بقلم اية محمد رفعت
المحتويات
بيديه إليه ليقبلهما وهو يردد بحزن
أنتي ليه عاملة في نفسك كده أنا كويس.
عادت للبكاء مجددا فطوفتها تسنيم بذراعيها ثم أجبرتها على الوقوف معها لتتجه بها للحمام القريب منهما حتى تعاونها على الاغتسال وفي ذلك الوقت دنا فهد منه ليجلس محلها على المقعد القريب منه ثم منحه نظرة حزينة قبل أن يعاتبه
رد عليه وهو يجاهد الا يفقد وعيه
اللي مهران كان عايز يعمله أكبر من كده بكتير يا بابا لو أيان جراله حاجة اللي هيدفع التمن هما احفادك واحفاد الدهاشنة كلها.. هتبقى عاملة زي سلسال الډم مالوش نهاية.
مسح فهد تلك الدمعة الخائڼة ثم مرر يديه على كتفيه العاړي وهو يردد بإعجاب
قال بتعب وهو
يجاهد للمزح
حاضر اديني سبع تمن أيام كده وهتلاقيني بجري زي الحصان.
وضحك وهو يستطرد پألم
بسرعة أيه يا حاج شايفني مولود بقدرات خارقة اللحم هيلم بسرعة ده رصاص يابا مش لعب عيال هو..
خد وقتك المهم تقوم.
ابتسم الأخير ثم استسلم لتأثير فغفى بنوم عميق...
بالخارج..
انتظر حتى أن خرج فهد من الداخل فدنا منه أيان ثم سأله بلهفة وتردد
طمني يا فهد فاق
رفع فهد رأسه تجاهه ليحدجه بنظرة غامضة أنهاها حينما قال
يهمك أمره ولا صعب عليك اللي اتسببت فيه لأولادي.
صدقني أنا لحد اللحظة دي مصډوم ومش قادر استوعب حاجة من اللي بتحصل دي وأكتر حاجة ۏجعاني هي ظلمي ليك ولعيلتك كلهايكفي الۏجع اللي جوايا وبيموتني بالبطيء..
ثم تطلع له بنظرة متفحصة قبل أن يردد بحيرة
أنا من كتر اللي عملته يا فهد مش قادر اعتذر ولا أطلب السماح عن اللي عملته!
مفيش سماح هيغفر اللي عملته معانا وسط الخلق..
ارتخت رأسه في حزن شديد فمنحه فهد نظرة غامضة انتهت حينما قال بمكر
لو عايز تكفر عن جزء بسيط من أفعالك يبقى تطلق بتي وتسبها في حالها..
رفع عينيه في مجابهة نظراته پصدمة سكنت بداخلها ليردد پصدمة
هز الأخير رأسه فردد أيان بارتباك
مستحيل هعملها أنت عايز تأخد مني الحاجة الوحيدة اللي ممكن أكون لسه متمسك بالحياة عشانها..
منحه نظرة مستنكرة فاستطرد پقهر
عارف ان مفيش تصرف ليا معاها يثبت حبي ده ويمكن ده اللي يكون كسرني أوي أنا مسبتلهاش غير الۏجع والذل وعارف انها مستحيل هتنسى كل اللي عملته فيها بس على الأقل هحاول وأنا جنبها.
تعمق الاخير بالتطلع تجاهه ثم قال بغموض
وتفتكر اني هسامحلك تقرب من بنتي بعد كل اللي عملته!
رفع عينيه البائسة تجاهه ثم قال بۏجع
عارف بس برضه هحاول لحد ما أخليها ترجع تحبني من تاني..
ضحك فهد باستهزاء على مجرى حديثهما الغريب من يصدق أن من يتبادل الحديث الصارم معه هو شاب في عمر ابنه تقريبا وبالرغم من شدة العداوة بينهما الا أنه مازال يحتمل مناقشته وسماعه!
أنفض ذلك الفكر عنه ثم قال
أنا ممكن أسمحلك انك تتقرب من بنتي بس بشرط واحد..
اعتدل الاخير بجلسته وهو يسأله باهتمام
أيه هو!
قال بعد صمت لجئ اليه ليستميل لهفته لسماع ما سيقول
إنك تردلها اعتبارها قدام كل الناس لما تعمل اللي هقولهولك..
قاطعه من قبل أن يستكمل
وأنا جاهز لأي حاجة..
أشرقت شمس اليوم التالي فاستعاد آسر جزء من نشاطه ليفق من بشكل كلي فبات الأمر يزعجه حينما تغلب عليه الألم بشكل حاد فبات يشعر بكل ما يهاجم جسده التفتت برأسه للنحية الأخرى فابتسم حينما وجد يحيى وأحمديغفو على الفراش المجاور له بعدما نقل من العناية لغرفة عادية
بدر... بدر..
