بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


لمواجهة مخاويفها نعم باتت على يقين بأن آسر هو سر قوتها الغريبة تلك تأكدت بأنها على استعداد مواجهة الماضي والحاضر والمستقبل... نعم لأجله هو ستفعل كل شيء... ستتمسك به حتى أخر أنفاسها.. تريده قلبا وقالبا.... 
تذكرها لمواقفه النبيلة معها باتت تلاحقها حتى صباح اليوم التالي نعم كان هذا الصباح مميز للغاية بالنسبة إليها اليوم سيعقد قرآنها لتصبح زوجته على سنة الله ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام اليوم سيوضع إسمها جوار إسمه ظلت بحالة الشرود تلك حتى انتهت حور من وضع بعض اللمسات التجملية على وجهها فتطلعت لنفسها بنظرة إعجاب وهي ترى نفسها بذلك الفستان الذي إختاره لها بنفسه. 

فتحت والدتها باب الغرفة لتخبرها بحماس 
بابا وخالك وصلوا يا تسنيم.. 
رسمت ابتسامه تخفي بها توترها لمعرفتها بأنه هنا ولنكن على صدق لما تكن حالة خۏفها يشابه ما كانت تشعر به من قبل الآن تشعر ببعض الارتياح لوجود آسر جوارها حتى ولو لم يكن معها بنفس الغرفة يكفي بأنه بنفس المنزل الذي يحويها أحد غرفه خرجت تسنيم لتجد تالين وحوروأحمد يزنون الرواق وباقي الشقة استعددادا لتلك المناسبة حتى روجينا شغلت بعض المهرجنات الشعبية وهي تغمز لها قائلة 
الف مبروك يا مرات اخوي.. 
ابتسمت على كلماتها الاخيرة ثم تحركت تجاه رؤى التي تشير إليها من خلف باب غرفتها
لتجدها لا تعلم كيف تعقد حجابها الأبيض فعاونتها بأرتدائه وظلوا سويا بالداخل لحين وصول المأذون لعقد القرآن.. 
في ذلك الوقت وصلت السيارات من الصعيد وكان فهد وسليم باستقبالهما فما ان هبط عمر حتى أسرع ليقف أمام فهد الذي ربت بيديه على كتفيه وهو يخبره 
هتتحل يا واد عمي. 
منحه ابتسامة صغيرة ثم تحولت عينين على إسر الذي هبط للتو لينضم إليهما ففور أن رأته ماسة حتى شددت على يد يحيى وهي تشير إليه تجاهه 
آسر أهو.. 
منحه فهد نظرة عرف مغزاها فمنذ امس وهو يشدد عليه بمساعدة يحيى ولكن مع مرعاة التحفظ التام بينه وبين ماسة حتى لا
يستفز ابن عمته فإن كانت ماسة ليست بعقلها فهو رجلا ويعي الصواب من الخطأ لذا اقترب منها آسر ثم قال بابتسامة هادئة 
ازيك يا ماسة عاملة أيه 
ضحكت بطفولية وهي تجيبه 
حلوة... فين الباربي اللي قولتلي عليها مش هتأخدني تجبهالي!. 
رفع آسر نظراته تجاه يحيى ثم عاد ليتطلع إليها والجميع يراقب رد فعله فقال بمكر 
أنا للأسف النهاردة مشغول أوي... ولازم نلاقي حل سريع عشان ماسة متزعلش صح 
ذمت شفتيها وهي تجيبه بحزن 
صح... 
تابع بخبث 
كده يبقى مفيش غير حل واحد.. 
قالت بلهفة 
أيه! 
أشار بعينيه قائلا 
يحيى فاضي ومفيش وراه حاجة أيه رأيك تروحي معاه وتجيبي الباربي وترجعوا بسرعة 
اتسعت ابتسامتها ثم جذبت يد يحيى لتشير له بحماس 
يلا يا يحيى بسرعة قبل ما المحل يقفل. 
قال وهو يهم بالخطى خلفها 
طيب حاضر اهدي بس.. 
وعاونها على الصعود للسيارة ثم عاد ليقف أمام آسر ليرفع يديه تجاهه بابتسامة صافية
مبروك يا عريس . 
تطلع ليديه بضيق فسحبها يحيى واحتضنها ابتسم آسر ثم همس له جوار آذنيه 
الكورة هرجعها لملعبك تاني.. 
فهم مغزى حديثه فودعه بابتسامة تنم عن ثقته الكبيرة به ليغادر لسيارته مجددا وفور رحيلهما بالسيارة اقترب منه عمر ليضم يديه لصدره ثم قال بدموع لحقته 
شهم طول عمرك يا ابني.. 
اجابه بحزن على حاله 
هتبقى كويسة والله يا عمي بس أنت خليك قوي.. 
منحه ابتسامة صافية 
عندي ثقة كبيرة في ربنا... 
