بقلم اية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


قائلة 
باي. 
أمسك معصمها فباتت
تلك الحركة مقربة لقلبها تطلعت اليه وعينيها تتساءل ماذا هناك اخرج أيان من جازانه فيزا ثم قدمها اليه قائلا 
خلي دي معاكي.. 
تطلعت لها باستغراب ثم قالت 
مش محتاجاها بابا وآسر بيبعتولي فلوس على طول. 
عادت نظراته القاتمة لتحتل عينيه فتناولتها منه على الفور فقال بحزم 

انتي دلوقتي مسؤولة مني انا مش منهم. 
هزت رأسها عدة مرات ثم منحتها ابتسامة اخيرة قبل أن تهبط وتلوح له بيدها فاستند برأسه على المقعد وتفكيره يقذفه تجاه ذاك الوجه الرقيق الذي ينيره ابتسامة أهلكت قلبه المحتبس خلف صدره القاسې.. 
توقفت السيارات تباعا أمام منزل الكبير فهبط الفريق الطبي الذي تولى نقل مروج والدة عبد الرحمن للداخل ومن ثم هبط يحيى بصحبته وبصحبة ماسة التي تعلقت بذراعيه كالطفل الصغير الحائر هبط طارق هو الاخر ليركض للداخل بفرحة عارمة يبحث عن والدته بسعادة ليتبعه يحيى فما أن ولجوا للداخل حتى هرعت ريم تجاه ابنتها وهي تردد بحنين 
ماسة بنتي.. 
تعلقت بيديه وهي تقرب جسدها منه پخوف فمرر يديه على خصلات شعرها بحنان 
مټخافيش يا حبيبتي أنا جنبك أهو.. 
ثم قال لها بحزن 
معلش عشان بقالها فترة مشفتكيش بس. 
اڼهارت دموعها فاستدارت تجاه عمر تشتكي اليه مما حدث فاقترب منها ومن ثم احتضنها وهو يهمس لها 
شوية وهتبقى كويسة يا ريم.. 
أومأت برأسها بتقبل ثم وقفت جوارها تتأملها بشوق هبطت هنيةللأسفل مستندة على عكازها وما أن رأتهم حتى قالت بفرحة 
يا مرحب بالغالي ابن الغالي.. 
واحتضنت عبد الرحمن بدموع افاضت لتقص ما تحمله من شوق تجاه ابنها الراحل هبطت رواية هي الأخرى لتستقبلهما بترحاب فما أن رآها يحيى حتى تساءل عن آسر فأخبرته بأنه بالأعلى يستعد للخروج فصعد على الفور ليعلم منه بأنه سيتجه لزيارة منزل تسنيم لطلبها للزواج سعد كثيرا وصمم على الحضور معه رغم عنائه من السفر.. 
ارتجت حوائط المنزل من شدة ڠضب العم فضل فالموعد المحدد لاستقبال ضيوفه قد حان ومازالت ابنته لم تصل بعد وما زاد استيائه وصول كبير الدهاشنة وعائلته صب عباس الهبة النيران ليزيد من ڠضب الأب تجاه ابنته فقال بخبث 
وهي هتتعلم الادب منين وانت باعتها بلاد غريبة تنام وتاكل وتشرب بعيد عنيك والله اعلم بتعمل ايه من وراك.. 
تعصب عليه العم قائلا 
اخرس قطع لسانك اني بنتي بمية راجل.. وأكيد عمرها ما هتكسر كلام ابوها ولا تطلعه عيل قدام الناس.. 
وكأنها نصفته حينما دق الجرس ومن ثم ولجت لتقف أمامهما فقالت بارهاق بادي على معالمها 
ركبت متأخر.. 
ابتسم بثقة إليه ثم قال ومازالت نظراته متعلقة به 
ولا يهمك يا حببتي يلا غيري خلجاتك وانزلي عشان الناس تحت. 
أومأت برأسها ثم صعدت سريعا للاعلى حتى لا تمنح ذاتها فرصة لقاء ذاك اللعېن صعدت للاعلى لترتدي أول ما التقطته يدها دون اهتماما وكأن جسدها غادره الروح فاتبعت والدتها للأسفل ثم حملت منها الصينينة المملؤة بالعصائر بآلية تامة ومن ثم ولجت للداخل لتضع ما بيدها على الطاولة فتخلل لمسمعها صوت مألوف اليها 
عروستنا تعبة نفسها ليه ما الحاجات كتيرة قدامنا أهي! 
رفعت عينيها تجاه صاحب الصوت فوجدت فهد من يتحدث ضيقت عينيها پصدمة ازدادت حينما مرت بعينيها على الجميع لتراه يجلس أمامهاذاك الآسر الفاتن الذي سلبها قلبها النقي العذري لا تعلم بتلك اللحظة السيطرة على انفعالاتها فرسمت البسمة تاجا وارتاح بالها أمانا له... لوجوده المرتبط بأمانها المفقود... وجود آسرها!! 
............. يتبع.............. 
