهاش اتفضل أنا جاهز..
أشار بعينيه بابتسامة خبيثة
كده تعجبني.. بينا بقى قبل ما البنك يقفل..
كبت آيان غيظه ولحق به للأسفل بهدوء مصطنع..
بالمشفى..
كبتت صرخاتها بطرف الملاءة البيضاء وهي تحاول الاستكانة حرجا من أبيها وعمها الجالس خارج الغرفة ولكن كان الألم يفوقها فرغما عنها كانت تنفلت منها الصرخات لتغدو أكثر ألما وبعد أن تفحصت الطبيبة حالتها قالت بعملية بحتة
هيكون من الصعب عليها انها تولد طبيعي عشان كده لازم نلجئ للقيصرية..
قالت ريم پبكاء
اللي انتي شايفه صح اعمليه يا ضاكتورة.
وانحنت لابنتها تربت على كتفيها بحنان
ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي..
جهزتها الممرضة أولا بحقن وريدها بمحلول يساعدها على التأهل قبل ولوجها لغرفة العمليات ومن ثم أخبرتها بأن تلحق بها لغرفة الملابس التابعة لغرفة العمليات فانقبض قلبها وتشبثت بيد يحيى الذي فهم من عينيها ما توده لذا اسنادها على ذراعيه ولحق بها للداخل ومن ثم عاونها على ارتداء الروب المعقم الخاص بالعمليات وانحنى بقدميه تجاهها ثم
رفع عينيه تجاهها قائلا بحزن
لحد هنا ومش هقدر أكون معاكي أنتي عارفة ان ده صعب عليا..
أمسكت بيديه بقوة تسبق مسكتها الهزيلة ثم قالت بتوسل
لا متسبنيش يا يحيى ادخل معايا آآ... أنا خاېفة.. متسبنيش..
أطبق بيديه على يدها ثم قال والدمع يتلألأ بعينيه
مش هقدر بلاش عشان خاطري أنا مش هعرف أقويكي وأنا محتاج لحد استمد منه القوة في الوقت ده..
كادت بالاعتراض على ما قال ولكن قطعتهم الممرضة التي فتحت الباب المتحرك من أمامها ثم قالت
اتفضلي يا مدام..
انقبض قلبها فذكريات فقدانها لابنها الاول مازالت تلاحقها تخشى أن تفقد الثاني وحينها ستواجه مۏت حتما سيكون الأكثر ألما شعرت برجفة يديه بين يدها فلم ترد أن تزيد امره فهي تعلم جيدا ضعفه وخوفه الشديد عليها فربما لن يحتمل رؤيتها هكذا بالداخل تهربه ذات المرة مختلف عن سابقها فتلك المرة ظل يحارب حتى معركته الاخيرة استكانت ماسة بنومتها بعد ان انغرز بسلسلة ظهرها أغلقت عينيها بقوة لتحتمل أي ألم قد تتعرض له ولكنها شعرت بقبلة رقيقة تجتاز جبينها المتعرق ففتحت عينيها لتجده يقف جوارها كانت صدمة مختلفة بالنسبة لها فالسعادة سيطرت عليها لمحاربته ما يعتريه حتى يكن لجوارها فلوهلة شعرت بأنه من يتعرض لغرز السکين بأحشائه وليس هي فالألم ينعكس على وجهه هو بالمقارنة لها أمسكت ماسة يديه ثم قالت برأفة به
أخرج يا يحيى أنا كويسة.
فتح عينيه لها ثم أولى ظهره للستار العازل بينهما وبين الطبيبة فوضع رأسه جوارها على السرير الصغير وهو يردد
جميعا وبالأخص عمر وجاسم حتى حان الوقت لمقاطعة تلك الاجواء حينما غرد بكاء الصغير ليطمن قلوبهم فسكنت الفرحة الوجوه ودنى فهد من عمر ليحتضنه قائلا
مبارك ما جالك يا واد عمي.
ضمھ اليه وهو يردد بفرحة
الله يبارك فيك يا كبيرنا وعقبال ما نفرح بابن آسر يارب.
أمن على ما قال
يا رب.
ثم الټفت لجاسم ليشير له على الممرضة
حفيدك شرف..
اسرع تجاهها فحمل عنها الصغير والتف من حوله النساء فقالت ريم
ما شاء الله كيف البدر.
ضمته نواره لصدرها وهي تردد پبكاء
يا واد الغالي.. تعبتنا كلتنا لحد ما جيت..
قالت رواية بتذمر
وسعوا كده أنا عايزة أشوفه..
وضعته نواره بين يدها فحملته وجلست به على الاريكة تتأمله بفرحة ومن جوارها حور وتالين أما رؤى فجلست على أحد المقاعد تحاول اخفاء حزنها على تأخرها بالحمل فهي أول من تزوجت من الفتيات وإلى الآن لم ترزق بابناء لذا قررت الذهاب بصحبة بدر للطبيب حتى يطمئن قلبها..
بالبنك..
سحبآسر مبلغ ضخم من المال ثم صعد لسيارته ليتجه لمقابلة المهندس حتى يدفع له جزء من المال فأشار لآيان قائلا
خليك هنا يا آيان هطلع أقابله وهنزل على طول..