ضمھ فهد ثم أشار له بحزم يحوي المرح بين نبراته 
هنقضيها احضان إياك.. ورانا يوم طويل يلا.. 
ضحك وهو يحمل حقيبته ثم صعدوا جميعا للأعلى.. 
انتهت تالين من لصق أخر بلون على سقف الردهة فإشارت لها حور على البقعة الفارغة قائلة 
حطي واحدة هنا كمان يا تالي.. 
قالت وهي تتأملها 
بس دي بعيدة يا حور مش عارفة هطولها ولا أيه.. 
وحاولت الوصول لأخر حافة المنضدة المعدنية لتضع البلون الاخير فانفلتت ساقيها عنه ثم تهاوت أرضا في نفس اللحظة التي ولج بها عبد الرحمن بحقائب ريم للداخل فتلقائيا ألقى ما بيديه ليلتقطها قبل أن تستقر أرضا فتحت عينيها الشبه مغلقة لتتأمل لماذا لم تشعر پألم احتكاكها بالأرض فتورد وجهها حينما وجدته يتمسك بها تطلعت إليه بتوتر ثم هبطت عن ذراعيه وهي تشير له بالبلون الذي بيدها 
انا أسفة والله ما أقصد دي حور كانت عايزاني أعلق البلونة هنا وانا آآآ... 
انقطع حديثها حينما وجدته يتأملها بشرود فربما لم يستمع لكلماتها من الاساس ولكنها تفاجئت به يجيبها 
ولا يهمك... المهم إنك متأذتيش.. 
قالت على استحياء 
لا أنا كويسة... شكرا على مساعدتك.. 
وتركته وهرولت سريعا للمطبخ وحور تتابعها بضحك لم يتركها الا حينما جذب أحمد البلون ليفرقعه برأسها وهو يصيح لها بمرح 
فين اللزق!!! هقع من على السلم
المريب ده وانتي في دنيا تانية بتبصي على أيه 
حكت رأسها وهي تردد پألم 
آآه مش كده يا عم.. ما تقول ناوليني اللزق الله.. 
رفع حاجبيه بسخط 
انتي عارفة انا ناديت عليكي كام مرة.. 
القت حور اللصق والمقص أرضا ثم جذبت روجينا التي تختار المهرجان المناسب لتشير له قائلة 
أما انت بجح بصحيح خلاص خلي خطيبتك تقوم بطلباتك بقا.. 
وتركته وولجت للمطبخ لتعاونهما أما هو فتابعها بنظرة ساهمة بها ليشعر بضيق صدره في تلك اللحظات التي ساعدته بها روجينا وكأنها سحبت الهواء المنعش برحيلها! 
انقضت الساعات سريعا حتى أتت تلك اللحظة الحاسمة حينما جلست كل فتاة مقابل حبيبها وبعد خطبة مطولة من المأذون وضع العقد أمام آسر ثم أشار له على المكان الصحيح للتوقيع فمنحها نظرة تعمقت بجمال عينيها قبل ان يضع إسمه على الورقة ثم مررها لها فختمت اسمها جوار اسمه بنفس الورقة لتعود للتعلق بنظرة عينيه الدفئة وكل هذا يحدث أمام نظرات ذاك اللعېن الذي يتابع ما يحدث بتأفف شديد وكأنه يستكتر الزواج لإبنة أخته.. 
أمارؤى فما أن وضع المأذون العقد أمامها بعدما وقعه بدر
حتى سلطت نظراتها الباكية عليه وكأنها تتردد بتوقيعها فبداخلها تشعر بأنه يستحق امرأة أفضل منها على الاقل ليست ملطخة وما زادها ألما حينما تابع المأذون بكلماته لخالد الذي ردد بقبول ابنته البكر الرشيد توقفت عند تلك الكلمة وكأنها طعنت بألف خنجر تعجب الجميع من بكائها وانتظارها الطويل بعدم توقيع العقد حتى أن البعض بات يتساءل عما بها تلك العروس الباكية ففهد قد حرص على عدم كشف سرها لأي أحد من أفراد العائلة حتى من اكتشف الأمر القاه ببئر صعب أن يبوح بمكنوناته مسد خالد على ظهر ابنته ثم قال 
امضي يا حبيبتي.. 
رفعت عينيها الباكية تجاه بدر الذي قرأ بوضوح ما تشعر به بتلك اللحظة فنهض عن مقعده تحت أنظار الجميع ليقترب منها ثم جلس جوارها ليمسك يدها وبأبهامه حركهما حركات دائرية برقة حول يدها وهو يشير لها بحب 
وقعي يا ست البنات.. 
طيب جرحها ودواه بحرافية وكأنه بتلك الكلمات المبهمة منحها تقديرا لها عما تعني بالنسبة له فابتسمت من وسط دمعاتها لتسحب نظراتها عنه لتلك الورقة فوضعت اسمها جوار ليعلن المأذون بأن الزواج قد تم على أكمل وجه فما أن انتهى من ذلك حتى ضمھا
بدر أمامهما دون خشية من أحدا... 