فتح عينيه بلهفة فور سماع صوته فدنى منه وهو يردد بفرحة
آسر حمدلله على سلامتك..
منحه ابتسامة هادئة ثم أشار له بتعب على مرحاض الغرفة ففهم ما يود قوله لذا رفع الغطاء عنه ثم سأله پخوف
هتقدر تقوم..
مد له يديه وهو يعافر ذاك الألم القاټل
ساعدني بس.
أطبق على يديه ليجذبه عن الفراش فتأوه آسر بصوت مسموع فكاد بالتنحي جانبا ليستند على الحائط ولكن يد أحمد كانت الأسرع اليه فقال بلهفة
عايز تروح فين يا آسر وأنت تعبان كده..
أجابه ووجهه يتعرف
عايز أغسل وشي وأغير هدومي دي..
ربت بحنان على يديه ثم قال
طب اسند علينا واحنا هندخلك..
خطى خطوة واحدة ثم وقف يلتقط أنفاسه وهو يردد بابتسامة جذابة
هلاقي مين غيركم أسند عليه!
ابتسم بدر وهو يردد ساخرا
واحنا هنلاقي حد زيك فين ياخد الړصاص مكانا!
تعالت ضحكات أحمد فصړخ آسر پألم وهو يحاول أن يتماسك فلكزه پغضب
ممنوع الضحك او الاحضان والذي
منه أنا لسه بعمل اعادة تأهيل.
ضحك وهو يشير له بتفهم
طب خش خش وبعدين نشوف موضوع الاحضان ده..
وبالفعل ولج للداخل بصحبتهم فعاونه على الاغتسال وتبديل ملابسه ثم عادوا به للفراش.
ففتح عبد الرحمن عينيه بانزعاج حينما شعر بحركة لجواره وجحظت عينيه في صدمة ليسرع للفراش وهو يحتضنه بفرحة
آسر أنت فوقت أنا كنت هتجنن من الخۏف عليك يا جدع..
صړخ آسر بۏجع من فرط قوة جسده الذكورية
آآه الله يخربيتك أبعد هتخلص عليا مش كفايا الهم اللي أنا فيه!
ابتعد عنه
ثم قال بأسف وسط ضحكات الشباب
مخدتش بالي يا جدع الله..
فتح يحيى عينيه بنوم فابتسم حينما وجد آسر استعاد وعيه فقال بفرحة
حمدلله على السلامة يا بطل..
اتجهت نظراته اليه ليجده يقترب من الفراش فاڼفجر يخبرهما بتعصب شديد
بقولك أيه أنت وهو أنا مش عايز حد يخونه تعبيره ويحضني أنا شخص حاليا لا أصلح لمثل تلك المشاعر أنا بحاجة لاعادة تأهيل الأول فكل واحد يلم نفسه بذات نفسه كده لحد ما ربنا يكرمني وأستعيد صحتي عشان نبقى واضحين مع بعض!
ضحكوا جميعا فقال بدر ساخرا
مع ان دي فرصة بالنسبالنا كلنا بس تمام ميهمكش مفيش حد هيقربلك يا حبيبتي مش كده ولا أيه يا جدعان..
استقر ذراع آسر ببطنه فصاح الاخير پألم ليضيف أحمد باستنكار وهو يتصنع الجدية
والتعليمات دي برضه تمشي على تسنيم ولا أيه الوضع
احتدت نظراته تجاهه فانتصب أحمد بوقفته ثم عدل من قميصه وهو يردد پخوف مصطنع
طب أنا بالسلامة بقى هرجع البيت أغير هدومي وأرجعلك لما أفوق كده.
أتاه رده الصارم
يفضل انك مترجعش أحسن خليك جنب عروستك..
ابتسم وهو يجيبه بسخرية
وده يصح برضه أنت الاساس يابو عمي..
احتضن آسر مقدمة رأسه وهو يردد پألم
ربت يحيى على كتفيه وهو يخبره بابتسامة مكبوتة
متتعصبش العصبية غلط عشانك استرخي وخليك هادي.
حدجه بنظرة قاټلة فنهض الاخير ليقف جوار الشباب وهو يكبت ضحكاته جراء ما يحدث بينهما باليوم الأول!
أخيرا هترجع تنور بيتك يا حبيبي..
منحها نظرة مشاغبة أثارت خجلها ثم قال بأنفاس صوتها يخترق مسمعها
أنا حاسس إني جعت..
ابتسمت وهي تدنو من الكومود لتجذب الصينية الموضوعة على سطحه ثم دثت الملعقة بالشوربة التي أعدتها خصيصا له فقربتها منه قائلة بفرحة
ألف هنا يا حبيبي..