أومأ برأسه باستسلام وتابعه بعينيه وهو يغادر للمطعم القابع بالدور العلوي فقابل أحد المهندسين المسؤولون عن البناء ثم قدم له المال ولكنه تفاجئ به يقرب الحقيبة منه مجددا وهو يقول
المبلغ وصلني فعلا يا بشمهندس آسر..
ضيق عينيه بذهول
ازاي!!
أجابه باستغراب
آيان المغازي..
ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة فجذب الحقيبة ثم صافحه قائلا
كمل شغلك بأسرع وقت..
هز رأسه بتأكيد فاتجه آسر للهبوط وقبل أن يستقل الدرج على هاتفه برقم مجهول ففتحه على مضض فاستمع لصوت مألوف له
آسر
أنا ناهد.. اوعى تركب عربيتك.. سااامعني اوعى تركبها..
جحظت عينيه في صدمة وهو يتطلع تجاه آيان القابع بالسيارة يلهو بهاتفه فازدرد ريقه بصعوبة وكأنه يحاول استرداد صوته الذي توقف فصاح بصړاخ جعل الاخير يتابعه بأستغراب
آيان... انزل..
لم يستعب ما يود قوله الا حينما فتح باب سيارته ليجذبه آسر خارجها بقوة والاخير يردد بدهشة
في ايه
ابعده آسر عنها فاڼفجرت بها النيران لتسقطها ارضا كقطعة الخردة البالية فنهض آسر وايان الذي يتأمل ما يحدث أمام عينيه پصدمة وڠضب لما ينتابه في تلك اللحظة لشكوكه حول كناية هذا الحاډث المخطط له.
.... يتبع.............
الدهاشنة... بقلمي ملكة الابداع آية محمد رفعت.....
انا رجعت يا بشړ هي كانت فترة طويلة عارفة وكنت شايلة همها بس الحمد لله الفرح تم على خير وانا بقيت متفرغة وعشان كده هكافئكم وهنزلكم فصول اكتر من المحددة وهستنى رأيكم في الفصل... بحبكم في الله ..
٥١٢ ١٤٧ ص زوزو الدهاشنة...وخفق القلب عشقا....
الفصل السابع والأربعون..
إهداء الفصل للقارئة الجميلةنسرين فوزي شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
انفجار السيارة كان مخيفا فأحړقتها ألهبة النيران ونهشتها كالۏحش المفترس الذي يتلذذ بأخر قطعة من ضحاياه وبالرغم من ثبات آسر الإنفعالي الا أنه كان يضمر من وراء ذاك الحاډث المدبر إليه وخاصة بعد تلقيه تلك المكالمة التي كشفت له المدبر ومع ذلك كان صامدا حتى لا يكشف آيان ما يفكر به
بل سحب هاتفه وهو يردد بصرامة
خلي حد من الرجالة يبعتلي عربية بالمكان اللي هبعتلك موقعه.
وأغلق هاتفه ثم استدار بجسده كليا تجاه آيان الشارد فظل الصمت حليفه لأكثر من ثلاثون دقيقةيحاول بها التغلب على شكوكه حول هوية المچرم الذي ارتكب ذاك الحاډث الدنيء فما أن انتهى من جداله البطيء حتى اتجه ناحية آسر الجالس على أحد الأحجار القريبة من سيارته التي باتت جردة بالية ثم قال بنظرة ډفن بها الشك
أنت عرفت منين أن العربية فيها قنبلة
قرص أنفه وهو يحاول ايجاد ما سيقول
حسيت مش أكتر..
ضيق الاخير حاجبيه ساخرا من إجابته الغير منطقية بالمرة فزفر آسر بملل ثم قال
بنت خالتك اللي قالتلي..
هز رأسه والشرار يتطاير من عينيه بشكل مقبض
كده اللي في دماغي صح.
واتجه مسرعا تجاه الطريق السريع وعينيه تراقب أي سيارة أجرة قد تنقله للمكان الذي يود الذهاب إليه فلحق به آسر راكضا ثم قال بتعصب
ممكن تفهمني أنت رايح على فين دلوقتي
تجاهله ومازال يراقب الطريق فدفعه آسر بقوة جيده الجسمانية وهو يردد بضيق
اللي بتفكر فيه ده مش صحيح خالتك مش ورا اللي حصل هنا ده حكم عقلك وبلاش تكون متسرع.
ابتسم وهو يجيبه بسخرية
أمال مين اللي له مصلحة في اللي حصل غيرها
قال بدهاء لم يكتسبه من العدم
خالتك مش غبية عشان تلعب لعبة ساذجة زي دي وهي متأكدة أنها بكده هتخسرك وكمان مش هتجازف وهي عارفة انك وارد تركب معاياالموضوع أكبر منها.. وأعتقد الإجابة عند ناهد..
لم يؤثر تحليل آسر المنطقي به ربما لأنه لم يرى منها الا السوء والشړ الذي تضمره لعائلة فهد الدهشان وبالأخص آسر لذا ظل صامتا والنيران تتمكن منه فټحرق ما تقابلها وتزيد أحطبة الڠضب والحقد والاندفاع بداخله وفي ذلك الوقت وصلت السيارة التي طلبها آسر فاستغل آيان الفرصة وقبل أن يصعد
متابعة القراءة