فما أن حدث ذلك حتى تطلعتتسنيم لمن يجلس جوارها پخوف فإبتسم وهو يهمس لها بمكر 
لا أنا عاقل.. 
ابتسمت بسعادة بددت حينما استكمل همسه 
قدام الناس بس لكن لما نكون وحدينا الله أعلم بقا.. 
لكزته بصدره بغيظ فتعالت ضحكاته الرجولية مما زاد حقن من يتابعهما.. 
قطع تلك اللحظات صوت عبد الرحمن المرتفع حينما أشار ليحيى وأحمد قائلا.
الليلة دي عندنا يا شباب يلا... 
لم يفهم أحدا مغزى الحديث سوى آسر وبدر فتقدم احمد ويحيى لحمل الطاولات التي تحيط بكل ثنائي ثم وضعوا فلاشة خاصة بالمهرجنات ليتراقص أحمد مقابل عبد الرحمن الذي جذب بدر أما يحيى فجذب آسر لتنحصر الردهة برقصاتهم الرجولية حتى أن سليم انضم اليهما ليمنح آسر عصاه فلواها بين يديه بحرافية لم يكن المكان مرحبا بانضمام الفتيات أبدا فجلست كلا منهن تراقب محبوبها خلسة حتى كونوا مكان خاص بهن بنهاية الردهة ليشكلوا حلقة دائرية حول العروس في حين أن الجميع يرى بعضه البعض فلم يمنع ذاك الازدحام احتضان نظرات آسر لها فكلما كانت تتطلع تجاهه كانت تجده يتطلع لها بابتسامة سلبت عقلها قبل ان تفتك بقلبها ولكن ترى هل ستظل الفرحة تحوم بها.. 
........ بتبع............. 
الدهاشنة.... بقلمي ملكة الإبداع آية محمد رفعت.. 
رواياتي في معرض المدينة المنورة للكتاب 2022 في المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية بفضل الله أعمالي الورقية الحديثة والسابقة متوفرة في جناحنا إبداع رقم C32
للتواصل في المدينة المنورة واتساب الرقم 00201004022774
أو هاتف رقم
0582075621
مكان المعرض مقام خلف
مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة ومستمر حتى 26 يونيو
في انتظاركم يوميا من العاشرة صباحا وحتى الحادية عشر مساء ..
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراع السلطة والكبرياء.. 
الفصل السابع والعشرون... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة برنسس منة شكرا على دعمك المتواصل لي وبتمنى دائما أكون عند حسن الظن... 
سطعت شمس يوما جديد هام بالنسبة لرواية التي خرجت بصحبة تسنيم ووالدتها منذ الصباح لشراء ما يلزمها للزواج من متعلقات خاصة فأنهكهما إسبوعين طويلين لشراء أثاث جناحهما الكامل حتى انتهوا أخيرا وها هما اليوم يعدون الرحال للعودة للصعيد للاستعداد للزفاف المنتظر بأرجاء الصعيد بأكمله فإستأجر فهد باص ضخم يتكون من طابقين.. لنقل العائلة للصعيد فجلس كبار السن بمقدمة الباص والفتيات بالخلف أما الشباب فاعتلوا الطابق الأعلى منه.. 
كانت سعادة حور لا توصف لاشتياقها لموطنها وبلدها الحبيب على عكس روجينا التي تشعر بالإستياء لابتعادها عن زوجها الحبيب! أما رؤى فهناك حالة من الحيرة والإرتباك تطوف بها وأولهما خوفا من أن تفشل علاقتها بمن أحبته وسكن بداخل قلبها ليملأه بعشقه خوفا أخر من اختلاف البيئة التي نشأ كلا منهما فيها وبالرغم من ذلك مازال بداخلها جانب صغير يمنحها الطمأنينة بأنه سيكون جوارها لتتأقلم على طباعهم وعاداتهم... 
أما بذاك الجانب البعيد وبالأخص جوار الشرفة مالت برأسها لتستند عليه وأثقال العالم بأكمله ملقى على كتفيها تخشى أن تظل حبيسة هواجسها نعم أحبته وأحبت البقاء لجواره ولكن الفترة القادمة سيكون قريبا منها للغاية مجرد التفكير بالأمر جعل جسد تسنيم يرتجف بقوة فما بالها إذا بات الأمر حقيقة أفاقت تسنيم من غفلتها على صوت حور المتساءل في لهفة 
مالك في أيه 
حاولت رسم ابتسامة باهتة على شفتيها وهي تجيبها 
مفيش حاجة أنا بس سرحت شوية.. 
حدقت بها بتمعن قبل أن تعود لسؤالها من جديد 
عمرك ما عرفتي تكدبي عليا يا تسنيم قوليلي الحقيقة.. 
أدمعت عينيها في تلك اللحظة فهمست لها بصوت شبه مسموع 
خاېفة يا حور
 

تم نسخ الرابط