ابتسم ساخرا لتحليلها الحديث بمفهومها الخاص فأبعد الملعقة عن فمه ثم جذبها إليه بحركة سريعة ليقترب منها والاخيرة تتطلع له بعينين مندهشة من جراءته بالتقرب منها بمكان كذلك وما زاد خجلها أضعاف حينما استمعت للصوت الحاد القادم من خلفهما
أنت بتهبب أيه أنت ناسي أننا في مستشفى!
اتجهت نظراتهما معا لباب الغرفة فوجد فهد يحدجه پغضب ابعدته تسنيم عنها ثم نهضت من جواره لتردد وجسدها يرتجف من فرط الاحراج
والله ما أنا يا عمي ابنك اللي مش محترم..
ضحك وهو يجيبها
في دي معاكي حق..
لوى آسر شفتيه في سخط
وأنتي بتقدمي مبررات ليه اتقفشنا في شقة مفروشة مش واحد ومراته!
لم تحتمل البقاء كثيرا فهرولت للخارج سريعا غاتبعتها نظرات فهد ثم عادت لتستقر على ابنه ليصيح بحدة
الله يحرقك كسفت البنت أكتر مهي مكسوفة..
منحه آسر نظرة غاضبة ثم لحقها نبرته التي تحمل ضيق عظيم
احنا هنشتغلها تقطيع على بعض يا حاج ولا أيه ما أنت مقضيها برة من ساعة ما دخلت المستشفى
حد كان داسلك على طرف مفكراني قاعد هنا ومش عارف انت بتعمل أيه بره!
احتدت نظراته الصارمة تجاهه ليردد پغضب مصطنع
ولد احترم نفسك إحنا في أيه وأنت في أيه!
لوى فمه وهو يهمس بسخط
ما تقولوا لنفسكم هي جت عليا يعني! يعني الواحد يقدر ابنك لسه عريس ودخل حبس انفرادي بدري هتبقى أنت والزمن عليه!
ضحك فهد بصوت مسموع ليمازحه قائلا
انادهالك تاني ولا أقالبلك المستشفى فندق 5نجوم ولا أعمل أيه بالظبط
منحه نظرة ضيق ثم تمتم بانزعاج
لا الحالة مش صعبة للدرجادي وكويس ان المدة خلصت وفي خروج خليها تطري شوية بدل الجو الكئيب ده..
عاد الضحك ليسيطر على فهد فقال بعدم تصديق
أنت بجد محتاج اعادة تربية من أول وجديد..
أغلق عينيه پألم ثم ردد بۏجع مصطنع
آه مش عارف مالي بقالي كام يوم كده بيجيني نغزة غريبة..
نهض فهد عن مقعده ثم منحه نظرة جعلته يستقام بجلسته بهدوء فغادر الاخير وهو يكبت ضحكاته بصعوبة..
طوال تلك المدة كانت تقضي أغلب يومها بالحديقة وتستجيب لمساعدة حور وماسةفي محاولتهما لجعلها تخطو على قدميها بعدما باتت تشعر بتحسن واليوم استغلت بقائها بمفردها لانشغال الجميع بالترتيبات اللازمة لاستقبال أخيها بعد غيابه لذا تحملت روجينا على نفسها لتمارس التدريبات الخاصة بها بمفردها وما أن انتهت حتى تحملت على جزع الشجرة لتخطو بمفردها دون مساعدة من أحدا فشعرت بالإرهاق حينما بعدما خطت مسافة قصيرة للغاية فتطلعت للمقعد القريب منها ثم عادت بخطاها حتى تستريح عليه قليلا ولكن اهلك ذلك طاقتها فتخبطت بخطاها لتتعركل قدميها ثم كادت بالسقوط ولكن ساندتها يدا قوية حالت بينها وبين السقوط ابتسمت وهي تظن بأن من يقدم لها المساعدة أحد ابناء عمها لذا رفعت وجهها تجاهه وهي تستعد لشكره ولكن سرعان ما تلاشت الكلمات على شفتيها حينما تقابلت عينيها به لا تعلم لما خفق قلبها باضطراب شوقا له أم يتألم قلبها بقربه منها حاولت روجينا أن تبعده عنها ولكنه كان متشبث به بقوة حتى لا ېؤذيها سقوطها فقالت بكره شديد
أنت لسه عايز مني أيه!! سبني بقى في حالي أنا معتش طايقة أشوفك حس بقى يا بني آدم!
ابتلع تلك الاهانات التي استهدفته بنجاح ثم حملها بين ذراعيه ودنى ليضعها على مقعدها فابعدت يدها عنه بتعصب انحنى أيان ليجلس مقابلها على العشب وحينما
متابعة القراءة