الدهاشنة.... بقلمي ملكة الإبداع آية محمد رفعت... 
رواياتي كلها موجودة في 
معرض بغداد الدولي للكتاب 2022 في الفترة من 19 مايو حتى 28 مايو في أرض معرض بغداد الدولي في شارع المنصور أمام مول بغداد....
وتشارك أحدث إصدارات إبداع بأفضل الأسعار والخصومات بالمعرض...
للتواصل في بغداد واتساب الرقم 00201004022774
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراع السلطة والكبرياء.. 
الفصل التاسع عشر.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة إيمان سلطان بتمنى أحداث الفصل تنال إعجابك يا جميلة وشكرا من القلب على دعمك المستمر... 
كسفينة صغيرة خاب شراعها القوي بين أمواج البحر العتية فباتت تائهة بين زورقة المياه المتشابهة وبعد عناء منها أخيرا وجدت شراعها وبوصلة توجه سفينتها الضائعة فإطمئن قلبها أمانا لما سيعاونها على النجاة ذاك الشعور نفسه سيطر على تسنيم حينما التقت حدقتيها بعينيه المحببة لقلبها وعاطفتها فشعرت وكأن من حولها مجرد غبار يتلاشى من حولها لتبقى روحها منفردة بلقاء جمعها بنفسه وروحه وعقله ذاك الآسر سيقودها للجنون حتما فبات عقلها متحير لما يغلفها من أمانا بوجوده هو لا تعلم ما الذي تريده بالتحديد ولكنها ترغب بوجوده لوجوارها بأي طريقة يختارها هو واختار هو الأفضل لها اختارها زوجة له... حبيبة.. سكنة لقلبه وشريكة لروحه التي ستجمعه بها لم يقاوم آسر سحر تلك البسمة المرسومة على شفتيها حتى نظاراتها أهلكته فود لو اقترب منها ليستطيع تأملها بدقة وربما يسترق السمع لما تهمس بها شفتيها تعلقت عينيه بها لثوان استطاع
آسر..... 
تمنى لو رفعت صوتها الهامس عله يؤكد ظنونه بما تلفظه عادت تسنيم لواقعها حينما أشار لها فهد قائلا 
اقعدي يا بنتي واقفة ليه 
صوته الخشن أعادها لواقعها الذي يبدأ من تلك الغرفة وأمام تلك الطاولة تحركت تسنيم بجسدها للخلف حتى استقر جلوسها على المقعد القريب منه فبذلت ما بوسعها الا تتطلع تجاه ولكن خانتها عينيها وكأنها لا تنتمي اليها كالمسافرة التي حنت للقاء من هاجرته
قوليلي أيه اللي حور مقالتهوش ليكي عني! 
ارتبكت قليلا مما قال فأدعت انشغالها بضبط حجابها ثم قالت بتوتر 
حور مكنتش بتتكلم عنك كتير.. 
ثم رفعت عينيها تجاهه لتسترسل بصوت رقيق 
بس الفترة اللي اشتغلتها مع حضرتك تكفي اني اعرفك وأعرف اخلاقك.. 
ازدادت ابتسامة آسر فنهض عن مقعده ثم أختار المقعد المقابل لها مع حفظ مسافة آمنة لا تعرضه للحرج من أهل المنزل 
سهلتي عليا مهمتي وأعتقد كده مفيش وجه اختلاف بينا.. 
رفعت حاجبها بدهشة 
مش فاهمه! 
قرص ارنفة انفه بخفة وهو يخبرها بوضوح 
يعني أنتي تعرفي عني كل خير وأنا اللي اختارتك وده لانك بالنسبالي البنت المناسبة ليا فكده مفيش داعي ناخد وقت نفكر في بعض الفاصل هي فترة الخطوبة عشان تقدري تعاشريني وتعرفي العيوب اللي مقدرتيش تشوفيها كسكرتيرة ولا أيه يا ريس 
ضحكت رغما عنها حينما تعمد ان يذكرها بكنايتها الغامضة فقالت بصعوبة بالحديث 
كلامك مظبوط يا بشمهندس آسر.. 
مازجها قائلا 
هو إحنا في مقابلة شغل ياتسنيمشوية وهلاقيكي داخلة عليا بفنجان قهوة محوج!.. 
كتمت ضحكاتها بيدها وكأنها حرمته رؤية جمال وجهها حينما تبتسم فاعتدل بجلسته ثم تنحنح بجدية مصطنعة 
ها تحبي تعرفي أيه عني دي فرصتك عشان بعد كده مش هجاوبك على أي حاجة هسيبك تكتشفيني بنفسك.. 
خفق قلبها سريعا حينما أضافها لمجلد حياته الاساسي تلميحاته بأنه سيكون هناك علاقة تجمعهما أربكها فركت اصابعها بابتسامة صغيرة وعينيه لا تفارق الارض حينما وجدته يتأملها بنظرات تخللت بداخلها طرقات باب الغرفة جعلتهما يستدورا سويا فما كانت سوى والدتها توزع نظراتها بينهما بسعادة لذاك الرضا والتقبل النابع على وجه ابنتها فماذا تريد أكثر من ذلك ابنتها ستصبح فردا هام من عائلة الدهاشنة المعروفة وضعت الصينية عن يدها ثم خرجت على الفور فانتقلت نظراتهم تجاه الصينية ثم تعالت ضحكاتهما معا فقرب آسر كوب القهوة منه وهو يشير لها بمرح 
مش قولتلك! 
احمر وجهها من فرط ضحكاتها فتاه آسر بها حتى تناسى تماما ما يحمله بيديه فأنسكب بعضا من القهوة على قميصه نهضت تسنيم لتجذب المناديل الورقية المصفوفة على حافة الطاولة ثم سحبت منها منديل لتقدمه له قائلة 
اتفضل.. 
أنفض بيديه العالق بقميصه ثم رفع يديه ليتناوله منها وعينيه منشغلة بقميصه المتسخ فقبض بيديه على كفة يدها الصغيرة رغما عنه ارتجفت اصابعها بين يديه فشعر وكأنه يحمل قالب من الجيلي المتحرك فرفع عينيه تلقائيا تجاهها ليجدها تتأمله بنظرات مرتعشة ومن ثم سحبت يدها من يديه پعنف مبالغ به تعجب آسر مما حدث اليها حينما تلامست يديهما معا بدون قصدا منه ولكنه لم يعلق فمن الطبيعي لفتاة لا تجمعها علاقة رسمية بشاب ان تختبر مثل ذاك التوتر والارتباك عادت تسنيم لمقعدها وهي تجاهد بالسيطرة على جسدها المرتعش برسم ابتسامة كاذبة على شفتيها بينما الهى آسر ذاته عمدا بتنظيف قميصه حتى يتركها تجلس باريحية وما أن انتهى حتى وضع المناديل بالسلة القريبة منه وهو يشير لها 
نضف 
أشارت له بابتسامة هادئة فجلس باستقامة وهو يتابع 
الحوادث دي معتادة بالنسبالي بس اللي مش معتاد في وقت مهم زي ده تفتكري الحاجة هتخليني اغسل القميص الابيض ولا هتسامحني بإعتبار اني بعيش حدث هام! 
زارتها البسمة مجددا لتنسيها ما اختبرته من شعور قاټل فودت لو ظل يتحدث وهي تستمع اليه لأخر عمرها انتهى ذلك اللقاء القصير حينما ولج أفراد العائلة للداخل ليهيمون بالحديث عن الحقول ومن ثم اختتم الحديث حينما قال فهد 
أنت طول عمرك وأنت قريب مني يا فضل ومشفناش منك العيبة أول ما ولدي قالي على بتك قولتله يزين ما اختارت لأني خابر كيف تربيتك... 
ثم استطرد بعد لحظة من الصمت 
خد وقتك وشوف رد بتك واحنا في الحالتين أهل.. 
انتقلت نظرات العم فضل لابنته وكأنه يستكشف ما بها فوجدها تهز رأسها برفق بالموافقة رغم اندهاشه بقبولها السريع به الا انه التمس لها عذرا مجاورة فردا من الدهاشنة بأخلاقهم السامية سحب نظراته ليتطلع لفهد ثم قال بابتسامة واسعة 
مين العاقل اللي يأخد وقت يفكر بابن الكبير أني اللي مربيه وعارفه زين وإن كان على بتي فردها باين من وشها.. 
تطلع فهد اليها فوجدها تبتسم فقال عمر 
يبقى خير البر عاجله نقرا الفاتحة... 
تدخل جاسم بالحديث حينما قال 
وجبل ما نقرا لازمن تعرف
عادات بيتنا يا عم فضل أنت خابر اننا مبنحبش الخطوبة تطول وكل شيء جاهز يبقى مفيش داعي اننا نطول يحيى ولدي اتجوز في فترة قصيرة... 
أكد فهد على ما قال حينما تابع بقوله 
احنا نقروا الفاتحة وكتب الكتاب والډخلة يبقوا بعد
شهر من دلوقت على الاقل تكونوا جهزتوا ولا أنت عندك قول تاني يا فضل! 
تدخل عباس بالحديث والضيق يلحق نبرة صوته المخټنق 
ولزمتها أيه السرعة دي القيامة هتقوم ما يتخطبوا سنة ولا تنين يعرفوا بعض زين وبعد اكده نبقوا نعمل الفرح.. 
بدى بغيض للجميع حتى آسر لم يشعر بالارتياح تجاهه بينما تجاهله الكبير عمدا واستدار برأسه تجاه فضل ليتساءل بثبات 
رأيك ايه يا فضل 
أجابه بابتسامة هادئة 
هو في رأي بعد كلامك يا كبير على خيرة الله.. 
انطلقت الزغاريد ترفرف بارجاء المنزل ليزف خبر خطبة ابنه العم فضل من ابن كبير الدهاشنة بالصعيد بأكمله وعلى رأسهم ثرايا المغازية التي اشتعلت بنيران الحقد
 

تم نسخ الرابط